(EN ARABE) Un scénario intellectuel pour 2012 au maroc
Si la graphie arabe ne s'affiche pas correctement, aller dans la barre de menu en haut de la page, cliquer sur le bouton AFFICHAGE puis sur CODAGE, puis sur (PLUS, puis sur ARABE(Windows)
5- هـــــمّ الذاكـــــــــرة
(سيناريو ثقافي لسنة 2012)
الأربعاء 4 يناير 2011؛ كل عام وأنتم بخير؛ وكل المتمنيات بالتوفيق للحكومة الجديدة. بعد عبارات الصواب هذه، هيـّا بنا ندبّج بعض االسيناريوهات لهذه السنة المتميزة المشحونة بالدلالات الرمزية. لا يتعلق الأمر بمعرفة ما إذا كانت الحكومة الجديدة ستدشن عملها في تحريك مؤشرات الظرفية السوسيو-اقتصادية بالدعوة مثلا إلى إقامة صلاة للاستسقاء لعل ضغط الكتل الهوائية بجرز الأسور يفكّ أسْر التيارات الرطبة الحابلة بالتساقطات لتتمكن من شق طريقها نحو هذا البلد العزيز الذي يرجو الغيث من السماء وينتظر الخير من المستخلفين في الأرض، أو ما إذا كان الجميع سينشغل مرة أخرى بالهوس القديم الطامس للمسؤوليات، من قبل التمييز الميتافيزي بين "حكومة الواجهة" و"حكومة الظل"، وبين "حزب الواجهة" و"حزب الظل"، فتتبخر السياسة من جديد. إن الأمر يتعلق ببساطة بكيفية تعامل الذاكرة الجمعية المغربية مع ذكرى مرور قرن من الزمن على حدث تاريخي هو الذي رسم خطاطة تطور معالم مغرب اليوم (مغرب مفاهيم الحزب والنقابة والدستور والفصل بين السلط، الخ.)، بما في ذلك آخر قسامته، من حكومة التناوب التوافقي، إلى دستور 2011، فحكومة المنهجية الديموقراطية.
ذلك الحدث التاريخي هو حدث عقد الحماية في مارس 1912 الذي تم لأربع سنوات من ظهور أول هم دستوري في الفكر السياسي المغربي وقبل ظهور مفهوم الحزب. لقد تم ذلك الحدث لخمس سنوات بعد دخول وجدة في مارس كذلك سنة 1907. ذلك الحدث لم يرسم فقط، من خلال تداعياته، خطاطة مجرى تطور الفكر والممارسة السياسين لاحقا في المغرب؛ لقد رسم كذلك خطاطة إعداد التراب الوطني، وعلاقة البادية بالحاضرة، والفوارق الجهوية والإثنو-اجتماعية، وذلك من خلال سياسة الإدارة والتعليم والتجهير بشق الطرق ومد السكك الحديدية وتحديد العلاقة بالبحر وبعمق البلاد، وبالتمييز في النهاية بين "المغرب النافع" حينئذ من وجة نظر الاقتصاد الفرنسي بما يتميز به في تلك الفترة و"المغرب غير النافع". فإلى أي حد توجد هناك قطيعة أو استمرارية، وفي أي القطاعات؟ هل بقي "المغرب النافع" نفسه أم التهمه مد الأسمنت وتمركز الحضر وشبكة الطرق في سايس والغرب والشاوية؟ الأسئلة كثيرة.
نتصور إذن، بهذا الاعتبار، كثيرا من السيناريوهات. نتصور أن هذه السنة ستكون حافلة ثقافيا وعلميا في اتجاه استرداد ذكرى هذا الحدث، وذلك بشكل يثبت بأن الفكر الجمعي المغربي قد خرج فعلا من منطقة اللاتاريخ، وبأنه أصبح له من درجات الوعي ما يجعله يكتشف صورته موضوعيا ويسائلها بدل أن يبقى ضائعا في سديم ذاتيته. نتصور مثلا أروقة الوزارات وكافة المؤسسات المعنية في المعرض الدولي للكتاب لهذه السنة، ستكون أروقة حافلة بالمواد العلمية وبالوثائق والقطع التشكيلية والفوتوغرافية التي تعكس هذا الوعي الموضوعي. ونتصور أن تكون الجامعات ومعاهد ومراكز البحث في علوم التاريخ، والسياسة، والجيو-سياسة، والاجتماع، والاقتصاد، وغير ذلك، قد سطرت جميعا برنامجا سنويا لاستعادة هذا ذكرى هذا الحدث بأعين الحداثة وبعقلية من دخل منطقة الوعي التاريخي. ونتصور مراكز وفضاءات الإبداع والاتصال الجماهيري في السينيما الوثائقية والتاريخية، وفي المسرح، والتليفزيون، قد أعدت بدورها جميعا ومنذ زمان ما يلزم من مادة في هذا الصدد.
ملاحظة تدعو إلى التواضع في التفاؤل
صاحب هذا العمود ("مساءلة البداهة" / الصفحة الأخيرة من يومية ا"لعلم" كل جمعة) ليس بمؤرخ، وإنما هو لساني؛ لكنه ممن يهوى التاريخ إلى جانب علوم وفنون أخرى على سبيل الثقافة العامة. ومن منطلق الهواية هذا، حدث له، في يناير 2006، لما كانت اللجن المَعنـيـّة أو المُعيّـنـة منكبة حينئذ على دراسة "حصيلة نصف قرن من الاستقلال"، أن ربط في الوعي التاريخي ما بين الوقفة التقويمية لتلك الحصيلة وما بين الذكري المئوية لحدث "دخول وجدة" (1907-2007)، الذي تم في مارس 1907 كإفضاء نهائي لهزيمة وادي إسلي في ضاحية نفس المدينة وكتمهيد لمأسسة نتائج تلك الهزيمة من خلال عقد الحماية بنفس شهر مارس بعد خمس سنوات بالضبط؛ وهو الدخول الذي لم يفت الشاعر هاشم السعداني أن يخلده في قصيدته الملحونية التي مطلعها:
يا لـسْلامْ بكيو على دْخول وجدة * دون حْرب غْـنمها لعْدو ونال لمراد).
وإذ كان صاحبنا حينئذ منتميا إلى مؤسسة رباطية لا يدخل مثل ذلك الهمّ في نطاق مهامها، فقد بادر إلى مكاتبة مجموعة من الأطراف الجهوية والوطنية التي توسّم فيها ذلك القبيل من الاهتمام بحكم الطبيعة الجمعوية لبعضها، والأكاديمية لبعضها الآخر. ولقد تمثلت تلك المبادرة في صياغته واقتراحه ديباجة مفصلة لتظاهرة علمية حول تلك الذكرى تتضمن بطارية من الأسئلة التي يتم الإحجام حتى الآن من تصورها وطرحها. لكن الأمر لم يُفض إلى شيء بعد كثير من الاتصالات والأخذ والرد. إذ اتضح أنه لم يبدُ بعد في الأفق ما يبين بأن هناك وعيا تاريخيا مصاحبا للسياسة وللجيو-سياسة، يعمل على إدراج الأولى في أفق الثانية على المدى البعيد. كل ما تم هو أن ذلك المشروع انتهى بإعلان الجمعية التي كان قد تم الاتصال بها، عن ندوة حول الذكرى المئوية لتأسيس "مدرسة سيدي زيان" بنفس المدينة. فهل ستمر الذكرى المئوية لعقد الحماية بنفس الشكل؟
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres