(En arabe standard) L'histoire de Haïm Zafrani avec la lettre Aïn (?/?) de son patronyme
قصة الراحل حاييم الزعفراني مع حرف العيــــن (ע/ع) من اسمه العائلي.
1- بدأت العلاقة بيننا بتسجّلي للحضور كـ"مستمع" في سيمينار حاييم الزعفراني بشعبة اللغة العبرية بجامعة باريس-8 سنة 1983-1984، سنة تحضيري لرسالة دكتوراه السلك الثالث في شعبة اللسانيات بنفس الجامعة. ثم تطوّرت تلك العلاقة إلى سلسلة مراسلات وتبادلات وزيارات له في منزله بباريس ابتداء من سنة 1988، حينما راسلته في شأن سهو حصل في توثيق مرجع أحد مسالك التوراة التي استشهد بها مع دافيد كوهن في كتابهما 1968 (Grammaire de l’hébreu moderne) في موضوع "واو القلب"/Waw Conversive في اللغة العبرية. وكنت حينئذ قيد تحرير كتاب لي أضحى مع الزمن - إلى جانب أعمال أخرى، ولأسباب سوسيو-ثقافية شتّى - من نوع "الــــــــــــــراكًـــــــد" (نسخة مخطوطة منه عند الأستاذ كفايتي، أستاذ العبرية بكلية الآداب فاس-سايس)؛ وكان كتابا حول فونولوجيا ومورفولوجيا اللغة العبرية (باللغة العربية، والأمثلة طبعا بالعبرية). انقر الرابط الفايسبوكي الآتي حول هذا التبادل بالضبط:
https://www.facebook.com/mohamed.elmedlaoui/posts/1629357307237733
2- في يوم 4 سبتمبر 2003، الذي كان اليوم ما قبل الأخير من إقامتي العلمية الصيفية السنوية بـمركز بباريس (ما كنت أسميه "التشوال")، وكما هي عادة الثلاثة أيام الأخيرة في احتدام مهمامّ تسويّات إنهاء الإقامة (تسوية مختلف الوضعيات)، كان عليّ أن أقوم بعد الزوال بزيارة سبق أن تم تحديد موعدها هاتفيا منذ أيام للبروفيسور حاييم الزعفراني وزوجته سيليا بمنزلهما المقابل في نفس العمارة والطابق لمنزل الباحثة الأمازيغية الجزائرية تاسعديت ياسين (مديرة دورية AWal التي أسسها مولود معمّري) التي كنت أزورها كذلك في موضوع بعض منشوراتي في دوريتها. سارعت بعد تناول وجبة الغذاء بسرعة مطعم الحي الجامعي الدولي لباريس الذي كنت أقطن فيه بدار Robert Garic في الجناح المركزي للحي، إلى تحرير نص تهنئة احتفالات عيد الغفران ورأس السنة اليهودية بعبرية نقيّة في ورقة طائشة قبل نقله إلى ظهر بطاقة بريدية اقتنيتها بالمناسبة. توجهت بعد ذلك إلى دكّان للورود واقتنيت ثلاث أو أربع وردات من اختياري وعلقت فيها البطاقة البريدية بما كتب على ظهرها موجها للثنائي الزعفراني بالمناسبة المذكورة.
3- ضغطت على زرّ الجرس ففتح الباب، ووجدت الثنائي الزعفراني خلف الباب من الداخل في انتظاري في التوقيت الباريسي المضبوط. تبادلنا التحية بدون عناق "الفرانتش-كيس" غير الصحّي وسلّمت باقة الورد الخفيفة ببطافتها المعلقة فيها للسيدة سيليا الزعفراني، التي سلمتها في الحين لرفيق حياتهما، البروفيسور حياييم الزعفراني. بعادة المحقق، أخذ الزعفراني في الحين يحدّق في نصّ التهنئة وهو متّجه نحو الكنبة. قبل أن نصل إلى الكنبة قال لي بعد تجديد الشكر بانفعال طفولي: "لكن، يا مسيو المدلاوي، اسمي هو الزعفراني/זעפרני، بالعين ع/ע؛ وليس זפרני/Zafrani؛ Ils nous ont amputé même le nom". توجه للتوّ نحو قمطر جارور في الصالون فأحضر مصحح "بلانكو" وطلب منّي إعادة كتابة اسمه بالعبرية بلفظ [زعــــفراني] وليس بلفظ [زافراني] بناء على إملائية Zafrani.
4- قضينا حوالي ساعتين من الحديث حول صينية شاي وحلويات مغربية، كان من بين ما احتفظت به ذاكرتي من مضامينه المتنوعة والمختلفة (علميا واجتماعيا) شكوى البروفيسور من أنه كان كلّما نشر كتابا، وهو عضو أكاديمية المملكة المغربية، يعمد إلى البعث بنسخة منه إلى جلالة ملك المغرب مع فلان أو فلان (ذكر لي أسماء)، لكنّه لا يتلقّى أي إشعار بالاستلام من المصالح المختصة. وفي الأخير تمكنت السيدة سيليا، التي كانت مقتصدة في الكلام، من أخذ صورتين رائعتين لنا، البروفيسور وأنا شخصيا أمام نفس صينية الشاي المغربي، رغم ما كانت تشكو منه من ضعف البصر. ولعل تلك الصورة أخر أو من آخر الصور التي تظهر الزعفراني الذي رحل لستة أشهر من ذلك (31 مارس 2004).
5- على إثر رحيل ذلك الرجل المتفرّد، علميا و موقفيا مما يجري ويمور، حررت نصّا رثائيا ونشرته في يوميتي (Bayan Al-Yaoum (avril 2004) et Aujourd’hui Le Maroc (23 avril 2004))، أنقر على الرابط الآتي:
https://orbinah.blog4ever.com/temoignage-en-hommage-a-haim-zafrani
.
وقد قمت بعذ ذلك بتصوير أحدى تلك النشرات وسحبها على الورق المقوّى وجعلها في إطار من خشب، أهديته بعد ذلك إلى الأرملة السيدة سيليا الزعفراني، فعلقته في الصالون، إلى جانب حمّال كتاب ספר יצירה ("كتاب الخلق") الذي حققه ونشره حاييم الزعفراني في طبعة بريستيج جمالية والذي كان يزين الصالون.
6- وأنا أتناول وأتصفح بعض كتبي لتوثيق مراجع مقال لي قيد الإنجاز في موضوع "رصيد تقاليد الأدبيات الشفهية للجماعات اليهودية المغربية"، عثرت في أحد كتب حاييم الزعفراني (كتابه حول القبالة المغربية ومؤلّف يعقوب بيفركًان الأقاوي فيها) على رسالة من أرملته سيليا تحدّثني فيها عن لقاءاتنا وعن علاقاتنا قبل وبعد رحيل رفيقها (انظر الرسالة بالأزرق من صفحة ونصف)؛ وذلك قبل أن نلتقي في مدينة الصويرة في ملتقى لتكريم ذكرى زوجها (الصورة رفقته معها إلى جانب الأستاذين شمعون ليفي وأحمد شحلان).
-------------------------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres