(EN ARABE) L'épreuve, l'irrationnel et le nombre funeste "trois"
البلوى واللامعقول،
وشؤمُ العدد "ثلاثة"
{إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً}.ق.ك. ففي حالة ما إذا مَسّـت القومَ خيرات البقرات السِمان في جنّة من جِنان الأرض، حملتهم العزّة، فاعـتـزُّوا واعـتـزَوا، واعـتـدُّوا واعتدَوا، فاعتزى كلّ إلى أهله يتمطّى وقال لصاحبه الذي كان يحاروه {أنا أكثرُ منك مالاً وأعزّ نفرا}: "أنا سلاوي، أنا بطل"؛ "وانا رباطي ولد الأصول". ولمّا صاح صوتُ الثالث المرفوع قائلا: "حبْس آ-عزّنا، ورتـ'ـح بلاّتي؛ عنداك، آوا، تنساو الجانوب" (هـنــا)، حملـَـتهم العزةُ وتمنّـعوا ومانعوا وأقسموا ألا يدخلنّها عليهم مسكين {وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ}. وإذا أصابتهم بَلوَى السبْع العجاف، بأن {طاف عليها طائفٌ من ربك وهو نائمون، فأصبحتْ كالصريم}، وابتُلوا {بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ}، جزِعوا جزَعا عظيما وقالوا: {سبحانَ ربّنا، إنا كنّا ظالمين}.
في لحظات الجزَع بسبب البلوى، يتعطـّـل لدى الإنسان نصيبُه مما أوتِي من الملكات العقلانية، ومن ملكات الذكاء العملي ومهارات الدهاء في مواجهة الطبيعة وفي سَوْس العلاقات المتناقضة مع بني جنسه، فيستسلم - لحين من الوقت قد يقصر وقد يستمرّ أجيالا من الدهر - لمنطق القدَرية، المعبَّر عنه بصيغ فكرية ونصّيّة، مختلفةٍ حسب أطـُـر الزمان والمكان التاريخيين.
توالت على المغاربة مؤخرا سلسلة سوداء (série noire) من أوجه البلوى تداخلت في نسْج سَداها وطـُـعمتها عناصرُ الطبيعة وفعلُ وسلوك الإنسان (انظر نصا سابقا هــنــا)؛ ويمكن إجمال ذلك في نُفوق عشرات الأرواح من عامّة "يا أيها الناس" غرَقاً في الأودية وفي غمرة الأعاصير بسبب تضافر قدْرٍ يسيرٍ من تغيّر مزاج عناصر الطبيعة، وقدْرٍ كبير من أوجه معرفة وفعل وسلوك وأخلاق الإنسان على المستويين الفردي والجماعي والمؤسسي؛ ثم تلا ذلك وتخلله هلاك قياديين سياسيين بارزين يحتل أحدهما الصف الثاني في هرم الحكومة، وإذ ذاك استيقظ القوم جزعين متلاومين في فقالوا في سقيفتهم {سبحانَ ربّنا، إنا كنّا ظالمين} إذ رأوا في الأمر "رسالة لكي نتقي الله في شعبنا" (انظر هـنــا).
في البدء تمّ إعلانٌ رسميّ عن إقامة صلاة للاستسقاء في جميع ربوع المملكة، تلتْها على التوّ زخّات مطرية عادية حسب دورية مناخ البلاد وحسب المقاييس الدولية، اختنقت بسببها مع ذلك مجاري العاصمة وما جاورها، فخرج البطل الوطني، علال القادوس، من الفرناتشي لتسريح مجاريهما من الداخل بيديه عاريا (انظر هـنــا). ثم تلا ذلك مباشرة هلاكُ شخصية سياسية من الوزن الكبير، النائب البرلماني المرحوم أحمد الزايدي غرقا بسيارته في مسلكٍ/مصيدةٍ من مسالك المرور التحتية المغمورة ماءً بضواحي العاصمة (انظر هـنــا)، قبل أن يلتحق به بعد أسابيع في نفس المكان، لكن من فوق القنطرة العابرة لذلك المسلك، وزير الدولة والقيادي السياسي المرحوم عبد الله باها، الذي دهسه القطار في نفس النقطة وهو يعبر السكة مترجلا بين المغرب والعشاء في ظروف سوريالية هيتشكوكية غريبة. الشخصية الأولى تنتمي إلى هرم صف المعارضة السياسية المؤسسية الحالية، والثانية تنتمي إلى رأس هرم الحكومة الحالية.
قُبيل الحادث التراجيدي الأخير، أقبل بعض القوم على بعضٍ يتلاومون في شأن ما حصل في البراري لِعامّة "يا أيها الناس". ومن النماذج التي تلخّص طبيعة ذلك القبيل من الملاومة المتبادلة حصّةُ مقابلة "وجها لوجه"، التي أجرتها قناة فرانس-24 بين ممثلٍ للحزب المشكّل للحكومة وممثلٍ لحزبٍ معارض. فقد استهل الضيف الممثل للحزب الأول حديثَ تلك الحلقة مجيبا عن السؤال الأول ("ما هو تعليقكم على ما حصل في المغرب؟") بترحّم مقتضب على أرواح الهالكين من عامّة "يا أيها الناس"، ثم انتقل مستعجلا على الفور إلى التنويه بالتوصية الصادرة مؤخرا عن البرلمان الفرنسي حول فلسطين، وإلى توجيه دعوته من ذلك المنبر "داعيا الحكومة الفرنسية للاعتراف بالدولة الفلسطينية" (انظرهــنــا). أما باقي الحلقة، فقد بقي عبارة عن قعقعة تلاوُم حادّ يعوّم المسؤولية العمومية في لجاجةٍ حول طبيعة الوجود الأونطولوجي للحكومة المغربية (وذلك في إطار اجتهادات "التأويل الديموقراطي" للدستور الجديد)، أهي حكومةُ صاحب الجلالة، أم حكومة صناديق الاقتراع؟ وذلك على غرار ما كان قد سبق قبلَ حوالي شهرين من نظيرٍ لنفس تلك اللجاجة بأحد البرامج التلفزية المغربية ("مباشرة معكم")، حيث كان قد تم نقاشٌ فقهي حول "مفاهيم دستورية" جديدة لتوازن السُلط بين زعيمي حزبين، من قبيل مفاهيم "معارضة صاحب الجلالة" في مقابل "حكومة صاحب الجلالة" (انظر هــنــا).
الآن، وبعد المأساة الأليمة التي ذهب ضحيتها المرحوم عبد الله باها، وهو يهمّ بإلقاء نظرة تفقدية في غبشة الليل على المكان الذي هلك فيه زميله المرحوم أحمد الزايدي، في تقاطع غريب بين مصيري الفقيدين، الآن وقد بلغت على إثر ذلك تداعياتُ سلسلةُ الرجّات مبلغ التراقي والتفّتْ الساق بالساق، فتجلـّى الهلعُ الجِبِـلـّي على شكل جزَع الجزوعين بعدما كان يتجلـّى، عبر المحافل الشاشات، على شكل ممانعة المنوعين، لم يبق إلا الاستسلام للقدر واللامعقول.
وهنا، عاد منطق القدر المحدَّد في الأفلاك، والأبراج، والأرقام السحرية، والذي تُفعّله الأرواح، منطقا لفهم الأحداث، التي لم يعُد يمكن تصوُّرها إلاّ كأحداث على خشبة مسرح من مسارح التراجيديا الإغريقية، يكون فيها الإنسان عبارة عن أداة من أدوات ما سطـّـره عقل القدر في الأزل، وما تُحركـه الإرادات والعواطف العاصفة لآلهة جبل الأولمب، فيكون الإنسان، من أجل تنفيذ كل ذلك، حطباً، وهو لا لا يدري ولا يفقه في قراءة مصيره من خال جداول تشفيرات الحرف والعدد مما يشفره هاتف السماء.
إنه ليخيـّـل اليوم أن التراجيديا الإغريقية قد عادت من جديد إلى حلبة صناعة التاريخ، وذلك ليس في مدينة "طيبة Thebes الإغريقية، من خلال قصة الملك أوديب Œdipe مثلا، ولكن في مدينة بوزنيقة المغربية التي حازت اليوم عنوان التأهيل لأن تصبح فضاء هيتشكوكيا . فـتراجيدية الملك أوديب جرت أحداثها المقرّرة لمصيره في ملتقى طرق ثلاث ببلاد الإغريق، كما شَـفّرت ذلك المصيرَ سلفاً جفرياتُ هاتف القدر (oracle) في جبل الأولمب، وذلك لمّا قتـَـل أوديب أباه خطأ بدون معرفة بما فعل. أما تراجيدية بوزنيقة، فقد تمت أطوارها في ملتقى ثلاثي كذلك، هو ملتقى تقاطع مسالك ثلاثة هي وادٌ عنيف يسمى واد "شراط"، وطريق سكة حديدية، وممر تحتي لقنطرة كـلـَّـف القدرُ مهندسين وسلطات معنيّة بتصميمها بشكل يتسجيب لمشيئته، كما أجبرَ مسؤولين آخرين بالترخيص لعامّة "يا أيها الناس" هنا وهناك باتخاذ أسِرّة الأنهار والأودية بقعا لمنازلهم (انظر هــنـا و هــنــا)، بينما قومٌ ببلاد العَجَم، ممن طوّروا تصوراً آخر لقدريّة القدَر، يصدرون حكما، في نفس هذه الساعات بالضبط، على عُمدة مدينةٍ من مدنهم الصغيرة بالسجن لـترخيصه بمثل ذلك (انظر هـنــا)، وذلك ليس بناء على ثبوت وجه من أوجه شراء الذمّة، ولكن لمجرد ثبوت تهمة تسمى في لغتهم العجمية سوء تقدير ما قد يُبطنه القدَر (sous estimation des risques). باعتبار أن مسؤولية الأنسان في فلسفة الأخلاق الوضعية لأولئك القوم تُـبني على مضمون حديثِ "اِعقِـلها وتوكّـل"، على غير روايةٍ فيهم، الذي لا تـُـستمَدّ شرعيتُـه لديهم من ثبوتِ صحةِ سَـنَـدِه ومتـنه، وإنما تُستمدّ من إدراك الضمير الأخلاقي والعقل المقاصدي لمضمونه على هدي مقاصد المصالح العامة، ومِن التوافق المؤسّسي الحاصل على سَـنّه سنّـا كقانون في مدوّنتهم. أما ما اختلف ما بين زمَن طيبة وزمَن بوزنيقة من مظاهر التاريخ التراجيدي المبني على فرضية القــدَر المطلق الذي لا مردّ له، فهي عبارة عن أوجهٍ للتفاصيل، حسب متغيّرات الزمان والمكان.
أما الملأُ من العرّافين، الهواةِ مِنهم والمحترفين، الذين أعاد الزمنُ التراجيدي ترويجا لتجارتهم، فقد أخذوا يتخرّصون في دلالات العدد "ثلاثة" وفي علاقته بـ"السبع العِجاف" المتمثلة في البلاء {بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ}، ففكّروا في لعنة "مثلث بيرمودا"، وفي الثلاثة أصحابِ القبر "نكير ومُنكر وعزرائيل"، وفي أصحاب الآفات من "تسعة رهط"، وهم ثلاث فئات، كل فئة مكوّنة من ثلاثة ("تلاتة طيّارا، وتلاتة هبّاشا، وتلاتة حفّارا)، إلى آخر ما هناك من أوجه الشؤم الثلاثية. إلا أنه - وكما هي القاعدة في يقظة العرّافين والمنجمين إزاء تشفيرات جفريات القدر، لم يتنبهوا إلا بعد فوات الأوان إلى أن تسمية "شراط" التي سُمي بها واد "شراط" هي تشفير للعدد "ثلاثة" بما أنها تسمية منحدرة من كلمة "شراض" المنحدرة بدورها من لفظ أقدم هو "كراض" الذي يعني "ثلاثة" في اللغة الأمازيغية.(1)
لكن بعد هذا الانتباه المتأخر، نشطت العِرافة من جديد، واختلفت تأويلات قراءاتها للسانحات والبارحات في جو عقلية الزمن التراجيدي. قال بعضهم، انطلاقا من دلالات العدد "ثلاثة": لا يحاولنّ بعدَ اليوم مسؤولٌ آخر الاقترابَ من نقطة تقاطع المسالك الثلاثة للـتفـقّـد بعد هلاك مسؤولين اثنين، وذلك باعتبار ان اللائحة ما تزال مفتوحة. أما فرقة أخرى من العرافين، فقد روّجت في المواقع الاجتماعية شريط فيديو لتحقيق وثائقي يُبين نفس المكان باعتبار ما كان قد قيل إنه تمّ فيه من محاولة لاغتيال زعيم سياسي من العيار الثقيل في بداية الستينات من القرن العشرين (انظر هـنــا)، معتبرةً، بناءً على ذلك، أن لائحة الثلاثة قد أقفلت. غير أن فريقا آخر أعاد ترويج وصلة من وصلات منوعات رأس السنة كانت قد أذاعتها قناة فرانس-24 في مستهل يناير سنة 2014 يتنبأ من خلالها فلكي مغربي ("نوستراداموس" المغرب كما يلقبونه) بوفاة أربعة قياديين سياسيين مغاربة خلال السنة الجارية (انظر هـنــا)، وهو ما يستفاد منه أن اللائحة ما تزال مفتوحة، سواء احتُسبت محوالة الاغتيال لبداية الستينات أم لم تُحتسب. وقد بلغت هيستيريا جزَعِ القوم مما يبطنه القدَر في هذا الباب بهذا الاعتبار الأخير أنْ تحولتْ التراجيديا إلى دراما تحت قبة سقيفتهم، حيث دعاهم كبيرُهم إلى قراءة الفاتحة ترحما على روح رئيس الحكومة وهو ما يزال حيّا، فأصابت القومَ نوبةٌ من الضحكات الهيستيرية الجماعية بينما كانوا يتصنّعون حزنَ وأسىَ المآتم (انظر هـنــا).
أما فريق آخر، ففي نفس الوقت الذي يروج له فيه خطابٌ رسميّ حول كون المأساة الأخيرة حدثا عرَضيا مؤسفا من بين عوارض الطبيعة والحياة، فهو يسمح في مواقعه الاجتماعية الرسمية بترويج مكثف لتأويلات تبرّئ ذمة الطبيعة والحياة، وتتهم بالمقابل ثالوثا آخر من ثواليث الشر تطلق عليه أدبياتُ التحليل السياسي في السنوات الثلاث الأخيرة تسمية ثالوث المافيا،والتماسيح، والعفاريت.
وفي غمرة وغضون كل ما حدث، تُوّج كلُّ هذا الغليان التساؤلي عن المصير وعن أصل الآفات، والأعطاب، والأدواء، بخرجات فكرية من الصنف الأكاديمي الجدّي، ومن العيار الثقيل حسب تقديرات الصحافة على الأقل، التي أصبحت اليوم هي حاملُ ومروّجُ ومقوّمُ أبعادِ وأحجام وقيّم ومرامي اجتهادات الفكر الفلسفي العالي. ففي إطار الدورة الثامنة لـ"ملتقيات التاريخ" التي انعقدت بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية (04-05 ديسمبر 2014) حول موضوع "المواطنة"، ظهر ثالوث مفاهيمي جديد في باب فلسفة التاريخ ونظرية الدولة، لتثوير مفهوم المواطنة. إنه ثالوث "المواطنة، والمساهمة، والمجاورة" والثالوث المقابل ("الولاء"، "الخِسّة"، "الخيانة") الذين لاكتهما الصحافة وسوقت ألفاظهما عبر عناوينها الرئيسية، تلك الألفاظ التي لم يعد بالإمكان الاستمرار في تصنيفها كألفاظ تنتمي إلى قاموس البيان والخطابة والوعظ؛ إذ ستشق من الآن بفضل ذلك التسويق طريقها نحو الأوساط الأكاديمية ليعدّ دكاترة المستقبل أطروحاتهم حول دلالاتها التفصيلية العميقة باعتبارها مفاهيم تجريدية فلسفية، ويحللوا التاريخ على هديها. كان منطلق بناء ذلك الثالوث المفاهيمي هو قول صاحبه: [يشاهِد بعضنا، على الشاشة، نقل حفل الولاء. فيقول: هؤلاء المبايعون مَوَالٍ، وليسوا مواطنين. هذا الشعور هو الذي يجب أن ننطلق منه، بحثا عن ظروف نشأته. هل هو طبيعي؟]. ذلك كل ما خصص في المحاضرة لتطور "المواطنة" مفهوما وممارسة في المغرب، سواء في ما يتعلق بتطور مقاصد النصوص الدستورية أما بتطور معمارية هئيات الدولة، أم بتطور المجتمع المدني وما ارتبط بذلك من فتح أوراش "الهُويّة" و"المُصالحة" و"المدونة"، الخ.، وبقيت أغنية طقوس حفل الولاء، تلك الأغنية الملتزمة التي تدغدغ كل الآذان الخطلاء، هي العيار الوحيد لحُكم الفلسفة على طبيعة الدولة كفضاء لوضعية لمواطنة أو لوضعيات أخرى.(2) أما بقية الشواهد التاريخية لتطور مفهوم المواطنة، فقد تمثلت في شواهد تفصيلية حول تاريخ عصبيةالقبائل الساكسونية لأقوام شمال كوكب الأرض في علاقة أولئك الغواة بالملكية وبهيئة العامّة (tiers état) في تاريخ المملكة البريطانية، منظورا إليه من زوايا روسو، ولوك، وهوبز، وكانط، وغيرهم. وإذا تمت تسمية هذا الاجتهاد الأخير "خرجة من الخرجات"، فلأن هناك فعلا من سبق إلى اعتباره كذلك، بل وطرح بشأنه تساؤلات، من نماذجها ما يلي:
[فكثيرون تساءلوا عن سر هذه الجرأة التي اعترت العروي ليصل إلى حدّ الحديث في موضوع يستنكف العديد من السياسيين والمثقفين والمفكرين عن الخوض فيه، أقصد موضوع حفل الولاء والطقوس المصاحبة له]. [ثمة سيلٌ من التفسيرات التي تحاول قراءة موقف العروي (...)، خاصة أنه أتى من رجُل له وزنه ومكانته الاعتبارية في المجتمع، بوصفه أحد أكثر المفكرين تأثيراً. ومن أقرب هذه التفسيرات “الابتزاز”، وهو أن الرجل ربما استشاط غضبا من محيط القصر الملكي، وربما أصبحت مصالحه مهددة أو لم يحظ بالإكرامية التي كان ينتظرها، فأخرج مدفعيته الثقيلة (...). أكيد، ثمة فرق بين العروي صاحب حوار مجلة “زمان” (يقصد هـنــا) والعروي صاحب محاضرة المكتبة الوطنية حول “المواطنة والمشاركة والمجاورة”. العروي، في حوار مجلة “زمان”، كان أقرب إلى التزلف والإشهاد بعظمة الملكية، كما كان أيضا كذلك في الكتاب الذي شارك فيه متحدثا عن عبقرية الحسن الثاني؛ وهو الكتاب الذي أشرف أعليه وزير الداخلية الأسبق ادريس البصري]. (انظر كامل النص المقال التساؤلي هـنــا).
ضعُف الطالبُ والمطلوب! أكيد، لقد حلّ بالحيوانات الطاعونُ، المرض الملعونُ؛ لكن، ليس الحمارُ المسكين هو المسئول، كما ورد ذلك في الحكاية المنظومة لأحمد شوقي ، بل لعل الرقم الخرافي "ثلاثة" هو المسئول عن أعطاب فكر أحوَلَ الزوايا؛ فلا هو ثنائي الأبعاد مربّع (esprit carré) على الطراز المانَوي الكارتيزي، ولا هو مثلث ذهبيّ (triangle d'or) متعدّد المستويات ويفتح الباب أمام العقل التركيبي الجدلي (هايدجر وهيجل)، ولكنه أقرب إلى التراوح في شكله بين مثلث متفاوت الأضلاع والزوايا، ومضلّع رباعي شبه منحرِف(trapèze). ؛ واللـــه أعـــلـــم.
--------------------------
(1) الكاف الأمازيغية في الجنوب استحالت تاريخيا إلى شين في الشمال؛ والضاد الأمازيغية تُؤول طاءً عند اقتراض العربة الدارجة لكلمة أمازيغية، كما في /سّيفض/ التي أصبحت /سيفـ'ـط/ بمعنى "أرسل"؛ ومنه نكتة: "لقد سَيْـفـَـطـَـني ...").
(2) ركوبا على امواج هذه الأغنية الملتزمة، وانطلاقا من خلوته "الشرعية" في غياهب الفضاء التقديري، كتب نائب من نواب الأمة (واسمه تشيكيطو) ما يلي على صفحة خلوته (غشت 2013) تعبيرا عن مفهومه للمواطنة: ["لامَـني البعضُ لأنني لم أرتد الجلباب والسلهام والطربوش المخزني الأحمر، وأضع رأسي بين الرؤوس الراكعة خمس مرات ... فكان جوابي: إنما الركوع و السجود لله تعالى"] (انظر هـنــا). وفيما اعتقدَ النائب يوما (ديسمبر 2014) أن عين السماء قد أصابها النوم الثقيل، انصرف في نفس الخلوة "الشرعية" إلى ممارسة طقوسه الرافعة لكرامة المواطنة، بقطع النظر عن صحّة التفاصيل (انظر هــنــا).
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres