OrBinah

(en arabe marocain) Chemin postscolaire-21 (Rentrée à Oujda-1)

طريق ما بعد السكُـيلة-21

-----------

.

22-  دخول وجدة-9 (العودة من باريس)

--------------

فالأسابيع الأخيرة ديال "عام الصباكًيتي" فباريز (شوف هــــنـــــا) اللي حضّر فيه موحمّاد ريسالة "دكتوراة السلك الثالث" (بالنيظام القديم ديال فرانسا) فالليسانيات (فونولوجيا أمازيغية تاشلحيت، اللي كانت رفضتها شعبة العربية فكلية الرباط، بعدما كان الأستاذ الفاسي هوا اللي اقتارح عليه البحث فالأمازيغية)، وبعد كلّشي كُحايل هذاك العام (المرض ديال الزوجة ودخولها لموستشفي "تينون" فباريس، وخلّات لموحمّاد بين يديه الولد ديال ثلث ...)، وبعدما كمّل التحرير الأولي الكامل للريسالة، بواحد ثلث أسابيع ديال التأخير بسباب المرض المذكور؛ وذاكشّي بالرغم من التيليغرامات الشديدة اللهجة ديال السيد العاميد د-الكُليّة ديال وجدة، كان موحمّاد دخل فالمغامرة دياله الأولى ديال البحث الليلساني الجدّي، بفضل واحد الاقتيراح من الأستاذ دياله اللي كان متّحمّس كثير لمضمون الأجزاء ديال الطالب دياله، اللي صحّحها جميع تصحيح الموعلّيم الميهني بالقلم الأحمر، وعمل عليها ملاحظات بيداغوجية مكتوبة باش ياخذها مول الريسالة بعين الاعتيبار فالتحرير النيهائي.

فنيهاية واحد الجلسة من جلسات النيقاش حول أجزاء الريسالة، نطق الأستاذ، وقال للطاليب: (("غادي نقتارح عليك واحد الاقتيراح، بالصحّ ما تجاوبني-شي دابا؛ سير حتّى تفكّر مزيان. اشنو الرأي ديالك، يلا رجعنا بزوج للقيسم ديال بنيــــة المقطـــع من ريسالتك، ونطوّروه، نخرّجو منّه مقال باللوغة الإنجليزية، ونشوفو فين ننشروه بسميّتنا بزوج؟ علاحقّاش هذا المسائل راها في قلب الديراسات الفونولوجية الأنكًلوفونية الحالية كيما كا تعرف؛ والظواهر المقطاعية اللي وقفتي عليها ما-شي معروفة فهاذ الأوساط، لأنها من فونولوجيّة لوغة ما-شي مدروسة مزيان. ما تجاوبني-ش؛ سير حتّى تفكّر مزيان")).

كان حال موحمّاد بحال يلا ضربتي المشّ بسرديلة: تمّ-تم جاوب محمّاد بلّي كا يطير بالفرحة بهاذاك الاقتيراح. غير زاد وبيّن للأستاذ بلّي ما عمّره جرّب التحرير بالإنجليزية، اللي غير كا يقرا بيها فذيك الوقيتة. قال ليه الاستاذ: "أنا نتكلّف بتحرير الفقرات ديال المقال فقرة-فقرة، ونتا تقراها وتعمل عليها الملاحظات ديالك بالفرنسية، وهاكذاك حتّى نكمّلو المقال ونتّافقو على صيغته النهائية".

قال موحمّاد معا راسه ملّي خرج من دار الأستاذ فين كانو كا يعقدو جلسات النيقاش ديالهوم حول الريسالة: (("شكون بحالك؟ خلّيك من الوسواس والريــــبة ديال البلاد. جاب ليك الله أستاذ ليساني عنده صيت عالمي: هو تلميذ جاكوبسون وموريس هالي، وعنده كتوب مترجمة للإنجليزية، واقتارح عليك تشتاركو فنشر مقال ليساني بالإنجليزية اللي ما كتبتي بيها لحد الآن غير بعض الرسائل القصيرة، ونتا باقي منـوّي بحال يلا  راك معا شي أستاذ فالشعبة ديال شي كلية فالبلاد!"؛ ومن بعد يلا كًاع سهّل عليك الله وساليتي وناقشتي، غادي تبقى ريسالتك المحرّرة بالفرنسية مغبّرة فشي رفّ من الرفوف ...)).

ما وصل فصل الربيع من عام 1985 حتى تنشر المقال فدورية Journal of Africain Languages and Linguistics.

بعد كلّشي ذاكشّي ديال "عام الصباكًتي"، جمع موحمّاد فالأخير الصاكاضو دياله فوق ظهره، وخلّى نسخة مصوّرة من التسويد د-ريسالته عند الأستاذ، وخذا القيطار من ماحطة أوستيرليتز الباريزية قاصد وجدة فين يستانف خدمته فالكليّة (1984-1985) ويبدا فالتحرير النيهائي على ضوء التصحيحات اللغوية وملاحظات الأستاذ. قطع القيطار فراسنا ثم اسبانيا، حتّى وصل لمرسى "خوزيرات" بدون ما يخرجو دوك اللي غادين للمغرب من العربة د-التران فالحدود معا اسبانيا فمدينة هانداي، حتى وصلو لميناء خوزيرات فين ياخذو الباخيرة لطنجة.

موحمّاد تّقاضاو ليه الفلوس اللي فجيبو بصيفة نيهائية ملّي قطّع التذكيرة د-القيطار من طنجة للقنيطرة وشرى شي شوي د-العوين د-الماكلة، وما بقى ليه باش يبدّل القيطار لوجدة. شاف حتّى عيى، وقرّر ملّي انطالقو من طنجة يدوي معا واحد المهاجر كان معاه فالفاكًون من باريز. دار هاذاك الموهاجر - الله يجازيه - يديه لجيبو، وسلّ 100 درهم وعطاها ليه؛ وما قد موحمّاد يحبس دموعه، بحال شي درّي يتيم.

لمّا وصل لوجدة، لقى السيدة استاعدت صحتها ودخّلت الولد للروض. وملّى طلع فالغد ليه للكليّة كان معوّل على شي "أوخزيت" بسباب التأخّور دياله رغم برقيات السيد العاميد. ساعا بان بلّي هاذ الأخير ستوعب المسالة، وما زاد قال حاجة. بدا موحمّاد، تمّ-تمّ، في استيدراك الحصّة التدريسيّة دياله فالليسانيات ومعا الطلبة ديال الأستاذ الشامي اللي خرج لفرانسا باش يحضر أطروحة دكتورا الدولة.

وبعد شي أسبوع صاب واحد الزاميل (سّي عبدون من ثانوية عمر بن عبد العزيز) واتافق معاه باش يبدا يجي عنده بعد الستة د-العشية باش يبدا يرقن ليه الريسالة دياله بالستانسيل على الآلة الكاتيبة اللي ما كانت عنده ما كا يعرف ليها. كُـلّما حرّر طرف من ريسالته تحرير نيهائي بيناءً على ملاحظات وتصحيحات الأستاذ، كا يبدا فالغد ليه يفتي على صاحبو. وكان الرقن صعيب بزّاف بسباب كثرة الجداول والتشجيرات بالخطوط المايلة اللي هيّا صعيبة بالداكتيلو. كا يخلّي ليه سّي عبدون بلايص الرموز والأحرف ديال الفونيتيك باش يزيدها هوّا بقلم المداد. واستغرق رقن الرسالة، اللي ما كا تفوت-شي 250 صفحة، شي ثلث شهور، بموعدّال شي ساعتين فالنهار!

واحد النهار تلاقى معاه العاميد بالصدفة. سوّله فين وصل فالريسالة، وزاد قال ليه: "ملّي توقف على الطبع دوز عندي، نعطيوها للكاتبة تطبعها ليك". واخّا كان ذاكشّي معمول بيه - لأنه ما كان كا يسالي ريسالة كل عامين ذيك الوفيتة غير واحد أو زوج د-الناس من الكلّية - كان موحمّاد كا يخاف من الخدمات المجّانية ديال الإدارة، لأنها كا تصبح سريفة فالعنق. زيادة على أن النص الليساني/الفونولوجي ديال ريسالته معقّد، وكا يلزم للرقن دياله الحضور والمواكبة ديال صاحب النص، كلمة بكلمة.

ومعا جوايه فبراير 1985، كان موحمّاد سالى من الرقن، وصوّر النوساخ المطلوبة من الريسالة، وبعث بيها للأستاذ دياله فباريس، اللي قام  بإيداعها فشعبة اللسانيات بجامعة باريس-8 فين كانت مسجلة. ومن بعد شي أسابيع، جاه إشعار بالإيداع وبتاريخ المناقشة (ماي 1985). ما وصل موحمّاد لهاذيك المرحلة حتّى غفر الله الذنوب بالموفيد. علاحقّاش كان مكلّف بالحصّة التدرسية دياله د-الليسانيت فالكلّية، وبالحصة ديال الأستاذ الشامي اللي خرج لباريس يحضّر "دكتوراه الدولة"، وببحوث الليسانس ديال الطلبة اللي مسجلين معاه وديال الطلبة اللي تسجلو معا الأستاذ الشامي قبل ما يخرج. كيما أنه كان مشتاغل فالترحرير النهائي لرسالته وفالطبع المعقّد والباطي ديالها؛ وكان خدّام كذليك فتصحيح البروفات ديال المقال المشروك اللي دفعوه هوّا والأستاذ دياله للنشر؛ زيادة على ضيق الحال بالراتب الشهري ديال وضعية موجرّاد "مساعيد" فالكلية، والولد فالروض والزوج مازال ما صابت خدمة. ولاكين على كل حال بدا يبان ليه الضو بعد الملحامة الطويلة ديال إنجاز ريسالة السلك الثالث.

مشى موحمّاد عند العاميد فرحان، و ورّاه الإشعار ديال تاريخ المناقشة، وطلب منّو "رخصة مغادرة التراب الوطني" باش يمشي يناقش الرسالة دياله فباريس. تمّا خسر المزاج ديال العاميد فالحين، وبدا كا يغوّت! قال ليه: ("معامن تّشاورتي؟ ياك كنت قلت ليك جيب الريسالة نعطيوها للكاتيبة تطبعها ليك ... ..."). موحمّاد كان مرهوق بزّاف، وزادت ليه هاذ المفاجئة. قال للسيد العاميد: ("صافي ما كاين باس؛ غادي نجاوبهوم بلّي العاميد ما بغا-شي يعطيني "رخصة مغادرة التراب الوطني")، وجا نايض خارج. عيّط ليه العاميد بالزعاف: "اجي؛ عمل لي طالاب مكتوب وعطيه للكاتيبة". وذاكشّي اللي عمل ملّي خرج من المكتب.

------------------------

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques



19/02/2020
6 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 345 autres membres