OrBinah

(En arabe) Logique formelle et forme logique de la langue: vulgarisation

تيسيريّات في باب اللغة في علاقتها بالمنطق

(المفاهيم، والمنطق الصوري، ومنطق اللغة، وتركيب المفردات)

 

 

 

 

1-   المفاهيـــــــــــم ماهيات تصوّرية تدل عليها ألفــــــــاظ لغوية (مثل: أرض وسماء وجبل وإنسان ...)، ويحدّد المعــــــــجمُ مضامينها حسب قواعد التعـــــــــريــــــف (تحديد الكليّـــــــــــــات الخمس: النوع والجنس والفصيلة والعرض العام والعرض الخاص)، فيقال مثلا: "الإنسان حيوان ناطق ...". وكل الأحكــــــــــام الخبَــــــرية/الحمليّـــــة (أي "التي تحتمل الصــــــدق أو الكــــــذب في الواقع الخارجي") التي تُحمل على موضوع معين (مثلا: "مِن الإنسان مَن هو طيب/ذكي، ومنه مَن هو غبيّ/خبيث" ...) تخضع لقاعدة "الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوّره". فلا يصحّ مثلا: "الإنسان مادةٌ تتبخّر بالبرودة" بالرغم من أن قواعد التركيــــــــــب اللغوي للمفردات يسمح بذلك. ويصدق نفس الشيء على القضايا الطلبية (الأمر أو الاستفهام)؛ فلا يصح مثلا قولك "ناوِلْـني لُـقمةً من النوم". ولا يصح أن يقال: "أمامه خيـــــــــارٌ واحد" لأن الحدّ الأدنى لمفهوم "الخيـــــــار" هو أمكانيتان؛ وفي انتفاء ذلك يصبح الأمر "ضرورة" لا خيارا. أما قول: "أمامه خيارٌ واحد لا ثالث له" فإمعان مركّب في الإحـــــالـــة المنطقية باعتبار مفهومي "الخيار" و"واحد" كما يحددهما المعجم الذهني أو الصناعي. وفي هذا الباب يقول الشيخ أحمد الدردير في منظومة "الخريدة البهيّة":

أقسامُ حُكم العقل لا محـــالة * هي الوجـــــــوب ثم الاستحـــــــالة

ثم الجـــــواز ثالث الأقســــام * فافــــــــــهم، مُنِــــحتَ لذّة الأفهام

.

2-   العِـــــــــلــــم الذي يضبط ما ورد، كأمثلة، في الفقرة-1 هو المنطــــــق الصـــــوري (منطق الكليات والمقولات والقضايا). وهو أساس صياغة أحكام سائر العلوم. وإلى جانب المنطق الصوري، هناك المنــــــطق اللغــــــــوي الذي نشأ وأخذ يتطور مع منتصف الستينات من القرن-20 مع بداية تطوير نظرية التركيــــــــب اللغــــــوي العامّ (syntaxe générale) ونشوء نظرية الدلالة العامة (sémantique générale) في إطار نظرية "النــــــحو الكُـــــــلي" للغة البشرية الطبيعية (أعمال مدرسة تشومسكي).

.

3-   فعلى مستوى أوليّ معيّن من مستويات التركيب اللغوي، أي مستوى مجرّد إسناد الأدوار في الجملة إسنادا خامّا (من حملٍ وإسنادٍ وفاعلية ومفعولية ...)، لا شيء يمنع من القول، على سبيل المثال: "شرِبَ النومُ الخبزَ" أو "أكل الفرحُ الماءَ". وكان أول من طرح هذا الإشكال بشكل صوري هو نوام تشومسكي في كتابه "البنيات التركيبية" (Syntactic Structures 1965)، من خلال مثاله الشهير:

Colorless green ideas sleep furiously ("أفكارٌ خضراء لا لون لها تنام في غضب")

إنه المثال الشهير الذي هو نموذج لأساس الاستعمالات "الإبداعية" للغة، التي يمكن أن تبلغ أحيانا حد الهذيان. في ذلك الكتاب وُضعت اللبنة الأولى لما عرف بعد ذلك بـمكون "Logical from" ("الصورة المنطقية") باعتباره مكوّنا من مكوّنات التركيــــــــب اللغـــــــوي إلى جانب مكوّن إسناد الأدوار الحمليّة إلى المفردات في الجملة، بما يخضع له ذلك الإسناد من قــــيــــــود موقعية ورُتبية وعائدية. عبّر تشومسكي عن ذلك المكون الجديد، مكون "الصورة المنطقية"، بما أسماه حينئذ بـنظام Selection features ("خصائص التوافق"). مفاد ذلك النظام، كما تمّ تصوره حينئذ، هو أن المضمون الدلالي للمفردات كما هي معرفة في المعجم الذهني أو الصناعي (من أسماء وأفعال) يحدّد طبيعة المفردات الأخرى التي يصــــــــحّ منطقيا أن تُسنَد إليها وتُحمل عليها أو أن تعمل فيها كمعمول لها. ففعل "نــــــام" (أو المصدر "النــوم") مثلا لا يصحّ أن يُسند ويُحمل إلّا على كائن حـــــــــيّ متحـــــرّك (être vivant animé)؛ والصفة "أخضر"، بحكم إفادتها بمقتضى المعجم للون من ألوان الطيف، لا يمكن أن تسند في نفس الوقت إلى ماهية "لا لون لها" (المثال السابق لتشومسكي). كما أن فعل "شرب"، بحكم مفهومه في المعجم ("استهلاك تحويلي لسائل يتمّ احتساءً بلا مضغ ...") لا يصحّ أن يحمل على ماهية تجريدية ("النوم" في "شرِبَ النـــــــــــوم...") ولا أن يتخد له كمعولٍ مادة غير سائلة ("الخبز" في "شرِب النومُ الخـــــــبــزَ"). ويمكن أن يقال نفس الشيء في "خصائص التوافق" ما بين كل من "أكل" و"الفرح" و"الماء" في المثال الثاني السابق.

.

4-   المسائل التي تمت أثارتها في الفقرات السابقة، ليست مجرد ثراء ذهني/فكري "أنتيليكتوالي". إنها تنعكس على مدى تماسك مضامين الخطاب اليومي العامّ وخطاب مضامين النصوص العلمية (رياضيات، طبيعيات) والنصوص القانونية والمسطرية. وكمثال على ذلك في باب النصوص القانونية، المقال الآتي ('"صياغة القوانين وتأهيل اللغة؛ أو لماذا يصلح النحو وعلم المعاني والمنطق"، 2011):

https://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-la-constitution-et-le-langage-juridique

----------------------------------

 

 

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques



13/03/2019
2 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 347 autres membres