OrBinah

(EN ARABE) 1-De l'état des études littéraires aux Dpts d'Arabes à l'université-1

Si la graphie arabe ne s'affiche pas correctement, aller  dans  la barre de menu en haut de la page, cliquer sur le bouton AFFICHAGE puis sur CODAGE, puis sur (PLUS, puis sur ARABE(Windows)

 

             عن  واقع الدراسات الأدبية في شعب العربية بالجامعة المغربية

1- مدخل تمهيدي

 

 

بعيدا عن طبوع ميلوديات ربيع "الحراك"، وصيف العراك، وخريف التخرّص، وإعادة ترتيب صفوف التربص، عن طريق عمليات 'التـتياك،' لإعادة توزيع الأوراق، اختار عمود "مساءلة البداهة" أن يغرد اليوم خارج الكورال؛ وذلك ليس فقط من أجل كسر رتابة اللحن، ولكن لأن الأمر يدخل في صميم فلسفة مساءلة البداهة، التي تتمثل بالضبط  في القدرة على ألا يؤدي الانخراط في ما ترشحه الظرفية والإعلام لاستقطاب جُماع الاهتمام إلى استحواذ موضوعه على طبيعة الأسئلة بشكل حصري. فالأسئلة المتعلقة بموضوع كموضوع واقع الدراسات الأدبية في شعب العربية، التي هي أسئلة قائمة في العمق، ومزمنة وسابقة على كل التيمات التي رشحتها الظرفيات تباعا، هي أسئلة لا ترتفع بمجرد التقادم. وإذا ما اعتـُـبر مجرد ما ينفق بالملموس عمليا على تلك الدراسات في الجامعة، في علاقة ذلك الإنفاق بما تفتحه نوعية التكوينات من فرص الانخراط في الوظائف الجديدة للمجتمع، ومن مساهمة الإنتاج الأدبي المرتقب نظريا في مراكمة قيم مضافة في الترويج الاقتصادي والاجتماعي في سوق الخدمات الفكرية والفنية (تثقيف عام، مسرح، سينيما، تنشييط)، فإن ذلك كاف لجعل تلك الأسئلة داخلة في صميم الأسئلة العامة: أسئلة العليم والتكوين والتأهيل، هذه الأسئلة التي جرت العادة بأن يتم تعويم تقديم برامج بشأنها في خضم الشعارات العامة للحراك والعراك وتاكتيكات إعادة ترتيب الصفوف من أجل القيام بماذا؟ متى؟ وأين؟ وكيف؟

ولكن في الحقيقة، لكي تكون هناك برامج في هذا الباب، يتعين أولا أن تنطلق أسئلة المراجعة من الميدان وعلى لسان الممارسين فيه. وقبل الشروع في صياغة بعض هذه الأسئلة في الحلقات القادمة، وفي إطار الشق المتعلق بكسر رتابة اللحن من الغايات المتوخاة من هذه السلسلة، يكون من المناسب، كختام لهذه الحلقة الأولى، تهيئة الأذهان بتلخيص لأولى قصيدتين ذاتي طابع ملحمي، سنعود إليهما في الحلقة أو الحلقات المقبلة. هاتان القصيدتان المطولتان هما القصيدة الأمازيغية "يفرخان ن-ايت وماركًـ" ('فتيان أهل الهوي') للرايس محمد بن يحيى و-تزناخت (300 بيت) والقصيدة الزجلية "ملعبة الكفيف الزرهوني" (479 بيتا) التي حققها وأعاد تحيقيها الأستاذ محمد بنشريفة.

 

تلخيص لرومانسية "يفرخان ن-ايت ومارك"

 

على الرغم من أن محتواها رومانسي النفس، فإن القصيدة ذات طبيعة سردية من الصنف الملحمي الموضوعي. وتروي قصة ابنين لأحد العلماء الأعيان، من المتمكنين في علوم الآلة والغاية في إطار الثقافة الإسلامية التقليدية، ومن أولي الألباب وذوي الجاه والمال والأحساب في المجتمع المغربي التقليدي. رزق المالَ والبنينَ، والخيل المطهمة، وورث والكتب المسفرة،(1) وسائر أوجه زينة الدنيا في إطار تصور تلك الثقافة. انتقل إلى دار البقاء، فخلف وراءه فـتــيـيـن يتوهجان جمالا، ويتوقدان فطنة في ميدان العلم والتحصيل. لم يمض على انصرام أجل والدهما زمن طويل حتى أتى كرمـُهما الحاتمي وولعـُهما بطيب العيش، وعشقُـهما للحياة والهوى والطرب، على كل ما كان قد خلفه لهما والدهما من متاع الدنيا. قررا، إذن، أن يغادرا المكان بعد أن لم يعودا قادرين على مواجهة الناس بما ألف الناسُ في بيتهما الذي كان عامرا؛ وهي في نفس الوقت مناسبة للرحلة قصد استكمال التحصيل. انتهى بهم الأمر إلى بلاد بعيدة حيث استقرا من جديد في مدرسة للعلم كان قد أسسها "أحد ملوك الإسلام"، حسب تعبير القصيدة، إلى جوار قصره؛ وكان يشرف بنفسه عن قرب على العناية بتدبير شأنها، ويحضر مجالسها العلمية. فنبغ فيها الفتيان، وحازا احترام العلماء والملك والحاشية. وكانا إلى جانب ذلك يجيدان الغناء والعزف على آلة الرباب. (2)  ولقد حصل مع الأيام أن جمع العشق ما بين أصغرهما والأميرة، ابنة الملك، على إثر نظرة من بعيد في جنبات منازه القصر ذاتَ أصيلٍ، فتطور الأمر إلى سلسلة من حلقات الوصل عبر مشاركة الشابين الطالبين سرا في إحياء ليالى أنس الأميرات بفضل مهارتهما في الغناء والعزف على آلة الرباب السحرية. وقد برعت القصيدة في تصوير تلك المجالس حيث يتحاور الجمال الأميري، وموسيقى  الهوى والشباب بلغة رومانسية في رياض القصر. حصل بعد ذلك أن خطبَ ملك آخر يد الأميرة لابنه، فشكـّل ذلك عقدة القصة. اضطرت الأميرة بعد ذلك إلى تنظيم عملية فرار مع عشيقها في نفس يوم زفافها، وفي في خضم فخامة الاحتفالات والاستعراضات الاريستوقراطية الفخمة التي برعت القصيدة من جديد في تصوير أجوائها تصويرا حيا. وترتب عن ذلك الفرار سوء تفاهم ما بين الملكين، ناتج عن عدم تمام التواصل فيما بينهما، وعدم معرفة أي منهما بتفاصيل ما وقع. فقامت حرب بين المملكتين وصفت القصيدة كل الاستشارات الوزارية والمفاوضات الديبلوماسية التي سبقت التحام جمعيها، ثم وصفت ساحة معركتها وصفا ملحميا، ثم انتهت الملحمة بنهاية سعيدة بانجلاء الحقيقة وإيقاف الحرب.

ولقد تمت دراسة عروضية مفصلة لهذه الملحمة مؤخرا (Dell and Elmedlaoui 2010) مدعومة بتنويط صولفيجي لجملتي الأداء اللحني للازمتها، وبترجمة جزئية إلى الإنجليزية. أما الترجمة الفرنسية الكاملة فهي متوفرة للقصيدة برمتها، ولكنها لم تنشر بعد. وهذا مطلع القصيدة الذي يمثل في نفس الوقت لازمة فقراتها الغنائية

الاطيف، يالاطيف، الاطيف ا-لموحيبـّت

اسافو  ن-جاهنام  ا-تسـّـرغا  لموحيـبّـت

 ومعناه

نسأل اللطف، نسأل اللطف، إنــــــه الهــــوى

إنه لشواظ من جهنم، ذلك الذي يسعّره الهوي

--------------------

هوامش:

(1)  كما يتبين ذلك بجلاء في مقدمة الملحمة، يعتبر العلم وعدد الكتب في التقاليد الأمازييغية السوسية من مؤشرات تقدير ثروة الأشخاص والجماعات، كما يتضح ذلك صراحة في الإحصاءات السوسيو-اقتصادية والإثنوغرافية التي يتضمنها كتاب "أخبار سيدئ ابراهيم الماسي" (تحقيق: عمر أفا  2004) .

 

(2)  لا يقوم هناك، في غالب الأحيان، أي تناف بين عالم الفقهاء وعالم الغناء في تقاليد أغلب فقهاء سوس مع استثناءات أمثال الهوزالي صاحب الحوض. ولعل ما أورده المرحوم الرايس محمد الدمسيري في إحدى قصائده من أن الفقيه الشهير المرحوم سيدي الحاج الحبيب، شيخ مدرسة وخزانة تانالت بالأطلس الصغير قد أقره بل  وشجعه في احترافه الغناء، لمن الأمثلة الصريحة على عدم وجود ذلك التنافي ذلك. أضف إلى ذلك حالة أخرى هي الحالة الحية للفقيه الشاعر، سّي بورحيم، الذي يزاوج اليوم في ناحية "تاكَـموت" بالأطلس الصغير ما بين وظيفة فقيه المسجد، والانخراط في نفس الوقت كممارس متميز في سهرات رقصة "أحواش".  وعلى كل حال، فإن التفقه في الدين والنبوغ في الشعر والمشاركة في ساحات أحواش لارتجال الشعر والتغني به قد اجتمعت كلها بقوة في شخص الشاعر الحكيم سيدي حمو الطالب الملقب بــ "باب ن-وماركَـ"، أي "صاحب الشعر المغنـَّى"، الذي عاش ما بين القرنين 16 و18 الميلاديين على خلاف في ذلك (أنظر أمـرير 1987) والذي يعتبر أبا الشعر الأمازيغي.

 

---------------------

البقية عبر الرابط الآتي

https://orbinah.blog4ever.com/blog/lire-article-162080-3086568-_en_arabe__2_de_l_etat_des_etudes_litteraires_aux_.html

 

 

 



17/10/2011
0 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 347 autres membres