OrBinah

(En arabe). Le Maroc et l’économie du 3e âge, à la lumière du fléau des forcenés (à propos du "forcené de Tiznit)



المغرب واقتصاديات "العمر الثالث"

على ضوء آفــة "الخلل العقلي" المزمنة

 

 

 

هناك اليوم ما يمكن تسميته ب"سوسيو-اقتصاد العمر الثالث"؛ ومعدل ذلك العمر لدى الفرد لهذا الجيل حوالي 20 سنة حسب اختلاف البلدان. يتعلق الأمر - في إطار الحركية البشرية المعولمة - بميل المتقاعدين في الدول الغنية إلى البحث عن أمكنة في المعمور لقضاء عمرهم الثالث بما يناسبه من ظروف مناخية وطبيعية، وراحة بال، مع اخذ الشروط الاقتصادية (تجهيزات، كلفة الحياة، الضرائب، الأمـــــن، مدى ضيافة/استقبالية المحيط الاجتماعي) بعين الاعتبار. تلك الشريحة تشكل، عن طريق تحويلاتها المالية، عنصرا جديدا في ما يسمّى بـ"ميزان الأداءات" في مالية الدول، وتساهم في الرواج الاقتصادي للدول المستقبلة، كما أنها تتميز بالمساهمة في رواج الاقتصادات المحلية من حيث إن تلك الفئات تتعامل مع الأسواق المطاعم والمقاهي الشعبية في أسفل منظومة التجارة والمرافق والخدمات. ولعل هذا القطاع الاقتصادي المعولم مرشح لمزيد من التوسّع.

 

2- توصلت يوم 14 يناير الجاري (2022) عن طريق الواتصاب بتقاسم إحدى نشرات CAPITAL في هذا الباب تستعرض ترتيب عشر بلدان أولى من البلدان التي يقع عليها اختيار تلك الشريحة العمرية في سنة 2021، مع بيان نقاط القوة ونقاط الضعف على سلّم جاذبية كل بلد باعتبار الشروط السابقة الذكر. يحتل المغرب في تلك اللائحة الرتبة الرابعة مباشرة بعد كل من اليونان-1، ثم البرتغال-2، ثم اسبانيا-3. وتبين نشرة CAPITAL أنه، إلى جانب نقط قوة جاذبية المغرب، هناك نقط ضعف تتمثل في جوانب "الأمـــــن، تجهيزات العناية الصحية، البنيات التحتية". وهاهو الرابط نحو النشرة المتقاسمة:

https://photo.capital.fr/les-10-meilleurs-pays-pour-passer-votre-retraite-47654?utm_source=upday&utm_medium=referral#les-10-meilleurs-pays-pour-passer-votre-retraite-b65j7

 

علق صاحب التقاسم على تقاسمه الواتصابي معي بقوله:

   "C’est dommage ! On catalogue déjà le Maroc comme un pays insécure"

 

3- أجبت المتقاسم في الحين قائلا: "ليس في الأمر أي وجه من أوجه التحامل. فقبل ثلاث سنوا فقط تم ذبح فتاتين سائحتين في شامهاروش، ولم تكن تلك هي الحادثة الأولى من نوعها (لنتذكر تفجير مقهى أركانة بمراكش، سائحي فاس...)".

لم يمض يوم على ذلك التبادل أكثر من يوم واحد ليسقط نبأ إقدام أحد "المختلّين عقليا"/"forcené" حسب العنوان الذي أوردت تحته جريدة La Tribune الجذاذة الإخبارية لـ LNT avec MAP على قتل عجوز أجنبية بأحد أسواق مدينة تيزنيت بسلاح أبيض وطعن أخرى بأكادير بنفس "أسلوب العمل/"Modus operandi، أي اختيار الفضاءات العامة لتحرك السياح (أسواق، مدن عتيقة، مقاهي معينة...)، وفئات معينة من أولئك الأجانب (النساء خاصة لتوسم ضعف مقاومتهم) في سبق إصرار وترصد وإعداد السلاح الأبيض؛  وهذا رابط نحو الجذاذة الإخبارية المشار إليها:

https://lnt.ma/agadir-un-forcene-arrete-apres-lassassinat-dune-femme-en-plein-centre-commercial/?fbclid=IwAR2B1enyW-GLQfnuPGNGeRGeX53v10HagZKMra0d-xMlIF2OO8_AYBrftaQ

 

 4- المشتبه في إجرامه، الذي تمّ على الفور، من جديد، تقديمه على أنه "مختلّ عقليا" و/أو "مضطرب نفسيّا" "بسبب ظروف عائلية" إلى درجة أنه قد سبق له أن حاول الانتحار وأن أحرق بعض الأعلام الأجنبية في فضاء عام، وأنه كان قد تمّ إيداعه في بعض مؤسسات العناية النفسية...

ذلك "المختل عقليا" كان له مع ذلك، حسب ما أوردته أخبار بعض المتابعات، من القدرات العقلية والإدراكية ما جعله يُتمّ دراسته الجامعية ويتوّجها بإجازة من قسم الانجليزية بجامعة أكادير. وفي هذا الباب، كنت قد علقت على الخبر في إحدى تدويناتي بما يلي:

[الناقمون على المجتمع، الضيق والواسع، كانوا موجودين على الدوام. كانوا غالبا ما ينتحرون بعد الانتشار الحديث لظاهرة الانتحار في سلوك المجتمع المغربي. لكن الآن، قد وفّر لهم خطاب "الدعوة" الجديدة الحلَّ البديل، الذي يحوّل انتحارَ اليأس جيفةً إلى بطولة في الدنيا وفلاح في الآخرة ينتظرونه. المقصود هنا هو خطاب الدعاة الفضائيين، محلّيين و/أوعالميين، الذي تمهّد لتقبّله أرضيةُ مضامين البرامج في المدرسة والجامعة، التي يضيف إليها الدعاة الحضوريون داخل أقسام المدارس ومدرّجات الجامعة من "توابلهم" الخاصة، في إطار ما يوفرهم عدمُ ضبط مضامين مقررات المادة المعيّـنة (لغة، تاريخ، أدب، فلسفة...) من إمكانيات مفتوحة للاستطراد الحرّ.

وعلى ذكر شهادة "الإجازة في الانجليزية" التي في جيب المشتبه الأخير في إجرامه، فليس هذا القبيل المذكور من الخطاب مقصورا، في المدرسة على "التربية الإسلامية"، وفي الجامعة على "شعب الدراسات الإسلامية" كما يغلب ذلك على الأذهان. إذ أذكر، من خلال تجربة عملي في الجامعة، أن لي زميلين كثيرا ما كنت أتبادل معهما في فضاء المؤسسة. علمت من خلال ذلك أنهما - وليسا وحيدين في ذلك - بدل أن يركزا على جوانب  اكتساب المهارات الأربع لامتلاك اللغة (reading/القراءة، listening/التبين في السمع، speaking/التحدث، writing/الكتابة) وعلى الآداب الآداب الأنجلوساكسونية الكلاسيكية والحديثة (من شعر ومسرح وسرديات) من حيث جوهرها الفني الأدبي، يركزان، في ما يروجانه كمادة "أدبية" (سواء للمناقشة في المدرجات أو كتكليف بقراءات وعروض أو كمواضع للإشراف على بحوث التخرج)، على المكتوبات الرائجة في مواضيع "الهوية والآخــــر" /Identity and Otherness/، وذلك من المرافعات الأيديو-سياسية لنوام تشومسكي، وسجال هوّياتيات ادوارد سعيد إلى صُحفيات الردود على سلمان رشدي و/أو هانتينكتون، الخ. ومن خلال ذلك تصبح كلمات َمثل من قبيل: Civilization، Western World، Islamic World، Islam، Allah، Mohammed، كلمات مفاتيح في مضامين التكوين في الإنجليزية، بما يحدثه ذلك من فتح الباب لإيغار الصدور وإعداد أذهان النفسيات المضطربة الناقمة ضدّ ماهية مجهولة، للنهل من الخطاب الدعوي الجديد في مضامينه الصريحة بشكل مباشر، فـ"يتبيّنون" في الأخير ملامحَ تلك الماهية الآثمة التي تصبح عندهم معلومة ملموسة عن طريق الإسقاط، باعتبارها المتسبّب في شقائهم.

 

5- وإذ كان تقرير لجنة "النموذج التنموي الجديد" قد خصص حيزا مهما لمسألة المضامين في منظومة التربية والتعليم، فقد قمت بقراءته قراءة متأنية وفاحصة لمضمون ما ورد في التقرير حول تلك المسألة، وبادرت مبادرة فضولية بتحرير دراسة لها أودعتها في مدونتي بتاريخ (26-11-2021) ثم بعثت بها بشكل لا يقل فضولية إلى بعض الجهات. وهاهو الرابط نحو نصها الفرنسي حتحت عنوان ترجمته:

"ما هي الفلسفة الكامنة وراء العقيدة التربوية والثقافية لـا'لنموذج التنموي الجديد' بالمغرب"

https://orbinah.blog4ever.com/en-francais-quelle-philosophie-sous-tend-la-doctrine-educative-et-culturelle-du-nouveau-modele-de-developpement-du-maroc-1

 

6- وبالرجوع إلى اقتصاديات السياحة عامة، و"اقتصاديات العمر الثالث" خاصة التي بدأت تتوسع بالمغرب في السنوات الأخيرة، والتي تبوأ فيها هذا البلد الرتبة الرابعة على سلّم العشرة الأولى، بعد كل من اليونان ثم الرتغال ثم إسبانيا حسب التقرير المشار إليه والذي جعل المسألة الأمنية على رأس ثلاث نقط ضعف هذا البلد (المغرب) على سلّم الجاذبية، يتبيّن أن ذلك الجعل كان في محلّه، وأن أمر إنعاش  ذلك الاقتصاد لا يتمثل في الاستثمار في توفير التجهيزات مثل "القرى الخاصة بالمتقاعدين الأجانب" في بعض المدن (مثل أكادير)، وإنما يتعدّى ذلك، بالدرجة الأولى، إلى توفير الأمن لمن ينشد الطمانية بالضبط في عمره الثالث، توفيرا ليس في السافلة على شكل "رجل أمن لكل أجنبي"، وهو أمر غير ممكن، ولكن في العالية بمراجعة ما تشحن به الأذهان في المنابر من خلال مضامين التربية والتعليم أساليب ضبط كيفيات التبليغ الملموس لتلك المضامين.

وقائغ "مختل" تيزنيت/اكادير حسب جذاة  H24

https://www.h24info.ma/maroc/la-justice-francaise-ouvre-une-enquete-sur-lassassinat-dune-francaise-a-tiznit/?utm_source=wonderpush&utm_medium=push

-----------------------

محمد المدلاوي

 https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques

 



18/01/2022
2 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 343 autres membres