OrBinah

(EN ARABE) 8-Des lois organiques sur les langues et la culture-8

Si la graphie arabe ne s'affiche pas correctement, aller dans la barre de menuen haut de la page, cliquer sur le sur CODAGE, puis sur (PLUS, puis surARABE(Windows boutonAFFICHAGEpuis)

 

ورش اللغات والثقافة المغربية

10-عن الوجه الحساني للعربية المغربية

 

القسم الأول عبر الرابط الآتي:

 https://orbinah.blog4ever.com/blog/lire-article-162080-9721204-_en_arabe__1_des_lois_organique_sur_les_langues_et.html

 

بينَـتْ دراسات مقارنة مدققة لأوجه المتصل اللغوي للعربية عامة، ولأوجهها السوسيو-لسانية والوظيفية في المغرب خاصة، أن أوجه العربية المغربية على الأخص، إن هي إلا أساس معجمي من عربية مُضر، استقر تاريخيا، عبر أجيال من التداخل السوسيو-لغوي (استعراب أجيال واستمزاغ أخرى)، على أرضية لسانية (substrat) أمازيغية، حيث تأثرت تلك الأوجه المضرية بأسس قواعد النطق الأمازيغية في اتجاه تطوراتها الدياكرونية (اختزالُ الحركات، زاياتٌ وراءاتٌ مفخمة، نطق الجيم والقاف، الخ.)، كما تأثرت إلى حدّ ما ببعض الصيغ الصرفية الأمازيغية (صيغة المضارع بتصدير الكاف أو التاء، صيغة تافعّالت، تافعليت، الخ.)، وحتى بنصيب لا بأس به من معجم الأمازيغية نفسه (صيفط "أرسل"، بــرا/بــريـّـة "رسالة"، مزوار "مقدّم، نقيب"، اكَـدال "حمىً، محمية"، الخ.). فبهذا الوجه التطوري الجديد من أوجه العربية، شرع أجيال المغاربة منذ قرون في تأسيس وتطوير ديوان أدبي عريق وحيّ، في موازاة مع الأدب العربي الفصيح، أودعوه جوهرَ عبقريتهم الفنية بشكل لا يضاهيه أصالة سوى نظيره الأمازيغي، ونعني بذلك ديوان الزجل والملحون، الذي تعطينا ملعبة الكفيف الزرهوني في العهد المريني مثلا صورة عن طبيعة نشأته الأولى، وهي الملحمة التي كان ما يزال المعجم الأمازيغي بارز الحضور في نصها (ايت مرّين"بنو مرّين"؛  اغيلاس: "panthèreإيـْـسان "الخيل"؛ إسردان "البغال"؛ تيسدنان "النساء"؛ "ينزران" (بالتفخيم) "الأمطار"؛ تاسا "الكبد"؛ ازاغار "السهل"؛ ازرزي (بالتفخيم) "الإكراه"؛ امزوار"زعيم، قائد، نقيب"؛ الخ.).

وإذا كانت هذه الأمور اليوم قد تم تبيّـنها بشكل أكاديمي بالنسبة للوجه الشمالي للعربية المغربية بفضل عمل لسانيين مغاربة طوروا أعمال الإثنو-لسانيين واللهجاتيين الأوروبيين بمناهج اللسانيات الوصفية والتفسيرية الحديثة، فإن من بين انعكاسات هزال التقاليد الاسبانية في هذا الباب على وجه العربية المغربية للمنطقة التي خضعت للاستعمار الاسباني خلال حقبة سيادة المنهج الإثنوغرافي، هو عدم انبثاق اهتمام أكاديمي في الجامعة المغربية الحديثة بالوجه الحساني دراسة لسانية وأدبية. فالقليل مما يعرف لحد الآن عن هذا الوجه من أوجه العربية المغربية الجنوبية إنما تم على يد فرنسيين على الأخص (Roger Pierret, David Cohen, Catherine Cheikh ) من خلال اهتمامهم، منذ الفترة الاستعمارية، بامتدادات الحسانية في موريطانيا والسينيغال ومالي؛ ولا أعرف شخصيا لحد الآن سوى أطروحة جامعية واحدة عن اللغة الحسانية، وقد نوقشت بجامعة ابن زهر بأكادير (Ahmed Almakari 2000).

وما ينبغي الإلحاح عليه في هذا الباب هو أن الوجه الحساني للعربية المغربية، وخلافا لما يعتقد العامة، يمثل التجسيد الحي والأكمل للتداخل التاريخي بين الأبعاد الأمازيغية-العربية والزنجية- الإفريقية لنسيج الهوية المغربية في كليتها. فهذا الوجه من أوجه العربية تطبعه الأمازيغية الصنهاجية خاصة بدرجة أعمق مما هو عليه حال الوجه الشمالي، ولاسيما على مستوى المعجم، وعلى الأخص في حقول الماهيات والمفاهيم الأنثروبو-ثقافية، من أسماء الأعلام الجغرافية (بير إنزران، كلتة زمّور، اكَـركَـر، اكَـديم إيزيكّـ، ابطيح، اماكَراج، إيمير إيكـلي، تاسّايكاتانّ، أدرار س-وطـّـوف، الخ.)، ومن أسماء الأعلام الإثنية (أيت وسا، أيت تيدرارين، أيت موسى، أيت علي، أيت لحسن، يزركَـيين، أعروسيين، ياكَـوت)، ومن مصطلحات الفنون والحرف (اكَـاو "مغني"، ازاوان "موسيقى"، أنزاض "رباب وحيد الوتر"، تيديني "ألة وترية"، يتفلويت "شطر بيت"، وحتى بعض كلمات الحياة العادية (أراكاج "رجُـل"، من /اركَـاز/).  بل إن الألفاظ الأمازيغية تمثل حوالي 30 في المائة من معجم النبات والحيوان البرية في الحسانية.

والوجه الحساني للعربية المغربية، عبر متنها المعجمي وعبر ديوان أدبها، هو حامل أساسي من حوامل الثقافة الصحراوية التي تعزز قيم التضامن وقيم توزيع الأنشطة السوسيو-اقتصادية على مستوى النظام الأنثروبو-اجتماعي المتكيف مع واقع الوسط الطبيعي الصحراوي؛ وهي ثقافة تتخللها عناصر الأمازيغية، والإسلام، والعروبة، والطابع الإفريقي، وتحمل وتنقل قيما أنثروبولوجية خاصة تعكس الآليات الاجتماعية التي يـُـفعـّـل من خلالها المجتمع الصحراوي فضائله التشاركية في الشأن العام. وينعكس كل هذا في رصيد ديوان أدبي هائل على شكل أشعار ("لـغْــنا"، "تّــبراع")، وحكايات، وأمثال، وحكم، وأقوال مأثورة.

لكل ذلك، وتطبيقا لمقتضيات الدستور، فإنه يتعين أن تكون العربية الحسانية موضوع سياسة عناية عمومية للصون والحفاظ عليها بجميع وسائل عمل القطاع العمومي في مجال اللغات والثقافة. فالفصل الخامس من الدستور يوصي بهذا الصدد بما يلي:

["تعمل الدولة على صيانة الحسانية، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الهوية الثقافية المغربية الموحدة، وعلى حماية اللهجات والتعبيرات الثقافية المستعملة في المغرب"].

 

ولن يكون ذلك إلا بالعمل على ردم الهوة المعرفية على المستوى الأكاديمي عن طريق تدارك التأخر الذي لحق هذا الوجه اللغوي في باب الدراسات المعجمية وجمع الآثار الأدبية ونشرها (الشعر، والحكايات، والحكم، والأقوال المأثورة، والأمثال) مقارنة بما تمّ وما هو جار في ما يتعلق بالعربية المغربية المشتركة وبالأمازيغية؛ خصوصا وأن التحولات السوسيو-اقتصادية الحديثة التي طرأت خلال العقود الأخيرة على مجمل الفضاء الوطني تحولات لم تعد توفر الظروف السوسيو-ثقافية اللازمة لإعادة إنتاج الأجيال لبعض الأوجه اللغوية والأدبية بشكل يضمن استمراريتها.

--------------

النص الأخير من هذه السلسلة عبر الرابط الآتي

https://orbinah.blog4ever.com/blog/lire-article-162080-9826017-_en_arabe__9_des_lois_organiques_sur_les_langues_e.html

بعض المراجع:

Almakari, Ahmed (2000) Aspects morpholexicaux du Hassaniyya, Thèse de Doctorat d´État, Université Ibn Zohr, Agadir, Maroc, 2000

Pierret, Roger (1948) Étude du dialecte maure des régions sahariennes et sahéliennes de l'Afrique Occidentale Française, Paris, Imprimerie nationale.

Cohen, David  (1963 ; avec la collab. de Mohammed el-Chennafi), Le dialecte arabe ḥassānīya de Mauritanie : parler de la Gabla, Paris, C. Klincksieck.

Heath, Jeffrey (2004) Hassaniya Arabic (Mali)-English-French Dictionary, Wiesbaden, Harrassowitz.

Taine-Cheikh, Catherine (1978), L'arabe médian parlé par les arabophones de Mauritanie, Thèse de 3e Cycle, Université René Descartes, Paris.

Taine-Cheikh, Catherine (1988-1998) Dictionnaire hassaniyya-français, 8 vol. Paris, Geuthner.

Taine-Cheikh, Catherine (1991) L'arabe des bið̣a:n, un dialecte bédouin du Maghreb occidental, Kaye (ed), Semitic Studies, Otto Harrassowitz, Wiesbaden.

Taine-Cheikh, Catherine (1990) Lexique français- ḥassāniyya (dialecte arabe de Mauritanie). Centre culturel français Antoine de Saint-Exupéry, Institut Mauritanien de Recherche Scientifique, Nouakchott, 1990, coll. « Connaissance de la Mauritanie ».

 



21/03/2013
2 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 345 autres membres