OrBinah

(En arabe marocain). Chemin postscolaire-41. La descente aux enfers-1

طريق ما بعد السكُيلة

 

 

بداية الرحلة إلى جاهنّام-1

 

 حصل دابا سّي موحمّاد على شهادة البروفي في سنّ 16 عام من معهد التعليم الأصلي ديال تارودانت؛ وكان أول من حصل عليها فمجموع بلدات "راس الواد" ديال سوس. كان خاصّه غير السنّ القانوني باش يتقدّم للموباراة ديال الموعلّيمين باش يجيب الله ذيك /تامّنت/ "العسل" اللي كان دوى عليها الواليد معا صاحبه ملّي حصل موحمّاد على الشهادة الابتيدائية من نفس المعهد بعدما قضى "عام الزلط والجوع والبرد" في فرع تاليوين.

فالصيف ديال هاذاك العام قرّر الواليد يبدا يدخّله معاه فالبيعا-وشريات اللي بيها كان كا يضوّر الحاراكة؛ حيث ما بقى عنده مصدر في إيكًودار/المنابهة، فين أصبح ساكن وعاود دار فيها حياة عائلية بعدما تّوفّات مراته الثانية اللي من /اسيف ن-لحلو/ بقبيلة /يسكساوان/ وبعدما هرب من بلاده /يمدلاون/ اللي بقى فيها المتاع دياله (دار، عاقار، وأشجار لوز وكًركًاع) على إثر واقيعة رقصة /تاسكيوين/ قدّام الحاكم الفرانصاوي ديال "حكومة تافينكًولت" (زعما قيادة تافينكًولت). بعد هاذيك الهربة، كان بدا الواليد كا يضوّر الحاراكة بالتاعامول مع الفرق بين اقتيصاد الجبل الماعاشي واقتيصاد الوطا ديال سوس اللي كان بدا فيه اقتيصاد السوق التابادولي.

كان الزمان صيف، فصل المواسم في سوس وفالأطلس الكبير الغربي والصغير. طاحت للواليد فكرة فهاذاك الصيف: يمشي للموسم ديال /سيدي الحسن وتيقّي/ في قبيلة سكساوة، منين تزوّج بمراته الثانية، باش يشري منّه شي قاطيع ديال الغنم ويعاود فيه البيع فـ"الطلاطا د-المنابهة" لأنه كا يعرف بلّي كا يكون فرق كبير بين سومة الجبل وسومة الوطا. قال لسّي موحمّاد: دابا راك كبرتي وولّيتي اركًاز/راجل تبارك الله. نتا كا تعرف طريق الجبل من هنا فالمنابهة حتّى إلى /أسيف ن-لحلو/ فـ/يسكساوان/ بما أنّنا قطعنا هاذيك الطريق شحال من مرّة بزوج على الرجل. انا دابا عندي بزّاف ديال الشغال فالجبل. وتّافقت معا صاحبي "بوفضيل" اللي فـ/اكًـُــشتيم/ باش نديرو بيعة-وشرية: نشري شي نعاج وخرفان كسّابيّين فالموسم ديال سيدي الحسن وتيقّي فسكساوة، ونتوما (نتا ويّاه، لأنه ما يعرف-شي الطريق)، تقومو بسياقة القاطيع من سكساوة حتّى للمنابهة باش نعاود فيه البيع فالطلاطا. أنا ناخذ راسمالي؛ والفضل نقسمهوه على ثلاثة؛ وهكذا يمكن ليك تجمع فليسات باش تزيد تكمّل قرايتك حتى يكون عندك السنّ ديال "الموعالّيم" نشاالله.

مشى هو سبق للأشغال دياله. فالنهار المعلوم جا صاحبه، بوفضيل، من دوّار /اكشتيم/ فقبيلة /ينداوزال/ فالسفح ديال الأطلس الصغير، جانوب واد سوس (واحد 15 كلم جنوب /يكودار/ فين كاينة دار سّي موحمّاد). عملت الواليدة د-سّي موحمّاد الغدا، وطيّبت جوج د-الخبزات عراض ديال /تانّورت، ووجدت شوي د-الزمّيطة وشوية د-زيت اركًان وشوية د-حبوب اتاي وطوبات د-السكّار. خرجو دوك جوج د-الناس، كيما هي العادة ديال سفر الجبل، بعدما تّكسر الصهد، على أساس يباتو في تالكًجونت ويستانفو الطريق الغد ليه عبر /تيكًوكا/، ويطلعو من بعد معا العكًبة الوعرة ديال /تيفيغلت/، ويقطعو /تيشكا/، قبل ما يبداو ينزلو معا واد /اسديم/ داخلين لقبيلة /سكساوة/ (شي نهار ونصّ ديال المشي). عمل سيّ موحماد طرف من العوين فذاك الشاكوش الرمادي د-الميكا دياله اللي داير بحال الدلو، واللي كان منتاشر ذيك الوقت حيث جا بلاصة "القبّاش" ديال الزعف د-النخل، واللي كان دّي فيه حوايجه لما مشى يقرا فتاليوين. خرجو وطلعو معا واد بوسريويل، وبدا سّي موحمّاد كا يورّي الطريق لذاك بوفضيل: من "عين اشعوي" لـ"البرج" لأولاد برحيل، للغابة د-السدر ديال "الشراير" فين داه يشربو فواحد الخابية د-السبيل على جنب الطريق كا يعمّروها فعّالين الخير بالما مرّة-مرّة؛ لكن لقاوها واكحة ناشفة، وزادو لـ"تيزي يّيزم"، لغابة "الفرش" فين مشى بيه سّي موحمّاد نطفيو العطش فالمطفية د-الما د-الشتا اللي كان عارف فين كاينة فالغابة. وفالأخير وصلو لـتالكجونت معا اللخّر كًاع ديال النهار.

بوفضيل كان أصغر من الواليد ديال سي موحمّاد (شي 40 عام فايتة شوية) وكان قصير مدكوك وصحيح. بقى ديما سابق سّي موحماد فالمشي، وكا يقول ليه: /اراك، اراك؛ كًولو، كَولو، هانّ ياغ وزال/ "خفّ، سربي؛ راه مشى الحال". ملّي دخلو لـ"إنضرماص" في تالكًجونت قال ليه سّي موحمّاد: يالله راه هنا فين كا نباتو انا والواليد فطريقنا للجبل، وكا نفيقو بكري باش نقدرو نطلعو معا /تيزي ن-ومارخصن/، و/تيزي ن-كُما/، و/اكًرض ن-وريغ/ قبل ما يسخن الحال. قال ليه بوفضيل: أوهو، باقي ضاوي الحال، ياالله نزيدو مازال شي جبدات. اختارقو تالكَجونت\ن وطلعو معا /تيزي ن-ومارخصن/، وقطعو /اسيف ن-كُما/، وطلعو معا /تيزي ن-كُما/، ومن بعد معا العكًبة الوعرة ديال /اكًرض ن-وريغ/ ("العكًبة د-المرار") فقبيلة /يداوكايس/ حتّى للشايف\، وبداو نازلين على دوّار /غرضايت/؛ وما وقفو، بعدما فات العشا بخير الله، سيوى قبل ما يبداو يطلعو ثاني معا عكًبة /كًلاوّو/.

تما حطّو، حدا واحد الشعبة جارية بالمياه. سّي موحمّاد عيى بالموفيد، ودّاه النعاس فالحين. شعل بوفضيل النار ودار اتاي، وفيّيقه وقال ليه: /لدي-د اغروم نك، ا-سّي موحمّاد/ ("جبد خبزك، ا-سّي موحمّاد"). فتح ذاك بوفضيل الخنشة دياله، وسلّ منّها واحد الزلافة "ديال الطيّارة" (لامانيو)، وفتح واحد الصرّة د-دقيق الزمّيطة اللي عطاتهوم الواليدة د-سّي موحمّاد، وعمل جوج ضمجات زمّيطة فالزلافة، وصبّ عليها من واحد القريعة مغلوقة بالكبوسة د-الدرة واحد الجغيمة ديال زيت اركًان، وفرّغ عليها بالبريق واحد شوي د-اتاي باش تولّي بحال املو، وبداو دوك الناس كا يـغمّسو شدوق خبز /تانّورت/ فذيك الباراكة ويدوّزو بكيسان اتاي على ضو الشعّالة. ردم بوفضيل ديك النار بالتراب، وتّجبّدو بجوج ينعسو.

بقاو فايتة ساعة، وما بغى خرير المياه يخليهوم ينعسو، لأنّهوم دابا في قلب الأطلس الكبير. قال بوفضيل: "سّي موحمّاد، دابا ستراحتي شوية؛ هنا ما يخلّينا-ش الما نعسو؛ يالله لينا نزيدو جبدة ونغيّرو المكان، دابا راه طلعت الكًمرة والطريق باينة مزيان". هزّ خنشته على كتفو بعصا، وهزّ سّي موحمّاد شاكوشه بخيوطو على ظهره، وزادو حتّى لدوّار /كًلاوّو/ فبدياية قبيلة /تيكَوكًا/. تمّا نعسو فواحد /اغوزي/ (مودرّاج ديال الفلاحة الجبلية مبني).

معا الفجر، فيّق بوفضيل سّي موحمّاد. قال ليه: "نوض، ا-سّي موحمّاد؛ ياك كا تقولو بلّي العكًبة ديال جبل /تيفيغلت/ صعيبة؛ خصّنا نطلعو معاها قبل ما يدركنا صهد غوشت". كل واحد هزّ ذاكشّي اللي كان موسّد تحت راسه، وزادو خلفة طالعين معا العكًابي. شرقت عليهوم الشمش بالضبط وهوما قبالة دوار /تاركوت/ اللي هوا أعلى دوّار فالشامال ديال قبيلة تيكَوكَا في سفح العكًبة الكبيرة ديال /تيفيعلت/، اللي من وراها لجيهة الشامال، صافي، ما باقي-ش كا يبان سهل سوس من الواجيهة الجنوبية ديال الأطلس الكبير. شوية كا يسمعو، من بعيد من ورا الشعبة اللي كا تفصلهوم على دوّار /تاركوت/، واحد السيد كا يعيط  من الدوار، شكًـ الشعبة،  بصوت مرتافع ديال الجنانات معا خرير المياه: /واهياوي، واهياوي ماني اوي ترام؟/ ("واهياوي، واهياوي، فين غاديين؟"). جاوبو بوفضيل بنفس الصوت المرتافع: "ا-خويا حنا قاصدين سكساوة، يلا قالها الله". سوّله ذاك السيّد: "واش بعدا شربتو الحسا باش تطلعو معا /تيفيغلت/؟". قال ليه بوفضيل "لا يا أخي، حنا راه جايين من الوطا". تمّا قال ليه ذاك السيد: "واش نتا بعقلك؟ واش بغيتي تقتل الدرّي؟ اجيو تشرب غرّاف د-الحسا لا يطيّحكوم المرار (/يوريغ/) في /تيفيغلت/".

راغو ذوك أبناء السبيل على اليسر، ونزلو الشعبة وطلعو للدوّار، وصابو ذاك السيد طارج جوج د-الغرارف ديال حسا الشعير سخون على واحد الصفية. تمّا بدا ذاك السيد كا يوبّخ فبوفضيل، وكا ينعت ليه الشايف ديال جبل /تيفيغلت/ اللي ضربات فيه الشمش قبل ما تبان فالدوّار، وقال ليه: "يمكن نتا عمّرك ما طلعتي معا هاذيك العكًبة. راه كا يطيحو فيها الناس بالدرويسة والمرار، ونتا سابق للدرّي تطلعو معها بلا جغمة حسا !".

سخّنو ذوك المشّايا بذاك الحسا ضلوعهوم اللي باتو ناعسين بيها على تراب مندّي ديال الفلاحة، ورجعت ليهوم شوي د-الطاقة، وقالو "الله يرحم الوالدين؛ الله يقبل الله يخلف" ورجعو لطريقهوم طالعين. بعد شي ثلاثة كيلوميتر بدات العكًبة ديال الصحّ، اللي الطريق فيها ولّات مكسّرة بـ"الزيكًزاكًـ"، واللي العلو ديالها بالنسبة لـ/تيكًوكًا/ وبدون راحة، قياس شي 1200م. كا يتّمشّاو شويّة ويسوّل بوفضيل سّي موحمّاد ياك ما عيى؛ وسّي موحمّاد ما كا يرضا-ش يعتارف بالعيا. وملّي كا يشوفه بوفضيل تأخر بزّاف من وراه كا يقول ليه "يوا غير كًلس لينا نستراحو شوية. فجوايه النص ديال العكًبة تقريبا، وكان فات الضحى وبدات الشمش ديال غوشت كا تحرق لأن العكًبة مسنقرة لجيهة الجانوب، بدا سّي موحمّاد كا ينهج بسورعة بسورعة بحال شي نعجة؛ وشوية حّس بالدرويسة والدوخة، وبدا كا يشوف الدنيا كا تصفار وتحمار وتخضار. تلفّت بوفضيل وبان ليه سّي موحماد مدهشر وغادي يطيح. جرى لعنده وقبطه من الدراع وكًلّسه مسنّد على جرف الطريق. ستراح شويّة ورجع ليه الشوف، وصفات الدنيا من جديد فعينيه، واستانفو ثاني الطريق، بالصح بدا بوفضيل كا ينقص من السورعة وكا يكًلّـس بسّي موحماد من حين لحين يستراح.

في القمة ديال /تيفيغلت/ نسى سّي موحمّاد كلشّي ذاكشّي حيت تمّا كا يبان واحد المنظر بديع: من العلو ديال شي 3000م، كا تشوف العين كًاع السهل ديال سوس حتى لسلسلة جبال الأطلس الصغير من جيهة /ينداوزال/. تّمشّاو فالقمة غير واحد خمس دقايق، وتضرق سهل سوس من وراهوم حيث بداو كا ينزلو للمونباساط/بّلاطو ديال /تيشكا/ فين معزّبين قبايل /تيكًوكًا/ و/يمدلاون/ و/يسكساوان/ بغنامهوم وبقارهوم عزيب فصل الصيف. قطعو ذوك المشايا مونباساط/بّلاطو تيشكا بسهولة لأن عكًابيه والهودات دياله خفيفة ما-شي حادّة. وبداو ينزلو، فنيهاية تيشكا، معا مونحادار /اسديم/ اللي هو الموقابيل الشامالي ديال تيفيغلت، واللي كا يبدا فيه الإطلال على الوجه الشامالي ديال الأطلس الكبير المنفاتح على بلاد /ازاغار/ والحوز عبر /يمي نتانوت/. المونحادار كان حادّ وقاسح وقاحيل محجّر بصخر الشيست والكًرانيت اللي كا يجرح ويلا زلق الواحد، ولاكين الهودة كا تعيّي العاضالات وما ترهق-شي التانفّوس. وصلو لمنطاقة بداية /التسويك/ ("الكًركًاع") فالشعبة الكبيرة ديال /اسديم/ بعد الظوهر، أي 24 ساعة تقريبا من خروجهوم من /يكًودار فالمنابهة/سوس، ما فيها سيوى شي ربع سوايع ديال الاستيراحة/النعاس. تمّا حطو من جدبد تحت شجار الكًركًاع. بدا بوفضيل كا يجمع الكًشكًاش والعويدات باش ثاني يصاوب اتاي باش يدوّزو الخبز، بينما سّي موحمّاد دّاه نعاس عميق فالحين بسباب العيا والسخفة وقلة النعاس بالليل. ملّي فيقه بوفضيل، صاب اتاي واجد ومفرّغ فدوك جوج د-الكيسان د-"حاياتي". قال ليه ثاني بوفضيل /لدي-د اغروم نك ا-سّي موحمّاد/ ("جبد خبزك، ا-سّي موحمّاد"). في ذيك الدوخة د-النعاس اللي مازال فيه، خذا سّي موحماد كاسه بيد، وزكًف منّه زكًفة، ودخّل يديه الأخرى للشاكوش وسلّ كسرة مطوية ديال خبز تانّورت، وعينه غير ساهيين، ودّاها لفمّه. قفز بوفضيل بالغوات: /اها-أها! يغيرضم، يغيرضم غ-وغروم !/ ("اها-أها ! عكًرب، عكًرب فالخبز!"). توكًـّض سّي موحمّاد وبلّق عينيه فذيك الكسرة المطوية اللي حدا شنايهفه وكا تبان ليه عقرب صفرا كا تشالي بشوّالها مقبوطة بين طراف كسرة الخبز المطوية بحال شي ساندويتش. رمى ذاك الخبز بالخفّ لبعيد بالخلعة، عاد فاق مزيان. ناض بوفضيل بالخف وقتل العقرب، وستردّ سّي موحماد كسرته د-الخبز، وبداو كا يشدّقو خبزهوم ويدوّزوه بأتاي، وكا يتّعجبو من جات جات العقرب للشاكوش المحمول على الظهر! قالو آه؛ ملّـي نعسنا فذاك /اغوزي/ ديال دوّار /كلاوّو/ فين كان سّي موحمّاد موسّد الشاكوش دياله. الحاصول جاب ربّي السلامة من لسعة د-العقرب فالشنافة ولّا اللسان. سالاو وجمعو ثاني حوايجهوم وزادو نازلين معا سكساوة.

------------------

القسم-2 من المستدراكات (على عتبة الجحيم)، هنا:

https://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-marocain-chemin-postscolaire-42-au-seuil-de-lenfer

-------------------

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques

 



08/10/2020
2 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 347 autres membres