(En arabe marocain) Chemin postscolaire-22 (Soutenance d'une thèse à Paris)
طريق ما بعد السكُـيلة-22
-----------
.
23- دخول وجدة-10 (مناقشة الرسالة في باريس)
.
حصل موحمّاد فالأخير على "رخصة مغادرة التراب الوطني" من العاميد، باش يمشي يناقش ريسالته فباريس (شوف هــــنـــــا). خذا عاود ثاني القيطار من ألميرية بعدما قطع البحر من مليلية بالباخيرة. وصل للمحطة ديال أوستيرليتز فبارييز، وخذا الميترو لساحة الكولونيل فابيان فالدائرة-19 قاصد الشقة اللي كان ساكن فيها مع صاحبو، عبد الرحمن الداودي، بعدما تيليفونا ليه، وقال ليه سي عبد الرحمن، اللي كان فالخدمة: "مرحبا بيك؛ ياك باقية عندك الساروت؟".
طلع موحمّاد للطابق السادس تحت سقوف العيمارة، وفتح الباب. صاب فالشقّة الأستاذ أحمد بوكوس اللي كان أستاذ بشعبة الفرنسية بالرباط. بان ليه عيّان ومنهوك، وتّفاجأ بالدخول ديال موحمّاد. كان كًالس فالفوطوي اللي كان كا يسرّحو موحمّاد بالليل ويصبح سرير د-النعاس. كان كا يراجع شي وراق؛ وواحد العرّام د-الوراق أخرى منفاصلة مشتّتة فوق الطابلة قدّامه. قال ليه موحمّاد "مساء الخير؛ سمح لي، ما قال-شي ليّا سّي عبد الرحمن بلّي راك هنا، باش ندق الباب". جاوب :"مسا لخير، ور كًيس باس"، وما تّحرك-شي من بلاصته، وباين عليه الضيق والحاراج.
بداو كا يهضرو باش زعما يلطّفو الجوّ، اللي كل واحد منّهوم حاسّ بلّي مكهرب. كان موحمّاد حاسّ مزيان بلّي السيد، اللي غير حادر عينيه، متّضايق منّه؛ وما عرف-شي علاش، حيث عمّر ما جمعاتهم ظروف ميهانية من قريب والا من بعيد: واحد خدّام فشعبة الفرانسية فالرباط، والآخر فشعبة العربية فوجدة، وما تّلاقاو فحياتهوم كًاع غير شي ثلث مرّات وبشكل عاراضي عابر. على كلّ حال، جوّ حديث الجامعية د-البلاد، كان مخيّم على الجوّ، حديث المراوغة وقلّة الصفا وانعيدام الثيقة. قال ليه ذاك ولد البلاد بالفرنسية "جيتي للمناقشة؛ فيليسيطاسيون ... كنت عند أستاذك، وخبرني بالمناقشة؛ وعطاني نسخة مصوّرة من الرسالة ديالك؛ هيّا هاذيك اللي فوق الطبلة ...؛ راني كا نلقي عليها شي نظرة"
تمّا شعر موحمّاد بسيادة الديسكور الفيعلي ديال أهل البلاد، اللي كان داير ليه الوسواس، بفيعل الثقافة د-البلاد، واللي شكّكُهْ ونوّاه لمّا كان اقتارح عليه الأستاذ ديالُهْ ينشرو بجوجهوم مقال مشروك بالإنجليزية حول القيسم المتعلق، فالتسويد الأول الريسالة دياله، بالآلية الفونولوجية ديال بيناء المقطع في أمازيغية تاشلحييت. شاف معا راسه شوية، وبان ليه يمشي يفتّش على مكان آخر فين ينزل، ويخلّي السيد فالتيساع. خلّى الصاكاضو دياله، بحال يلا غر خرج يدور، ومشى تمّ-تم للحي الجامعي الدولي، وتلاقى تمّا معا صاحبه اللي كان خدّام معاه فكلّية وجدة، الأستاذ عبد السلام أرخصيص، اللي كان كا يجي لباريس مرة-مرة فإطار إعداد رسالته حتّى هوّا. قال ليه سي عبد السلام: أجي تبات معانا فواحد الغورفة في "دار الفلاحة" راه فيها سرير خاوي، وغدّا تشوف معا مصلاحة الاستيقبال باش يكريوه ليك. وذاكشّي اللي حصل.
لمّا تلاقى موحمّاد معا الأستاذ دياله، حكى ليه الحكاية ديال الريسالة دياله اللي صاب نسخة منّها فالبرطمة ديال ساحة الكولونيل فابيان، وقال ليه هاذ الأخير ما معناه: (("فيعلا، داز عندي مسيو بوكوس، وعرض عليا بعض المسايل اللي عالجها فالأطروحة دياله اللي كا يستاعدّ باش يودعها للمناقشة تحت الإشراف ديال جون كلود شوفالييه، وتناقشنا فيها. وتمّا بيّنت ليه بلّي استجدّو إسهامات جديدة فبعض المواضيع اللي تّناولها فريسالته كيما قدّم لي عليها عرض. قلت ليه راه كاينة ديراسة جديدة فواحد الريسالة كا نشرف عليها وغادية تتم المناقشة ديالها بعد أيام فجاميعة باريس-8. قال لي: واش يمكن نطّالع عليها؟ وقلت هذا واجب بيداغوجي باش تتّجنّب إيداع أطروحة ما -شيمواكبة للموستاجدّات فالميدان، وعطيت لنفسي الحرية، وسلّمت ليه نسختي وصوّرها")). قال ليه موحمّاد: "بالفيعل؛ ما عملتي غير اللي خصّو يتّدار".
بالنسبة للمناقشة، كان موحمّاد خايف من ليونيل كًلان ومن جورج بوهاس، اللي كان قال ليه عليهوم زميله، محمد الشامي، أنّهوم صعاب، وأن ليونيل كًالان على الخصوص ما يحمل-شي "المنهج التوليدي" فالليسانيات وراه غادي ينزل عليك. الأول متخصص فالليسنيات الأمازيغية والثاني فالليسانيت العربية، وبزوجهوم أعضاء فلجنة المناقشة. وصلت الوقت فالنهار المعلوم، وتمّ الليقاء ديال المناقشة. كان من بين الحاضرين الأستاذ أحم بوكوس، اللي سبق ليه حصل على نسخة من الرسالة قبل ما تّناقش، والأستاذ محمد الشامي اللي كان فباريس لإنجاز "دكتوراه دولة"، والأستاذ عبد السلام أرخصيص اللي كان حتّى هوا كا يحضّر ريسالة تحت إشرا دافيد كوهن فالسوربون، وطالب السيكولوجيا، سّي عبد الرحمن الداودي اللي كان مسكّن معهاه موحمّاد فالبرطمة دياله المذكورة. بعدما قدّم المرشّح عرض فعشرين دقيقة، قدّم الأستاذ الموشريف التقرير دياله، ومن بعد منّه ليونيل كاَلان، ومن بعدهوم جورج بوهاس اللي كان رئيس لجنة المناقشة.
تّفاجأ المرشح بالإطراء والتنويه ديال أعضاء اللجنة المدعم بموعطيات ملموسة من الرسالة، وبإحالات على أقسامها وصفحاتها، وهوّا كان متخوّف منهوم على أساس ما حكى ليه زميله، الأستاذ الشامي.
بعد المناقشة جا عنده رئيس اللجنة، جورج بوهاس، وهدى ليه واحد الكتاب كبير دياله معا “جان باتريك كًــيّوم” بعنوان "Etude des théorie des grammairiens arabe"، وقال ليه بلّي عنده مشروع قريب معا شي زومالاء أخرين باش يصدرو واحد الدورية غادي تسمّى "Langues Orientales Anciennes"، وأنه باغي باش يتّــنشر فيها القيسم ديال الرسالة المتعلق بـنظرية تمثيل ظاهرة "التشديد" (Gémination). وبالفيعل، من بعد عامين ملّي تسوّات أمور إصدار اللعاداد الأول من الدورية المذكورة تنشر فيها ذاك القيسم من الريسالة بعدما تمت المراجعة ديالهْ وتّعطات ليه مواصفات البينية ديال مقال مستاقلّ، وكان فيها بعنوان De la gémination "حول ظاهرة التشيد" (معطيات من الأمازيغية والعربية والعبرية). وكان ثاني مقال ليساني لموحمّاد فدورية ليسانية محكّمة بمعنى الكاليمة، بعد المقال المشتارك مع فرانسوا ديل حول البينية ديال المقطع، اللي غادي تكون ليه فيما بعد قصة خاصة فالأوساط الليسانية.
بعدما نتاهات المناقشة، اللي كانت "حافية"، ما كان فيها لا مشروبات، لا مورطّيبات، لا حلويّات، والا حتّى غير "الخبز الحافي" (الله غالب)، توجّهو أعضاء اللجنة على الرجل، معا ذوك الإصديقاء والمعارف المذكورين، من الجامعة إلى مركز مدينة سان-دوني فضاحيّة باريس. دخلو لواحد المطعم باش يتّغدّاو. موحمّاد قبطاتهْ الرعدة. عمّرو ما دخل لشي ريسطوران والا حتّى غير مقهى فباريس؛ كان غير كا يشوف الناس من ورا الزاج ملّي كا يخبط الطروطوار، وكا يقول: يعلم لله شحال كا يخلّصو فبحال هاذ الأماكين! فا هوا، يلا خلص على كًاع هاذ الناس، ما غادي يبقى عندو باش يرجع لوجدة ... كًلسو الأصديقاء والمعارف فطاويلة واسعة، وكًلسو أعضاء اللجنة ومعاهوم موحمّاد فطاويلة أخرى. ملّي جات "لانوط" ديال الخُلاص بعد الغدا، بدا موحمّاد كا يتمحمز باش زعما ياخذها لعندو. الأستاذ دياله عارف الوضعية، وقال ليه: "Non, non, Mohamed, laisse". بداو الزوج الأُخرين (بوهاس وكًالان)، كل واحد باغي يخلّص. قال ليهوم ذاك الأستاذ: "انا غادي نخلص دابا، ومن بعد ...". الطاويلة الأخرى، كلّ واحد أدّى اللي عليه؛ وتنفّــس موحمّاد وقال "ميرسي".
فالغد ليه، طلب موحمّاد من الأستاذ ديالهْ شي كتوب جماعية وشي دوريّات ليسانية باش يصوّر منّهوم شي مقالات. وفصباح النهار الآخر، قال لصاحبه عبد السلام أرخصيص اللي ساكن معاه فـ"دار المعهد الزراعي بالحي الجامعي بلّي غادي يمشي لـساحة "موبير موتواليتي" فالحيّ اللاتيني باش يصوّر المقالات. قال ليه أرخصيص بالأرياحية اللي معروف بيها: "نمشي معاك نعاونك". بداو كا يصوّرو؛ شوية دخل الأستاذ بوكوس للدكّان، بغى حتّى هوّا يصور شي حاجة. ظاهر ديما على وجههْ واحد المسحة ديال التّاوتّور، واخّا ما كا يبيّـن-شي ذاكشّي فالهضرة. لقى نظرة متفحّصة على ذيك الرزمة اللي كا يصورها موحمّاد وصاحبهْ. قال بلّي كا يعنيه البعض منها، لاكين زربان حيث غادي يسافر فالعشيّة وعندهْ باقي حوايج أخرى يقضيها. قال ليه أرخصيص: "انا نصوّرهوم ليك ونجيبوهوم ليك للبرطمة حيث قال لي سي محمد راك فدار سي عبد الرحمن". و فيعلا، مشى زربان، وبدا ارخصي كا يعاود تصوار المقالات اللي عزلها بوكوس. ملّي سالاو، خذاو الميترو-4 نيشان من "سان ميشال" ومشاو نيشان للبرطمة عيواض ما يرجعو للحيّ الجامعي، وتمّا صابو الأستاذ بوكوس كا يجمع حوايجه. سلّم ليه أرخصيص الموصوّارات ومن بينها مقالات من واحد الكتاب الجماعي الضخم بعنوان On accent and juncture in English. مدّ السيد يديه بشكل جانيبي وقبطهوم الموصوّارات، وهو مشغول بحوايجهْ...
غير نزلو بزوجهوم من البرطمة، وخرجو من العيمارة، نطق أرخصيص، اللي كان باقي غير ساكت، وقال: "مال هاذ خيّينا؟ ما قدّ يقول حتّى غير ميرسي؟". قال ليه موحمّاد: ما نعرف-شي؛ نتا اللي عرضتي عليه الخدمات ديالك. خذاو الميترو-2 في اتيجاه "بورط ضوفين"، ومن بعد بدّلو الخطّ فـ"لاكًا ردي-نور" وخذاو RER-B راجعين للحي الجاميعي. تمّا تشعبت الهضرة بيناتهوم على الواقيعة ديال "ما قد يقول حتّى غير ميرسي"، اللي ما بغات-شي تّفهم للأستاد أرخصيص. حكى ليه موحماد الواقيعة ديال النهار الأول فنفس البرطمة، ملّي صاب وراق نسخة من الريسالة دياله معرّمة فوق الطبلة قبل ما تّناقش. الأستاذ أرخصيص - بخيلاف موحمّاد - كان كثير الاحتيكاك بالأوساط الجامعية فمراكش، والرباط، وفاس، ووجدة. نطق وقال لموحمّاد: "غادي تشوف من بعد؛ هاذاكشّي غادي تكون ليه قصّة...
.
ملّي رجّع موحمّاد للأستاذ المنشورات ديالهْ، سوّلهْ الأستاذ على بوكوس، حيث كان عامل معاه موعيد ليقاء آخر وما بقا-شي داز عندهْ. جاوبو موحمّاد بلّي راه رجع للمغريب، وتّفاجأ الأستاذ مفاجأة كبيرة ظهرت على وجههْ، وقال غير: "Ah bon?! Très bien. Bon."، وبداو كا يهضرو على كيف جرات المناقشة. وفي نيهاية الليقاء، اقتراح الأستاذ على محمّاد يعرض عليه للعشا، وعملو موعيد. داه للبراصري ديال "La Coupole" اللي فشاريع "مونبّارناس" وتمّا تّعشّاو.
------------------------------------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres