OrBinah

(En arabe marocain) Chemin postscolaire-24 (Carrière de recherche comme option)

طريق ما بعد السكُـيلة-24

-----------

.

 

25-  اختيار البحث العلمي كمشوار ("النحوُ صَعبٌ وطويلٌ سُلّمه")

.

 

إقامة البحث ديال ثلث شهور، اللي قضاها موحمّاد فمركز "السينيريس" للبحث العيلمي بباريس في صيف 1986، سفرت على الصياغة الأولية ديال مقال مشروك ثاني مع الأستاذ الموشريف دياله القديم اللي هوّا خدّام متفرّغ للبحث العيلمي فهاذاك المركز. التدقيقات الأخيرة للصياغة النيهائية للبحث تمّت من بعد عن طريق المراسلة. المراسلة كانت كا تتمّ بالباريد العادي (موحمّاد كا يكتب بالقلم الجافّ الكحل، والأستاذ كان بعدا عنده الحاسوب من نهار تعرّف عليه موحمّاد). تمّ تحرير المقال مرّة أخرى بالإنجليزية علاحقّاش النيقاش الكبير اللي حصل حول مقالهوم السابق ديال 1985 كان فالأوساط الليسانية الأنكًلوفونية (خصوصا فمعهد إيمايتي MIT وجامعة أمهارست بالماساتشوساتس)، ومركز "السينيريس ما كا يمنع-شي النشر د-المشاريع اللي كا يموّلها باللوغة الإنجليزية، بل بالعكس، واخا كاين تيّار اللي كا يقول بضرورة النشر بالفرانسية.

 

بعد سلسيلة طويلة من المراسلة، عطاو للمقال عنوان Syllabic Consonants and syllabification in Imdlawn Tashlhiyt Berber : Some New Evidence ("صِحاحٌ بمثابة حركاتٍ، وبناء المقاطع في أمازيغية تاشلحيّت: شواهد مُدعِّمة جديدة"). في هاذ المقال، تمّ البحث، فاللوغة الأمازيغية، عن موعطايات كا تدعّم، بشكل موضوعي مستاقلّ عن الحدس الانطيباعي لهاذ الناطيق أو ذاك، فرضية كون الآلية التقطيعية لبيناء المقاطع الصوتية ديال الكلام، اللي تم وصفها بتفصيل فريسالة موحمّاد-1985 وفالمقال المشتارك الاوّل ديال ،1985 هيّــا الآلية الصحيحة الوحيــــــــدة التي كا تمكّن من تفسيـــــــــر بعض الظواهر الصرفية ديال هاذيك اللوغة.

من بين هاذيك الظواهر، على سبيل الميثال، كيفـيّة اشتيقاق صيغة الفيعل الموضاريع من صيغة الماضي فواحد الباب من أبواب الفعــــل الثولاثي الموجرّاد اللي كا يتم فيه اشتاق الموضاريع بموجرّاد تشديد الحرف الأول أو الثاني من الفيعل الثلاثي (شوف الريسالة المذكورة ديال 1985؛ ص:50-55). وهاهيّا شي أمثيلة ديال ماضي/مضارع:

.

1- تشديد الحرف الأول:

كْــــرْز/كّـــرز "حرَث/يحرث؛ كْــرْض/كّـــرض "خرطَ/يخـرِط"؛ فْــــرُكًــ/فّـــركًــ "سيّج/يسيّج؛ غْــرْص/قّـــرص (الغين تصبح قافا إذا شدّدت) "ذبح/يذبح"؛ فْــرْد/فّــــرد "التـهـمَ الكلأ"؛ ...

.

2- تشديد الحرف الثاني:

لْــكْـــم/لـــكّـــم "وصل"؛ نْــكْـــر/نــكّـــر "قام"؛ نْـــدْر/نــدّر "لهث"؛ مْـكًـْــــر/مــكًـّـــر "حصَد"؛ رْزْم/رزّم "فتَـح"؛ رْضْــل/رطّـــل (الضاد تقلب طاءً إذا شُدّدت تشديدا صرفيا) "أعار، أقرضَ"؛ ...

 .

بيّن المقال الجديد بلّي ما كاينة-شي أيّ كيفيّة أخرى لصياغة قاعيدة ولتفسيــــــــــــر أيّ واحد من الحرفين (الأول أم الثاني) كا يتمّ التشديد دياله فالأمثيلة السابقة من أجل صياغة الموضاريع، من غير اعتيماد نظريّة "السُلّم الطبيعي لجرسية أصوات اللغة" (échelle de sonorité) والآلية التقطيعية الصورية المبنية عليها واللي ما كا تشتارط وجود حاراكة باش يكون مقطع من المقاطع؛ وهيّا الآلية اللي كان تمّ صياغتها واعتيمادها فريسالة موحماد-1985 وفالمقال المشتارك دياله معا فرانسوا ديل ديال عام 1985. هاذيك الآلية اللي مبنية على نظرية "السولّام الطبيعي ديال الجرسية" كا تميّز فالواقيع، بشكل أوتوماتيكي، ما بين البنية المقطاعية ديال صيغة الماضي فالأمثلة -1، اللي هيّا بينية من مقطع واحد مغلوق [-CCC-]، وبين الموقابيل ديالها فالأمثيلة-2، اللي هوّا بنية من زوج د-المقاطع مفتوحة [-CC-C-]. فالبينية المقطاعية ديال /كْـــرْز/ (وباقية الأمثيلة-1) هيّا مقطع واحد مغقلوق [-كْـرْزْ-]، بينما البينية المقطاعية ديال /لْـــكْـــمْ/ (وباقي الأمثيلة-2) مكوّنة من زوج د-المقاطع مفتوحين [-لْ-كْـمْ-].

.

هاذ النوع من البيناء المقطاعي (أي وجود مقاطع يمكن تقوم فيها الصيحاح consonnes في مقام الحركات voyelles) ما عمّر الناظارية الفونولوجية ما تصوّراته من قبل، بشكل صورّري واضح، بالرغم من أن هاذاك النوع من المقاطع الخالية من الحاراكات منتاشر في كثير من اللوغات، بما فيها اللوغة الإنجليزية. فا في هاذ اللغة، على سبيل الميثال، كاليمات بحال /botle/ و/battle/ كا يتّنطقو بلفظ [بوطْـلْ] و [باطْـلْ] على الترتيب، والبنيات المقطاعية ديالهوم هيّا [-بو-طْـلْ] و[باطْــلْ] على الترتيب؛ والمقطع الثانى ديالهوم، [-طْـلْ-]، خالي، فالنوطق، من أيّ حاراكة (تقاليد الإملائية حاجة أخرى، كا تكون مغايرة بعض المرات للمادة الصوتية الفيعلية).

الديراسة اللي تمّت فالريسالة الجاميعية-1985 المذكورة، وفالمقال المشتارك الأول ديال نفس العام، هيّا اللي وضعت أول تاصوّور ناظاري لتفسير كيفيّة بيناء المقاطع فاللوغات اللي كا تسمح بتوالي حرفين صاحين فأكثر بدرجات مختالفة، وهيّا لوغات كثيرة. هذاك التاصوّور تّصاغ - بيناء على النظرية الفونيتيكية ديال "السُلَّـم الطبيعي لجرسيّة أصوات اللغة" - على شكل مجموعة من القواعد الآلية كا يتمّ تطبيقها على حساب الترتيب ديالها (شوف ص:34-37 من الريسالة). هاذيك الآلية كا تمكّن أيّ واحد - واخّا ما كا يعرف-شي أمازيغية تاشلحيت، أو كان كا يعرفها لاكين ما عنده-شي الحدس الدقيق ديال التقطيع  العاروضي لملفوظ الكلام إلى مقاطع - من الحصول، بعد تطبيق قواعدها الصورية، على التقطيع الصحيح اللي كا يعتماد عليه الصرف والعاروض. فا يلا صادف شي واحد مثلاً العيبارة الأمازيغية: /تْـنْـتْـلْـتْ كًـْـرْ تْـكًـْـرْتيـلْتْ دْ-تْـحْـنْـبْـلْـتْ/ ("تّخبّيتي بين الحصيرة والحنبل")، وطبّق عليها قواعد الآلية المذكورة، غادي يحصل على التقطيع الآتي، اللي هو التقطيع الصحيح:

[تنْ.تلْتْ.كًرْتْ.كًرْ.تيلْ.ت'دّْ.حنْ.بلْتْ].

.

وهاكذاك كان كا يعمل فرانسوا ديل، اللي ما كا يعرف-شي الأمازيغية سيوى معريفة ديراية بالبنيات، وما-شي معريفة حديث أو فهم (كيما كانو أغلب الورّراشيّين ديال زمان معا الفوصحى: كا يطيرو فالإعراب، لاكين ما يكتبوش موجرّاد ريسالة بشكل سالم) وكا يقطّع تقطيع صحيح جومال ديال تاشلحيت مدوّنة بالحرف الفونيتكي، واخّا ما كا يعرف-شي المعني ديالها.

وفي هاذاك المقال المشتارك الثاني، تمّ الانتيباه إلى أن البينبة المقطاعية للداريجة المغربية المغربية قريبة بزّاف من البينية المقطاعية ديال الأمازيغية من حيث أن الأحروف الصيحاح يمكن يتّتابعو فيها بدون حاراكات (ما-شي بحال الفوصحى)، ويكوّنو سلسيلة من المقاطع قايمة بدون حاراكات. وهاذا ميثال:

3- /عنْد البْنت فرْق فالوْرْت/.

التقطيع ديال هاذ الميثال-3 هوّا [-عْـنْ-دْلْ-بْـنْـتْ-فْـرْقْ-دْلْ-وْرْت-]ْ.

.

وعلى أساس هاذ النوع من تقطيع للكلام ديال الداريجة المغربية، كا يقوم الوزن ديال العروض ديال النظم فالزاجال والملحون. ذاكّي علاش تمّ الاستيشهاد فالمقال الثاي المذكور بالمقطع الأول من كاليمات محمّد فُّـيتـح "الحبيب اللي والفتو مشى عليّا * ما نويتو بعد العشرة يكون غدّار". كان هاذ الاستيشهاد الأخير بيداية اهتيمام موحمّاد بالعاروض ديال الأمازيغية (تاشلحيت وتاريفيت) وديال العربية الدارجة، وهوّا اهتيمام أسفر على نشر عيدّة مقالات فالموضوع بالعربية والفرانسية والإنجليزية بالإضافة إلى واحد القيسم الكبير ديال الكتاب دياله الكبير "كشف الحجاب عن مغمور الثقافة والآداب، مع دراسة لعروضي الأمازيغية والملحون" (جائزة المغرب-2012)، زيادة على عيدّة مقالات مشتاركة فموضوع العاروض مع فرانسوا ديل، أغلبها بالإنجليزية وجوج ديال الكتوب فالموضوع دائما (-1: Syllables in Tashlhiyt Berber and in Moroccan Arabic-2002، و-2:Poetic Meter and Musical Form in Tashlhiyt Berber Songs-2008). المقال المشتارك الثاني المذكور، اللي تم الشروع فتحريره خيلال إقامة البحث فـ"السينيريس" فصيف 1986، ما صدر إلا فسنة 1988.

.

هاذ السلسيلة من الأعمال، اللي ما تّـذكرت منّها غير عيّـنة، أكّدت لموحمّاد ذاكشّي اللي كان كا يامن بيه واللي ساعده باش ما يشتّــ'ـت-شي الاهتمام دياله، وما ينفق-شي الجهد دياله الميهني، والوقت دياله المحدود، فالخصام والمحاسبة على الهريف والانتيحال ديال هاذا أوذاك. كان كا يامن بأن "الأفكار العلمية الأصيلة والعميقة، اللي كا تنباثق فالذيهن ديال مولاها، ما يمكن-شي يخطفوها  النشّالة الصغار". ذاكشّي، علاحقّاش الخطّاف الصغير د-الأفكار، مهما كا يبان ليه راسو كبير، كا يكون بحال اللي سرق شي جيهاز/آلة سوفيستيكية: ما غادي-شي يعرف كيفاش يخرّج منّها جميع الموقدّارات ديالها، علاحقّاش ما عندو-ش ديارية معريفية ذاتية بالميكانيسم ديالها الداخيلي، وكا تبقى فراسو عيبارة عن فكرة معزولة، يتيمة، عاكًرة، ما ليها جذور/، ما ليها فروع، بخيلاف الأفكار الأصيلة، اللي هي خصبة ولّادة، بحال شي حبّة كا تنبّت سبع سبولات، وفي كل سبولة ميّة حبّة.

هذيك القناعة، اللي تمّـت  في وقتها المناسب، هيّا اللي جعلت موحمّاد يقول "زايد ناقص؛ زيد القدّام، حبل الكذوب مهما طال قصير، لأن التجريبة والزمان أطول منّه، وكا يردّو كلّ مسالة لموضعها الطابيعي، ويرجّعو الواد اللي حوّل ليه البعض مجراه للسرير دياله الطابيعي القديم".

كان كا يامن بهاذيك الناظارية من نهار صاب الريسالة الجامعية دياله فربيع 1985 معرّمين وراقها على الطبلة قدّام ذاك الزاميل دياله، فالبرطمة ديال ساحة "الكولونيل فابيان" في باريز قبل كًاع ما تتمّ موناقشتها؛ وبقى مآمن بهيا حتّى ملّي كان حكى الواقيعة لصديقه الأستاذ عبد السلام ارخصيص، وقال ليه هاذ الأخير: "غادي تشوف من بعد؛ هاذاكشّي غادي تكون ليه قصّة" (شوف قيسم سابق هــــنــــا).

فيعلاً، وقعت القصة في نفس السنة، وبسورعة فائقة ما بين بداية الصيف ونيهاية الخريف من نفس العام (زعما، المسابقة على "براءة الاختيراع). ولاكين النتيجة عند البطلين ديال القصة بزوجهوم، واحد الأستاذ من خيلال واحد المقال دياله استيعجالي نشره على جناح السورعة فواحد ماجلة مغمورة ديال الموختاليفات، كا تسمّى "أوال"، وواحد الطاليب دياله في بحث "الضيزا" (DESA)، كانت قصة عيبارة عن بيضة د-الديك. ومن بعد زمان قليل، هربو بزوجهوم من ميدان الفونولوجيا. واحد منهوم رجع للسوسيو-لسانيات المطلابية التعباوية، ومنّها داز للمشوار "الماناجمانت" العومومي؛ والثاني روسيكلا راسو في خدمات البرماجة الإليكترونية. قال الحطيئة، رحمة الله عليه:

.

[[النحوُ صعبٌ وطويلٌ سُلّمُهْ *

إذا ارتقى فيه الذي لا يَعلمُهْ *

زلّت به إلى الحضيض قدمُهْ*]]

.

وحكاو ناس زمان بلّي المجدوب كان قال، والتقليد على الراوي:

.

[[الواد كا يحمل وينــشف، ويبان رملو وغبارو*

حطّو غربان، وغروبا طارو*

ما يبقى فالواد ماعادا حجارو*]].

---------------------------

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques



23/02/2020
2 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 343 autres membres