(En arabe) Pourquoi j'écris sur "Les symboles du Judaïsme"?
لماذا أكتب وأتقاسم تدوينات حول "الرموز اليهودية"؟
1. من بين حسنات الملتقيات مزيةُ إعادة ربط الصلة بأناس صادقين. من ذلك لقائي، بعد زمن -طويل، بأحد هؤلاء الصادقين في "مناظرة العلوم الإنسانية" بأكاديمية المملكة المغربية (7-8 فبراير 2024). بعد عبارات التحية والتفقّد حول ظروف التعامل "مع الزمان"، فاجأني الصديق بقوله "إني أتابع تدويناتك على الفيسوك، وآخرها تدوينتك حول الرموز اليهودية"؛ فاجأني بقوله ذاك إذ لم يظهر لي اسمه في ذلك الفضاء قط فلم أعرف أنه من مرتاديه. ثم أضاف ذلك الصديق في الحين ما معناه: "لكن، أفلا ترى أن في تناول مثل تلك الأمور في مثل هذه الظروف بالضبط نوعا من المغامرة المُجـــــــازِفـــة؟ ... ثم إني أودّ أن أعرف مــــــوقفــــــــك ممّا يجري اليوم على أرض الواقع في غـــــــــزة بدل التعريف برموز الفكر اليهودي في هذا الظرف بالضبط ...".
أجبت الصديق بما تفرضه لحظات فسحة استراحة بين جلستين من اختصار وتعميم. وأودّ الآن تفصيل ذلك هنا بعضَ التفصيل نظرا لأني أرى أن الفرق الوحيد بين ذلك الصديق (مع صديق آخر كان قد هاتفني قبل أشهر بكلمات من نفس الروح) ومع كثير من الأصدقاء الآخرين هو أنه أكثر صفاء وصدقا في كلامه وبوحه فقط أكثر من غيره.
2. ميدان الثقافة والفكر العبريين ميدان كنتُ قد اقتحمته عمليا عن طريق الصدفة (بحكم تدريسي للغة العبرية في الجامعة) منذ بداية تسعينات القرن-20، وبالضبط منذ سنتي 1994 و1995 لمّا نشرت كتيّب "من الأدب العبري الحديث؛ نماذج قصصية مترجمة"-1994 والمقال المطول "صورة المغرب في بعض المكتوبات العبرانية واليهودية" الذي نشرE أربع مرات أولها في سنة 1995، وما تلا ذلك إلى اليوم من منشوراتي بلغات ثلاث مما له علاقة بالحقل (لغة، أدب، فكر). ثم تلت ذلك سلسلة مقالات أكاديمية كثيرة منشورة حول اللغة العبرية، خاصة من جانبها اللساني والترجمي، كان من بينها الدراسة التي شاركت بها في مؤتمر طليطلة للدراسات اليهودية سنة 1998 (The 6th European Association for Judaic Studies Congess) حول ترجمة يوسف ريفلين للقرآن الكريم ("La traduction du Coran en hébreu par J. Riveline. Remarques sur la forme et le contenu") والتي نشرت في وقائع ذلك الملتقى التي صدرت في مجلدين ضخمين تحت عنوان "Jewish Studies at the Turn of the 20th Century". وآخر ما هو قيد المعالجة في هذا الحقل مختارات ثانية من عشر قصص (لكتاب عبريين مختلفين) قمت بترجمتها من العبرية إلى العربية وتمتد تواريخ ظهور أصولها العبرية على مدى قرن من الزمن (نهاية القرن-19 ونهاية القرن-20). قصص تعكس فضاءات السرد وشخصياته ومواضيعه في تلك القصص، بفضل اختيارها وترتيبها الكرونولوجي، تطور اهتماماتِ الجماعات اليهودية في الشتات بإوروبا، ثم خلال الهجرات الأولى إلى فلسطين العثمانية، ثم تحت الانتداب البريطاني، ثم بعد إعلان قيام دولة إسرائيل (طبيعة العيش في أوروبا الشرقية، أدبيات تبشيرات الصهيونية السياسية، الاحتكاكات الأولى بالمجتمع الفلسطيني، القضايا الاجتماعية والإثنو-ثقافية واللغوية السياسية في العقود الأولى داخل دولة إسرائيل...).
إنها مسيرة استكشاف طويلة الأمد لها منطقها الخاص الذي هو المنطق المعرفي المستقل عن المناسبات من تجييشيات بكائية كربلائية أو احتفاليات جذِلَة فولكلورية حسب تقلّـب الظرفيات والمواقع. فخلال المراجعات النهائية لنصوص ترجمات هذه المجموعة الجديدة المذكورة من أجل إعدادها بشكل يجعلها قابلة للاستيعاب من طرف قارئ اللغة العربية الذي يُفترض فيه، على العموم، عدمُ الإلمام بكثير من المفاهيم والمرجعيات والإشاريات الإحالية والرمزيات البديهية بالنسبة للقارئ العبري، والتي يحفل بها الخطاب السردي في تلك القصص، وجدتُ نفسي مدعوّا إلى تخريج ما لا يقل عن 83 هامشا من هوامش المترجم. وحينئذ خطرت لي فكرة تعميم التعريف ببعض تلك الرموز والمفاهيم في شكل تدوينات تيسيرية متقاسمة بشكل مفتوح مع العموم.
3. صحيح أنّ في مثل هذا المسار والاختيار نصيبا مهما من المجــازفة وما يترتب عليها على المستوى المهني وفي الفضاء الاجتماعي للنخبة خاصة من التحفظ وسوء الظن، بل ومن المضايقة الفعلية الصريحة. كان أخف ذلك هو ما قام به مسؤول المكتب المحلي للنقابة يوم أعطيت غلاف الكتيب المذكور "من الأدب العبري الحديث-1994" قصد إلصاقه في سبورة المستجدات بالمؤسسة (وقد فصلت هذا في مكان آخر)، لكن أقساها كان لمّا تلقّيت صبحة ذات يوم أحد سنة 2010 مكالمة هاتفية من طرف من قدّم نفسه على أنه "ممثل حماس في الرباط" (مع أن نبر دارجته المغربية نبر صارخ) وزفّ إلي قبل الفطور وعيد "حكم الشعب" ("نتا معروف ...؛ كا نعرفو نشاطك الصهيوني؛ ...". رفعت شكوى ضذد مجهول إلى وكيل الملك في الموضوع؛ وقد فصلت ذلك أيضا في مكان آخر).
لكن بالرغم ممّا كان بالفعل يحفّ بذلك المسار من "مجازفة" - بحكم ،الوسط السوسيو-ثقافي العام لا بحكم الموضوع في حدّ ذاته" – فقد استمررت في مسار اهتمامي المعرفي وما كان ذلك الاهتمام قطّ مقرونا لدي بمناسبة أو بظرفية معينة إقداما فيه أو إحجاما.
صحيح أن كثيرا من الألسنة والأقلام (الفردية والجمعوية) التي تظــــــهر وتختـــــفي في الميدان، بحكم الظرفيتين السيّــاسيّــــة والجــيــــو-سياسية على الأخص، فيتدفق خطابها شلالات غامرة مُزبِدة في اتجاه أو في آخر، أو يصبح أصحابُها فجأة "كأن على رؤوسهم الطير" حسب تقلب تلك الظرفيات. غير أن منطق السانحات الظرفية لم يكن قطّ المتحكمَ في عملي الشخصي في الميدان. فالذي يحكم ذلك العمل هو منطق تطور الأسئلة المعرفية في ذهني حسب ما يكون قد تراكم لدي من عناصر معرفية.
لكن، من جهة أخرى، لم يكن ذلك المنطق المعرفي بمبرر لامتناعي - باسم شعارات متعالية ("الروح الأكاديمية"، "واجب التحفظ") أو بمجرد نهج "التقيّة" - عن التعبير عن "مــــواقـــف" سياسية/أيديولوجية تجاه قضية من القضايا في الداخل أو الخارج. وعلى ذكر "ما يجري في غزة" الذي أشار إليه الصديق المذكور، كنت قد نشرت عدة نصوص صحفية مطولة منذ حوالي ربع قرن، أي قبل انتقال بؤرة القضية الفلسطينية ميدانيا من الضفة الغربية إلى غزة. من بين تلك النصوص ترجمة نشرت لي في "القدس العربي" في حلقتين لمقالٍ نوام تشومسكي بعنوان "انتفاضة الأقصى"، ومنها كذلك مقال مطوّل باللغة الفرنسية بعنوان "Quel esprit anime la société israélienne?" كان قد نشر في أسبوعية Demain المغربية. وفي ما يتعلق بـ"طوفان الأقصى" وما تلاه من "السيوف الحديدية"، وما اكتنف بداياتهما من إعلام تجييشي في صفوف مختلف الأطراف قوامُه خليط يتراوح تباعا ما بين الاعتداد بالنصر لحظة ومن البكائيات في لحظة أخرى، كنت قد أوجزت موقفي الشخصي في نص بالفرنسية والعربية لكي يبلغ ذلك الأطراف (بدل نهج اتخاذ لغة التحرير كحاجز لحجب المضمون المعين عن طرف معين) في التدوينة الآتية التي تقاسمتها على نطاق واسع (فايسبوك + مدوّة OrBinah) والتي لا يزيدها توالي الأشهر اليوم بعد تورّط الطرفين معا سوى مصداقية وراهنية. وها هو رابط نحو تلك التدوينة في مدوّنة أوربينا (26 نوفمبر 2023):
ثم هذان رابطان نحو صيغتها الأولى في فايسبوك (31 أكتوبر 2023)، ثم التذكير بها فيه بتاريخ (17 ديسمبر 2024)
31 أكتوبر 2023 (فرنسية):
https://www.facebook.com/search/top?q=elmedlaoui%20%D8%B7%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%86
17 ديسمبر 2024 (فرنسية وعربية):
ففي هذا الإطار الطويل النفس إذن تندرج سلسلة تدوينات المعرفية المقتضبة "الرموز اليهودية"، وليس في إيّ إطار آخر، خصوصا إذا ما استحضرنا غياب بُعد "الدعوة"/"التبشير" (prosélytisme) في الفكر الديني اليهودي.
---------------------------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres