OrBinah

(EN ARABE) Capital, "nuage de Haroun Errachid", Ibn Khaldoun, "Printemps Arabe" et New-Califat

Si la graphie arabe ne s'affiche pas correctement, aller dans la barre de menu en haut de la page, cliquer sur le bouton AFFICHAGE puis sur CODAGE, puis sur PLUS, puis sur (ARABE(Window)

 

مفهوم "الرأسمال"، و"سحابة هارون الرشيد"،

وخطاطة ابن خلدون، و"الربيع العربي" و"تداعُشاته"

 

 

دأب علم الاقتصاد "الكلاسيكي" على الحديث عن مكونين اثنين أساسيين متعالقين ومتكاملين من مكونات الاقتصاد الحديث، القائم على توازنية الدينامية التنموية لوظائف أساسية ثلاث هي الإنتاج والاستهلاك والاستثمار. ذانك المكونان هما: مكوّن الرأسمال ومكون قوة العمل المبذول. الرأسمال قد يكون معطى طبيعيا (بلاد خصبة، و/أو غنية بموارد اليابسة و/أو البحر، و/أو موقع جغرافي و/أو مناخي متميّز، .الخ.). وقد يكون عبارة عن تراكم حصيلة فائض إنتاج أجيال سابقة من دوَرات تشغيل آلية الرأسمال/عمل. وقد تكون هذه الحصيلة بدورها حصيلة مادية (بنيات تحتية منجزة، حظيرة أدوات الإنتاج) أو حصيلة لا-مادية (مستحقات، أموال كتابية، معارف وبراءات اختراع، مهارات قطاعية، مؤسسات إدارية وسياسية وسوسيو-اقتصادية، ثقافة حلّ المشاكل، الخ. انظر هـنــا).

والعمل قد يكون عضليا، وقد يكون ذهنيا، بما يقتضيه الأمر في كلتا الحالتين من مهارات (تكوين مهني أو إداري تسييري) و/أو معارف علمية (بحث علمي) تتراكم في اطراد. كل ذلك على أساس أن يكون توزيع الحصيلة الإنتاجية لدورات تشغيل آلية الرأسمال/عمل توزيعا يضمن، بشكل عملي تحقيق أهداف ثلاثة هي:

أ- تجديد قوة العمل الخام (ضمان العيش، والصحة، والتكوين)،

ب- تجديد الرأسمال (صيانة وتجديد أدوات الإنتاج وعقاراته، تجديد الأطر، الخ.)،

ج- توفير فائض قيمة يمكّن لاحقا بتراكمه من التوسيع الاقتصادي لقاعدة رأسمال الانطلاق نفسه (إعادة استثمار نصيب من الأرباح بدل استهلاكه).

هذا نموذج من النماذج؛ لكن، من جهة أخرى - وهذا مجرد نكتة أدبية ذات دلالة - تحكي بعض الأدبيات التاريخية أن الخليفة العباسي هارون الرشيد خرج يوما في نزهة في البساتين المزينة لقصره ببغداد متأملا السماء والأفق وما حوله من خيرات؛ فلاحت في الأفق مُزنة عريضة كانت تبدو مثقلة بالأمطار، وما فتئت أن استوت مُسامِتة لرقعة حاضرة بغداد وضواحيها؛ غير أنها واصلت زحفها في الجو بعيدا، دون أن تجود بقطرة مطر. خاطبها الخليفة في اعتداد بالذات واستخفاف بالسماء قائلا ما معناه حسب الرواية: "اذهبي أنّى طاب لك؛ فحيثما تجودي بمطرك، يأتِـني خيرُه ريعا على شكل زكوات وجزيات وخراج".

كيفما كان شكل الريع (نظام جباية بمختلف أوجهه بالأمس، أو نظام استخراج خيراتٍ طبيعية اليومَ في البر أو البحر)، فإن نظام الريع في حد ذاته وبصفة عامة يظل لعنة كل قرية ومدينة حينما يشكل أساس الاقتصاد. وذلك ليس فقط لكون الموارد الخام آيلة بطبيعتها إلى نضوب، ولكن كذلك لكون ذلك النمط الاقتصادي، بما يقترن به من منطق التوسع العددي المطرد لقاعدة عصبية المستفيدين من الريع والمدافعين عن نظامه كنظام حكم، والمتنافسين في الاستزادة منه ومما يتولد عنه من مظاهر وشارات الغنى الاستهلاكي، نمط محكوم داخليا بقانون الخطاطة الخلدونية العامة للأجيال الثلاثة لعصبية الحُكم:

1-جيل قوة العصبية المستولي بالقوة على حق الريع،

2- جيل أوج الاغتناء وترسيخ ثقافة الاستهلاك،

3- جيل الصراع على تقاسم تركة الريع، المحدود الموارد وفي ظل التوسع الديموغرافي لقاعدة المستفيدين منه وطالبيه، من سلالة العصبية، ومن مُسخَّـريها، واستفحال حالة التنافس عبر رمزيات الاستهلاك،

 

تلك الخطاطة الخلدونية، يحصل اليوم - في إطار اقتصاد التبادل العالمي السريع - أن تستكمل دورتَها في أقل من الأعمار الطبيعية للأجيال. أما الجيل الثالث في المجتمعات السالفة، أو ما يقابله من حالات تطور الجيل الثاني نفسه اليوم، فيصدق عليه دائما قول القرآن الكريم عن قومي عاد وثمود:

{وكان في المدينة تسعة رهط، يفسدون في الأرض ولا يصلحون}.

{فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمّرناهم وقومهم أجمعين. فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا. إن في ذلك لآية لقوم يعلمون}.

ولقد جاء ما عرف بـ"الربيع العربي" 2011 ليكشف من خلال تداعياته وتداعشاته عن قسمات آخر تصوير تاريخي ملموس لأطوار إفضاء الخطاطة الخلدونية إلى نهايتها بالنسبة لنماذج من دول الريع يعود قيامها جميعا إلى عُشريات منتصف القرن العشرين (انظر هـنـا)؛ فانظر كيف أضحت حاضرة بغداد خرابا من جديد في عصر ريع البترول بدل ريع الخراج والزكاة والجزية (انظر نصا وصفيا بالإنجليزية لذلك الخراب هـنـا).

من الناحية الرمزية، فحتى لو أُنزِل الريعُ مِنّة من السماء على شكل مائدة غنية بما لذّ وطاب، كما تحكي التوراة عن بني إسرائيل، بعد أن رفض القومُ التحمّل والسعي والعمل في كبَد، فنادوا: {ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا} فأنزِل عليهم المنُّ والسلوى، فإن اقـتصاد الريع لم يُسفر لدى قوم موسى إلا عن اتخاذهم العجل الذهبي معبودا لهم (انظر نموذجا حديثا لمثل تلك العبادة النقدية من خلال هذا الفيديو) بينما كان النبي موسى عليه السلام يسعى في كبَد بشعاب ووِهاد وقِمم جبل سيناء لاستقبال وتلقّي كلمة الحق.



13/08/2014
0 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 347 autres membres