OrBinah

(En arabe marocain) Hejjou la domestique (roman en cours de rédaction (épisode-12)

حـــجّـــــــــــــو

(من عمل سردي قيد التحرير)

 

القسم الأول (هــــــــــــنـــــــــــا)

 

 

12

ضْربة الجنون في باب العْـيال

 

قراو الطولبا، وكلاو وشربو مزيان، ودعاو معا مُّـالين "الدار الكبيرة" بالصحىة والهنا والرزق ورضاة الوالدين، والحيفاظ من عين بدنادم وشر الجنون ومكايد الشايطين، دعاو معا الاسلاف بالمغفيرة ورحمات ربّ العالمين، وقال الجاميع آمين والحمد لله ربّ العالمين؛ وهدّأ الجوّ ديال السلكة القلوب وفاجى الصدور.

غير حجّو، مسكينة، اللي ما بطا-شي الحال هاذ المرة حتّى رجعو ثاني تلالس الضيق والضيم وطاحو عليها بشكل أكثر من اللي فات. ما كا تخفّـف على راسها سيوى بالشغُـل. الأولى شغُـل، والثانية شغُل، والثالثة شغُل، مع زيادة قسوحية الراس معا أهل الدار الكبيرة اللي كا يبانو لحـجّـو بحال يلا كًاع ما مسوّقين لـلّي كا يوقع. كا يبانو ليها ديما كا يتضاحكو بيناتهوم، ويلا كانت معاهوم كا يديرو ليها شي ضحكة صفرا، وما فيهوم هــــمّ.

فاتو يامات من بعد السلكة، وكان الحال الليل. كانت حـجّو الشلحة مسالية الشغل نتاعها ديال كلّ نهار كيما العادة. قبل ما تزوّل العلّافات للبغال، وتعطي الفصّة للبكًر، والتبن للحمير والبغال، وتقفل البيبان واحد تابع واحد قبل ما تمشي تنعس، بدات كا توجّد باش تخرّج العشا لـ"بُّـا-سيدي" بالطاريقة المعهودة اللي ما كا تغيّر-شي: المجمر والمقراش؛ ومن بعد، الصينية والبرّاد وجوج كيسان؛ ومن بعد، اللي تّدار للعشا؛ وهيّا غادية جايّة ما بين الدهالز وعتوبات البيـبان، من بيت "بيت انوال"  حتّى إلى "الدويرية البرّانية" فين كا يكون كًالس بُّــا-سيدي.

غير طاب الما ديال أتاي، دخّلات حجّو دراعها اليسري فالخرصة ديال اللانبة - كيما مُّالفة كا تعمل - وهزت المجمر بنفـس اليد من واحد الرجل دياله، وخدات المقراش باليد اليمنى، وجات خارجة، من دهليز لدهليز وهيّا مركًّـــكًــة ذوك المُّاعـن فيديها بجوج ورادّة البال، كيما العادة، باش لا تعثر فشي عتبة. غير وصلت لـدهليز "باب العْـيال"، خرج ليها من ورا الدفّة فالغبشة ديال ضو اللانبة شي خيال بـدرابله. ما جات فين تهزّ فيه عينيها حتّى حسّت بوجهها بحال يلا ساطت عليه شعّالة الكانون. ما غوّتات، ما طاحت، ما طلقات ذوك المُّاعن من يديها. رجعات تمّ-تمّ مذعورة، وكا تحسّ بحال يلا النار شاعلة ليها فوجهها، وهيا ما عارفة اشنو واقع. دخلت على العيالات فـ"بيت انوال" وبانت للعيالات فضو اللكوانن واللانبات، وقفـزو كا يسوّلوها اش وقع ليها. قالت ليهوم بلّي ما عرفت-شي اشنو وقع ليها لوجها حدا الدفة ديال "باب العيال". هزّو اللانبات وبدا كا يحققو فوجها، وصابو عينها وخدّها اليسريّين مشوّهين بحال شي قـدّيـد وكا يسيل منّهوم الما، وبداو كا يتّغاوتو. كلّ وحدة واشنو كا تقول: "بسم الله آرحمان آراحيم، بسم الله آرحمان آراحيم، ياربّي تحفظنا، ياربّي تحفظنا...؛ رميو شوي د-الملح فالكانون؛ جيبو ليها البخور؛ فيّضو ليها الشبّة؛ لوكان غير ماشي اللي هاذا يسيفطو براهيم يبرّح على بن الطالب؛ ...".

فكّو ليها العيالات ذوك المُّاعن اللي بقات كازّة عليهوم بيديها بزوج وهيّا باقية واقفة، وكًـلّسوها للارض مسنّدة على الحيط. جابو الصرّة ديال التباخيرة ورماو فالمجمر اللي كان موجود: ها الفاسوخ، ها صالابان، ها الجاوي، ها الشبّ... وجابو ليها ذاك المجمر باش تبربر عليه بجلاليها، وهوما زايدين كا يصلّيو على النبي. شوية، هـا بّـا-سيدي - اللي تعطّلو عليه مُّاعن اتاي - جا داخل عليهوم، وصاب ذيك الحالة. حكاو ليه ذاكشّي اللي سمعو من حجّو، وزادو كا يسوّلو حجّو على التفاصيل. هيّا قلالت فيها الهضرة، وبقات غير كا تعاود ليهوم بالشلحة نفس الكلام: /يكًا غاينّا زوند لجنون؛ يضارن نّس زوند اكشّوض، يخف نّس يلّان غ-يكًنوان/ ("داير ذاكشّي بحال الجنّ؛ رجليه بحال العواد، وراسه فالسما"). تّرعب بّــا-سيدي وبدا ثاني كا يقرا "قولوحيّا".

 فالغدّ ليه، عيّطو على بن الطالب يفتح ليها الكتاب. خرّجوها ليه للدويرية، وعطاوه الفتوح، وفتح الكتاب وقال ليهوم ذاكشّي اللي نطق بيه الكتاب: "المراة عفسات برجليها فالعتبة ديال شي باب على وليدات الجنون، وساطت عليها شي جنّية النار من فمّها". كتب حجاب لذيك المراة، وقال ليها تذبح طير كحل فالبلاصة بالضبط فين قاسها اللي قاسها، باش يجب الله العفو ويحد الباس.

حجّو ما بقات-شي كا تشوف بالعين اليسرى، اللي صبحات بحال شي كلوة مشـرّحة كا تسيل، وصبح خدّها اليسري بحال جلد شي شكوة يابسة. ما كا تقدر-شي تحرّك فكّها باش تاكُل اللي جابو ليها. كا تقول ليهوم غير /ازكّيف، ازكّيف/ ("الحسا، الحسا"). ناضو، كلُّ مرّة كا تجيب شي وحدة منّهوم شي عشبة د-المساخن وتقول ليهوم، راه هاذي مزيانة ونافعة للذات؛ واش المراة غادي تبقى عايشة غير بجغمة د-الحســـا؟... وبداو كًاع كا يجيو ذوك العيالات اللي كانت حجّـو طيّراتهوم من "الدار الكبيرة "وكا يواسيوها ويجيبو ليها العشوب والمساخن حتّى هوما.

بعد يامات ما بقات-شي حجّـو كا تنوض من الركنة ديالها فـ"بيت خدّوج"، وبدات كا تجيها، من حين لحين، نوبات ديال السخانة والتهيطير ملّي كا تشرب الحسا بالمساخن. واحد العشيّة كانو العيالات ضارات بيها، وهيّا غير كا تهيطر بالشلحة؛ شويّة ها بُّـا-سيدي جا يطلّ عليها يشوف حالتها. ناضو العيالات وخرجو باش لا يجيب الله تقول شي حاجة خايبة قدّامهوم معاه. بدا كا يسوّلها على حالها، وكا تجاوبه بحال يلا كا تهضر معا شي واحد آخر وكا تهضر على مسايل مخلّطين. وتمّا سمع بُّا-سيدي عجايب وغرايب على عيالات الجبل بسمياتهوم واخّا ما كا يعرفهوم، وعلى عيالات "الدار الكبيرةé بسمياتهوم، وعلى الخمّاسا، وعليه حتّى هوّا براسه، واخّا الكلام مخلّط، حيث كا تدوي بحال يلا كا تحلم... تمّا تّأكّد ليه فالراس، حتّى هوّا اللي قاري القران، أنّ الفقيه بن الطالب عنده الصحّ، وأن المراة مسكينة مسّوها ذوك اللي ما يذكرو الناس. مشى فحاله، وبان ليه بلّي المراة عندها حتّى هيّا الصحّ، حيث  كانت قالت ليه واحد المرّة بلّي كا تحسّ أن المومنين ديال هاذ الدار ما بغاوها-ش.

يومين من بعد، جـا "رحّــو" الخمّاس ديال جنانات دوّار الولجة معا جوايه المغرب، وقصد البـغلة وحلّسها وبدا كا يتّسنّى. فالصباح سبق لــ"بُّا-سيدي" قال للعيالات يجمعو لــحجّو شي حوايج باش تبدّل باش يجي رحّــــو يدّيها تبدّل الريح عنده فالدار فدوّار الولجة شي يامات، على ربّي يخرجوها الارياح. خرّجو ذيك المراة، وركّبها الخمّاس من وراه على ظهر البغلة، وزاد ببغلته فالظلام معا الطريق بين شجار الزيتون.

فالغدّ ليه، معا الصباح، خرج ذاك رحّـو مذعور من دارهوم، وبدا كا يدقّ على الجيران: "على ربّي راه كاينة واحد الدفينة هاذ العشية". بدا كل واحد كا يتّعجّب،؛ حيث الناس ديال دوّار الولجة ما سبق-شي ليهوم سمعو بلّي شي واحد أو وحدة مريض فدار "ايت رحّو". اللي سوّله، كا يبدا يشرح ليه ذاكشي اللي عرف على القصة، وبلّي المرحومة، اللي كا يعرفها كثير من ناس الدوّار، كان جابها غير البارح بالعشية  ملّي طلب منه مول-الشي، بُّا-سيدي، باش يجيبها عنده للدّار تبدّل الريح بعد اللي وقع ليها فــ"الدار الكبيرة".

ملّي تّجامعو الناس فباب الجامع قبل صلاة الظوهر، وكان الجاميع كا يدوي غير على الواقيعة، نطق "بلّحــاجّ"، اللي كان معروف بالفهامة، حيث جال فالمدون، وبالزعامة حيث فات ليه كًاع أنه ولّي واطاني بعد رجوع محمد الخاميس وضرب واحد المرّة واحد السيد فراسه بالكمّية فباب الجامع علاحقاش كان كا يمكي الكًارّو ديال النصارى قدّام الجماعة، نطق وقال: "آ-الجماعة راه لابدّ نعلمو المخزن باش يعطينا التسريح ندفنو هاذ الخليقة؛ هاذشّي راه ما فاهمين فيه والو...". وتمّا بدا الجحاد، وكاين اللي كا يقولو بيناتهوم بلّي بلّحاج غير عنده حسيفة معا "القايد اسماعين"، ولد "بُّـا-سيدي"، بسباب المنازعة بيناتهوم على فدادن الغابة اللي كا يشريهوم القايد باش يوسّع الفيرمة... تمّا، اعتارضو عليه أخرين: "الشرع ديال سيدي ربّي كا يقول بـدفينة الميّت، فين عمّرنا كنّا كا نطلبو التسريح من عند المخزن باش ندفنو الموتى ديالنا؟" فالأخير، صلّاو الناس الظهر، وتبّعو ليه صلاة الكًنازة.

 

فالغد ليه، شعلو عيالات الدار الكبيرة الحمّام باش يطيّرو عليهوم ريحة الباس من الدار. جا ذاك براهيم الصغير، سخّار سّي سطّوف،  وجاب معاه ذوك جوج د-العصي الطوال اللي كان مُّالف، فاللعب دياله، يبدا يتّـمشي بيهوم بحال "عوراج الطويل" ورماهوم فبيت النار ديال الحمّام. شي أسبوع من بعد، جا ولد حــجـــّو للدار الكبيرة، ودّا معاه البكًرة وولدها للجبل.

------------------------------

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques



05/02/2021
0 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 343 autres membres