(En arabe marocain) Chemin postscolaire-29. Texte narratif (La carrière de recherche et le piège de la tentation administrative)
طريق ما بعد السكُـيلة-29
-----------
.
30- مشوار البحث العِلمي، والفــــخ د-المراودة الإدارية
.
تمّ التسجيل، والإنجاز، وموناقشة الأطروحة ديال موحمّاد فالظروف وبالطريقة اللي سبق الذيكر ديالها، وبالخصوص، ظرف حفل المناقشة اللي علن قيدوم الكلية، الأستاذ الطايفي الله يجازيه بخير، على تنظيمه على الساعة-6 في قاعة الأساتيذة بالكلية بمناسبة هاذيك المناقشة كيما كانت جارية العادة. جا موحمّاد فالوقت بالضبط فرحان؛ ما-شي فاقط من حيث أنه ناقش في النيهاية رغم جيمع أوجوه التثبيط المجاّني، ولاكين لأنه قال كذاليك معا نفسه: غادي تكون الحفلة موناسبة لإذابة الجليد ديال ذيك التاوتّورات الصبيانية السخيفة اللي حصلت ليه معا مكتب الشعبة (شوف هـــنـــــا). لما جا طالع معا الدروج لقاعة الأساتذة، تقاطع فيهوم معا واحد زوج د-الأساتيذ النوشاطا ديال ديك الحملة د-التاوتّورات المذكورة (وهوما من الطلبة دياله اللي كانو ستكملو التكوين فـميصر) نازلين معا الدروج، وقالو ليه: السَلَامُ عَلَيكم، ومشاو فحالهوم!
لمّا دخل لقاعة الأساتذة، ما صاب فيها سيوى واحد السبعة د-الناس من شعبة العربية وواحد الثلاثة من شعبة الفرنسية، من أصل ما يفوق سبعين أستاذ د-الكلية بالشوعاب ديالها الأربع (العربية، د. الإسلاميية، الفرنسية، الاجتماعيات، الإنجليزية) اللي كا يتلاقاو عادةً في الأنشيطة اللي كا تعلن عليها القيدومية. وتكًول واخّا غير واحد من مكتــب شعبة العربية! (بما في ذاليك الرئيس بنفسه، اللي كان موحمّاد سافر من وجدة إلى فاس باش يحضر معاه فالمناقشة دياله) والا من شعبة الدراسات الإسلامية اللي كان موحمّاد كا يدرّس فيهوم بزوج، واللي ما كا يفصل ما بين مكاتبهوم فجناح الإدارة سيوى المسجد. ... دخل القيدوم والكاتب العام، وصابو فالقاعة شي قيوشا ذ-الأساتيذة، وصفارو وجاهـهوم لأنّهوم حسّو بلّي حتّى الإدارة مغضوب عليها. تسنّاو الناس شوية، وبداو كا يتلّفو الحاراج بالابتيسامات والنوكات المفتاعلة باش يدعّمو المعناويات ديال موحمّاد ... ومن بعد، بان بلّي خاصّ وضع حدّ للحظة الإحساس بالحاراج. تناول القيدوم الكلمة، وقال سمحو لي، غادي نقرا عليكوم مقطع من واحد التقرير اللي كنت توصّلت بيه لمّا كان الأستاذ كا يحاول ينقل التسجيل الإداري د-الأطروحة دياله للكلّية ديالنا باش يحل موشكيل المناقشة، بعدما عرقلوها ليه فالرباط بدعوى ضرورة "الإشراف المزداوج". قرا عليهوم فقرة من التقرير بحماس. ومن بعد، طلب الأستاذ علي سبيعة من شعبة الفرانسية الكاليمة ولقى كاليمة ودّية، باعتيباره من المجموعة اللي كان موحمّاد كا يعطيهوم بعض الأبحاث دياله باش يراجعو ليه الفرانسية ديالها (منّهوم ميمون حمداوي، عبد القادر بزازي، عبد الله جغنين، عبد السلام قشيقش). كمل "الحفل" دغية، وخرجو الناس بسورعة يتّخلصو من جو عزاء. جا الأستاذ الغديري عند موحمّاد وقال ليه: "سير آ-ولدي فين تبدّل الساعة بأخرى؛ الضغينة، ما عندها حدود ملّي كا تكون مجّـانية.
الحاصيل فالهضرة، تسوّات الوضعية المهنيّة ديال موحمّاد، ورجع فالموسيم 1992-1993 للخدمة دياله بشكل عادي، بعد الاضطيرابات ديال 1991-1992 كأستاذ اللغة العبرية فشعبة العربية والديراسات الإسلامية كيما فالماضي. العبرية مادة مقرّرة فالعامين الثالث والرابع ديال ليسانس. قال ليهوم فالشعبة: ((دابا، مليّ جا أستاذ ثاني، وغادي يمكّن ذاكشّي تدريس هاذ اللغة في أفواج معقولة، وماشي فمودرّاجات كيما كنت كا نعمل بوحدي، غادي كل واحد منّا بزوج يكمّل فالسنة الرابعة معا الفوج اللي بدا معاه فالسنة الثالثة. هاذشّي غادي يجنّبنا فوضى المقرّارات وتحايل المتّكاسلين من الطلبة: "هاذي قريناها، هاذي ما قرّاها لينا الأستاذ الآخر ..."؛ وكلّ واحد فينا غادي يبقى مسؤول على الحاصيلة فهاذ المادة)). وذاكشّي اللي كان حتّى غادر موحمّاد كلية وجدة فعام 2002، ملّي لتاحق بالمعهد الملكي للثقافة الأمزيغية. وإلى جانب التدريس والتكوين (الإشراف على بحوث الليسانس وتأطير الدكتوراة)، بقى متابع مشوار البحث والنشر، سواء بوحده أو بتعاون مع أستاذه القديم اللي كا يعمل فـCNRS بباريس واللي بدا معاه البحث والنشر المشتارك من 1985.
وفي هاذ الإطار الأخير، تّاصل بيه شريكه فالبحث بالهاتف فشهر يونيو 1995 بينما هوّا في فترة امتيحانات. قال ليه: ((بونجور، موهاميد ...؛ غادي نقول ليك بسورعة: Il y a du nouveau en linguistique. راه تّـعقد في Royaumont بضاحية باريس واحد المؤتمار ليساني دولي عملاق. جميع الفونولوجيّيــن المرموقين فأمريكا وأوروبا شاركو فيه. أنا ما شاركت-شي بعرض؛ غير تسجّلت باش نتابع العروض. الأعمال ديالنا حنا بزوج، وأعمالك، كانت في صميم واحد النيقاش النظري حادّ بين مجموعة من النظريات الفرعية ديال فونولوجيا المقطع اللي قامت المواجهة بيناتها فالسانبّـوزيوم. وعلى الخصوص، بانت فالسانبّوزيوم واحد النواة صلبة مشكلة من ثلاثة د-الناس كا تشكّـك في مدى صلاحية التحليلات ديالنا لطبيعة آلية تشكيل المقاطع ديال اللغة. هاذ الناس هوما: John Coleman (جامعة أوكسفورد) و James Scobie ("كوين ماركًاريت كوليدج"، بيرمينكًهام) و Steven Bird (جامعة إيدينبورغ). أنا دابا كا نسوّلك، واش تقدر تجي بأسرع ما يمكن لباريس. بالناظار للوقع العيلمي للأعمال ديالنا فهاذاك السانبّوزيوم، راه عندنا حظوظ نحصلو على دعم من CNRS باش تجي نخدمو على مدى تماسوك تحليلات هاذوك السادة)).
كيما هيّا العادة، مونذ 1984، ما بقا-شي، خلاص، موحمّاد كا ياخُذ عوطلة. كلّ صيف كا يمشي يخدم في باريس. وافق فالحين على الدعوة ديال شريكه. وفنهار 7 يوليوز، كان بعدا فباريس. نزل فالحيّ الجامعي بـ"دار إيطاليا" لبضعة أيام قام خيلالها ثاني بالإجراءات في مركز إدارة السينيريس فالضاحية "إيفري" باش يتوصل بالمبلغ اللي ترصد لمشروع البحث الجديد؛ ومن بعد نتاقل لـ"دار فيكتور ليون"، وبدات الخدمة؛ حيث بموجرّاد ما كان وافق فوجدة على التانقّـول لباريس، كتبو، هوّا وشريكه، ريسالة بسمياتهوم بزوج لـ"جون كولمان" (رئيس شعبة الفونيتيك فجامعة أكسفورد، بمدينة أكسفورد) اللي هوّا متّزعم ذاك الثولاثي المذكور ديال سانبّوزيزم "روايومون". طلبو منّه يبعث ليهوم بتلخيص العرض اللي قدّمو هاذاك الثولاثي باش يمكن ليهوم يردّو على التحليلات الواردة فيه على أساس من معطيات مكتوبة. صاب موحمّاد ذاك التلخيص وصل للشريك دياله. لكنه تلخيص موقّع غير بسمية جون كولمان (بان في ما بعد أنّهوم فضّلو ينساحبو). موحمّاد، خبره الشريك دياله بلّي كان دوى معا Jaques Durand اللي كان مونسّيق تنظيم ملتقى "روايومون" المذكور، والمكلّف بإعداد نشر الأعمال دياله، وقال ليه: يلا هيئتو شي ردّ على كولمان وجماعته، غادي يكون من الموفيد ندرجوه فالأعمال اللي أنا المكلف بيها، يلا وجد النصّ فالأجال (واخّا ما كنتو-ش قدّمتو عرض). بعدما قرا موحمّاد التلخيص، وتناقش فيه معا شريكه، حرّرو ردّ وبعثو بيه لـ"كولمان"، واقتارحو عليه يبداو يتّبادلو الردود حتّى يستنفذ كل طرف اللي عنده ما يقول حول التحليل ديال الطرف الآخر للآلية ديال تشكيل المقاطع فاللغات (أمثيلة من الإنجليزية وتاشلحييت)، ويتعهد بـنشر الصيغة دياله كيما هي.
قبل كولمان هاذاك الالتيزام بشرط يقوم موحمّاد وشريكه بواحد الإقامة ديال ثلث إيام معاه في مختابار الفونيتيك بجاميعة أكسفورد باش يقوم كولمان ببعض التسجيلات الصوتية للنوطق ديال تاشلحيت، ويتمّ التافاهوم شفهيا على بعض المسايل اللي معقّـــد توضّيحها بالمراسلة، واخا بالإيميل؛ وقال ليهوم أن المختابار دياله غادي يتكلّف بتسديد نفقات التانقّول والإقامة فأوكسفورد (وفطور الصباح) بعدما يرجعو، بشرط يحتافظو بالتذاكر. وذاكشّي اللي تمّ.
رجع موحمّاذ وشريكه لباريس، وبدات المبادلات بينهوم وبين كولمان بوحدو بعدما تأكّد بلّي صحابه انساحبو. ملّي ضرب كلّ طرف بجهده فالتحليل والبرهانة والردّ، وما بقى عنده ما يضيف، طبّقو ذاكشّي اللي تمّ عليه الاتيفاق كًاع فالأول، وسيفط موحمّاد والشريك دياله النصّ ديالهوم لـ"جاك دوران" يخرّجه في أعمال السانبّوزيوم. وذاكشّي اللي حصل: في عام 1996 صدرت الأعمال في جزئين (788 صفحة فالمجموع)؛ وفي الجزء الأول، كاين النص ديال كولمان: "Declarative Syllabification in Tashlhiyt Berber" (ص:175-216)، وتابعه مباشرة النص ديال موحمّاد وشريكه: "Nonsyllabic tansitional vocoids in Imdlawn Tashlhiyt Berber" (ص:217-244)، في نوع من المقابلة.
هاذ الأوجوه من السيباق/الريهان، كانت كا تتمّ على خلفـيّة واحد التاطوّور موفاجئ كبير عرفاته النظرية الفونولوجيا فبداية التسعينات. كان هوّا التاطوّور البارز الثاني بعد النظرية اللي جات في كتاب ونوام تشومسكي وموريس هالي (1968) اللي تّشهر بـ SPE (The sound Patterns of English). هاذاك التاطوّور ديال بداية التسعينات تّصاغ صياغة نيهائية فالمؤلّاف ديال الأمريكيين: "آلان بّرانس" و "بّول سمولانسكي" (1993) واللي عنوانه: "Optimality Theory : Constraint Interaction in Generative Grammar". هاذاك المؤلّاف، وزّعوه صحابه على شكل كرّاسة مرقونة بشكل موفاجئ عام 1993 فإطار السيباق العلمي وبمثابة تسجيل "براءة عيلمية". توصّل منّه موحمّاد شخصيا بنسخة فالحين بعث ليه بيها جون ماكّارثي لمدينة وجدة. الكرّاسة/الكتاب (234 صفحة) مكوّن من عشرة د-الأقسام. في بداية الكتاب، بعد القيسم الأول القصير بعنوان أوّليّات ( Preliminaries, pp: 1-6)، جا مباشرة واحد القيسم بعنوان "Core Syllabification in Imdlawn Tashlhiyt Berber – The Heart of Dell & Elmedlaoui" ("صميميّة عمَلِ ديل و المدلاوي"؛ شوف هـــــــنــــــــا) كا يعرضو فيه المؤلفين، بّرانس و سمولانسكي، تطويرهوم الخاص لجوهر الآلية الصورية اللي صبحت معروفة بــ (Dell & Elmedlaoui Algorythm)، واللي جات فأعمال المدلاوي والشريك دياله حول بيناء المقاطع فأمازيغية تاشلحيّت، باعتبار برانس و سمولانسكي لهاذيك الآلية (بعد إعادة ترجامتها للناموذاج ديلهوم) أحسن ميثال كا يدعم النظرية الجديدة اللي صاغوها فكتابهوم، أي "Optimality Theory" (نظرية الأفضلية، أو الأمثليّة) وباعتيبار هاذ النظرية الأخيرة كا تصدق على جميع اللغات الطبيعية، أي أنها جزء من "النحو الكلّي"، بمفهوم تشومسكي، اللي موفتاراض أنه مبرمج بيولوجيّاً في ذيهن الإنسان الناطيق، واللي كا تتمثل مهيمّة الليسانيات في استينباط آليات جبرية (بحال جبريّات المنطيق والرياضيات) للتمثيل الصوري دياله (أي ديال 'النحو الكلّي').
هاذ النظرية (Optimality Theory)، كيما سبق تّقال عليها، كا تقوّض التّاصوّور ديال الآلية الموصوفة في نموذج SPE-1968 ديال "تشومسكي وهالي" اللي سادت في مراكز البحث الليساني فأمريكا أولاً ثمّ فالعالم لمودّة حوالي ربع قرن. هاذاك النموذج كا يميّز في الفونولوجيا ما بين البنية التقديرية المفتارضة (Underlying form) والبنية اللفظية السطحية (Surface form)؛ وكا يشتق هاذ الأخيرة من الإولى بسلسيلة من القواعد المرتبة فالإجراء (Ordered rules). كا يقول على سبيل الميثال، فباب الإبدال أو الحذف أو الزيادة: [الصوت الفلاني، كا يتبدل/يتّحذف/يتّزاد، من قبل أو بعد شي فيئة من الأصوات]، أي فالسياق الصوتي الفلاني، كا تّجرى القاعيدة-س؛ والحاصيل ديال إجرائها، كا تّجري عليه القاعيدة-ص، وهاكذا حتى يتمّ الإسفار على البنية اللفظية انطلاقا من البينية التقديرية. ذاكشّي علاش كا يتّسمى هاذ الناموذج ديال SPE-1968 بناموذج الفونولوجيا الاشتيقاقية (Derivational phonology). وكا يتمثّل العيب الناظاري ديال هاذ الناموذج في أنه ما كا يفسّر/يعلّل علاش كا تتمّ هاذيك القواعد بذاك الشكل وذاك الترتيب، وماشي بشكل آخر. الناموذج اللي تّميزت بيه "نظرية الأمثلية" (Optimality Theory) المذكورة، اللي صاغها "بّرانس و سمولانسكي"-1993، كا يقول فاقطّ بأن هناك "قيــــــــــود على البينية اللفظية" (Constraints on the output) فاللوغات الطابيعية. فا، على سبيل المثال، في تفسير/تعليل كون صيغة /يُــفْـعــِلُ/ من /أيْـقَـنَ/ هيّا [يُـــوقِـنُ] (ما-شي *[يُـيْـقِنُ])، وأن صيغة /مِـفْـعـالٌ/ من فعل /وَزَنَ/ هيّا [مِيـزانٌ] وما-شي *[مِـوْزانٌ]، كا يتّقال فاقطّ (في نوع من التبسيط هنا) بأنه كاين فالعربية الفوصحى "قيد على إتباع الحركات العليا (الضمة والكسرة) بأحرف العيلّة (الواو والياء والألف)، وأنّ نوع الحاراكة كا يغلب على نوع حرف العيلّة اللي تابعها.
في إطار هاذاك الصيراع الناظاري اللي قايم في حوزات البحث الليساني فالجامعات الأمريكية على الخصوص ما بين ناموذج "الفونولوجيا الاشتيقاقية" الكلاسيكي القايم على القواعد ("أ" كا يصبح "ب" في "سياق كذا")، وبين نموذج "نظرية الأمثلية" ديال "آلان و سمولانسكي"-1993 القايمة على استينباط القيود المفروضة على البنية اللفظية، تمّ انعيقاد المؤتامار الليساني الكبير المذكور ديال "روايومون" فيوينو-1995، وتبعه واحد آخر في سبتمبر-1995 بمدينة "إيسيكس" بالقرب من لندن وشارك فيه موحمّاد وشريكه انطيلاقا من باريس، في موهيمّة من السينيريس (واخّا ما تمكّنو من البعث بالنص النيهائي يخرج فأعمال المولتاقى لأنهوم كانو منهامكين على مشروعهوم فالسينيريس) معا مجموعة كبيرة من الليسانيين الأمريكان البارزين، وعلى راسهوم "موريس هالي" و"نيك كليمانتس"، و"أرمين مانستر"، و"دوكًلاس بّوليبلانك"، "كارول بّارادي"، "جولييت بليفينس"، "أيكًي روكا"، "ميكائيل هاموند"، "ويليام إيدساردي"، الخ. (شوف الأعمال ديال ملتقى إيسيكس: "Derivations and Constraints in Phonology" هـــــنـــــا)
فالخيضم ديال هاذاك الجري والسيباق ديال البحث العيلمي الليساني فبلاد العجميّـيــن (ما بين باريس، وأوكسفورد، وإيسيكس ...) في صيف-1995، تلقّى موحمّاد واحد النهار موكالمة هاتيفية من عند الأستاذ محمد العميري، اللي صبح قيدوم كلية الآداب فوجدة موباشرة بعد دوك الاضطيرابات الترباوية ديال 1991-1992 (شوف هـــــنـــــا). قال ليه بعد السلام: "... فإطار استيكمال هيكالة المؤسّاسة، راني كا نفكّر ندعّم إدارة الكلّية بمنصيب نائب قيدوم، وراه فكّرت فيك من بين ثلاثة د-الأسماء اللي لازمني نقتارحهوم على الوزارة؛ يلا كا يعنيك الأمر، جاوبني الله يخلّيك من هنا لـ24، وبادر بإرسال نسخة من سيرة مشوارك التكويني والميهني".
خرج موحمّاد لحديقة Parc Montsouris اللي محادي للحي الجاميعي فين ساكن، وبدا كا يتمشّى ويفكّر ويبانصي. كان نوّع مزيان من التجارب دياله فالجاميعة. كان أول مونسّيق ديال شعبة العربية لمودّة عامين بموجرّاد ما تفتحت جاميعة وجدة؛ وكان من المؤسّيسين ديال فرع وجدة للنيقابة الوطنية للتعليم العالي فوجدة (معا الأساتيذة بنيونس المرزوقي، وبنكوكاس، والحساني، واللويزي اللي تمّ توقيفه فإضراب 1979) والمونسيق/الموراسيل ديال الفرع معا المكتب المركازي فالرباط فأيام الأستاذ العراقي كا كاتيب عامّ، وبقى كاتيب عام للمكتب الماحلّي ديال كلية الآداب بوجدة من 1979 إلى منتاصاف الثمانينات؛ بالصحّ عمّره ما شارك فالمؤتمر الوطني. كان غير كا ينظم انتيخابات المنتادبين عن أساتيذة الكلية. ذاكشّي علاحقّاش عمّره ما كان عنده فكرة مشوار إداري أو شيبه إداري أو مشوار تمثيلي، من الفترة اللي ستقرّ فيها اختياره على مشوار البحث العلمي بعدما اجتاز فـترة طويلة من التاخبّوط/التاردّود بخصوص الدور الاجتيماعي. ودابا، راهو مرتاح مزيان فهاذ الملحامة ديال الليسانيات وداخلها بحماس كبير. الإدارة خدمة عومومية ضارورية، لاكينّها خطّافة، كا تجرف الواحد فالدوّامة ديالها؛ وغاليباً - يلا ما كان-شي عوّام ويعرف اللحظة فاش يرجع للشطّ يعاود يتّنفس - كا تغندفه مزيان تغنديفة خايبة، وتلفظه بحال البطانة، كيما كا يلفظ الواد الحامل سكًيطة اللي غرق فيه. حسـ'ـب وعاود الحساب، وعبر وكُــبّ، وبان ليه "يعملها غيـر تجريبة" كيما قال عبد الوهاب الدكّالي، باش يزيد يتّعرّف من خيلال شي تجريبة أخرى على آليات اشتيغال الإدارة، بالرغم من اللي جرى ليه من محاصرة مجّانية فموسيم 91-92 (شوف هـــنـــــا)، وربّاما بسباب هاذيك التجريبة الخايبة، باش يورّي (على المستوى الذاتي، باش يعطيه البعض التيساع) أنّ اللي عنده غير باب واحد الله يشدّه عليه، وبلّي راه، يلا كان عاطي التيساع للبعض، وهاذ البعض واخذ ذاكشّي ضعف، راه هاذاك البعض كان غالط. قرّر – إذن - يجاوب بالإيجاب، وعمل الخطة دياله في راسه معا مشروع التجريبة يلا صدقت، بالخوصوص باش ما تخطفه-شي الإدارة وتقطع صيلته بمشوارالبحث العلمي بلا ما يصيق خبار.
غير رصّى القرار دياله فراسه، رجع فالحين للغُرفة دياله، وعمل السحب ديال السيفي دياله وعمله فغلاف، علاحقاش مركز "السينيريس" كا يزوّده بجميع التجهيزات اللازمة خيلال الإقامة دياله فباريس (حاسوب، طابيعة، ورق). بغى يهاتف الأستاذ القيدوم العميري فالحين قبل كًاع ما تكمل 24 ساعة، بالصحّ قال معا راسه: الزربة ما-شي مليحة؛ كا يقولو الفرانصيص: La nuit porte conseil؛ وزايدون من الناحية المعناوية، غادي يبان بحال يلا موحمّاد ما كان كا ينتاظر غير ذاكشّي.
صبح الحال وفتح. فطر موحمّاد في قاعة المطبخ المشتارك ديال الطابق فين كان ساكن، ورجع للغرفة وخذا سمّاعة التيليفون وعيّط للقيدوم، الأستاذ العميري. قال ليه: فكرت مزيان، وأنا موافق، وشكرا بزّاف؛ وراني دابا غادي ننزل نمشي للباريد ديال الحي، نبعث ليك بنسخة من السيفي". هاذاكشّي ما قال عليه موحمّاد حتّى حاجة للشريك دياله لأنه خاف يسبّب ليه في بلبالة فآفاق استيمرار التاعاوون، حيث عارف مجموعة من الناس اللي كا يتّاخذو من البحث في فترة معينة غير مطيّة لمشوار تسييري (واخّا غير ريئاسة شوعبة)، ومن بعد كا تخطفهوم دوّامة الخصومات، ويعجزو عن مواكبة المستاجدّات وينساو صوارهوم القديمة، وينقاطعو فالنيهاية عن عالام البحث.
كمّل موحمّاد مودّة الإقامة دياله فباريس ورجع يستانف العامال دياله فوجدة. في ديسمبر 1995 جاه قرار التعيين كا نائب قيدوم، وجهّزت ليه الإدارة المكتب دياله فالحين. قضى ربع سنين فالمنصيب في انسيجام تامّ معا القيدوم ومعا الأساتيذة بواحد الشكل فاجأ ذوك اللي كانو متّزعّمين حملة "مطاردة الساحرات"، وكذلك معا الكاتب العام، السي أحمد الدرقاوي، اللي كان هوّا العومدة المتينة للتسييــر اليومي للمؤسّسة، على اختيلاف القياديم اللي تنّاوبو عليها (الشابّي، الطايفي، العميري، بنبراهيم) إلى أن تقاعد.
هاذاك الانسيجام المتّكامل، مكّن ما-شي فاقطّ من تذويب الجليد ديال ذوك التاوتّورات ولاضطيرابات اللي كانو حدثو شرخ كبير فصفوف أساتيذة الكلّية، وبثّو فنفوس بعضهوم الرعب، وزرعو بيناتهوم التاوجّوس الدائم وسوء الظن، ولاكين مكّن كذاليك من تحقيق كثير من الإنجازات فالمؤسّاسة، وبعضها تثويري. كانت أهمّ محاور البرنامج ديال القيدوم هي: (أ) ضبط وعقلانة الهيكالة ديال المصالح الإدارية والتربوية معا ما كا يتّطلب ذاكشّي من توسيع ويعاء البينايات، (ب) التسهيل الترباوي لإمكانيات إكمال الأساتيذة لإنجاز أطرحاتهوم، (ج) الدفع إلى خلق وحدات التكوين والبحث وإعطاء دفعة لمنشورات الكلّية، اللي ما فاتت عامين حتّى احتلّت كلية آداب وجدة الرتبة الثانية فميدان النشر بعد كلية الرباط، (د) وهاذا هوّا الجانيب التـثويري: ربط الكلية بالأنتيرنيت، وخلق شبكة أنترانيت داخليّة للربط بين مصالح المؤسسة من أجل المكنانة الآلية ديال مجموعة د-الخادامات (تسجيل الطلبة، خدامات الخيزانة، تنظيم الامتيحانات وإجراء المداولات، خدمة الأنتيرنيت والبريد الإليكتروني اللي كانت فيها كلية وجدة، والجامعة من بعد، ثاني مؤسّاسة جامعية على الصعيد الوطني وفّراتها ابتيداءً من منتـصف التسعينات)،.
بذاكشّي كُلّه، حلّ تاوقّود جمعي وحماس وتاحفّوز فردي في محلّ الخوف والنوكوص والاحتيماء بالتاكتّولات العشائرية (اللي ما اختافات-ش بالمرة)، وبداو الأساتذة كا يتنافسو فالقيام بالمهامّ الموازية للتدريس، في أبواب خلق "وحدات التكوين والبحث"، وتنظيم الأنشيطة (تّحدث مكتب خاص لتنسيقها)، وبدا كا يتمّ إخراج كلّ ما هوّا إيجابي من الأفراد بقـ'ــطع النظر عن نقايص بعضهوم.
معا هاذاكشّي كلّه، كان موحمّاد رادّ البال باش لا تخطفه دوّامة الإدارة، إلى درجة إنّه كانت هاذيك الفترة من أغنى الفترات من حيث الإنتاج والنشر عنده. ما كان-شي خبر شريكه بالمهامّ دياله الجديدة حتّى فات أكثر من عام، وهيّا فترة كافية باش يطمأنّ شريكه على استيمرارية موحمّاد فميدان البحث بالرغم من اشتيغاله فالإدارة، حيث نشر موحمّاد خيلال هاذيك المودّة مقال موهيمّ في الدورية الليسانية الكانادية Revue Canadienne de Linguistique، وشارك معا شريكه فالندوة الدولية ديال مدينة Peznas-جوان 1996 حول نفس النيقاش اللي كان تمّ فندوة "روايومون"-1995، كيما شاركو فندوة صوفيا-انتيبّوليس-جوان 1996... الخ.
في عام 1997 خطر ليهوم، هوّا وشريكه، مشروع واحد الكتاب يكون جامع شامل ومحــيّـــن للدراسات ديالهوم المشتاركة على نظرية المقطع، اللي سبقت الإشارة لـ"الوقع العلمي" (Scientific Impact) ديالها فأوساط اللسانيين (اعتابرها نوام تشومسكي في كتابه The Minimalist Program-1995 من أهمّ الإسهامات الليسانية ما بين نيصف السبعينات ونصف التسعينات). دابا، ما يمكن-شي ليه يقضي إقامة طويلة فباريس، لأن الإدارة فيها غير شهر عطلة. اقتارح عليه شريكة يكون هوّا اللي يتنقّل هاذ المرة لوجدة، للمرة الثانية، يلا كان مومكين (كان جا لمودة شهر فالصيف ديال 1993 ونزل عند موحمّاد فداره، فين قضاو شهر د-الخدمة). هاذ المرّة قدّرو بلّي غادي تلزمهوم على الأقل ثلث شهور، وموحمّاد صبحت عنده مسؤوليات إدارية. طلب موحمّاد من القيدوم يشوف واش كاينة إمكانية لإيجاد واحد "زاوية عمل" فالكلّية، فين يمكن يبدا يعمل معا الشريك دياله فالفترة ديال الغذا (ما كان-شي التوقيت المستامرّ) وفي ما بعد الساعة الستة؟ قال ليه القيدوم: ما كاين باس، غير يبعث لينا بطالاب مرفوق بالوثائق دياله الأكاديمية وبموضوع/مشروع الخدمة؛ وذاكشّي اللي حصل.
غير كا يفطر موحمّاد وشريكه اللي كان نازل عنده فالدار، كا يطلعو للكلية، وكا يدوز موحمّاد لشغله، ويدوز شريكه لواحد الركن فين تّعطاه حاسوب للخدمة. مرّة-مرّة كا يدوز واحد عند الآخر في شأن شي مسالة، ولاكين الخدمة المشتاركة المكثّـفة ما كا تكون سيوى في فترة الغدا (كا يدّيو معاهوم غير شي فاكيهة وخبز وفرماج) وبعد الساعة الستة، وشي مرّة بعد العشا فالدار.
في بداية عام 1999، وصل موحمّاد وشريكه، من خيلال التابادول المستمرّ بيناتهم لنصوص أقسام مشروع الكتاب (حيث ابتيداء من 1997 أصبح ربط الأنتيرنيت مروضي فالكلية) إلى مرحلة كا تستدعي ليقاء حيّ جديد بيناتهوم لمودّة واحد الخمس شهور على الأقل. قال ليه شريكه بلّي ما يقدّ-شي يجي لوجدة مرّة أخرى (فيعلا، كا يحسّ الواحد بالضيق لمّا كا يعيش لمودّة طويلة كا ضيف، وحتّى يلا نزل فأوطيل، غادي تصعاب ظروف الخدمة)؛ ويلا كان موحمّاد مستاعدّ باش يمشي لباريس، راه كاينة حظوظ باش يحصل من جديد على منصب Poste Rouge فمركز CNRS (الرابع فالمشوار دياله الأكاديمي). مشى نائب القيدوم عند القيدوم، وهضر معاه على المسالة، وطلب منّه ترخيص داخيلي (المودّة ما فايتة-شي 6-شهور) باش يخرج لباريس ما بين بداية ماي ونيهاية سبتمبر-1997، على أساس أنه يرجع لمودة شي أسبوع باش يدوّز الاختبارات الشفهية فالمادة دياله، اللي احتافظ بالحيصة ديالها كاملة إلى جانب العامال دياله الإداري. قال ليه القيدوم: كتب لي طالاب وغادي نرفعه للسيد رئيس الجامعة (الأستاذ المدني بلخدير، اللي خلف الأستاذ حسن مكوار). السيد الرئيس قال بلّي مسؤول إداري ما يمكن-شي يتغيّب كًاع هاذ المودّة واخّا مقسومة على فترتين. قال موحمّاد معا راسه: يمكن التقدير ديال الرائيس صحيح باعتيبار الوضع، واخّا موضوع الطالاب فيه شفافية، وإطاره واضح، والقاونون ما كا يمنع-شي ذاكشّي لأقلّ من 6 شهور. ولاكين، تمّا تذكّر فالحين الشروط اللي كان شرطها راسه على راسه في حديقة Parc Montsouris عام 1995 باش يخوض تجربة إدارية: شرط ديال أنه ما تحول-شي الإدارة بينه وبين مشوار البحث العلمي. صاغ معا شريكه مشروع الخدمة، اللي على أساسها كا يطلب موحمّاد هاذاك المنصيب من CNRS، وجاه ردّ إيجابي بعد يامات.
موحمّاد كان واعي مزيان، هاذيك شحال، أن المصدر الوحيد اللي عنده باش يموّل نشاط البحث المواكب للتاطوّرات هوّا CNRS، بفضل شراكته معا شريكه الفرانساوي، وأن هذا الأخير، اللي تحوّل من عام 1984 من البحث في فونولوجيا لغة الماندارين الصينية ولغة الطاكًالوكًـ الفيليبّينة (في "مركز البحث في لغات آسيا الشرقية") نحو فونولوجيا الأمازيغية اللي صبحت ليها قيمة تجريبية/استيشهادية كبيرة، ما غادي-ش يبدا يتسنّى يمتى تسمح الإدارة لموحمّاد يواصل معاه مسيرة الشاراكة.
تمّا، كتب طالاب استيعفاء من منصب نائب قيدوم موجه للوزارة تحت إشراف القيدوم والرائيس، ودخل واحد الصباح عند القيدوم، الأستاذ العميري، وعطاه الطالاب. عيى معاه القيدوم، ولوّح ليه آفاق مختالفة من باب النصيحة الحيبّية الاجتيماعية؛ لاكينّه بقى عاضّ فكلمته: "شكرا، أستاذ؛ والاكين أربع سنين، الله يجعل الباراكة". تلاقى معاه الكاتيب العامّ سّي الدرقاوي وقال ليه: "اش هاذشّي قال السيد القيدوم؟" قال ليه موحمّاد: هاذا ما عطى الله. زاد سّي الدرقاوي وقال ليه: "كيفاش، ياك دابا عاد هاذي ثلث شهور باش ضاعفو ليكوم تعويضات نيابة القيدوم على ثلث مرّات!". قال ليه موحمّاد: "ذاكشّي صحيح، والاكين راك كا تعرفني مزيان، ا-سّي حمد". توصّل بقرار قبول الاستيعفاء مصحوب بالتنويه؛ وخرج لباريس معا بداية ماي، ورجع ليه ثاني بعدما جا دوّز الاختيبارات فوجدة، ورجع لباريس حتى عاود رجع لوجدة معا نيهاية سبتمبر، ولقى الزاميل دياله، الأستاذ محمد بنيراهيم، غادي يخلفه فمنصيب نيابة القيدوم، وواصل تاحمّول الحصة دياله العادية ديال تدريس مادة العبرية، وخرج الكتاب اللي خدمو عليه هوّا وشريكه في 2002 في موجلّاد كبير عن دار Kluwer Academic Publishers. Dordrech/Boston/London.
---------------------
محمد المدلاوي https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres