(EN ARABE) Le centenaire raté de la prise d'Oujda; et celui du Protectorat?
Si la graphie arabe ne s'affiche pas correctement, aller dans la barre de menu en haut de la page, cliquer sur le bouton AFFICHAGE puis sur CODAGE, puis sur (PLUS, puis sur ARABE(Windows)
التاريخ كفن أكاديمي، والوعي التاريخي كمظهر للوعي السياسي للأمة
(الذكرى المئوية لدخول وجدة 1907-2007)
محمد المدلاوي
حيـــثيـــــــات
لست بمؤرخ وإنما أنا لساني ممن يهوى التاريخ إلى جانب علوم وفنون أخرى على سبيل الثقافة العامة. ومن منطلق الهواية هذا، حدث لي قبل ما يربو عن سنة، واللجن المعنية أو المعينة منكبة حينئذ على دراسة حصيلة نصف قرن من الاستقلال، أن ربطت في الوعي التاريخي ما بين تلك الوقفة التقويمية وما بين الذكري المئوية لــ"دخول وجدة" (1907-2007) التي كانت تلوح لي في الأفق. وإذ كنت حينئذ منتميا إلى مؤسسة لا يدخل مثل ذلك الهم في نطاق مهامها، فقد بادرت إلى مكاتبة مجموعة من الأطراف التي توسمت فيها ذلك القبيل من الاهتمام بحكم عدة اعتبارات. ولقد تمثلت تلك المبادرة في صياغة ديباجة تظاهرة علمية حول هذه الذكرى. وإذ حلت اليوم سنة الذكرى (2007) ولم يبد في الأفق ما يبين بأن هناك وعيا تاريخيا مصاحبا للسياسة وللجيو-سياسة يعمل على إدراج كل منهما في الأفق البعيد، اللهم إلا ما كان من استجابة جزئية لتلك المبادرة تتمثل في الإعلان عن ندوة حول الذكرى المئوية لتأسيس مدرسة سيدي زيان بنفس المدينة، فإني أضع الديباجة المذكورة رهن إشارة كل من يهمه الأمر إذا ما بقي في سنة الذكري متسع لتدارك نقائص الأمنيزيا.
ديباجة تظاهرة علمية لفائدة كل من يهمه الأمر
(كتبت في 26 يناير 2006)
في هذه اللحظة (يناير 2006) التي أعد فيها المغرب على التـوّ تقريره التاريخي عن تجربة نصف قرن من الاستقلال، وذلك على جميع المستويات، لكي يبني على ضوء الوعي بإيجابيات تلك التجربة وبسلبياتها مساره الاستراتيجي للعشريات المقبلة، يكون لوقفاتِ أخذِ المسافة اللازمة لتمام الرؤية الشاملة في حقلٍ من حقول الشأن العام التاريخي، شأنٌ كبير.
ومن بين هذه المحطات التي يتعين الوقوف عندها لأخذ المسافة اللازمة إزاءها، قصد استيضاح الرؤية ومحاولة فهم ما جرى، محطةُ "دخول وجدة"، التي ستحل ذكراها المئوية في التاسع والعشرين من مارس من السنة المقبلة 2007 والتي يتعين أن تكون محطة للاعتبار. فلقد كانت بداية احتلال المغرب من ثغر وجدة (29 مارس سنة 1907)، وكانت بداية انتفاضة المغرب ضد الاحتلال من وجدة (انتفاضة 29 يناير 1944).
ففي هذا الظرف بالضبط ،الذي تميز فيه المغرب بانتقال سلس يسترعي الانتباه على جميع المستويات، السياسية منها، والحقوقية، والمدنية والثقافية، والاقتصادية، والإدارية- الجهوية، في إطار حتمية تغيير تاريخي مستقبلي تؤطره روحُ استمرارية حضارية عريقة، والذي يتميز كذلك بظرفية جيو-سياسية وعالمية لا تختلف كثيرا - على مستوى سوق الأقطاب، ومنطق النفوذ المتعدد الأشكال - عن ظرفية عنفوان النفوذ الاستعماري الكلاسيكي، إلى درجة أن بعض الأطراف أخذت تروج حاليا لفكرة "الدور الإيجابي للتجربة الاستعمارية، خصوصا في إفريقيا الشمالية" (le rôle positif de la colonisation, surtout en Afrique du Nord)، بينما ظهرت استقطابات وتقاطعات أيديولوجية ومذهبية جديدة تخترق ما هو قطري وما هو جهوي، في هذا الظرف بالضبط، يُـضحي طرحُ مجموعةٍ من الأسئلة الأكاديمية حول حدث دخول وجدة، والبحثُ عن إجابات لتلك الأسئلة تكون متعددة الاختصاصات ومتكاملة المنطلقات، من أبرز أوجه مظاهر الوقوف التأملي قصد أخذ المسافات اللازمة لتمام الرؤية البانورامية الواضحة. وفيما يلي قبيل من تلك الأسئلة، على سبيل المثال لا الحصر:
(1) ما هي خصائص الظرفية القطرية، والجهوية، والعالمية لحدث "دخول وجدة"، الذي خلد ذكراه شاعرُ الملحون هاشم السعداوي في قصيدته التي تحمل نفس العنوان ("يا لسلام بكيو على دخول وجدة")، وذلك على الأصعدة السوسيو-سياسية (مصاعب تداول السلطة المركزية، المتمردون، القواد الجهويون، الزوايا)، والاقتصادية، والثقافية، والأيديولوجية ، والجيوبوليتيكية (الاحتلال الفرنسي للجزائر، والاسباني لمدن شمال المغرب، وتنافس فرنسا مع ألمانيا وبريطانيا حول مناطق النفوذ الخ)؟
(2) وإذ بات من المعروف اليوم أن "دخول وجدة" - الذي يمكن الرجوع بخطاطة الاستراتيجية التي رسمته إلى حرب إسلي التي دارت رحاها في ضاحية وجدة نفسها - قد تم في ظرفية تنافسٍ عالمي على مناطق النفوذ، وفي ظل صعوبات في تداول السلطة المركزية على الصعيد الداخلي المغربي، في تواز تفاعلي مع تنامي سلطة الزوايا، وبؤر النفوذ الجهوي، واهتمام الأطراف الأجنبية بكل ذلك، فإن بقية الأسئلة تتمثل فيما يلي
(3) ما هي أوجه الخطوات الفعلية الملموسة للتغلغل، التي مهدت لبداية الاحتلال المباشر هذا للمغرب؟
(4) وما هي مهام الانطلاق، وما هو الدور الفعلي لبعثات التعرف والتوسّـم (Charles de Foucauld, Edmond Doutet, etc.) في التمهيد للاحتلال،
(5) وما هي مختلف المدارس التي نشأت في باب ذلك التعرف والتوسم (reconnaissance)، وما هي مختلف قيم ودلالات الآثار الأدبية لتلك الأدبيات الاثنوغرافية، ما بين وظائفها المباشرة الأولى إبان إنجازها من طرف أصحابها وفي سياقاتها المؤسسية والأيديولوجية، وبين قيمها المعرفية بالنسبة لقارئ اليوم؟
(6) ما هي الانعكاسات المباشرة وغير المباشرة لحدث دخول وجدة على مختلف الأصعدة، محليا، ووطنيا، وجهويا؟ وما دلالات أن تكون مدرسةٌ كمدرسة سيدي زيان "الفرانكو-إسلامية" (franco-musulmane) مثلا، كما كان يطلق عليها، والتي أُسِّـست بوجدة في نفس السنة (1907)، أولَ مدرسة للتعليم العصري بالمغرب؟ وأن تكون مدينة وجدة بعد أربعين سنة بعد ذلك (29 يناير 1944) مسرحا لأول انتفاضة للمغاربة ضد نظام الحماية بعد تمام "التهدئة" (pacification) في جبال الأطالس في منتصف الثلاثينات من القرن العشرين، وأن تشكل تلك المدينة، لعشر سنين أُخـَر بعد ذلك، في الخمسينات، وبداية الستينات معقلا خلفيا حاسما للثورة الجزائرية، قبل أن تصبح من جديد في منتصف السبعينات أول مدينة تتحمل بشكل مباشر تبعات المواقف الجيو-سياسية الجهوية لاسترداد المغرب لأراضيه الجنوبية، وذلك من خلال استقبال المغاربة المطرودين من القطر الجزائري، ومن خلال تحملِ التبعات الاقتصادية والسوسيو-ثقافية لإغلاق الحدود الشرقية، ثم لاستفحال اقتصاد التهريب وظاهرة الهجرة السرية العالمية عبرها؟
وبما أن الطبيعة لا تقبل الفراغ، كما كان يقال، خصوصا في حقل العلم وإنتاج الأفكار والتصورات - بما في ذلك الأفكار والتصورات التاريخية - فإن المبادرة إلى مساءلة حيثيات حدثٍ تاريخي من عيار حدث دخول وجدة ستـنقلنا من مجرد مستهلكين للأفكار التاريخية، ومنتقدين لها في أحسن الأحوال، إلى منتجين فاعلين في الميدان؛ خصوصا أنه لا يمكن تأميم الحقول المعرفية، واحتكار حق معالجتها، ومنع ذلك الحق على الغير، وأن حواجز اللغات، والمؤسسات الجمركية، والرقابية، لم تعد ذات مفعول على هذا المستوى في عصر عولمة المعلومات والاتصال.
في هذا الإطار وانطلاقا من هذه الروح يُـقترح اتخاذ سنة 2007 مناسبة مئوية لتناول هذا الحدث الغني تاريخيا، تناولا أكاديميا شاملا ومن أوجه مختلفة (تاريخيا، وجيو-سياسيا، وأدبيا، الخ)، وبأشكال متنوعة (ندوات، إصدارات فردية وجماعية، معارض، الخ) عبر سلسلة من التظاهرات العلمية والثقافية والتوعوية على طول السنة تمهيدا لمراجعة ظروف عقد الحماية في ذكراه المئوية المطلة على الأبواب. وكوجه أول ورئيسي لهذا الاحتفال الأكاديمي، يـُـقتَـرح أن يتم تنظيم ندوة علمية حول المحاور المبينة في الفقرات أعلاه، وذلك تحت عنوان:
"دخول وجدة 1907؛ ظرفياتـُه التاريخية، ودلالاتـُه الراهنة"
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres