OrBinah

(EN ARABE) 1-Miracles scientifiques coraniques et sacralité de la langue, deux défis

Si la graphie arabe ne s'affiche pas correctement, aller  dans  la barre de menu en haut de la page, cliquer sur le bouton AFFICHAGE puis sur CODAGE, puis sur (PLUS, puis sur ARABE(Windows)

نظرية الإعجاز العلمي وقداسة اللغة

"مسألة أمنية" في باب التكوين والبحث العلمي

تلخيــــص

تم مؤخرا نشاط علمي بالرباط يستحق أن يوقف عنده بجد لاستخلاص دلالاته. فمن الناحية الشكلية يبدو كنموذج لما يتعين أن يكون عليه التكوين والبحث العلمي من تعدد وتكامل أوجه المقاربات الاختصاصية، وكنموذج لما يتعين أن يقوم من تعاون أفقي بين مؤسسات وهيئات البحث العلمي من جهة ومؤسسات التكوين الجامعي من جهة ثانية. غير أن أخذ المسافة اللازمة بالقياس إلى الحدث في حد ذاته، وذلك باستحضار بعض السوابق التي تساعد على رسم الإطار الذي يندرج فيه، ينتهي بالوقوف على حالة جدية تتعلق بما يمكن تسميته بـ"الأمن المعرفي" أو الإبيستيمولوجي في باب تهيئة الأذهان في ميادين التكوين والبحث العلمي وتدبير الشأن اللغوي. سيعمل هذا المقال على عرض وصفي لفقرات النشاط المذكور، وذلك من خلال قسم التقديم؛ وسيلخص القسم الثاني مضمون ما وردفي  المحاضرة الأولى من ذلك النشاط بعنوان "إسهام الأمازيغ في العناية بعلوم العربية"، بينما يقوم القسم الثالث بتلخيص ما ورد في المحاضرة الثانية (''عالمية اللسان العربي، حقيقية قرآنية وتاريخية") مع مناقشة بعض مضامينه (مسألة استخدام الرقمولوجيا كمنهج من مناهج التفسير الباطني للقرآن الكريم).  ويختم المقال باستعراض أهم بنود الخطة التربوية العامة العامة للهئية الدولية التي ترعى نظرية الإعجاز العلمي والتي تسعى من خلالها تلك الهيئة إلى توجيه برامج التعليم بجميع أنواعه (عمومي وخصوصي) ومراحله (ابتدائي وثانوي وجامعي) في نهجها، وباستعراض الخطوات العملية المتخذة لحد الآن بهذا الصدد على أرض الواقع بالمغرب (أنظر الفقرة المعنونة بـ"الخطة العامة لهيئة الأعجاز العلمي" في القسم الثاني، عبر الرابط الموجود أسفل هذه الصفحة).

 

تــقديـــــــــم

في إطار برنامج أنشطته العلمية، نظم مسلك الماستير في الدراسات الإسلامية العليا بكلية الآداب-أكدال  بالرباط، الموسوم بـ"خصائص الخطاب الشرعي وأهميته في الحوار"، لقاء علميا متعدد الاختصاصات بشراكة مع "الهيئة المغربية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة" من جهة، و"المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية" من جهة ثانية، وذلك مساء الأربعاء 6 يوليوز 2011 بمدرج الشريف الإدريسي بنفس الكلية. وقد استـُهل اللقاء بكلمة الأستاذ المشرف على المسك، شكر من خلالها المؤسسات والهيئات المشاركة، ونوه بأوجه التعاون القائم بينها وبين "مسلك الخطاب الشرعي وأهميته في الحوار"، مركـّزا بالخصوص على التعاون القائم بين ذلك المسلك والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. وقد ذكر الحاضرين بأن المكان الذي يتواجدون فيه كان ذات يوم مهد السياسة اللغوية التفريقية للمستعمر (في إشارة إلى "معهد الدراسات العليا المغربية" الذي كان تدريس الأمازيغية والدارجة من بين مواده)، تلك السياسة التي اكتملت صياغتها، كما يرى، من خلال صدور "الظهير البربري". ثم بين بأن التعاون الحالي بين المسلك الذي يشرف عليه في الدراسات الإسلامية وبين "المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية" يندرج في إطار إعادة الأمور إلى نصابها في ما يتعلق بالشأن اللغوي. ثم أعطيت بعد ذلك الكلمة للسيد نائب عميد الكلية، الذي رحب بالجميع بإيجاز، ثم لممثل "الهيئة المغربية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة" الذي تحدث بدوره بإيجاز عن الأهمية البالغة لمنهج دراسة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، والذي شكر المحاضر الثاني، المهندس حسن فتاح، الذي تجشم متاعب القدوم من حيث أتى ليحاضر في طلبة المسلك المذكور في إطار نظرية الإعجاز العلمي في القرآن والسنة بما يفيد بأن اللسان العربي لسان كوني أزلي ("لغة الجنة" كما قال بعض المتدخلين من الطلبة) كما يصادر على ذلك عنوان محاضرته "عالمية اللسان العربي: حقيقة قرآنية وتاريخية".

المحاضرة الأولى (الأستاذ الوافي النوحي، من معهد الإركام)

وقد تم الشروع في صميم النشاط العلمي بمحاضرة أولى ألقاها الأستاذ الوافي النوحي من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية حول "إسهام الأمازيغ في علوم العربية". وقد قدم لمحاضرته بتأكيد الاعتذار الذي كان قد بلغه المشرف على المسلك باسم السيد عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية عن عدم حضوره شخصيا لأسباب تتعلق بالتزامات سابقة. بعد ذلك دخل في صميم محاضرته الموثقة المصادر، والتي ركزت على أمرين: أولهما خصوصية الفتح الإسلامي للمغرب الأقصى (بلا د سوس، الأدنى منه والأقصى) من حيث انعدام تمامه بمعارك دامية وسبي وغير ذلك كما حصل في المغربين الأدنى والأوسط. وعزا المحاضر تلك المعاينة التاريخية إلى احتمالين ربما يتكاملان: (أ) احتمال أن يكون أمازيغ المغرب الأقصى قد اعتنقوا الإسلام بشكل أو بآخر قبل الفتوحات كما تشير إلى ذلك بعض المناقبيات (قصة إركَراكَن = رجراجة) من جهة، و(ب) تقديرهم أن ما وقع في الشرق (المغرب الأدنى والأوسط) كان يملي على ذوي الرأي تفضيل الجنوح إلى حقن الدماء والدخول في  دين الله أفواجا دون مقاومة. أما الشق الثاني من المحاضرة فقد انصب على إسهام الأمازيغ في العناية بعلوم العربية، فاستعرض متون مشاهير النحاة من أمثال ابن اجرّوم، وابن معطي، والمكودي، والزواوي، كما أشار إلى تقاليد مؤلفات ما عرف بـ"كشف الرموز" (معاجم موضوعاتيه عربية-أمازيغية)، تلك المعاجم التي كانت تساعد الموثقين، وأغلبهم أمازيغيو اللسان عبر القرون، على تحرير الوثائق بالعربية. كما أشار إلى الصناعة المعجمية الكبرى عند أمثال ابن منظور الإفريقي صاحب "لسان العرب". ثم ختم المحاضر عرضه باستعراض بعض أوجه السياسة اللغوية العامة للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية كما تنعكس في منشوراته، التي بلغت حوالي مائة وثمانين عنوانا ما بين كراسات مدرسية، وأبحاث، ونصوص، وثلثها باللغة العربية، إضافة إلى مجلة المعهد المسماة "اسيناك "، التي تظل اللغة الفرنسية اللغةَ الغالبة فيها، إلا أن للعربية أيضا فيها حضورا.

المحاضرة الثانية (المهندس حسن فتاح)

أما محاضرة المهندس حسن فتاح، الذي قيل بأنه قد قدم من حيث أتى، فكانت بعنوان "عالمية اللسان العربي: حقيقة قرآنية وتاريخية"؛ وهي محاضرة تندرج منهجيا في إطار نظرية "الإعجاز العلمي في القرآن والسنة". وقد شرع المحاضر باستعراض حظوظ اللغات في العيش معتمدا على دراسات "دافيد كريطال" والمؤسسات المعنية بما يعرف بـ"اللغات المهددة بالزوال" (Endangered Languages) والتي تحدد نصاب 50000 ناطق كحد أدنى لحظوظ استمرار حياة لغة من اللغات، وتحدد أسباب زوال اللغات في عدة أسباب، منها التطور الداخلي الدياكروني للغة من حيث أصواتها ومعجمها ونحوها وصرفها، الذي تستحيل اللغة المعينة بمقتضاه عبر الأجيال إلى شيء آخر. إلا أن المحاضر لم يقف، في باب أصوات اللسان العربي الذي سيبني عليه منطق ما قدمه من نماذج نظرية الإعجاز، على ما لحق أصوات ذلك اللسان من تغير دياكروني بالقياس إلى مجرد الأوصاف الفونيتيكية الدقيقة التي وصف بها اللغوي أبو عثمان بن جني اللغة العربية لعصره (القرن الرابع الهجري) حيث وصف صوتي "القاف" و"الطاء" بأنهما مجهوران على غرار بقية أصوات القلقلة "ق،ط،ب،ج،د" (عكس ما هو عليه نطقهما اليوم)، كما وصف "الجيم" بأنه حرف معقود مركب أقرب إلى الكاف المجهورة، أي أنه شديد وحنكي المخرج، أي أنه من الأحرف المسماة بالقمرية من حيث أنه لا تدغم فيها لام التعريف (بخلاف نطق "الجيم" اليوم من مخرج "الشين" وبصفاتها مما عدا همسها وجهره)؛ كما وصف ابن جني "الضاد" بالإخراج الجانبي، مثل اللام، كما تدل على ذلك إلى اليوم بعض المترادفات النطقية مثل "لمّ = ضمّ" و"فلّ = فضّ"، إلى غير ذلك من أصوات العربية التي لم تعد تنطق اليوم كما تم وصفها في القرن الرابع الهجري في كتاب "سر صناعة الإعراب" وإن بقي رسم أغلبها على ما كان عليه منذ الإصلاح الخطي المعروف بـ"نَـقط الإعراب ونَـقط الإعجام" أيام أبي الأسود الذؤلي، الذي كان معاصرا لإصلاح مماثل للخط العبراني من خلال الحركة "الماصورية" (המסורה).

            ثم انتهى المحاضر، فيما يتعلق بحظوظ اللغات في الحياة، بعرض للتوقعات "المستقبلية" لحياة اللغات وانتشارها، تلك التوقعات التي تتنبأ في الأمد المتوسط (سنة 2050) باستقرار الرقم المطلق لعدد الناطقين بكل من الإنجليزية والفرنسية، لكن مع تدني منزلتيهما النسبيتين بالقياس إلى تقدم رتبة اللغة العربية، التي ستصبح، حسب تلك التقديرات، المنافس الأول للغة الصينية التي تحتل اليوم الرتبة الأولى من حيث عدد الناطقين، مع بيان أنه، وحسب مقارنة اتجاه المنحنيات البيانية المدلى للغات الممثل لها، يتبين من خلال تطور العربية عبر العقود الأخيرة بأن سرعة تصاعد انتشارها بناء على الزيادة الديموغرافية وتوقعات توسع الإسلام، تتجه نحو تبوّء هذه اللغة للرتبة الأولى كونيا في الأمد البعيد.

بعد ذلك انتقل المحاضر إلى التعليل العلمي لتلك "الأرقام العلمية" ومنحنيات الرسوم البيانية، التي أسندها المحاضر إلى خبراء غربيين أنجلوفونيين؛ وهناك دخل في صميم الموضوع. وتتمثل الفكرة الأساسية في ذلك التعليل في أن اللغة   العربية، التي فضل المحاضر، عن وعي، أن يعود إلى تذكير ماهيتها أسوة بما جاء في التنزيل، أي "اللسان العربي" وتجنبا للفظ "لغة" المشتق من "اللغو"، هي لسان مهيأ في الأزل، بفضل خصائصه الصوتية المعللة قرآنيا (عددُ أبجدية الأصوات، بنيةُ الكلمات، رفعُ الفاعل وخبرِ "إنّ وأخواتها"، نصبُ المفعول وخبرِ "كان وأخواتها"، الخ,) لكي يكون لسانا ذا وظيفة ورسالة كونية، وذلك بمقتضى اصطفاء البارئ المتكلم تعالى له، دون غيره من لغات العالمين، ليودعه كلامه الأزلي، وذلك من خلال مادة أصواته، الكاملة والمتكاملة أبجديتُها (28 أو 29 باعتبار الخلاف في الفرق ما بين الهمزة والألف)، والتي لا عوج في إخراجها من مخارجها المحددة في الأزل مثل ذلك العوج والعجمة التي قدم المحاضر نموذجا لهما من خلال نص مكتوب بالحرف العربي هو أقرب إلى طلاسم القصيدة البهبرتية وقال بأنه لغة عبرية مع أنه كان من بين الحضور من قضى عقودا في قراءة التوراة والتلموذ والهاكادا والسدورات المختلفة والأدب العبري الحديث.(1) ذلك اللسان المصطفى كذلك من خلال صور وصيغ صرفه، بزوائدها ("سألتمونيها") وأصولها الثلاثية أو الرباعية بالنسبة للفعل (مثل "بعث" و"بعثر") والخماسية أو السداسية بالنسبة للاسم (كـَنـَهبـَل وغَضَنـفَـر)، ومن خلال تمييز ذلك الصرف بين ثلاثة أعداد للاسم (مفرد ومثنى وجمع) وجنسين اثنين (مؤنث ومذكر) وليس ثلاثة كما في الألمانية مثلا (مؤنث ومذكر وغفل) أو لا شيء البتة كما في اللغة الصينية التي لا جنس في معجمها، وكذا من خلال نحو ذلك اللسان المتـّسم بالإعراب، الذي يميز الوظائف النحوية بفضل ما لا يقل عن ثلاثة حالات إعرابية للاسم (رفع ونصب وجر) وثلاثة حالات للفعل (رفع ونصب وجزم)، خلافا للعبرية أو الإنجليزية أو الفرنسية أو العربية المغربية ولغات أخرى كثيرة تعيّن الوظائف النحوية بمجرد رتبة الاسم في تركيب الجملة، وفي اختلاف عن اللاتينية مثلا ذات الإعرابات الخمسة للاسم (nominatif, accusatif, datif, ablatif, génitif) أو الألمانية ذات الإعرابات الأربعة للاسم (nominatif, accusatif, datif, génitif) تختلف علامات كل إعراب منها حسب عددَي الإفراد والجمع من جهة، وحسب المذكر والمؤنث والغُـفل الذي ليس لا بالمذكر ولا بالمؤنث في معجمها (مثل Weib = "امرأة") من جهة ثانية، وفي اختلاف عن الأمازيعية ذات إعرابين اثنين  للاسم (حالة الإرسال، وحالة التركيب) وإعرابين اثنين للفعل (حالة النفي négatif وحالة النصب aoriste)، ؛ ذلك اللسان العربي الذي يتميز كذلك عن غيره من خلال معجمه الذي وسع كل تفصيلات وجزئيات أجسام الخيل والإبل وتسمياتها حسب الأعمار، وصفاتها، وسلوكها، ومحاسنها، وعيوبها، وأمراضها (ناقةٌ، حاقّـةٌ، بنتُ لبُن، قلوصٌ، حَرْفٌ، الخ.)، ومختلف تشكلات الكثبان، وأدق قسمات الفراسة والقيافة، والذي خص الهـرّ والقسورة مثلا بعشرات الأسماء والصفات، خلافا للمعجم الإغريقي، على سبيل المثال، الذي يسهب في تفصيل وتفريع المقولات والمفاهيم التجريدية بينما لا يتوفر من صفات الإبل أو الكثبان وبقية تضاريس البيداء على ما يجعله مقتـدرا على ترجمة ولو بيتين من أبيات الراعي النُّمَـيري أو المنخّـل اليَـشـكـُري، فما بالك بترجمة مثل قول كلام الله في التنزيل: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً * فَالمُورِيَاتِ قَدْحاً * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً}.

وللاستدلال على كل هذا مما استفيد ضمنيا أو بالنص عليه من العرض، ربط المحاضر بين عدد أحرف أبجدية اللسان العربي، التي يراها أغنى وأكمل عددا (28 أو 29 حرفا) بالمقارنة مع اللغات الأخرى مثل العبرية (22 حرفا) واللغات اللاتينية (26 حرفا) وبين القيم العددية الرقمولوجية التي قُرنت بها، ولكن دون الإشارة في باب ذلك الغنى والاكتمال إلى اللغة الأمازيغية التي كانت المؤسسة التي هي من حيث المبدأ بمثابة مجمعها اللغوي حاضرة، وهي التي كان لغويوها، وكان منهم كاتب هذا المقال قبل سنوات، قد حصروا سنة 2003 أحرف تلك اللغة في 33 حرفا ضروريا لتمييز الكلام، بعد التغاضي عن "دجدجة" و"تشتشة" و"رجرجة" الأوجه المحلية في الشمال (dž، tš، ř)، وعن بعض رَوم التشفيه (labialisation) في الأوجه المحلية بالجنوب (qw ،wγ ،wχ كما كان لغويو العربية قد تغاضوا عن "الكشكشة" و"الكسكسة" و"العنعنة" من الأوجه المحلية لتلك اللغة ثم أضافوا، أثناء تأهيل حرف كتابة تلك اللغة، إلى لائحة الأبجدية النبطية ذات 22 حرفا التي اختاروها كأساس، ستة أشكال للحروف، ابتدعوها وسموها بالستة الروادف، وذلك لتمثيل الأصوات المميزة في كلام العربية مما ليس له مقابل في اللغات الكنعانية سابقة من خلال الفينيقية إلى وضع أسس الأبجدية، ألا وهي الروادف (ث،خ،ذ، ض،ظ،غ). وقد أدرجت بعد ذلك تلك الروادف المبتدع رسمها في أماكن مختلفة من ترتيب الأبجدية الفينيقية الأساس، التي ستأتي الإشارة إليها؛ وذلك كما ابتدع لغويو معهد الإركام المذكورين رسوما روادف وأضافوها إلى الأساس الأبجدي التيفيناغي القديم لتمثيل الأصوات المستحدثة (مثل الصاد والطاء والعين والحاء، الخ.) التي لم تكن في الأمازيغية القديمة ولكنها أصبحت اليوم مما تتميز بفضله الكلمات عن بعضها في الأمازيغية المعاصرة بعد احتكاكها الطويل بالعربية على الخصوص. ولكي يدخل المحاضر في صميم عرض مظاهر إعجاز كل من القرآن الكريم، وحامله اللغوي الذي هو اللسان العربي، في نفس الوقت، مستشهدا بكثير من الآيات التي ورد فيها وصف التنزيل بـ"قرآن عربيا"، وبـ"لسان عربي مبين"، قام بالتذكير بالقيم العددية المقرونة بأحرف العربية في إطار ما يسمى بـ"حساب الجُمّـل" المعتمد على نظام (أبجد، هوز، حطي، كـلـمن، الخ.) على أساس ترتيب يُـقرن فيه كل حرف بقيمة عددية على الشكل الآتي:

أ=1، ب=2، ج=3، د=4، هـ=5، و=6، ز=7، ح=8، ط=9 [] ي=10، ك=20، ل=30، م=40، ن=50، س=60، ع=70، ف=80، ص=90 [] ق=100، ر=200، ش=300، ت=400، ث=500، خ=600، ذ=700، ض=800، ظ=900، [] غ=1000

حينئذ شرع الحيسوبي المحاضر في استعراض مختلف المعادلات الأبجدية-العددية (alphanumérique) التي تثبت في نفس الوقت - حسب عرضه ومرجعيته النظرية - الإعجاز العلمي للقرآن الكريم من جهة، والطابع الأزلي للسان العربي الذي هو المؤهل دون غيره، بفضل عدد أحرف أصواته، وبفضل القيم العددية المقرونة بها، لأن يعكس بأمانة ذلك الإعجاز من جهة ثانية. ودون الدخول في عرض تفاصيل كل المعادلات والتماثلات السيميترية بين عدد آيات هذه السورة ومجموع القيم العددية لأحرف تلك الآية أو مضاعَف من مضاعفات ذلك المجموع، أو كسر من كسوره، أو بين مجموع القيم العددية لكلمة من كلمات العربية مما ورد في التنزيل وبين حقيقة علمية فيزيائية، أو كيميائة، أو بيولوجية، أو فلكية، أو أوقيانوغرافية، من كل ما أكد المحاضر بأن حسابه يتـكـفـل به الحاسوب باستعمال اللغة البرمجية (FORTRAN) التي يتعين التذكير – بقطع النظر عن جوهر النظرية الإعجازية – بأنها برمجية من بين البرمجيات تعود إلى منتصف خمسينات القرن الماضي إبان معلوميات الورق المخروم (Carte perforée)، بدل كل ذلك مما يمكن الوقوف عليه في الأدبيات الإليكترونية التي تفضلها تلك النظرية في النشر، أكتفي هنا بإيراد مثال واحد حول إعجازيات الدكتور زغلول النجار، رائد هذه النظرية الجديدة في باب علوم التفسير، وهو مثال مقتطف من مقال كنت قد نشرته قبل عشر سنوات بعنوان "بذل المجهود لرسم ما بين العلم والرأي من حدود" بمناسبة الضجة التي كانت قد أثيرت حول رسوم الأطفال المسماة "بوكيمون" التي قيل حينئذ بأنها من أدوات الاختراق اليهودي الصهيوني، وهو مقال مشهر الآن في موقع "الحوار المتمدن" منذ 2007 (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=107179 )؛ فها هو المقتطف:

البقية عبر الرابط الآتي:

https://orbinah.blog4ever.com/blog/lire-article-162080-2517537-_en_arabe__2_miracles_scientifiques_coraniques_et_.html

---------------

(1) النص المقدَّم شبيه ما يجده المرء في الدمياطي أو البرهتية أوالجلجوقية من رُقى طلـّسمية من قبيل قول ما يسمى بـ"الدعوة الآرامية":

سألتُكَ بالاسم المعظم  قــــــدُره   *   بآجٍ وأهوى جلجلوتَ وهـلهـــلـَـتْ

بصَمصامِ طمطامٍ بنورٍ وبالضيا   *   بمهراش مهراش به النارُ أخمـدت

بياهٍ وياهــوهٍ ويا خيــر بــــازخ   *   ويا من لنا الأرزاقُ من جوده نمَت

ففي حَوسمٍ من دَوسمٍ وبراســــمٍ   *  تحصنتُ بالإسم العظيم من انفلــت

فيا شَمْخَثا يا شَمْخَثا أنتَ شَلْمَخــا  *  ويا عَبْطَلا غوثَ الرياح تجلجـلــتْ



11/07/2011
1 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 345 autres membres