OrBinah

(En arabe) Du genre musical marocain de Hawwara et Lemnabha, dit "Al-Mizan".

النوع الموسيقي المغربي المعروف بــ"الميـــزان"

(في هوّارة والمنابهة)

 

 

 

 

يتعلق الأمر بنوع من الأنواع الموسيقية المغربية، عُرف عند أهله بــ"الميـــــزان". هو منتشر ضمن القبائل المعقلية التي استقرّت بسهل سوس (المنابهة: المغافرة، أولاد علّاكً، أولاد برحيل، إيكًودار، أولاد عيسى، أولاد عبد الله؛ و أولاد يحي بهوّارة). سمّي بـــ"الميزان" لأن الإيقاع الراقص الحسابي هو أساسُه وعموده الفقري، بينما تبقى فيه الكلمات ("التكًرار") ومضامينها هامشية الوظيفة، بحيث يُستغنى عنها بمجرد صياح تبادلي موقّع ("الندهة")؛ وذلك على خلاف نظيره المحيط به (أنواع أحواش) الذي تكون فيه الكلمات "تانضّمت" (إلى جانب الإيقاع والرقص) ذاتَ وظيفة مركزية (كلمات مشفّرة بلاغيا تتناول جميع المواضيع العاطفية والسوسيولوجية وينصت إليها الجمهور بعناية فائقة، ولا يفهم مراميها سوى ذوي التجربة في الحياة؛ انظر "أحواش: الرقص والغناء الجماعي بسوس" لأحمد بوزيد وأعمال عمر أمرير، وكذلك أعمال Miriam Rovsing Olson، Abdallah Bonfour، Hassan Jouad، ...).

.

على خلاف كثير من الأنواع الموسيقية الشعبية المغربية الأخرى، التي حظي كل منها، وبدرجات متفاوتة، بنصيب من الاهتمام الأكاديمي أو الإعلامي على الأقل (الملحون، كًناوة، العيطة السهلية والجبلية، أحواش، تاسكيوين، أحيدوس، العلاوي، ...)، لم يحظ نوع "الميزان" بما يستحقه من ذلك. كل ما اطلعت عليه في هذا هو الفقرات الدقيقة التي خصصها الأستاذ أحمد عيدون لهذا النوع الموسيقي في كتابه البانورامي حول الأنواع لموسيقية المغربية (Ahmed Aydoun. Musiques du Maroc. Edif. 1992: p:103-105).

.

لنوع "الميزان" وجهان متقاربان: ميزان النساء ("اللعّابات/الهضّارات") وميزان الرجال (الذي قد تشارك فيه امرأة في الرقص الموقّع القافز). تبدأ الجولة من جولات الميزان بوصلةٍ بطيئةِ وتيرةِ الإيقاع (tempo lent) من سبع أزمنة في ستّ نقرات/نوطات (2-1-1--1-1-1) مع توقيع الزمن القوي (temps forts) على النقرتين/النوطتين الأولى والرابعة (قديما: سبع نقرات/نوطات من قيمة زمن واحد لك منها: 1-1-1-1--1-1-1). هذه الوصلة التمهيدية البطيئة الوتيرة من قيمة سبعة أزمنة إيقاعية (8/7) توقّعها البنادير ("الطارة" الكبيرة بالجَرْس المفخّم doum و"الطويرة" الصغيرة بالجرس الحادّ tak إضافة إلى تقاسيم "الناقوس") وصلة تُردّد خلالها جملة كلامية واحدة يكون قد رمى بها أحدهم لجمهور الراقصين/المغنين. هذه الوصلة البطيئة الحثّ تُختم بإشارة إيقاعية بالبندير الكبير تسمّى /تابّايت/ ("القَطع")، يتمّ على إثرها الانتقال الإيقاعي من إيقاع بطيءِ سبعةِ أزمنة، الذي تم وصفه للتوّ، إلى إيقاع سريع حثيثٍ راقص من قيمة  خمسة أزمنة (8/5) الذي هو نفس إيقاع رقصة أحواش، مع مجرد توقيع الزمن القوي (temps fort) على النوطة الرابعة (1-1-1-1-1) في الميزان، بدل النوطة الثالثة (1-1-1-1-1) في أحواش.

أما من الناحية الكوريغرافية للرقص، فالرقص في "ميزان" الرجال، على غرار رقص "أحواش" و"العلاوي"، لا يقوم على ليّ البطن أو هز العجيزات والصدور (كما في "أحيدوس" و"العيطة" مثلا. إنه رقص يوظف الجسدَ كله في حركات رياضية قوية وقفزات، وخبطٍ ودكٍّ بالأقدام على الأديم موقّعٍ على حساب إيقاع تقسيمات البندير الصغير الحـــــــادّ الجرس ("tak"). انظر نموذجا لتناوب الوصلتين الحثيثة الراقصة والبطئية (مع "التكًرار") هنا: 

https://www.youtube.com/watch?v=KE4n84Mjw2g

.

.

في غياب دراسات أكاديمية إثنوموسيقية مصاحبة لما يسمى اليوم بـ"الصناعات الثقافية" التي ظهرت مع تطوّر الزمن والمكان السوسيولوجيين بسبب تغيّر الهياكل السوسيو-اقتصادية وحلول الزمنية الإدارية (في الشغل والفرجة) محل الزمنية الطبيعية القديمة المحكومة بمجر الفصول وتوالي الليل والنهار والمناسبات السوسيولوجية، أصبحت كثير من الأنواع الموسيقية المغربية مهددة بفقدان هوّية بنياتها الشكلية (والشكل في الفنون لا ينفصل عن المحتوى). ومن هذه الأنواع المهدّدة نوع "الميزان" على الخصوص. ولذلك، فإن من شأن العناية الأكاديمية الإثنو-موسيقية بهذا النوع، ويقظةِ الفاعلين في قطاع "الصناعات الثقافية" على ضوء تلك العناية الأكاديمية، من شأنه أن ينقذ مثل تلك الأنواع من ضياع هوّية بنياتها الشكلية وأن يسلط في نفس الوقت أضواء على نوعية التداخل الثقافي في جميع الاتجاهات الذي بمقتضاه ظهرت تلك الأنواع وتمايزت عبر التاريخ مع ما يخترقها من أبعاد مشتركة.

فمن المعروف مثلا أن كثيرا من المناطق في الفضاء الذي نشأ فيه نوع "الميزان" (الناطق اليوم في المنابهة وهوّارة بالعربية الدارجة على مستوى الكلمات) درجت عبر الأجيال في المناسبات الكبرى على دعوة فرق أحواش الأمازيغي اللسان من المناطق المعرفة به لتنشيط حفلاتها. بل إن هناك بلدات في نفس ذلك الفضاء، أمازيغية اللسان، لكنها دأبت على ألا تغنّي في مناسبات أفراحها سوى بكلمات العربية الدارجة؛ وقد خصصت الباحثة  الأنثروبولوجية الأمريكية Katherine Hoffman بعض دراساتها لتلك الظاهرة. وهذا ما يفسر التداخلات الإيقاعية لما يعرف بإيقاعات "الميزان الأعرج" (الموازين الإيقاعية الوِتْرية rythmes impaire: 3، 5، 7، 9) التي تميّز ريبّيرتوار الإيقاعات المغربية.

بخصوص الإيقاعات "العرجاء" في العيطة الجبلية، انقر على الرابط الآتي:

https://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-la-aita-de-jbala-deux-contraintes-promotion-mediatique-et-preservation-de-specificite-musicale

--------------------------------------------------

.

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques



30/12/2019
2 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 345 autres membres