OrBinah

(En arabe). Du discours académique sur le Malhun au Maroc.

طييعة الخطاب حول لملحون،

ما بين التحويمات الانطباعية والوصف الصوري للشعر الموزون

 

 

 

تقـــديــم

ساحاول تحديد طبيعة الخطاب الأكاديمي والجمعوي/الهاوي حول شعر الملحون باستعراض بعض أوجه تجربة شخصية في الموضوع امتدّت على مدى ربع قرن من الآن، وذلك من خلال النقط الموجزة الآتية:

1-  بالرغم من قِدم الدراسات الرائدة، المختلفة أوجه المعالجة وزوايا التناول، والتي أنجزها كل من لأستاذان، محمد الفاسي وعباس الجراري على الخصوص، ظلّ الخظاب حول الملحون مقتصرا في المغرب على عموميات تــــــحــــــوم حول الملحون من الناحية الإثنو-ثقافية: أصول ظهوره (الأدلس، تافيلالت، مكناس...)، وتسمياته ودلالاتها المعجمية ("الملحون"، "زين الكلام"، "الكلام الموهوب"، "الوزان"، "الشجية"، "النظم"، "الكًريحة"، ...)، وشيوخه وروّاته وتراجمهم، وسوسيولوجيا أوساطه ومجالس أدائه، وحديث انطباعي غير صوري، يستعمل مصطلحات الممارسين للصنعة أنفسهم، عن أوجه ارتباط كلمات الملحون بالموسيقى في الأداء، إيقاعا موسيقيا ولحنا ("المُّاعن": "الطعريجة"، "الهجهوج"، "الدفّ"، "الكًنبري"، "السويسدي"، ...؛ "الدريدكة"، السرابة"؛ ....). وهذا الاحتفال التعميمي محمود وذو وظيفة من حيث إنه يبقي جذوة الاهتمام الثقافي بذلك الفن متقدة في أوساط العموم. لكن استئثار ذلك القبيل من الاحتفال بكل ما يمكن أن يعالج من خلاله شعر الملحون يبقي صلب ذلك الفن، الذي هو مادته الكلامية، خارج تغطية البحث العلمي. فقد ظل غمــــــــــوض كبير يكتنف المعرفة الصـــــــــــــــورية بالعنـــــــــــــاصر البنـــــائيّـــــــــة النظمية للملحون نفسه كمادة كلامية خاصة تتميز بخصائص نظمية، أي بخصائص عروضية كما هو شأن سائر التقاليد الشعرية في اللغات المختلفة قديما وحديثا. البحث العلمي على هذا المستوى هو الوصف الصوري المستعمِل لمصطلحات مفاهيم ومقولات عروضية معرَّفة تعريفات مضبوطة ومبيّنة بأمثلة ملموسة من قريض الملحون، من مستوى الشطر إلى مستوى القصيدة، عبر مستوى السطروفة. مصطلحات مفاهيم ومقولاتٍ عروضية من قبيل حصر/عزل وحِساب الأوقاع، المقاطع، الأقدام، التتفعيلات، السطروفات، القافية، والكشف عن قواعد ائتلافها لإنتاج المادة النظمية الموزونة بشكل قابل للتبليغ غير المبهم؛ أي بشكل يمكّن مثلا، بشكل تطبييقي عملي، من تقــــطيـــــــــــع موضوعي، غير ملتبس، لتلك الأشطر تقطيــــــــــــعا عروضيا صـــــــــــوريا، على غرار نظير ذلك في تقطيع الأشطر في عروض الشعر العربي مثلا، فيُـعرف من خلال ذلك، بالضبط وبشكل صوري، ما هو مستقيــــــــــــم على الوزن وما ليس كذلك، وفي أيّ نقطة بالضبط من الشطر (زيادة أو نقصانا).

وبشأن الاختلاف ما بين الخطاب الانطباعي والخطاب الصوري في معالجة الملحون من حيث العلاقة التصاقبية بين الوزن العروضي من جهة والإيقاع الموسيقي من جهة ثانية، هذا رابط نحو نص جد قصير يورد عينة من كل من ذينك الخطابين على سبيل المقارنة الملموسة:

"عودة إلى الملحون: طبيعة الخطاب حول العروض والموسيقى"-2013

https://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-de-la-nature-du-discours-sur-la-musique-malhun-en-particulier

 

2- في سنة 2012 تم تخصيص قسم معتبر، القسم-12 (ص: 419-539 من كتاب "رفع الحجاب عن مغمور الثقافة والآداب؛ مع صياغة لغروضي الأمازيغية والملحون"-2012)، للموضوع، وتمت في ذلك القسم الإجابة عن الأسئلة العروضية المذكورة المتعلقة بالملحون بشكل لم تعد فيه الحاجة حتّى للتمييز التقليدي بين نوعي "المبيّـت" و"مكسور الجناح" وذلك بفضل عزل صوري لــتفعيلتين (تفعيلة خفيفة وتفعيلة ثقيلة) ووصف لكيفية تناوبهما في الدائرة العروضية لتوليد جميع أشكال وأطوال أشطر الملحون التي يفوق ما تمّ إحصاؤه منها المائة وأربعين. وهذا توثيق الكتاب:

المدلاوي، محمد (2012) رفع الحجاب عن مغمور الثقافة والآداب؛ مع صياغة لعروضي الأمازيغية والملحون. منشورات المعهد الجامعي للبحث العلمي- الرباط. (جائزة المغرب للكتاب 2012؛ صنف الدراسات اللغوية والأدبية).

 

3- وإذ بدا، بعد ذلك، لصاحب الكتاب أن تلك الدراسة كانت - ربّما بحكم لغة تحريرها - من قبيل مونولوغ لم تتوفر له مجموعة علمية من المختصّين المعنيين كمخاطبين، ولا حتّى من المهتمّين، على الرغم من كثرة زين الكلام والحديث عن الملحون، فقد قرر تجشّـم تحرير صيغة مركّزة لتلك الدراسة العروضية باللغة الإنجليزية ليوصل الدراسة إلى أوساط العلمية العالمية المعنيّة. وقد نشرت الدراسة سنة 2014 بعنوان ترجمته "ما هي العناصر التي يحسبها عروض الملحون، وكيف يتمّ ذلك الحساب؟"، وذلك ضمن مواد كتاب جماعي حول مفهوم "البنــــــيات" في الدراسات اللسانية. والجديد في هذا البحث هو تبسيطه للآلية الوصفية للجهاز الصوري لتوليد أوزان أشطر الملحون وتأليفيها في سطروفات وفق دائرة عروضية، ودون حاجة هذه المرّة إلى صياغة بعض قواعد الزحافات والعلل، وهو ما مكّن من الأختصار الكبير لحجم البحث بالقياس إلى الصيغة الأولى بالعربية في الكتاب المذكور.  وهذا  توثيق نشر ذلك المقال:

Elmedlaoui, Mohamed (2014). "What does the Moroccan Malhun meter compute and how?”. Pp. 139-160 in  Sabrina Bendjaballah, Noam Faust, Mohamed Lahrouchi & Nicola Lampitelli, éds. The Form of Structure, the Structure of Form: essays in honor of Jean Lowenstamm. Series: Language Faculty and Beyond. John. Benjamins' Publishing Company. Amsterdam / Philadelphia.

 

4-  وعلى العكس من الدراسة المطوّلة التي وردت بالعربية في كتاب-2012 المشار إليه في النقطة-2أعلاه، كان لهذا المقال الأخير المنشور بالإنجليزية، مباشرة بُعيد صدوره، صدى قويّ فالأوساط اللسانية المعنية. وأبرز أوجه ذلك هو الحيز الكبير (ص:97-98) الذي خصصه اللساني "نايكًل فاب" في كتابه-2015 لعروض الملحون، بالقياس إلى الحيز المخصص لغيره من الأنظمة العروضية في مختلف التقاليد الشعرية (سانسكريتية، يونانية، لاتينة، عربية، انجليزية، يابانية...)، وذلك اعتمادا، على سبيل الحصر، على المقال المذكور، مع إيراد شواهد منه. وهذا توثيق كتاب "نايكًل فاب" لسنة 2014 "ما هوّ الشعر؟ اللغة والذاكرة في القصائد الشعرية بالعالم" (ترجمة عربية):

Fabb, Nigle (2015). What is poetry? Language and Memory in the Poems of the World. Cambridge University Press.

 

5-  بعد ذلك اغتنم صاحب دراسة عروض الملحون دعوة استكتاب كريمة للمساهمة في مشروع كتاب بمناسبة تخليد الذكرى التسعين لتأسيس "النادي الجراري" 1930-2020، فوجد أن أنسب مساهمة ممكنة هي ترجمة المقال الإنجليزي المنشور المشار إليه في النقطة-3 إلى اللغة العربية، قائلا في نفسه لعلّ سابق منشوراته بالعربية في الموضوع إما أنها منشورة في كتاب لم يطبع منه سوى 1000 نسخة ولم يحظ بتوزيع من طرف موزّع (جائزة المغرب للكتاب-2012!!) وإما أنها منشورة في أعمال ملتقيات حول الموسيقى أو الملحون يعتريها نفس النقص في حظوظ الوصول إلى الأوساط الأكاديمية المشتغلة في الموضوع. تمّ تحرير الترجمة، مع إضافة ما يتعين إضافته باعتبار القارئ العربي، القارء غير اللساني على الخصوص، وتمّ نشرها. وهذا توثيق نشرها منذ سنتين، أي سنة 2020:

المدلاوي، محمد (2020): "عــــــــــروض الملحون (الجهاز الصوري المولّد للأوزان)". ص:163-200 من كتاب: الفـــنّ المكمول. نحو مقاربة جديدة للشعر الملحون. منشورات النادي الجراري. الرباط.

 

وهذا رابط نحو نسخة إليكترونية من هذه الصيغة العربية للدراسة:

https://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-le-metre-poetique-de-la-poesie-malhun-le-generateur-des-patrons-metriques

 

ثم هذا رابط نحو "العناصر الأساسية لعروض الملحون في ثلاث صفحات"-2014

https://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-elements-du-metre-du-malhun-en-trois-pages

 

6-  ومن أواخر ما اطلع عليه صاحب تلك الدراسات، عبر ارتياد الشكبة وقبل يومين فقط، من الدراسات اللسانية العروضية التي تحيل على الصيغة الإنجليزية للمقال (2014)، المشار إليها في النقطة-3 هي الدراسة الآتية، التي وضعت على الخط في 2015 والتي لم يطّلع عليها سوى أول أمس الدراسة الآتي عنوانها والرابط نحو نصها:

Jason A. Shaw and Adamantios I. Gafos (2015). “Stochastic Time Models of Syllable Structure”. Iris Berent, Academic Editor. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4440707/

 

7-  لكن بالمقابل، لم يبلغ صاحب تلك الدراسات حول عروض الملحون باللغة العربية والتي امتدت على مدى ربع قرن ولو صدىً واحد، مهما كان وفي أي اتجاه كان، عن تلك الدراسات المنجزة. فماذا يعني ذلك، وما تفسيره؟

----------------י------------

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques



13/04/2022
0 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 343 autres membres