OrBinah

(En arabe) Prix 2018 de l'Académie du Royaume du Maroc en hommage à l'un de ses membre, Mohamed Chafik

أكاديمية المملكة المغربية تكرّم أحد أعضائها،

الأستاذ محمد شفيق.

 

 

 

اختتمت مساء أمس الخميس 26 أبريل 2018 الدورة 45 لأكاديمة المملكة المغربية أشغالها التي خصصت لموضوع "أمريكا اللاتينية كأفق للتفكير"، بعد يومين حافلين بمساهمات أكاديميين وخبراء مدعوّين من سبع دول صوّروا من زوايا نظر متعددة وعلى مستويات مختلفة (بشريا واثقافيا واقتصاديا وسياسيا) تطور العلاقات ما بين المغرب وبلدان أمريكا اللاتينية منذ أن ظهرت هذه البلدان على صفحة التاريخ، وذلك بشكل استخلص منه الحاضرون، وعبروا عنه ذلك تصريحا، أن المغرب إذا ما كان بحكم حتمية الجغرافية والتاريخ قد شكل ويشكل فضاء وصل ما بين إفريقيا وأوروبا، فإنه يشكل كذلك اليوم ومنذ قرنين على الأقل جسرا ما بين فضائه المشرقي وبلدان أمريكا اللاتينية.

وكما كان مسطرا في برنامج الدورة، انهت الدورة أشغالها بحفل تسليم "الجائزة التكريمية لأكاديمية المملكة المغربية" لعضو الأكاديمية، الأستاذ محمد شفيق.

 

افتُـتح ذلك الحفل بكلمة أمين السر الدائم، الأستاذ عبد الجليل الحجمري، أشاد فيها بالمسار العلمي والثقافي لمحمد شفيق وبسبقه الرائد في مجالات التربية وفي باب المناداة بالعقلانية وبتأسيس فكر تدبير التنوع والتعدد في باب الثقافة واللغات، حيث ذكّـر بعمله الدؤوب والمتنوع داخل الفضاء التعددي للأكاديمية وخارجها، وكذا ببعض آثاره الكثيرة المتنوعة مضمونا وشكلا، وعلى رأسها معلمته التاريخية "المعجم العربي الأمازيغي" من ثلاثة أجزاء (منشورات أكاديمية المملكة المغربية)، وأخرها ما جمعته ونشرته نفس المؤسسة مؤخرا ونشرته تحت عنوان "آراء وقضايا التربية والثقافة" (462 ص. منشورات أكاديمية المملكة المغربية. 2018).

 

تناول بعد ذلك الاستاذ محمد شفيق الكلمة مفتتحا إياها بالتماس العذر من الحاضرين عن الصعوبات التي ستعتري كلمته نظرا لضعف بصره كما قال، حيث اضطر بالفعل إلى الاستعانة بعدسة مكبّرة زيادة على النظارات على تبيّـن كلمات معدودة أعدّها مكبّرة في ورقات. كانت محاولاته تبيُّــنَ تلك الكلمات والنطقَ بها جدّ مؤثرة، جعلت جوّا من الخشوع يخيّم على عملية الإلقاء والأنصات. ولقد قال من بين ما قال ما معناه:

 

أنا أعرف أن هذه الكلمات هي آخر ما أقوله على منبر هذه المؤسسة. ولذلك أودّ أن أفصح من خلالها عمّا يعتلج في صدري منذ سنين عديدة؛ ألا وهو ما يلي: إن فكر حضارة الفضاء الإسلامي والعربي مستمرّ في الاحتـــــيــــال على الموضوعية بجميع الوسائل. إنه فكر يفضّل الاطمئنان إلى الوهم والخيال على مواجهة الواقع؛ وذلك جيلا بعد جيل. فبالرغم محاولات معزولة تمّ التصدّي لها في حينها ثم تعطيلها تعطيلا تامّا بعد ذلك، مثل محاولات طه حسين، ظل ذلك الفكر مُصمّا آذانه في وجه الفلسفة وفكر المنطق الجدلي الذي وضع الفكر الكويني على سكة الحداثة منذ ما يربو على قرنين ... وفي هذا الباب، أرى أن المغرب، وبفضل ما تّم فيه من تدشين لحالة القطع مع الأحاديات، والانتقال إلى فكر تدبير التنوع بشكل عقلاني متوازن، مؤهل ليشكل القاطرة بالنسبة لغيره في فضاء تلك الحضارة على درب وضع فكرها على سكة الحداثة.

 

وختم  الأستاذ شفيق كلمته المقتضبة - التي أمضى في محاولات تبيّـنها على الورق وقتا طويلا، كثيرا ما يحلّ فيه الإنصات المتخشع لدلالات الصمت محلّ الاستماع إلى كلام متكلم - بالترحم على روع الملك الحسن الثاني الذي شكل تأسيسه للأكاديمة، حسب رأي الاستاذ شفيق، أول فضاء في المغرب يجمع ما بين الحداثي والمحافظ، وما بين الفقيه والطبيب وعالم الاقتصاد وعالم الاجتماع، وبين المتحدث بهذه اللغة وتلك، كل ذلك تحت سقف واحد وحول موضوع واحد؛ ثم نوّه المحتفى به بالرعاية التي يواصل الملك محمد السادس إيلاءها لتلك المؤسسة التي كرمته اليوم.

 

لما انتهت مراسيم تسليم الجائزة، اقتحمتُ كوكبةَ الصحفيين وبقية الحاضرين والحاضرات ممن تحلقوا على الأستاذ شفيق، فتقدمت للسلام عليه وهو في المنصة. ونظرا لضعف بصره، بادرته بالقول: "أستاذي العزيز؛ هاذا محمد المدلاوي". فرفع عينيه بدون نظارات متفحصا رأسي وقال مبتسما مازحا: أهلا سي المدلاوي؛ كيفاش، شعرك بياض؛ والله وكون ما كًلـتيها لي ما نعرفك". فضحكنا، وتعجبت لطبيعة ضعف بصره.

بعد ذلك وقبله تعجبت أيضا عجبا عظيما أمام دلالات غياب أحد الغياب خلال حفل التركريم هذا. إنه غياب ليس ككل غياب. إنه غياب جــمـــــــــــيـــــــــع تلك العشائر التي كانت تشكل طوابير حول الأستاذ شفيق مع بداية الألفية في أي فضاء متاح. إنه غياب مؤسسي وفردي وجماعي يبعث على التفكير بعد الاستغراب.

 

---------------------

تكملات حول الأستاذ شفيق لها علاقة بالموضوع:

 

1-  نص الكلمة التي كان قد بعث بها الاستاذ عبد الجليل الحجمرى إلى حفل تكريم محمد شفيق الذي نظمه "المجلس الوطني لحقوق الإنسان" بالمعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء في فبراير 2018

 

Hommage à Mohammed Chafik; "un lanceur d’alerte solitaire"

http://www.quid.ma/culture/hommage-a-mohammed-chafik-:--un-lanceur-d%E2%80%99alerte-solitaire-

 

2-  نص شهادة كنت قد اقترحتها على مسؤولي معهد الإركام حيث كنت أعمل، وذلك كمساهمة في كتاب جماعي بمناسبة توديع الأستاذ محمد شفيق  بعد أن قرر مغادر عمادة تلك المؤسسة، فلم يقبل النصّ (نص مطوّل، بالفرنسية):

 

Hommage à Chafik. Ma part de vérité.

https://orbinah.blog4ever.com/ma-part-de-verite-sur-l-ircam-en-hommage-a-m-chafik-1ere-partie

 

3-  المعجم العربي-الأمازيغي لمحمد شفيق (تقديم وصفي)

https://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-du-dictionnaire-arabe-amazighe-bcerbere-de-mohamed-chafik

-------------------------------------------------------------------

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques

 



27/04/2018
5 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 343 autres membres