OrBinah

(En arabe) Aspects de la sociologie de l'émergence d'une théorie en linguistique: OT.

مخاضُ ميـــلادِ نـــظريّــة

-  نظرية الأمثليّة في الفونولوجيا  -

(من جوانب سوسيولوجيا البحث العلمي)

 

 

1.  الوقائع والرهانات 

 

في أحد أشهر سنة 1993، وجد كثير من اللسانيين (فرع الفونولوجيا) عبر العالم في علبة بريدهم العادي رزمة بريدية. إنه كتاب مرقون بعنوان " OPTIMALITY THEORY Constraint Interaction in Generative Grammar "؛ وهو من تأليف Alan Prince & Paul Smolensky. تم إرساله من Rutgers University (انظر صورة لمرقونة الكتاب هـــنـــــا). وقد صلتني نسخة الكتاب إلى مقر عملي في مدينة وجدة حيث كانت مؤسسة عملي؛ وأعتقد أن جون ماكارتي هو من كان قد بعث بها إلي، وكان ذلك بدون كلمة تقديمية مرفقة كما كان يفعل حينما يبعث لي بمادة من المواد.

 

شرعت في القراءة على التو، فوجدت الأمر يتعلق بصياغة نظرية جديدة في الوصف والتصور والتحليل والتعليل اللسانيين، كانت ملامحها تلوح عمليّا في الأفق وبين الأسطر قبل بضع سنوات من خلال أبحاث وصفية وتفسيرية حول مسائل لغوية معينة، لكنها لم تشكل قط قبل ذلك موضوعَ صياغة صورية مستقلة، إلى أن أصبحت في ذلك الكتاب صلب الموضوع كتصورات جديدة تتوخّى صياغة صورية واضحة للنظرية في حد ذاتها وليس مجرد الانطلاق ضمنيا وبشكل غير واع أحيانا في أنجاز أبحاث في هذه المسألة أو تلك من المسائل اللغوية (انظر الفقرة-2 أسفله).

 

 لماذا، إذن، تمّ توزيع الكتاب بتلك الطريقة (كتاب مرقون، يوزع مجانا عبر العالم عن طريق البريد في صفوف الوسط المعني)، وهو كتاب يتعلق بإعادة تصور هيكل نظرية النحو الكلي في فرعها الفونولوجي كما كان عليه تصور ذلك الفرع منذ تأسيسه من خلال العمل المؤسس المشترك لكل من موريس هالي ونوام تشومسكي، الذي صدر سنة 1968، The Sound Patterns of  English الذي اشتهر بالمختزل SPE

 

ومباشرة بعد ذلك، وخلال الخمس سنوات التي تلت ترويج الكتاب بشكل سريع وواسع ومكثّف، انعقدت عدة مؤتمرات عملاقة حول التصورات الثلاثة الكبرى التي كانت تتداخل عمليا في إنجاز الدراسات الفونولوجية حول ظواهر لغوية معينّة وتتنافس فيما بينها من حيث مدى ملاءمتها ومدى قدراتها التفسيرية والتعليلية للظواهر اللسانية (فرع الفونولوجيا)، ألا وهي الآتية:

 

(أ)   نظرية القـــــواعــــد والاشـــتقـــاق المعمول بها في كتاب SPE المذكور. وتتمثل في تصور أن تـــــقديــــر الكلمة المعينة في لغة معينة هو /كــذا-1/؛ ثم تُجرى على صورة ذلك التقدير قاعـــدة 'س' بالحذف أو الزيادة أو الإبدال فيصبح /كـــذا-2/؛ و/ثم  تُجرى على الحاصل الذي هو /كـــذا-2/ قاعدةُ أخرى هي 'ص'، فيصبح /كــذا-3/، وهكذا إلى أن تسفر سلسلة الاشتقاق عن الصورة اللـــــفظيــــة كما يتمّ النطق بها فعليا. القواعد المذكورة  'س'، 'ص'، ... (التي هي جميعا على شكل: /كـذا/-أ  يصبح /كذا/-ب في سياق /كــذا/-ج)، قواعدُ بعضها مرسلٌ غير مرتّب، وبعضها الآخر مرتّبٌ في الإجراء بالقياس إلى غيره من القواعد التي يتم إحصاؤها (أي أنه يُجرى قبل البعض الأخر أو بعده). إلّا أن تلك القواعد تظل اعتباطية غير مُعلـّـلة.

(ب)   نظرية القــيــــود (و"استراتيجيات التصـــويـــب")؛ وتتمثل في الاعتقاد بأن بنية اللغة وما يحصل لتلك البنية من تغييرات وتقلبات في الكلام إنما مرده إلى وجود قيــــــود عامّــــة حول طبيعة ما يمكن أن يكون عليه الكلام على مستوى اللفظ، وأنه متى ما أسفر تركيب الكلام عن أوجه تمثل خرقا لتلك القيود، يتم اللجوء في اللغات إلى استراتيجيات مختلفة للتصويب. ومن ذلك، على سبيل التقريب، القول مثلا في إطار الفونولوجيا العروضية العربية القديمة بـ"امتناع التقاء الساكنين" كقيد عامّ. ويتمثل التصويب في حالة ما حصل ذلك متى ما أسفر الصرف أو التركيب عن تلك الحالة (حالة التقاء ساكنين) في قول ابن مالك مثلا:

 

             إنْ ساكنان التقيا اكسِرْ ما سبَق *** وإن يكنْ لـيْناً فحذفُه أحقّ

 

(ج)   نظرية الأمثَـــليّــة وتفاعل القيود، التي تمّت صياغتها في الكتاب المشترك المذكور لـ"ألان برانس" و"بّول سمولانسكي". تتلخص الفكرة الجوهرية لهذه النظرية المصوغة في إطار النحو الكلي، في أن هناك ترسانة من القيود المفروضة على مستوى اللـــفـــظ في اللغات الطبيعية؛ وأن تلك القيود متفاوته القوّة وأولوية المراعاة، بقياس بعضها إلى بعض من حيث مدى جواز الخرق حينما يكون هناك تنازع بين قيدين في لغة من اللغات، أي في الأحوال الخاصة التي قد يسفر فيها مراعاة القيد-أ عن خرق للقيد-ب؛ وأن اللفظ الســليـــم (أي الأسلم والأمثل) يتمثل في الصورة اللفظية التي لا تخرق أيّ قيد على الإطلاق، أو التي تخرق أقل عدد مـــمـــكــن من القيود، أو التي تخرق قيدا أدنى في سلـّمية ترتيب قوة القيود حفاظا على أولوية مراعاة القيود الأقوى في تلك السلـميّة.

صياغة تلك القيود وترتيبها في سُلميّة القوة من المهامّ النظرية للبحث اللساني بناء على استقراء معطيات اللغة المعينة، في علاقة معطياتها بمعطيات سائر اللغات في باب الظاهرة المعينة. وعلى سبيل التقريب فقط، يشار إلى أن هناك قيدا قويّا في اللغات الطبيعية على مستوى التركيب، يتمثل في امتناع رجوع الضمير على ما هو بعدَه من حيث اللفظ والرتبة التقديرية معا.

 

ما بعد حملة توزيع وترويج الكتاب المذكور

أتذكر أنه بعد سنتين من رواج الكتاب المذكور، انعقد مؤتمر عملاق بضواحي باريس أيام 19-21 يونيو 1995 (مؤتمر Royaumont) حجّ إليه الفونولوجيون من جميع أرجاء العالم حيث للبحث السانيات وجود؛ ولم أحضره شخصيا لأن كلفة المشاركة (السفر والإقامة ورسوم التسجيل) كانت محسوبة على المشاركين (من خلال مؤسساتهم في غالب الأحيان). لكن زميلي في البحث المشترك منذ سنوات حينئذ، فرانسوا ديل، الذي حضر أشغال المؤتمر، قد اتصل بي على التو هاتفيا (الهاتف الثابت حينئذ) ذات صباح وفي حالة من الانفعال والاستعجال ليقول لي ما مفاده:

[["محمد؛ إن هناك جديدا في اللسانيات بمؤتمر روايومون: لقد تقدّم فيه الثلاثي كولمان وسكوبي (Coleman, Scobbie, Bird) بعرض مشترك في إطار ما يسمونه بـ"الفونولوجيا التصريحية"، وقد تركز عرضهم على محاولة بيان عدم ملاءمة تحليلنا للبنية المقطعية في تاشلحيت ((يشير إلى مقالين نشرا سنتي 1985 و 1988 وعُرف فيما بعد بمختزل DEA الذي خصص لعرضه برانس وسمولانسكي من باب الإشادة والاستشهاد قسما كاملا في صدر كتابهما المذكور، القسم 2.2))...؛ إذا كان بإمكانك القدوم في الصيف إلى باريس لنعدّ ردّا، فسأحاول أن أجد لك تمويلا من مختبرنا في CNRS]].

بالنسبة لبعض قصة ما أصبح يعرف بمختزل DEA، أي  Dell-Elmedlaoui Algorithm، انقر على الرابط الآتي: هــــنــــا.

 

رتبت أموري وحللت بباريس في ربيع وصيف 1995، في إقامة عمل لمدة سبعة أشهر (مولت جزئيا من طرف CNRS، وتكميليا من طرف AUPELF-UREF بشكل "منحة امتياز")، سبعة أشهر من العمل مع فرانسوا ديل حول "نازلة" الموضوع المذكور من جهة، ومع جورج بوهاس من جهة ثانية حول نظرية توسيع الجذور في العربية (من الثنائي إلى الثلاثي إلى الرباعي).

 

خلال ذلك المُقام أجرينا (فرانسوا ديل وأنا) تبادلات تحليلية مع جون كولمان، بمفرده هذه المرة (بعد انسحاب كل من بيرد وسكوبي من متابعة المسألة). وبصفته رئيسا لقسم الفونيتيك بجامعة أوكسفورد ببريطانيا، اقترح علينا كولمان استضافة لمدة ثلاثة أيام إلى جانبه في ذلك القسم لنناقش معه المسائل الخلافية بالحديث الحيّ، ومن أجل للقيام بتسجيلات فونيتيكية في مختبره، فقبلنا الدعوة والتحقنا به بجامعة أوكسفورد.

ثم بعد ذلك، واصلنا التبادل عبر البريد الإليكتروني. اتفقنا هناك على أن يصوغ كولمان تحليلاته صياغة محرّرة متكاملة، وأن نقوم بالمثل من جهتنا، على أساس أن نتبادل تلك الصياغات عبر جميع مراحل تحريرها، إلى أن يستنفد كل طرف ما لديه من حجج بعد الاطلاع على تُقدّم صياغةٌ الطرف الآخر، وعلى أن ننشر حينئذ ذلك في مكان واحد.

 

وبالرغم من أننا (فرانسو ديل وأنا شخصيا) لم نقدم عروضا في مؤتمر روايومون المذكور، فقد قبلت لجنة نشر أعمال ذلك المؤتمر إلحاق حصيلة تبادلاتنا مع جون كولمان بأعمال المؤتمر، وذلك نظرا لقوة حضور تلك المبادلات التناظرية في المؤتمر من خلال العرض المشترك لكل من "كولمان" و "بيرد" و "سكوبي"، الذي شكّك، كما سبقت الإشارة، في ملاءمة أحد التحاليل التي استشهد بها برانس وسمولانسكي في صياغة نظرية الأمثلية في فصل بعنوان "The Heart of Dell and Elmedlaoui" (انظر الرابط الأول أعلاه).

وقد نشر المقالان فعلا (مقالنا ومقال كولمان)، الواحد إلى جوار الآخر، كما تمّ الاتفاق على ذلك مع الناشر، في أعمال المؤتمر، التي صدرت في كتاب من جزأين (787 صفحة في المجموع). والكتاب بعنوان معناه "اتجاهات راهنة في الفونولوجيا: نماذج ومناهج".

 

ويقول أحد ناشري كتاب أعمال المؤتمر، وهو في نفس الوقت من منظمي المؤتمر، (Jacques Durand)، في تقديمه للكتاب ما ترجمته عن الإنجليزية ما يلي:

[[في ما بين 19 و21 يونيو 1995، شكّل دَيرُ روايومون محطّة لمؤتمر متميز حول اللسانيات؛ إنه مؤتمر "اتجاهات راهية في الفونولوجيا: نماذج ومناهج". فبعد حوالي عشرين سنة من المناظرة الشهيرة بين تشومسكي وبياجي (حول التصورين النظريين التوليدي والبنيوي)، بدا لنا من المناسب أن نقوم بتقويم حصيلة الحالة الراهنة لهذا العلم في نفس المكان الذي كانا قد التقيا فيه. لقد جمع هذا الملتقى خمسين فونولوجيا متميزا تداولوا لمدة ثلاثة أيام حول بعض "المواضيع الملتهبة" في حقل الفونولوجيا الحديثة. ...]]

. أما المقالان التبادليان بيننا (فرانسوا ديل وأنا شخصيان) وبين كولمان بعد انسحاب زميليه من المناظرة العلمية، اللذان تما تحريرهما على شكل مناظرة يُحيل فيها كل مقال على الآخر، فقد ألحقا بأعمال المؤتمر كما ذكر حسب التوثيق الآتي:

 

Coleman, John (1996) "Declarative Syllabification in Tashlhit Berber". pp. 175-216 in Jacques Durand and Bernard Laks, ed. Current Trends in Phonology: Models and Methods. Published by the European Studies Research Institute (ESRI). University of Salford. Salford, Manshester. M5 4WT.

 

Dell, François and Mohamed Elmedlaoui (1996) “Non Syllabic Transitional Vocoids in Imdlawn Tashlhiyt Berber". pp. 217-244 in Jacques Durand and Bernard Laks, ed. Current Trends in Phonology: Models and Methods. Published by the European Studies Research Institute (ESRI). University of Salford. Salford, Manshester. M5 4WT

 

ولقد توالت الملتقيات بعد ذلك حول هذا الموضوع النظري في تصور علم الفونولوجيا؛ وكان آخر ملتقى من هذا النوع، مما شاركت فيه شخصيا أو حضرت أشغاله، هو ملتقى تمّ في إحدى ضواحي مدينة إيسيكس البريطانية حول "الاشتقاقيّة والقيود في الفونولوجيا"؛ وقد تميّز بمشاركة مؤسس الفونولوجيا الحديثة، موريس هالي (جار تشومسكي مكتبيا في "معهد الماساتشوساتس للتكنولوجيا" ببوسطن) وحوالي ثلاثين لسانيا من الولايات المتحدة وكندا وأوروبا. وقد صدرت أعمال ذلك الملتقى بدورها سنة 1997حسب التوثيق الآتي:

 

Roca, Iggy, ed. (1997). Derivations and Constraints in Phonology. Clarendon Press: Oxford.

 

ذلك القبيل من الرهان، الذي تمّت الإشارة أعلاه إلى بعض أوجهه، له بالطبع جانبه العلمي المحض؛ لكن ذلك الجانب يتداخل، بالطبع كذلك، مع جانب آخر، هو جانب السوسيولوجيا المهنية في الحقل الأكاديمي وفي المختبرات. ذلك أن التمكـــيـــن من طرف الفرد الباحث لوضـــعيـــتـــه المهــــنيـــة في الوسط الأكاديمي وفي مختبرات البحث، من حيث القدرة على الحصول على اعتماد أكاديمي لمشاريعه  البحثية والتكوينية وعلى تمويلات لها (أو على تمويلات بقطع النظر عمّا يفعل بها، تبعا لنوعية النظام الأكاديمي)، وكذا على تعزيز موقع الباحث الأكاديمي باستقطاب الطلبة الباحثين، بل ربّما بتشكيل "بطانة أكاديمية حوله" تمكّن بدورها من ترسيخه في وضعيته المهنية عن طريق تجديد التعاقدات مع الجامعات المتنافسة، تمكينٌ يتوقّف على مدى انتشار أو نشر، ورواج أو ترويج  المنهج والإطار النظري اللذين يعمل في إطارهما ذلك الباحث، واللذين لا يمكن أن يغيرهما الفرد بين عشية وضحاها، ما عدا إذا ما كان من المغامرين وفي سن المغامرة. فالباحثون بدورهم ينخرطون سوسيولوجيا في إطار عشائر، علمية بالفعل، أو مجرد مهنية بالانتماء الأكاديمي. وعلى إثر بعض الهزات الكبرى من قبيل ما أشير إليه أعلاه، ينسحب كثير من الباحثين إلى منطقة الظل، أو يغيرون حقل اهتمامهم و/أو عملهم (تدبيريّات، إداريّات، خدمات خِبْراتية، أو تأمليّات تخرصّية عرفانية في عموميات الفكر واللغة، مما لا يُلتزم فيه بمعطيات وإنما يُحال فيه - إذا ما حصلت الإحالة - على ما ليس بالإحالة الموثـقة، من قبيل: "كما قال أرسطو"، "كما قال بيرتراند روسل"، "كما قال نوعام تشومسكي"، "كما ثبت في العلم الحديث"، "كما هو معلوم"، الخ.). وينعكس ذلك، بطبيعة الحال، على الوضعيات الاجتماعية  و/أو على حالاتهم النفسية لكلّ من لم يستطع مواكبة التطور عن طريق التكوين المستمر وإعادة التكوين في استقال عن الدوغمائية أو اطمئنان إلى سهولة الانتماء إلى عشيرة أكاديمية.

 

 

2.  تفاصيل إضافية حول جينيالوجيا "نظرية الأمثلية"

 

 على سبيل المثال الملموس، كان أحد أبحاثنا المنشورة (فرانسوا ديل وأنا شخصيا؛ انقر هــــنـــــا) أولَ بحث لساني، فيما أعتقد، انطلق ضمنيا من تصور العُدة المعرفية لنحو اللغات كجهاز من القيود المفروضة على على سلامة صورة لفظ الكلام (راجع النظرية-ج أعلاه). هذا المقال كان قد حرّر سنة 1987؛ وأرسلت منه نسخٌ إلى كثير من اللسانيين، من بينهم موريس هالي، وجون ماكارتي، و بّول سمولانسكي (انظر الهامش-1 من المقال) قصد إبداء الملاحظات، كما جرت تقاليد أوساط البحث العلمي بذلك، قبل اقتراح أيّ عمل على ناشر من الناشرين  JALL،  في هذه الحالة).

 لكن، وبسبب ظروف صحيّة طارئة دامت عدة سنوات، ألمّت بالمكلّـف بالعدد الموضوعاتي المعنيّ من الدورية المذكورة، لم يظهر المقال سوى سنة 1992 (أي لسنة فقط قبل ظهور كتاب برانس وسمولانسكي). ومن المعلوم أن أيّ عمل يتمّ ترويجه  على نطاق محدود في إطار التبادل فقط، ولم ينشر أو يعمّم بكثافة في حينه، تبقى منه مفاهيم وأفكار، بعد سنوات، عالقة بذهن من اطلع عليه، من دون أن يتذكر ذلك المطّـلع بالضرورة مصدرَها. ففي ذلك المقال تمّ وصف وتحليل وتعليل أحوال المعطيات التجريبية اللغوية المتعلقة ببعض أساليب الاشتقاق الصرفي في أمازيغية تاشلحيت،  في إطار تصوّر للنحو وللصرف، ليس على صورة سلسلة من القواعد الاشتقاقية السطرية المجانية غير المعللة (أي: كذا-1 يصبح كذا-2 في سياق كذا-س) في أطار التصور العام  السائد حينئذ، ولكن على صورة ترسانة من قيود السلامة، تفاعليةِ العلاقة في ما بينها، وتنتظم في هرميّة من حيث أحقيّة المراعاة.

انظر صياغة صورية لسُلمية القيود في المسائل التي عالجها المقال المذكور في  لصفحة-112 من ذلك

المقال، المُحال عليه برابط في بداية هذه الفقرة. 

 

 

استطراد لا بدّ منه

وأخيرا، وعلى سبيل استطراد لا يخلو مع ذلك من دلالة، وفي سنة 1999، أي بعد سنوات من سيادة النظرية التي تمّ الحديث عن بعض ملابسات ظهورها وبعض ملامحها أعلاه (النظرية-ج)، واستتباب تلك النظرية في الأوساط الأكاديمية كجهاز نظري انخرطت في إطاره الدراسات الفونولوجية بلا منازع، تحتفل جامعة محمد الخامس بالذكرى الخمسين لتأسيسها، فيكون ذلك مناسبة لعرض الحصائل العلمية في مختلف الحقول وتقويمها، وقد كان علم اللسانيات وظهوره وتطوره بالمغرب من بين العلوم التي كانت موضوعا لذلك التقويم على طريقة السادة الذين أدلوا بشاهادتهم التقديرية ومن وجهة نظرهم، التي يمكن الاطلاع عليها في الصفحة الآتية:

 http://mlitan.blogspot.com/2009/02/blog-post.html

 

--------------------------

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques



23/03/2018
1 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 347 autres membres