OrBinah

(EN ARABe) La stratégie de la Turquie (à l'occasion de la lettre d'Obama à Mohamed VI)

Si le texte arabe ci-dessous ne s'affiche pas correctement, aller  vers la barre de menu en haut de la page, cliquer sur le bouton AFFICHAGE puis surCODAGE, puis sur (PLUS, puis sur ARABE(Windows)

استراتيجية تركيا من خلال سياستها الشرق-أوسطية

(بمناسبة رسالة الرئيس الإمريكي إلى ملك المغرب)

 وجه رئيس الولايات المتحدة، الحسين باراك أوباما مؤخرا (يوليوز 2009) رسالة إلى ملك المغرب جلالة الملك محمد السادس، تناولت نقطتين: مسألة الصحراء من جهة، ودور المغرب في إعادة تحريك مبادرة السلم العربية لسنة 2002 من جهة ثانية. وقد تمت قراءة الرسالة بطرق مختلفة من طرف الصحافة المغربية التي رأى منها البعض في الرسالة محاولة للضغط على المغرب باستعمال قضية الصحراء من أجل أن يعود إلى لعب دوره السابق في قضية الشرق الأوسط. وقد دفع هذا بوزير الاتصال المغربي السيد خالد الناصري إلى توضيح ما يشبه أنه إشارة إلى أن للمغرب سياسته الخارجية الخاصة به والمرتبطة بمصالحه الحيوية واختياراته الاستراتيجية البعيدة المدى، وأنه لا ينتظر أن تملى عليه تلك السياسة. فإلى أي حد يعتبر هذا صحيحا؟ وما هي المؤشرات الدالة على صحته إن كان بالفعل كذلك؟

لعل من المفيد، وعلى سبيل مقارنة لا تخلو من دلالة بهذا الصدد في هذا الاتجاه أو ذاك،  إيرادَ الكلمة التي افتتح بها السيد ناموك تان (Namuk Tan)، سفير تركيا في تل أبيب، الدورةَ السابعة لندوات سليمان دوميريل، التي نظمها مركز موشي دايان لدراسات الشرق الأوسط وإفريقبا بجامعة تل أبيب يوم 11 ماي 2009 بشراكة مع سفارة تركبا في تل أبيب وتعاون مع مؤسسة كونراد أديناور الألمانية، وبمساهمة أكاديميين  وديبلوماسيين من أتراك وإسرائيليين، وذلك حول موضوع "دور تركيا في سياق المحيط العالمي المتحرك". ذلك أن هذا البلد ذا التجربة الإسلامية الحديثة في الحكم التي كانت محط اهتمام خاص من طرف بعض القوى السياسية في المغرب، يحتل جغرافيا في المجال المتوسطي نفس الموقع المقابل لموقع المغرب بالنسبة لأوروبا. كما أن له مشاكل ترابية في قبرص، وطموحات اقتصادية مع أوروبا وبقية حوض المتوسط أكثر من طموحات المغرب؛ كما أنه في الوقت الذي كانت فيه الامبراطورية العثمانبة التركية تهيمن على رقعة العالم الاسلامي بالإضافة إلى البلقان وباستثناء المغرب، كان هذا الأخير قد دشن الاختيار الإفريقي ابتداء من الفترة السعدية كمجال لإشعاعه بعد أن سُدّت أبواب الاختيار الأوروبي حينئذ مما كان سائدا مع المرابطين والموحدين. أما الاختيار المشرقي فلم يكن يوما من اختياراته إلا من حيث اتقاء نفوذه من عهود الأمويين والعباسيين والأتراك إلى عهد الناصرية والبعث ثم الوهابية.

في هذه الكلمة القصيرة والمركزة للسيد اللسفير التركي، التي وردت فيها كلمة "استراتيجية" ثمان مرات، يضرب هذا السفير بكافة أوراقه في صراحة ووضوح نادرين أمام مخاطبيه الإسرائيليين، ومن خلالهم أمام أوروبا وأمريكا على الخصوص، حول الدور الذي تسعى تركيا إلى أن تلعبه في المنطقة من خلال سياستها في الشرق الأوسط على الأخص، مستعرضا الأبعاد الاستراتيجية لتركيا على ضوء المعطيات الحديثة المتمثلة في قيام إسرائيل كفاعل في المنطقة، وفي عولمة الاقتصاد والجيوسياسة وعلاقة كل ذلك  بالفاعلين الرئيسيين الآخرين: الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. فما هي النصوص والمرجعيات التي ترسم خطاطة السياسة المغربية في محيط عالمها وزمنها الجديدين؟ المقارنة بنص كلمة السفير التركي تجيب بشكل غير مباشر على ذلك. ونص هذه الكلمة مترجم عن الإنجليزية انطلاقا من تسجيل صوتي مصور  بالموقع الآتي:

http://www.dayan.org/framepub.htm

([Lectures] باب)

كلمة السفير التركي

 أيها الضيوف الكرام، أيها الأكاديميون الأعزاء، أيها الطلبة، أيتها السيدات، أيها السادة.

في البداية أود أن أعبر عن شكري الصادق لجامعة تل أبيب ولمركز موشي دايان على الخصوص (...) اللذين وفرا لي هذه الفرصة لأخاطب هذا الحضور المتميز محدثا إياه عن العلاقات التركية الإسرائيلية وعن التحديات الحالية التي تواجهها هذه العلاقات. أود كذلك أن أرحب بكل المشاركين بمن فيهم أولئك الذين التحقوا بنا من تركيا.

اسمحوا لي كذلك بأن أعبر عن تقديري وشكري للبروفيسور (...)، الوزير السابق للعلاقات الخارجية لتركيا وكذلك لسيادة السفير الإسرائيلي بتركيا (...) على قبولهما دعوتنا وحضورهما معنا اليوم. وأخيرا وليس آخر، أود أن أعبر عن امتناننا الخاص لروح البروفيسور أريي شيمولوفيتش.

أيها الأصدقاء، إن منطقتنا تواجه تحديات كبرى هي اليوم أوضح مما كانت عليه في أي وقت مضى. ولكي نستطيع التعامل مع هذه التحديات، يتعين علينا أن نرسم معالم سياسات سليمة وواضحة. وبموازاة مع ذلك، أضحى التعاون القوي بين إسرائيل وتركيا أمرا جوهريا، وهما البلدان اللذان يتقاسمان نفس القيم ونفس المصالح. إن كل ذلك في الحقيقة لأمر ضروري لضمان الاستقرار والأمن في هذه المنطقة.

من البديهي أنه لا يمكن تجاهل كون العمليات الأخيرة في غزة قد أحدثت توعكا في العلاقات التركية الإسرائيلية. ومع ذلك، فإنه يتعين ألا تثبط هذه الوضعية عزائمنا. فالبلدان التي تعيش في وضعيات صعبة يمكن أن تختلف في الرأي وفي الممارسة من حين لآخر؛ وهذا ليس مقصورا على تركيا وإسرائيل. إن الشيء المهم هو أن جودة وقوة وسلامة علاقاتنا التاريخية أمور تهبنا من الحكمة ما يمكننا من تجاوز سوء التفاهم القائم، وتساعدنا على الإلقاء بهذا الزمن الصعب ورائنا.

أيها الضيوف الكرام

تتوفر تركيا وإسرائيل من الأسس على ما هو لازم لتثبيت علاقات قوية واستراتيجية. فما يزيد عن خمسة قرون من التاريخ المشترك في هذه الربوع قد نسج [بيننا] علاقات سوسيو-ثقافية متينة. زد على ذلك كون العلاقات بين الشعبين التركي واليهودي قد كانت دوما نموذجا للتسامح والاحترام والثقة. ففي هذه الظرفية، أعتقد أن مسؤوليتنا تجاه أسلافنا تتمثل في أن نعمل في هدوء لنتغلب على التيارات والمصاعب التي تواجهنا. علينا أن نركز جهودنا في اتجاه المستقبل بدل أن نبدد طاقاتنا في تغذية اللوم والمؤاخذة. 

أيها الضيوف الأعزاء،

إن لتركيا وإسرائيل كل ما يبرر تمتين روابط استراتيجية قوية فيما بينهما. فعلاقاتنا الثنائية مع إسرائيل علاقات متنوعة وديناميكية مبنية على مصالح استراتيجية  متبادلة وعلى قيم مشتركة، كقيم الديموقراطية وسيادة القانون واقتصاد السوق الحرة. كل هذا يشكل منارا للطريق بالنسبة لجهودنا الرامية إلى تعميق وتوسيع العلاقات الثنائية وإلى خلق قدرات هائلة في مجالات متعددة.

أود الآن أن أستعرض بعض أوجه تعاوننا الذي هو تعاون متوسع باستمرار. إن الاقتصاد التركي المتوسع، بما له من قرب من أسواق منطقة آسيا الوسطى والشرق الأوسط وأوروبا، ليفتح فرصا رحبة أمام الرفع من مستوى علاقاتنا الاقتصادية. وبالمثل، فإن الحرص القوي لإسرائيل على التطوير الاقتصادي، وكذا اقتصادها الديناميكي وقواها المنتجة الخلاقة أمور توفر إمكانيات أخرى إضافية. إننا نهدف إلى زيادة مبادلاتنا التجارية للانتقال بها من حجمها الحالي المتمثل في 3،7 بليون إلى 5 بلايين في السنوات القادمة. إني واثق من أن تمتين روابطنا الاقتصادية والتجارية سينعكس لا محالة بشكل إيجابي على علاقاتنا مع إسرائيل في المجال السياسي كذلك. وأود أن أغتنم هذه الفرصة لأؤكد على أهمية مشروع الممر الطاقوي التركي الإسرائيلي، الذي سيقوم بعد إنجازه بربط البلدين عبر نظام من أنابيب المحروقات. إن هذا الطريق السيار الطموح الذي سيربط البحر الأسود بالبحر الأحمر سيعمل كذلك على الرفع كثيرا من مستوى الوضعية الاستراتيجية لإسرائيل بأن يجعل منها بلد عبور مهم فيما يتعلق بمسألة موارد الطاقة.

ويتمثل مجال مهم آخر في التعاون في القطاع السياحي، الذي لا تنحصر أهميته في توفير فرص اقتصادية هائلة، ولكنه يشكل كذلك أحسن السبل لتنمية التفاعل بين شعبينا، وهو ما من شأنه أن يوفير المناخ اللازم لقيام تفاهم متبادل أحسن. فلا ريب في  أن من شأن كل هذا أن يدعمنا فيما نبذله من جهود للتغلب على قضايا أخرى مما يبرز في مجالات أخرى. لقد زار تركيا 560.000 سائح إسرائيلي في سنة 2008. إنه لإنجاز باهر يقوم كبرهان على القدرات التي لدينا في قطاع السياحة. وبالرغم من التراجع المسجل حاليا في هذا الباب والذي تعود أسبابه إلى المشاكل الأخيرة التي عرفتها المنطقة، وربما كذلك إلى الأزمة الاقتصادية، فأننا نطمح إلى بلوغ أبعد من هذا المستوى في المستقبل القريب.

ثم إن علاقاتنا الثقافية قد تقدمت بدورها بشكل هائل في السنوات الأخيرة، خصوصا بفضل التظاهرات والأنشطة التي تمت في إطار مهرجان تركيا في النصف الأخير من سنة 2008. إننا لجد مسرورين أن نرى بأن أسابيع الفيلم التركي التي أقيمت في كل من تل أبيب والقدس وحيفا، إضافة إلى المعارض والحفلات الموسيقية التي تبرز كلها ماضينا وحاضرنا المشتركين قد حظيت كلها باهتمام كبير من طرف الجمهور الإسرائيلي. إننا لمصممون العزم على مواصلة أنشطتنا في هذا المجال. ثم إن المركز الثقافي التركي في تل أبيب-يافا الذي سيفتح أبوابه عما قريب سيمثل لا محالة قاعدة ممتازة لزيادة تمتين علاقاتنا الثقافية وترسيخ الحوار القائم بين شعبينا ودعم حرصنا البعيد المدى على صيانة تراثنا الثقافي. 

أيها الضيوف الكرام

في حظيرة القرية المعولمة التي يمثلها عالم اليوم، أصبحت مصالح كل من تركيا وإسرائيل تندرج في إطار جغرافية أوسع. فقيمنا المشتركة وتعاوننا الثنائي في مجالات متعددة تساعدنا على صياغة مقاربات مشتركة لعدد متنوع من القضايا الجهوية والعالمية. إن مسار انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي ستكون له تفرعات استراتيجية متعددة في منطقتنا، تفرعات من شأنها أن تفتح آفاقا جديدة لمجموع جوارنا وللاتحاد الأوروبي على المستويات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية. ثم إن منح العضوية الكاملة لتركيا سيبرهن في نفس الوقت على أن الاتحاد الأوروبي هو في الحقيقة مشروع متنوع ومتعدد الثقافات؛ وسيتوازى ذلك توازيا تاما مع تنمية العلاقات القائمة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي في السنين الأخيرة ويدعمها. وفي هذا الصدد، أود أن أعبر عن امتناننا لدعم إسرائيل القوي لأهلية تركيا للانخراط في هذا الاتحاد الأوروبي.

هذا وإن شراكتنا الاستراتيجية مع الولايات المتحدة من بين أهم أولويات سياستنا الخارجية. وإن تعاوننا مع إسرائيل ليحمل بالطبع دلالة خاصة في هذا الإطار الأخير.

إن العلاقات الخاصة لتركيا مع إسرائيل، وكذا روابط القرب التي تجمعها مع الفلسطينيين تجعلنا في وضعية لا نظير لها. فبفضل حظوتها بثقة كل من الطرفين، شكلت تركيا على الدوام سندا فعالا لكل المبادرات التي تسعى إلى أيجاد حل عادل ودائم للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني. وسنظل نعتقد بأن أفق دولتين اثنتين يعيش فيهما الإسرائيليون والفلسطينيون جنبا إلى جنب في سلام وأمن شيء يمكن إدراكه؛ ونحن نبذل قصارى جهدنا للمساهمة في مجهودات المساعي الثنائية والجهوية والدولية التي تبذل في هذا الاتجاه. فتركيا عضو في منظمة العالم الإسلامي، ولها روابط صداقة تاريخية مع الدول العربية، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي، وفي المجلس الأوروبي، وهي في نفس الوقت مرشح مفاوض من أجل الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي. إن تركيا لمستعدة لأن تقوم بكل ما في وسعها لصالح صداقتها مع إسرائيل في سبيل إقامة سلام دائم بينها وبين جيرانها العرب. 

أيها الأصدقاء،

لقد قدمت أمامكم عرضا مختصرا لعلاقاتنا. ولقد تحدثت من خلاله عن القيم التي نتقاسمها وعن الوضعية الحالية، وكذا عن الإمكانيات المستقبلية في كثير من مجالات التعاون؛ كما تحدثت عن الانعكاسات الإقليمية لشراكتنا. لقد قمت بهذا من أجل أن أبرز أهمية إعادة وضع عجلة علاقاتنا على السكة من جديد بأكثر ما يمكن من الاستعجال. ولكي يتم ذلك، أعتقد أنه يتعين علينا أن نقوم بتحليل موضوعي للأحداث التي جرت خلال وبعد العملية الإسرائيلية في غزة. علينا أن نجعل مؤسساتنا المعنية تنخرط في هذا التحليل بفعالية أكبر. ولهذا الغرض، يتعين علينا أن نعمل معا عملا شاقا؛ فهذا هو النهج الوحيد الذي سيفضي بنا إلى رسم طريق إعادة تقوية تعاوننا. علينا أن نتبادل الرأي في الكيفيات التي نستطيع عن طريقها أن نتعاون من أجل تنويع وتعميق علاقات التفاهم القائم سلفا بيننا. وأعتقد أن هذا سيساعد كذلك على استئصال أسس سوء التفاهم السائد في أذهان الناس في البلدين معا. وفي هذا الصدد، يتمثل واحد من أهم الأمور التي يتعين القيام بها، في العمل على تكثيف التواصل بيننا ليس فقط على مستوى الوفود الرسمية في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية، ولكن كذلك ضمن الأكاديميين ورجال الأعمال والطلبة والصحفيين وغيرهم. وأعتقد أن  المناظرة الحالية تندرج في هذا المسار بامتياز. يتعين علينا، في كل ما نبذله من جهد، ألا ننسى بأن العلاقات الاستراتيحية بين تركيا وإسرائيل ليس من الأهمية القصوى بالنسبة للبلدين فقط؛ إنه من الأهمية كذلك بالنسبة لبقية هذه المنطقة المتقلبة. وقبل أن أختم كلمتي لأفسح المجال بما يكفي من الوقت لبقية التدخلات، أود أن أوضح أمرا واحدا لكل أصدقائنا الإسرائيليين: في خضم هذا الجوار المضطرب، ليس هناك من صديق لإسرائيل أحسن من تركيا.

شكرا.

 ---------------------------------------------

ملاحظة دالة:

 لقد جاءت كلمة السفير التركي هذه بما تتسم به من وضوح ومبدئية ثلاثة أشهر فقط بعد سيناريو انسحاب رئيس الوزراء التركي، السيد رجب طيب أردوجان، من جلسة منتدى دافوس الاقتصادي بسويسرا (نهاية يناير 2009) احتجاجا على كلمة شيمون بيريز حول رؤيته الخاصة لتطورات النزاع الأسرائيلي الفلسطيني من خلال حرب غزة على الخصوص، وتصفيق الحاضرين على تلك الكلمة؛ ذلك الانسحاب الذي حظي بهالة إعلامية كبيرة والذي قال عن دلالاته أحدُ المحللين، راغب السرجاني، على صفحات بوابة http://www.islamstory.com  بتاريخ 5 فبرار 2009 ما يلي: 

"إن ما حدث في دافوس قد يكون شرارة لتداعيات خطيرة قد تؤثر في مسيرة الأحداث في السنوات القادمة.. وإنه لتحول ملموس في السياسة التركية يلفت الأنظار إلى تنامي الدور التركي المهم في المنطقة الإسلامية. ولا شك أن هذا الموقف لم يأتِ من فراغ، إنما هو تصعيد مستمر في اللهجة التركية تجاه العدوان الصهيوني على غزة.. ولقد شاهد الجميع الاعتراضات التركية المستمرة على هذا العدوان الغاشم"

--------------------------

بعد سنة بالضبط من تاريخ كلمة السيد السفير، أي في بداية يونيو 2010، وبعد سماح تركيا لأسطول الحرية المتعدد الجنسيات والمحمل بالمساعدات بانطلاق من موانئها في قبرص نحو قطاع غزة لفك الحصار الإسرائيلي عنها، وبعد الهجوم العسكري الإسرائيلي على ذلك الأسطول، الذي خلف عدة قتلي في صفوف المتضامنين ومنهم تسعة قتلى أتراك، وبعد أن اكتسحت الأعلام التركية شوارع العالم بما فيها المغرب خلال مظاهرات التنديد بالقرصنة الإسرائيلية الدامية، يصرح رئيس الحكومة التركي أردوكان بأن ذلك ستكون له انعكاسات جد سلبية على العلاقات مع إسرائيل ثم أضاف بعد أيام بأن تركيا ستستمر في عملها إلى أن يتم فك الحصار عن غزة التي تعتبر بالنسبة إليها مسؤولية تاريخية. فانطلقت المسيرات المليونية في العالم بما فيه الرباط طبعا. وقد حظيت تركيا وريس حكومتها، كما ورد في تغطية جريدة المساء المغربية،  بنصيب وافر من الشعارات المؤيدة والمنوهة بمبادرة أردوكان والانتقادات اللاذعة التي وجهها إلى الكيان الصهيوني؛ كما رفعت في الرباط لافتات تقول بأن أبناء يوسف بن  تاشفين يسيرون على خطي محمد الفاتح في إشارة إلى الخليفة العثماني فاتح القسطنطينية. وكما أشارت إلى ذلك جرييدة المغربية، فقد حضرت الراية التركية في مطار محمد الخامس أثناء استقبال برلمانيين للمشاركين المغاربة في أسطول السلام بينما غابت الراية المغربية. لقد تأهلت تركيا بفضل هذا الحادث الدامي لتكون دولة "مواجهة" مع إسرائيل. وهذا ما يمكن اعتباره توفر دولة معينة على سياسة. فهي كانت تعرف بأن أسطول الحرية منطلق لا محالة؛ إن لم يكن من موانئها فمن موانئ عدوها اليونان كما حصل سنة 1988 قبل أن تدمر المخابرات الإسرائلية سفينة السلام في ميناء أثينا؛ فلذلك اختارت أن تركب على الموجة فتتأهل بفضلها كناطق باسم المنطقة المتوسطية للمساهمة في إعادة رسم خريطتها.

--------------------------

جدول بعض المناظرات العلمية المصورة على بوابة مركزموشي دايان لدراسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا:

11 ماي 2009 (إنجليزية): دور تركيا في المحيط العالمي المتحرك

26 أبريل 2009 (عبرية): مبادرة السلام العربية: مقاربة تاريخية وتحليلية

30 مارس 2009 (عبرية): [قيم] القومية ، والزمنية، والدين في الشرق الأوسط

15 أبريل 2008 (عبرية): نظام الحكم، والمعارضة، والرأي العام في الشرق الأوسط

27-28 نوفمبر 2007 (عبرية): ندوة بمناسبة مرور 30 سنة على زيارة السادات: من أين وإلى أين؟

20 مارس 2007 (عبرية): موازين القوى المتغيرة بين الشيعة والسنة 

بعض منشورات مركز موشي دايان المتعلقة بالمغرب:

- Women in Morocco: Participation in the Workforce as an Avenue of Social Mobility ("المرأة في المغرب: اقتحام سوق العمل كطريق نحو الحركية الاجتماعية")  by Rachel Alpert

- The Middle East: the impact of Generational Change

 وهو كتاب جماعي مترجم عن العبرية ويتضمن مقالا تحليليا مهما بقلم Daniel Zisenwine أحد خبراء المركز في الشؤون السياسية المغربية (إلى جانب  Bruce Maddy Wietzman)، والمقال بعنوان Political Elites amid a Changing Reality in Morocco  "النخب السياسية في قلب واقع متغير بالمغرب"

وهذا تلخيصه:

This article reviews three possible regime scenarios for the three principle Maghreb countries of Morocco, Algeria, and Tunisia. The three scenarios include: the Islamization of the political sphere, the continuation of the authoritarian status quo, and accelerated evolution towards democracy.

 

 



17/07/2009
5 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 343 autres membres