OrBinah

(En arabe) Prise d'Alger (poème tachelhiyt du 19e s. collecté et édité par Hans Stumme et présenté par Omar Amarir)

احتلال الجزائر 1830-م

 

(قصيدة أمازيغية)

تقديم وتحقيق عمـــــــر أمريــــــــــــــــــر

 

 

1-  [[تقديم محمد المدلاوي:

كما هو مبين أعلاه، هذا عمل للأستاذ عمر أمارير. يتعلق بقصيدة فريدة من نوعها: قصيدة بأمازيغية تاشلحيت تتناول حدث احتلال الجزائز سنة 1830م. كان قد جمعها الباحث هانس شتوم /Hans Stumme  ودوّن نصّها بالحرف اللاتيني حسب استعماله في الاملائية الألمانية مرفقا بترجمته إياه إلى اللغة الألمانية.

إضافة إلى التقديم والخلاصة، قام الأستاذ أمارير بقلب تدوين نص القصيدة من حرفه اللاتيني في إملائيته الألمانية مع ما يمثله ذلك من صعوبة تحقيقية اطلعت على طبيعتها من خلال معاينتي لأصل القصيدة كما دونها شتوم (النظام الخاص بالإملائية الألمانية في تمثيل السين والشين والزاي والصاد والقاف والكاف والخاء... وكذلك عاداتها في تدوين الحركات بأشكال متعددة بالرغم من أن الأمازيغية، مثلها من العربية، لا تتضمن سوى ثلاث حركات.).

راجعت هنا تدوين الأستاذ عمر أمارير وأزلت منه بعض العناصر التي هي بدورها عبارة عن إسقاط لبعض خصائص الإملائية العربية على تدوين النص الأمازيغي، من قبيل رسم ألف/ا/  أو همزة قطع /أ/ في بداية كل كلمة تبدأ بحركة، وذلك من تقاليد التدوين الحالي للأمازيغية بالحرف العربي بإملائية لم تستقرّ بعد بشكل منهجي رغم الدراسات التي تمت في الميدان منذ أكثر من 20 سنة "Principes d’orthographe berbère en graphie arabe ou latine". هذه العناصر الزائدة كثيرا ما تسبّب الالتباس (أهي عناصر من مثل ياء النداء المقصود أو المرسل، أم عبارة عن زوائد تقاليد إملائية)، كما أن نطق القارئ بها يتسبّب في كسر الوزن العروضي للبحر المستعمل. قمت كذلك بإضافة علامة التشديد، وعلمت الراء و/أو الزاي المفخمين بالتسطير تحتهما ليسهل تبيّن المعنى. كما فككت بعض الكلمات التي ترد متصلة في كلمة كتابية واحدة بشكل يصعب معه تبين المعنى.

وفي باب العروض بالضبط يلاحظ أن القصيدة استعملت بحرين متمايزين من أبحر قصيدة تاشلحيت، وكلاهما كثير الاستعمال، وهذا التعدد في وزن القصيدة الأمازيغية السوسية الواحدة يطرح عدّة أسئلة.

فمن البيت الأول إلى البيت إلى البيت-50، استُعمل في اللقصيدة بحر يطلق عليه اسم "دّرست"؛ ومن أشهر قصائده المعاصرة، قصيدة "اكًادير"/"ا-ياماركًـ" التي غنّتها الرايسة الدمسيرية. ومن البيت-51 إلى نهاية القصيدة استعمل بحر آخر، هو بحر كثير الاستعمال في الأشعار المنسوبة إلى سيدي حمّو الطالب، وهو على منوال الدو-بيتين الآتيين:

ا-لباري، والّي ياكّان ي-يغوليـدن امــــان * يفك-ام ا-توكًا اجدّيك، يفك ي-طّالب اوال

يغ-ياد يلا يان رّيش، ا-ور يـزي د-واكال * اشكو دّونيت ا-يتّاوين يان ارد  يــتّــرس.

بقلم محمد المدلاوي]].

 

2-  تحليل دلالي لبنية مضامين القصيدة (بقلم محمد المدلاوي)

 

من أجل فهم بنية القصيدة الأمازيغية

 

"احتلال الجزائر 1830"

 

 

 

لفهم "المنطق الفنّي لتسلسل وصلات القصيدة، بالقياس إلى صلب موضوعها، لا بدّ من التذكير ببعض خصائص هيكلة السرد القديم، بحوامله وفضاءات ترويجه، التي تختلف عن عن أساليب السرد الحديث.

 

القصيدة الأمازيغية "احتلال الجزائر 1830" قصيدة من ذلك النوع من المطوّلات التي كانت تغنّى مصحوبة بـآلـــتي "لوطار" و"رّيباب"، في حلقات العُروض العمومية بالأسواق والملتقيات الموسمية والساحات العمومية، والتي تندرج في فرع ما يسمّى بـ"لغازاوات"، واقعية أريد لها أن تكون أم تخييلية.

 

وجمهور ذلك النوع الفني جمهور عامّ تغلب عليه ثقافة شفهية أساسها سيادةُ قيم صرامة استقامةٍ أخلاقية (puritanisme) معبَّرٍ عنها في إطار تدين إسلامي متكيّف مع مقتضيات مجتمع التضامن الجميع من أجل تدبير حالة النُدرة.

 

ويحرص الشاعر - في نفس الوقت من خلال قصيدته السردية - على التذكير بتلك القيم وتكريسها من خلال صياغة مجموعة من الحِكم والتصويرات والتمثيلات من جهة، وعلى تنويع ثيمات وذرائع تلك التصويرات والتمثيلات، وذلك طرداً للملل وجلبا لتشويق السامع الذي ينتظر تفاصيل "القصة" المعلن عنها، فيتهيأ بفضل لك لإدراك المغزى من وقائع القصة، من جهة ثانية.

 

استغرقت الوظيفة الأولى (ترسيخ القيم عن طريق الحكمة والتصوير والتذكير) أكثر من نصف القصيدة من حيث هي سرد لوقائع، أي من البيت-4 إلى البيت-63؛ فلم يعد الشاعر/المغنّي إلى الولوج إلى صلب وقائع ما أُعلِن في البداية سوى انطلاقا من البيت-64.

 

وفي ما يلي حصر لفقرات/عناصر تلك الوظيفة التمهيدية الأولى في بناء هذه القصيدة. إنها فقرات تتخذ، في كل مرة، من عنصر مادّي أو معنوي، أو من مفهوم، أو قولٍ، ذريعة أدبية (prétexte) لتكريس أبعاد قيمة من القيم:  

 

 

أ-  الإعلان عن النوع الفنّي، ألا وهو: "قصة تنـفطر لوقائعا الصخور" يحكيها حاكيها "دون زيادة أو نقصان" (الأبيات 1-3

 

 

ب- اتخاذ عنصرَي "المــــــــاء" و"المـــــــــال" (الأبيات 5-19) كـثيـمتين ذريعيّـتين (thèmes-prétextes) لبيان ما يمكن أن يفعل الإنسان بهاتين النعمتين، نعمةً وخيرا أو فتنة وشراً؛ وذلك تهيئةَ للأذهان للتأمل في ما سيأتي الحديث عنه في صلب موضوع القصيدة من بيان ملموس لذلك، خصوصا واقع العلاقة بالبحر وبضفافه الأخرى (البيتان 46-47)، ومفعول الافتتان بالمال ليس في الحياة العادية فقط بل كذلك في السياسة الكبرى (البيتان 82-83) مثل ما ورد في القسم الثاني من القصيدة من تخاذل وارتشاء وإرشاء باشا الأتراك ("الذين تولّوا أمر ذلك البرّ"، البيت 65)، ومن تقاعس "السلطان العثماني"، الذي تساءلت القصيدة، في سخرية وتهكّم، عن "ما إذا كان ما يزال حيّا" و"ما إن كان قد بلغه نبأ حدث الاحتلال أم لا" (البيتان 92-93).

 

 

ج-  وأخيرا، في الأبيات 20-41 من القسم التمهيدي المخصص لتهئية أذهان السامعين لإدراك مغزى وقائع الحدث، تستعرض القصيدة نماذج عامّة من أوجه النعمة و/أو الفتنة المرتبطة بالمــــــال؛ ثم يلي ذلك الولوجُ إلى سرد وقائع صميم الحدث في القسم الثاني، أي وصف وقائع احتلال مدينة الجزائر من طرف الفرنسيين (الذين كانوا يقترنون في أمازيغية ذلك الوقت بقوم روما /يروميّن/ وأحيانا بالنصارى). ولقد وصف ذلك القسم من القصيدة الحدثَ وصفا ينمّ عن معرفة عامّة مُربِكة بمعطيات الجغرافيا وبالرهانات الاستراتيجية للقوى النافدة في ذلك الوقت (1830، أي الأتراك، والفرنسيين، والإنجليز "الذين كانو قد أحكموا القبضة على البوغاز"، البيتان 77-78) من طرف شاعر شعبي من سوس الأقصى في زمن لم تكن فيه لا صحفٌ ولا وسائلُ اتصال عن بعد، فكانت القصيدة المغناة هي وحدها كل ذلك، مروَّجةً بحواملها وفي فضاءاتها المشار إليها، وذلك لعقود قبل اختراع الفونوغراف (1877)، ولقرن قبل بداية انتشاره في المغرب.

 

بل إن القصيدة قد ختمت بنظرة استشرافية تنبّؤية أكثر إرباكا، وذلك من خلال ما رأت في حدث احتلال الجزائر من أن "الغزو وشيك لا محالة" (/لـغزو  قرّبن نيت/ البيت-95) مستغثة بـ"سيف سيدنا علي وبـجواده "سرحان لمنزول"؛ وهو تنبّؤ صدّقته حملة "وقعة إيسلي" الفرنسية ضد المغرب انطلاقا من بلاد الجزائر في سنة 1844، بما ترتب عن تلك الوقعة من تداعيات في الشمال والغرب والجنوب يعرفها اليوم الجيمع.

كل تلك المعاني والغايات الأدبية المتمثلة في الدفع إلى التأمل في الأحداث وأخذ العبر منها، ما كانت لتتحقق لو أن القصيدة دخلت توّا إلى صميم عرض الأحداث، كما يحصل أحيانا في سرديات ملاحم ذات أهداف محض جمالية استيطيقية خلابة/"بيطوريسكية" على غرار ملحمة /يفرخان ن-ايت وماركًـ/ "فتية أهل الهوى" مثلا، للرايس محمد بن يحيى أوتزناخت، المتوفر تقديمها ونصها (300 بيت) وترجمته في نفس مدونة OrBinah؛ انقر هــــــــنــــــــا]]

 

بقلم محمد المدلاوي.

 

 

------------------------------------

3-  النص الكامل لعمل الأستاذ عمر أمارير حول قصيدة "احتلال الجزائر؛ انقر على هذا الرابط الداخلي

https://static.blog4ever.com/2006/04/162080/---------------------------.pdf

 

 

 

 

----------------------

الإعداد العامّ للورقة: محد المدلاوي

 

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques

 



20/12/2021
4 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 343 autres membres