(EN ARABE) ACTIVITES DES JUIFS MAROCAINS ET NORMALISATION AVEC ISRAEL
Si le texte arabe ci-dessous ne s'affiche pas correctement, aller vers la barre de menu en haut de la page, cliquer sur le bouton AFFICHAGE puis sur CODAGE, puis sur (PLUS, puis sur ARABE(Windows)
أنشطة اليهود المغاربة وعملية التطبيع مع إسرائيل
محمد المدلاوي
تحتضن مدينة فاس هذه الأيام (أواخر أكتوبر 2009) تجمعا عالميا ضخما لليهود المغاربة المنحدرين من هذه المدينة العريقة التي ارتبطت بها أسماء كثير من الشخصيات اليهودية المغربية في عوالم السياسية والمال وعلوم اللغة والدين والفلسفة، كيهودا بن قريش وابن ميمون وأبراهام الفاسي وإسحاق الفاسي وغيرهم. وبهذه المناسبة، اتصل بي الصحفي السيد حسن الأشرف طارحا علي سؤالين لحساب النشرة الإليكترونية هيسبريس (http://www.hespress.com/?browser=view&EgyxpID=16221) فكان بيننا التبادل الآتي:
حسن الأشرف:
ما رأيك في هذا التجمع الكبير لليهود المغربة في فاس؟
محمد المدلاوي:
حسب ما أوردت ذلك الصحافة، يتعلق الأمر بتجمع لليهود المغاربة من مختلف أنحاء العالم المنحدرين من مدينة فاس، ويندرج في إطار ما أصبح يسمى بـ"السياحة الثقافية" مع إضافة بعد آخر في هذه الحالة هو الارتباط العاطفي والهوياتي بالأصول والتراث. وبهذا الاعتبار، لا أرى ما يؤهل هذا الحدث ليشكل موضوع سؤال صحفي خاص؛ إذ أن مثل تلك التظاهرات ذات الطابع العالمي تتم في كل أنحاء العالم التي تتمتع بأرضية تاريخية وبفضاءات ثقافية تؤهلها لذلك. إلا أنه يمكن أن أضيف، إذا كان لا بد من تعليق، أن الجالية المغربية في الخارج تشكل حوالي عشر المغاربة؛ وهي جالية تتطور كما ونوعا، حيث تجنس بعضها، وأصبحت منها أطر في مختلف المجالات، ومسؤولون ومسؤولات في مجالات السياسة الجهوية والحكومية والتشريعية في بلدان الاستقبال. ويتعين أن تكون للمغرب سياسية رشيدة في تصريف طاقات الرأسمال البشري لتلك الجالية باختلاف فئاتها من متجنسة وغير متجنسة في إطار تنمية طاقاته البشرية العامة في الداخل والخارج. وتحتل الجالية اليهودية في هذا الاتجاه مكانة خاصة بحكم أقدميتها كجالية فرعية في الخارج تمثل اليوم حوالي خمس الجالية المغربية العامة بالخارج، وبحكم ما حققته من تلك الجالية الفرعية من نجاحات وما أصبح لها من تأثير في مختلف الميادين الاقتصادية والعلمية والسياسية عبر العالم، وما اكتسبته من خلال ذلك من وزن في مختلف داوئر القرار في المحافل العالمية. ولعل تمثيل تلك الطائفة في مجلس المغارية المقيمين في الخارج وجه من أوجه ترجمة تلك السياسة. والجالية المغربية في الخارج، كيفما كانت معتقدات مكوناتها ومهما كانت ألوان جوازات سفر التي يدخل بها أفرادها إلى التراب الوطني، موجودة على كل حال، وهي تمتلك المعرفة باللغات المستعملة بالمغرب وكذا بالتقاليد والعادات وبمعالم البلاد مما يجعلها في ذلك الفضاء كالسمكة في الماء، ولا يمكن لأي نوع من أنواع الشباك أن يقف في وجه سباحتها المعولمة وزيارتها لبلدها الأصلي الذي أصبح يطمح لاستقبال عشرة ملايين سائح؛ وما لم تكن هناك سياسة عمومية واعية ورشيدة لتدبير ولتصريف شأن تلك الجالية في إطار شفاف على المستويات الاقتصادية والثقافية والسياسية والجيوسياسية، فإن البلد هو الخاسر بحكم قصوره حينئذ عن مواكبة منطق التطور المعولم لموارده البشرية.
حسن الأشرف:
هل يمكن اعتبار هذا التجمع الضخم "تطبيعا" مع اسرائيل؟ او استجابة لطلب الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الملك محمد السادس معاودة دور بلاده في عملية السلام المعلّقة؟
محمد المدلاوي:
سأجيب على هذا السؤال على مستويين: مستوى خاص مباشر ومستوى عام غير مباشر. فمن جهة – وبناء على المعلومات التي وفرتها التغطية الصحفية لطبيعة هذا الحدث – لا أرى هناك أي عنصر يبرر ربط تلك التظاهرة بأجندة سياسية معينة للدولة المغربية. فما يشير إليه البعض من "تزامن" الحدث مع "طلب الرئيس الأميركي، باراك أوباما من الملك محمد السادس معاودة دور بلاده في عملية السلام المعلّقة"، أي عملية السلام في الشرق الأوسط، قرينةٌ مجانية سهلة؛ إذ يمكن اختيار ما لا حصر له من "التزامنات" الممكنة حسب ما يرغب "المحلل" في الإيحاء به أو في إثباته. فعلى أي أساس مثلا يكون الطرفُ الثاني "المزامن" للحدث هو رسالة الرئيس أوباما إلى العاهل المغربي التي تعود إلى بداية شهر يوليوز 2009 (أي قبل حوالي أربعة أشهر) وليس بلاغ الديوان الملكي الصادر في 28 سبتمبر 2009 (أي قبل أقل من شهر) والذي يدين من خلاله الملك محمد السادس بشدة الممارسات الإسرائيلية في حرم المسجد الأقصى والسياسة الإسرائيلية عامة تجاه الشعب الفلسطيني؟ بل ولم لا يكون ذلك التزامن هو التزامن الفعلي للحدث المذكور مع "الملتقى الدولي حول القدس" الذي ينعقد بالرباط (28-29 أكتوبر 2009) برعاية الملك محمد السادس؟
(فقرة أضيفت بعد حين) بل إن مجرد خدمة "السخرة" القومية هده نفسها يسعى البعض ليقصرها داخل المغرب في حظيرة أوساط تقليدية معنية، لها وحدها بحكم تقاليد الاحتكارات العائلية والعشائرية للسلطة، حقُ احتكار "السخرة" القومية على مستوى الدولة باسم المغاربة وباستعمال رصيدهم البشري والسياسي. فبالرغم من عدم اطلاعي مثلا على تفاصيل وظروف زيارات بعض المغاربة العاديين مؤخرا لإسرائيل ممن لا صفة سياسة لهم ولا بعد إعلامي ميدياتي (أغلبهم من رجال التعليم)، كما كان قد فعل دلك عددٌ كثير من الفنانين والصحفيين والمسؤولين السياسيين والمنتخبين البارزين في التسعينات، فإني لست أدري كيف قفزت بعضُ الأوساط من جديد على فرصة مشاركة وزيرة الخارجية السابقة، تسيبي ليفني، في ملتقى "ميدايز" الدي نظمة نادي "أماديوس" بطنجة أيام 19-21 نوفمبر 2009 وهو النادي الدي أسسه ويرأسه نجلُ السيد الطيب الفاسي وزير الخارجية، المنتمي إلى حكومة السيد عباس الفاسي الأمين العام لحزب الاستقلال، لا لينادي أولئك – إدا ما كان هناك داع سياسي أو سند قانوني – بمسائلة الأطراف التي دعت المسؤولة الاسرائيلية ووفرت لها الحماية الأمنية والدعم اللوجيستيكي ورتبت لها سياسيا صفقة المصافحة الدبلوماسية الثمينة مع رفيق الحسيني رئيس ديوان الرئيس الفلسطيني عباس إبي مازن، وهي صفقة هي في أمس الحاجة إليها على مستوى السياسة الداخلية الإسرائيلية الحالية، بل لترفع تلك الأوساط أصواتها من جديد تحت رايات خضراء معروفة، داعية السلطات المغربية لا لأقل من عتقال الوزيرة الأسرائيليةالمستجيبة للدعوة ومنددة على الخصوص باستجابة "بعض الأمازيغ الخونة" لدعوة وجهها إليهم متحف ياد-واشيم الإسرائيلي.
ثم إن الربط الآلي لكل حدث يتعلق باليهود المغاربة سواء المقيمين أو المهاجرين مهما كانت وجهة هجرتهم بمسألة "خطر التطبيع" ليعكس ثقافة لا تتلاءم مع المفهوم الديموقراطي الحداثي للمواطنة؛ ذلك أن بعض المواطنين يصبحون في أطار تلك الثقافة متهمين باستمرار في وطنيتهم، ومطالبين باستمرار بإثبات ولائهم بكل مناسبة داخلية وخارجية وبغير مناسبة؛ وتلك الثقافة هي التي كانت قد سهلت إلى حد كبير مأمورية وكالات تهجير اليهود المغاربة خصوصا فيما بين الخمسينات والسبعينات من القرن العشرين، وعلى الأخص كلما نشبت حرب في الشرق الأوسط بكل ما يترتب عنها من إعادة تحريك ثقافة الاتهام المبدئي في وجه شريحة من المواطنين.(2) صحيح أن كثيرا من اليهود المغاربة قد أشربوا بدرجات متفاوتة وفي فترات مختلفة وأماكن مختلفة من العالم قناعات أيديولوجية وسياسية خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية بسبب تضافر كثير من العوامل الفاعلة والمغذية ومن بينها مختلف تجليات تلك الثقافة؛ ولكنهم يبقون مع ذلك مغاربة بما أن الجنسية المغربية لا تسقط، وذلك ليس فقط كبقية أفراد الجالية المغربية في الخارج ممن تجنسوا وتقلدوا مهام سياسية عالية تحت ألوان رايات أخرى وفي إطار دساتير أمم أخرى، في فرنسا وبلجيكا وهولاندا وكندا - وهذا لا يجادل فيه أحد بل الكل يسجل ذلك كمفخرة بكل اعتزاز؛ فحتى هذا الجيش من المغاربة الذين انخرطوا أمميا بشكل ملفت للنظر كميليشيات في أمميات الجهاد التي تناهض من بين ما تناهض الكيان المغربي نفسه بشكل علني ومباشر، لا أحد سيشكك يوما في كونهم مغاربة وفي أن على المغرب أن يتوفر لهم على سياسة بعيدة الأمد للإدماج، تماما كما أن عليه أن يتوفر على سياسة بعيدة الأمد للاستفادة من أمثال النماذج الناجحة تحت ظل رايات أخرى مما سلفت الإشارة إليه.
------------------------------------------------
(1) بالنسبة لتركيا، أنظر الصفحة الآتية من نفس الموقع:
(2) للاطلاع على نماذج حية لهذه الثقافة في صورتها الحالية، حيث توزع ألقاب الصهيونية بسخاء على المغاربة وعلى رأسهم "المخزن" وبمن فيهم كاتب هذه السطور الذي يتذكر أحد طلبته "البررة" "صهيونيته"،وحيث توزع أوصاف القردة والخنازير على اليهود عامة وإطلاقا "استنادا" إلى القرآن وإلى داروين، يمكن الرجوع إلى تعاليق القراء على تقرير السيد حسن الأشرف عن هذا الاستجواب، وذلك في موقع هيسبريس المشار إليه أعلاه:
http://www.hespress.com/?browser=view&EgyxpID=16221
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres