OrBinah

(En arabe). Cours de berbère pour arabisants-3. Morphologie, b- le genre

دروس في الأمازيغية لفائدة معرّبي التكوين

 

الدرس-3

نبذة حول الصرف

(صرفُ الاسم حسب التذكير والتأنيث)

 

محمد المدلاوي 23 سبتمبر 2020

 

 

الدرس-1 عبر الرابط الآتي:

 

https://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-cours-de-berbere-pour-arabisants-1-inventaire-des-phonemes https://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-cours-de-berbere-pour-arabisants-1-inventaire-des-phonemes

.

 أوفاق التدوين الإملائي في هذه الدروس (لازمة متكررة)

بما أن الأمازيغية لا تقابل بين الممدود وغير الممدود من الحركات، فسندون الفتحة بحرف الألف، والضمة بحرف الواو، والكسرة بحرف الياء، كما في /اغوليد/ "صخرٌ"؛ /اخيدوس/ "برنوس، سلهام"؛ /ومليل/ "أبيض"؛ /يفران/ "كهوف" (ليس في الأمازيغية همزة قطع وهي تقبل بدء الكلمة بحركة كما في /ومليل/، و/يفران/).

من الناحية المعجمية والتلفظية، يشكل وجه تاشلحيت من أوجه الأمازيغية بالمغرب الوجهَ المرجعي الأساسي في هذه الدروس الوصفية، بالرغم من إيراد بعض المرادفات المعجمية من أوجه أخرى في الوسط والشمال. غير أن تَعلُّـم وجه من أوجه الأمازيغية، مهما كان، يمكّـن المتعلـّـم من فهم سريع لبدائل الأوجه الأخرى التي لا تختلف سوي ببعض المترادفات القليلية و/أو بنطق خاص لبعض الأصوات، من قبيل بدائل كـ/ش، ڭـ/ج/ي، ل/ر.

-----------------------

 

الدرس-3

 

[13] سبق أن تمّ بيان كون الاسم ينصرف في الأمازيغية حسب أبعاد ثلاثة، هي أبعاد الإعراب والجنس والعدد. وقد تناول الدرس-2 مسألة الإعراب. وهذا درس حول الجنس.

يميز صرف اللغة الأمازيغية، في صوَر الاسم، ما بين صورة المذكّر وصورة المؤنث. صورة المذكّر هي الصورة غير الموسومة (forme non marquée). أما المؤنث فهو موسومٌ/مُعلّـمٌ لفظا. مثلا /ايدي/ "الكلبُ" في مقابل /تــ-ايدي-ت/ [تــايديـــت] "الكلبة". وبذلك يتعين شكليا ومنهجيا اشتقاق صيغة المؤنث من صيغة المذكر، وليس العكس.

 

[14] علامات التأنيث اللفظية

 

وهذه علامات صور التأنيث في الأمازيغية (المتوالية: /ءءء/: تمثل جذع الكلمة في المعجم بدون أي زوائد صرفية):

(أ) صورة التأنيث /تــا-ءءء-ت/، وهي صورة للاسم المؤنث بـتائين كعلامة تأنيث؛ أُولاهما متحركة وثانيهما ساكنة. وقد تكون حركةُ تاء التأنيث الأولى فتحة، وهو الغالب في المعجم (/تا-دونـ-ت/ [تــادونــت] "الشحم" كجنس وكقطعة، /تا-سليـ-ت/ [تاسليت] "العروس")، أو تكون كسرة (/تيـ-زنير-ت/ [تيزنيرت] "نبات الدوم"؛ /تيـ-لكيـ-ت/ [تيلكيت] "القملة")، أو تكون ضمّة (/تـو-غريفـ-ت/ [توغريفت] "رُقاقةُ خبز"،  /تـو-رتيـ-ت/ [تورتيت] "عرصة أشجار مثمرة").

(ب) صورة التأنيث /تـا-ءءء/، بتاء تأنيث واحدة فقط في صدر الاسم، غالبا ما تكون محرّكة بفتحـــة /تا-/ (/تـا-ركًا/ [تــاركًا] "الساقية")؛ ونادرا ما تكون محرّكة بكسرة (/تيـ-زمي/ [تيـزمي] "نبات البهمى"، /تيـ-غلي/ [تيـغلي] "الندى") أو بضمة (/توكًا/ [تــوكًا] "الربيع، الحشيش").

هذا الصنف من صور التأنيث، أي الصنف المجرّد عن تاء التأنيث الثانية، لا ينتهي أبدا بصوت/حرف صحيح ولا يكون له مذكر من نفس لفظ مادته المعجمية.

(ج) صورة التأنيث /ءءء-ت/. هذه الصورة من صور تأنيث الاسم في الأمازيغية، التي تتـقتصر علامة التأنيث فيها على تذييلٍ بتاء في آخر الكلمة، كما هوّ الشأن الغالب في تأنيث الاسم في اللغات السامية (عربية، عبرية)، والتي يُعتقد أنها الصورة الأقدم دياكرونيا، لم يبق منها في الأمازيغية آثار سوى في بعض أسماء الأعلام المكانية  (ميكدلـــت/ميدلــــت، مكًدورت، مليلـــت/مريتش، مريرت، الخ.) أو في بعض المقترضات من العربية (/لـجنّــت/ "الجنّة"، /لـبهيمـــت/ "الدابّة"، /صّاحــت/ "صحّة الأبدان").

 

[15] الأسس السيمانطيقية/الدلالية للتقابل بين التذكير والتأنيث في الأمازيغية

 

التمييز بين المذكر والمؤنث على مستوى المكوّن الصرفي في اللغة الأمازيغة، وما يترتّب على ذلك التمييز من أوجه المطابقة على مستوى المكوّن التركيبي (مطابقة الفعل لفاعله، والنعت لمنعوته) تمييزٌ ينبني من الناحية الدلالية على بُعدين: بُعدٌ من معطيات الطبيعة، وبُعد من مجرّد إنشاء/إسقاط المنظومة الانثروبو-ثاقافية الخاصّة بأهل اللغة:

-  البعد الأول (الجنس الطبيعي) يقوم على أساس التقابل الطبيعي بين الذكر والأنثى من الناحية التكوينية في دائرة الكائنات الحيّة باعتبار اختلاف الوظائف التناسلية والتكاثرية/الإنجابية. ومن ذلك مثلا: ايدي/تــايديـــت "الكلبٌ/الكلبةُ"، افولّوس/تـافولّوســت "الديك/الدجاجة"، اغيول/تاغيولت "الحمار/الأتان".

-  أما البعد الثاني (الجنس الأنثروبو-ثقافي) فيقوم على مجرد إسقــــــاطات انثروبوثقافية لثنائية الجنس الطبيعي (ذكَر/أُنثى) لدى الكائنات الحيّة عـــلى معطيات الطبيعة الجامدة (تأنيث "الشمس" /تـــافوكـــت/ وتذكير "القمر" /أيــور/ كما في اللغة العربية، وعلى العكس من اللغة الفرنسية الفرنسية، وخلافا للانجليزية) و/أو عـــلى الماهيات المجرّدة (تأنيث مفهوم "فصل الشتاء" /تـاكًرســت/، أو مفهوم "القراءة" /تيـغري/، في مقابل تذكير مفهوم "فصل الصيف" /انـبـدو/ أو مفهوم "الحِفظ" /احسّو/).

 

[16] توزيع صيغ التذكير والـتأنيث الصرفي المبيّـنة في [14]  أعلاه

 

كما يحصل في كثير من اللغات، ومنها العربية (حمارٌ/أتانٌ؛ جملٌ/ناقةٌ)، يوجد في الأمازيغية من التقابلات بين صورتي التأنيث والتذكير بالنسبة للجنس الطبيعي ما لا يشترك في لفظ نفس المادة المعجمية. من ذلك مثلا: /اركًاز/ "الرجل" في مقابل /تامغارت/ "المرأة"؛ /يزيمّـر/ "الكبش" في مقابل /تيـلـي/ أو /تـاهرايـت/ "النعجة"؛ /يـزم/ "الأسد" في مقابل /تاسـدّا/ "اللبؤة".

هذا القبيل من التقابل يكون تأنيثه حصراً من بابي [14]-أ  و [14]-ب أعلاه (من حيث وجود أو عدم وجود تاء التأنيث الثانية /-ت/) كما تبيّن الأمثلة الثلاثة الأخيرة.

أمّا ما هناك من تقابلات للتذكير والتأنيث مع اشتراك في لفظ المادة المعجمية مثل افولّوس/تافولّوست "الديك/الدجاجة"، ايدي/تايديت "الكلب/الكلبة"، فلا يكون مؤنثه إلّا بصورة [14]-أ، أي بتصدير صلب المادة المعجمية /-ءءء-/ بتاء تأنيث متحركة وتذييله بتاء ثانية ساكنة.

 

[17] الاستعمالات التعبيرية لصورتي التذكير والتأنيث في الأمازيغي

 

زيادة على الدلالات الصرفية لجنسي التذكير والتأنيث، تصنيفيةً طبيعيةً كانت تلك الدلالات (ايدي/تايديت ""الكلب/الكلبة") أم مجرّدَ إسقاطات انثروبو-ثقافية (ايّور/تافوكت "القمر/الشمس")، فإن اللغة الأمازيغية تستعمل جنس الاسم، من تذكير وتأنيث صرفيَين، لأداء شحنات تعبيرية (charges expressives) تعكسُ بعض أحكام/مشاعر المتكلم إزاء مرجع المسمَّي. يتعلق الأمر بقيتمتي التصغير (استملاحا أو استضعافا) والتكبير (استعظاما أو استنكارا). هاتان القيمتان التعبيريّتان ليس لهما في الأمازيغية صيغٌ صرفيةٌ خاصةٌ (كما يوجد ذلك في العربية بالنسبة لـ"التصغير" كصيغة صرفية قياسية خاصة)؛ إنما القاعدة الدلالية في الأمازيغية هي ما يلي:

-  (أ) بالنسبة للكلمات المؤنثة أساساً في المعجم، أي التي ليست لها صورة تذكير تقابلي من نفس أصل مادة المعجم، يُعبّر تجريدها من علامات التأنيث بتصدير و/أو بتذييل التاء (أي تذكيرها) عن التكبيـــــــر (augmentatif). من ذلك مثلا تامارت/امار "اللحية"/"اللحية الكبيرة" (ويُقَوّى التعبير بــ/اشامار/ "اللحية المفرطة الكبر، اللُحْيون أو الأُلحُوي"؛ تيكًمّي/يكًمّي "دار"/"الدار الكبيرة" (ويُقَوى التعبير بــ/ابركًمّي/ "الدار مفرطة الكبَر").

-  (ب) بالنسبة للكلمات المذكّرة أصلا في أساس المعجم، أي التي ليست لها صورة تأنيث تقابلي من نفس أصل مادة المعجم (مثل اغيول/تاغيولت "الحمار/الأتان"، اسنوس/تاسنوست "الجحش/الجحشة")، يعبّر تجريدها من علامات التأنيث بتصدير و/أو بتذييل التاء، عن التصغير (diminutif) على سبيل الاستملاح أو الاستضعاف أو القدح. من ذلك مثلا اضاض/تـــاضاضـــت [اضاض/تاضاطـّ] "الأصبُع/الأُصَيـبِـغ" أو ادرار/تادرارت "الجبلُ/الجُبَيل".

 

[18] دلالات إضافية لبعدي التذكير والتأنيث الصرفيين في الأمازيغية

 

 

 

إضافة إلى الجمع التعدادي (مثل رجل/رجالٌ في العربية، و اركًاز/يركًازن في الأمازيغية) يوجد في الأمازيغية مثلها في ذلك مثل العربية ما يعرف بجمع النـوع (générique) أو جمع الكتلة (collectif). هذا النوع الأخير من الجموع تكون صيغته الصرفية صيغة مفرد مذكّر وتتم المطابقة معها على هذا الاعتبار الأخير؛ بينما تفيد صيغة المؤنث من ذلك القبيل من الجموع معنى الوحدة (individuatif) من وحدات النوع أو الكتلة. وهذه أمثلة

 

نوع أو كتلة  (مفرد مذكّر صرفا)   الــوحــدة (مفرد مؤنّث صرفا)

 

/اركًان/ "الأركًان كنوع نباتي"      /تاركًانت/ "شجرة الأركًان كوحدة"

 

/ازاليم/ "البصل كنوع نباتي"        /تازاليمت/ "البصلة كوحدة"

 

/قّـمــشيش/ "البقّ"                     /تاقّمــشيـشت/ "البقّة كوحدة"

 

 

 

ومما يبيّن أن كلمات العمود الأيمن ليس جموعا عددية ولو بمجرد الاعتبار لا الصرف هو أن كلمات العمود الثاتي لها جموعها العددية الخاصة كما يلي على الترتيب: /تاركًانين/ "شجرات الأركًان"، /تيـزاليمين/ "حبّات البصل"، /تيــقّمــشيــشين/ "البقّات".

 

 

 

[19] المطابقة باعتبار التذكير والتأنيث

 

 

 

مهما كانت الطبيعية الدلالية لمقولة الجنس على مستوى المكوّن الصرفي (تمييز طبيعي، إسقاط أنثرولولوجي، شحنات تعبيرية من قبيل التصغير أو التكبير)، تظل المطابقة باعتبار مقولة الجنس قائمة في اللغة الأمازيغية على مستوى المكوّن التركيبي: مطابقة الفعل لفاعله (/يـــــمّوت وسنوس/ - /تــــمّوت تــسنوست/: "مات الجحش" – "ماتــت الجحشة"؛ /مّوتـــن يــسناس/ - /مّـوتــنــت تــسناس/ "مات الجِحاشُ" – "ماتت الجحشاتُ")، ومطابقة النعت للمنعوت (/اركًاز امازيغ/ - /تــامغارت تـــامازيغــت/: "الرجل الأمازيغي" – "المرأة الأمازيغية"؛ /يركًازن يمازيغــن/ - /تيمغاريــــن تيمازيغـيـــن/: "الرجال الأمازيغ" – "النساء الأمازيغيّات").

 

----------------------

مرجعان في الباب

 

Elmedlaoui, Mohamed (2011)-b "Le groupe berbère". Pp. 243-260 in Emilio Bonvini, Joëlle Busuttil et Alain Peyraube (sous la direction de), Dictionnaire des langues. Quadrige / Presse Universitaire de France.

.

Elmedlaoui, Mohamed (2012) “Berber”. pp. 131-198 in Lutz Edzard, ed. Semitic and Afroasiatic: Chalanges and Opportunities. Porta Linguarum Orientalium. Neue Serie. Herausgegeben von Worner Diem und Lutz Edzar. Band 24. Harrassowitz Verlag. Wiesbaden. 2012.

----------------

الدرس القادم: العدد في الاسم (الإفراد والجمع)

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques



23/09/2020
0 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 347 autres membres