OrBinah

(En arabe) Ce qui a l’air de ressembler à un géostratégiques qui s’est greffés sur l’élection pontificale m’a rappelé un échange purement académique d’il y a 12 ans.

ممّا أوحى به انتخابُ البابا ليون-14

 

ما بين ما يعتمِل في العمق وليس له حسّ يُسمَع،

وما يطفو هادرا على السطح ثم يذهب جفاءً.

 

 

 

بمناسبة الدلالات الجيو-استراتيجبة التي اقترنت بالعهدتين البابويتين الأخيرتين، ولا سيما الثانية *(1) بعد أن تحوّل الثقل الديموغرافي للإيمان المسيحي من دائرتي الغرب والشمال نحو ربوع الشرق الأقصى *(2) والجنوب (إفريقيا)، تذكرت الواقعة الآتية، فعدت إليها في أرشيفي أراجع تفاصيلها وأتأمل دلالاتها بعد مرور 12 سنة:

 

-   في شهر فبراير 2013، اتصل بي أحد الطلبة الأسيويّين عن طريق قناة الميل. قدّم إليّ نفسه باعتباره يعدّ مشروعا لإنجاز رسالة دكتوراه بإحدى الجامعات البريطانية. قال إنه قد اطلع عبر الشبكة على تلخيص لكتاب ديل والمدلاوي-2008 (كتاب بالإنجليزية ترجمة عنوانه: "العروض الشعري والبنية الموسيقية في غناء أمازيغية تاشلحيّت") وأنه يرغب في الاتصال بي خلال جولة بحث ميداني يعتزم القيام بها في المغرب لمدة شهر (ابتداء من منتصف أبريل). كان ما يزال يعمل على تدقيق عنوان موضوع رسالته، كما قال، وبدا له أنّ الدراسة الواردة في الكتاب المذكور من شأنها أن تساعده على صياغة أسئلة بحثه وعلى تدقيق عنوان ذلك البحث، بالرغم من أن مضمون الكتاب مضمون ذو طبيعة تقنية (أدواته علما العروض والموسيقى).

-  دام التبادل المتعدد الأطراف (بيني وبين الطالب، وبإشراك المشرف وطاقم الشعبة الجامعية المكلفِ بقبول التسجيل وبتخويل منحة العمل الميداني) لمدة ثلاثة أشهر. واستقر عنوان رسالة الطالب في النهاية على الصيغة الآتية:

 

"إلى أيّ حدّ تقتضي ترجمةُ المــزاميـــر من العبــرية إلى أمازيغية تاشلحيّت تغييراتٍ في الأسلوب الشعري مبنىً ومعنىً؟"

 

-   منذ البداية، وبعد أن تأكّدت بأن الطالب قادم للقيام بعمله الميداني بالمغرب سواء التقى بي أم لا (خصوصا أنه حدّثني عن أسماء أخرى يود الالتقاء بها)، دفع بي الفضول المعرفي إلى الرغبة في الاطلاع بتفصيل على المنهج الذي تحدثَ عنه الطالب في مراسلاته لمعالجة جوانب بحثه بمختلف أبعاد أسئلة وفرضيات ذلك البحث، فوافقت على استقباله حضوريا بمكتبي لما حل بالمغرب، وكنت أعمل حينئذ بالمعهد الجامعي للبحث العلمي بالرباط.

 

-   جاء الطالب منضبطا في الموعد الذي حدّدناه وتحدثنا طويلا حول موضوع مشروع عمله. حدثته عن الطبيعة الموزونة الصارمة عروضيا للمادة الشعر المغنى بأمازيغية تاشلحيّت وعن طبقات/مستويات الدلالة في ذلك الشعر ما بين المعاني الظاهرية والمعاني المشفّرة بالترميز ("معنى المعنى).

كما تحدثنا - بخصوص ترجمة أشطار المزامير إلى ما يُراد أن يقابلها في أمازيغية تاشلجيت - عمّا تتميز به المزامير داود في الكتاب المقدّس من خصائص تقربها من نوع/جنس الشعر، أي ما  ينحصر في مجرّد قصر الجمل، وانتظامها في توازيـــات (parallélisme) من طِبــاق ومقابَـلة وسجع، على غرار بعض الآيات القرآنية، خلافا للشعر تشلحيت الصارم الوزن العروضي والمتميز بهامشية عنصر المحسنات البديعية (من قافية أو سجع أو إطباق أو مقابلة).

حدّثته كذلك وبالمقابل عن تقاليد مردّدات الرجز بالعربية والمنظومات الأمازيغية في تقاليد الأذكار ببلاد سوس حسب ألحان مقامات خاصة (مقامات على سلّم موسيقي خماسي)، وكذلك عن أسلوب /تاحزّابت/ في الترتيل الجماعي للقرآن الكريم في الأساط الناطقة بتاشلحيت *(3)، من كل ما قد تكون له علاقة بالأسئلة المتعلقة بأنجع الصيغ الممكنة لترجمة المزامير من أصلها العبري إلى أمازيغية تاشلحيّـت بشكل يحوز الملاءمة.

 

-   انقطع الاتصال مع الطالب بعد ذلك لمدة طويلة جدّا قياسا إلى أمد المرحلة الأولي لإنجاز أطروحة في جامعة بريطانية. أخبرني بعد ذلك أن الأمر يعود إلى مرض ألمّ به، وأنه قد حصل من الهيئات المختصة بعد تعافيه على تمديد يسمح له باستئناف عمله. كنت من جانبي حينئذ قد ركبتُ مَركب التزامات أخرى لا أذكرها، فلم أعد أجيب. ولا أعلم اليوم شيئا عن مصير ذلك المشروع.

 

  ----------------------------

*(1) تدوينتان من نوع القفشات  (بالدارجة) في موضوع الرهانات الجيو-استراتيجية (ما بين فرنسا وأمريكا) حول الباباويات.

 

باباويات-1:

https://www.facebook.com/mohamed.elmedlaoui/posts/pfbid02ZZN8gDMb4A2rdi7Cve3FDHuSmL7EygGGEkLQMYxyLchjm8Y3thLLywk2jgPwn19tl?locale=fr_FR

 

باباويات-2:

https://www.facebook.com/mohamed.elmedlaoui/posts/pfbid02RTepfmt1ygByowkDGmzgeMbuBrK6GfSiF1jR4q2iXn17pMhpZdA4MzDvEJRYutxEl?locale=fr_FR

 

*(2)  يتعين التنبيه بهذا الصدد إلى أن البلد الذي يتوفر اليوم على أكبر مركز لتكوين القساوسة والبعث بهم للعيش في صفوف الأقوام وتبليغ بشارة الإنجيل إليهم بلغاتهم في جهات المعمور (خصوصا إفريقيا وأمريكا الجنوبية) هو بالضبط دولة اتحادية ذات أغلبية  ديموغرافية مسلمة (63 %) ويحرص دستورها (على غرار دساتير أمثالها في الملّة) على التنصيص على أن "الإسلام هو دين الاتحاد الماليزي":  https://afhrc.hypotheses.org/3473

 

*(3)   من أوجه رهانات أسلوب تاحزّابت في الترتيل الجماعي للقرآن في سوس

https://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-enjeux-ideologiques-de-la-recitation-coranique-dite-tahezzabt-au-maroc

----------------------------------

 

 

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques



11/05/2025
2 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 357 autres membres