(EN ARABE) 5-Que signifie le drapeau amazigh?
Si la graphie arabe ne s'affiche pas correctement, aller dans la barre de menu en haut de la page, cliquer sur le bouton AFFICHAGE puis sur CODAGE, puis sur (PLUS, puis sur ARABE(Windows)
الوعي بمفهوم الدولة الوطنية
6- من سمات خطاب ممانعة الدولة المركزية
القسم الأول عبر الرابط الآتي
ربط وتذكيــــر
في سياق سلسلة الحلقات السابقة التي انطلقت من الحديث عن دلالات "العلم الأمازيغي"، تمت الإشارة في الحلقة الأخيرة إلى أن إخفاق جهاز الدولة في توفير شروط قيام الدولة الوطنية الحديثة، التي تُحِـل نظاما سوسيو-اقتصاديا مفتوحا وتبادليا محل أنماط سوسيو-اقتصادية اكتفائية مغلقة، ألا وهي (أ) شرط توفير معيرة لوسائل التفاهم والتواصل والتبادل عبر مجال الدولة الذي يتعدى المجالات المنغلقة على اكتفائيتها، بما في ذلك معيرة حقل وسائل التواصل اللغوي اللازم للتكوين المدني الجديد وللانخراط السلس في الفضاء الأوسع، (ب) وشرط التكافؤ في توزيع وتبادل الخيرات والعمل والخدمات، (ج) وشرط إنتاج وتوفير منظومة ممعيرة جديدة من القيم الثقافية الجديدة الملائمة والمبررة لمختلف التنازلات التي تتم على مستوى تناقضات مصالح أطراف المجتمع القديم في انتقاله إلى الإطار الحديث، والمضفية في الأذهان الفردية والجماعية للمشروعية ولطابع الصلاح العام المعمَّم على مختلف تجليات النظام السيو-اقتصادي الحديث الذي ترعاه الدولة، هو إخفاق يؤدي حتما، كرد فعل على احتكار السلطة دون توفير تلك الشروط، إلى تشكّل، ثم بروز، ثم تنامي، ثم استفحال آلية ما يطلق عليه الخبير في الأنثروبولوجيا السياسية، إرنيست جيلنر "الإثنوية الممانعة للوطنية" (Ethnicisme antinationaliste) التي يتراوح التعبير عن ممانعتها في تأرجح تكاملي ما بين النزوع الوقائي المحلي والوهم العبر-وطني على شكل أمميات طوباوية. ويحصل هذا باطراد حينما يقترن الإقصاء السوسيو-اقتصادي مع الإقصاء الثقاافي ويتطابقان مجاليا بشكل مهم.
من سمات خطاب ممانعة الدولة المركزية
وبالرغم من المظهر المجدد لبعض المفاهيم التي تفيض جانبيا وسطحيا عن مختلف استراتيجيات توظيف الخطاب كآلية من آليات الممانعة، فإن تلك الآليات، في عمق وجوهر وظيفتها، تعبير بطرق مختلفة عن أوجه مختلفة من أوجه المحافظة التاريخية، باعتبار أن إنجاز إقامة الدولة الوطنية الحديثة وفق الشروط اللازمة المشار إلى بعضها أعلاه إنجاز تاريخي مهمّ. وبالرغم من صلابة قوة المحافظة ومقاومة التغيير كمنطق عام، فإن مختلف قوى هذه الآلية، باعتبار أنها إنما تمثل تحالفا موضوعيا ظرفيا لأطياف التضامنات الداخلية (solidarités internes) العتيقة للمجتمع القديم (مجتمع مجالات الأنماط الزراعية/الرعوية) المتناقضةِ مصالحُها الخاصة تاريخيا مع مصلحة جهاز الدولة المركزية كيفما جوهره السياسي، وباعتبار تلك الآلية في جوهرها مجرد ردود فعل رافضية، أقول: فإن مختلف تلك القوى تبقى قوى تفتقر، بحكم ذلك طابعها ذاك، إلى تجانس عضوي فيما بينها، ولا تتوفر تبعا لذلك على أي تماسك عضوي وفكري يؤهلها كقوة اجتماعية وفكرية لطرح بدائل أكثر تماسكا وعقالنية وترشيدا من النموذج الدولتي الذي تقاومه والذي يشكل قيامُه نقيضها الأساسي المرحلي، المعلق في مرحليته لتناقضاتها البنيوية الداخلية.
ويتجلى هذا الافتقار إلى العقلانية في أعراض وسمات فكرية وثقافية كثيرة تطبع خطاب الممانعة لدى طليعة القوى الممانعة للدولة المركزية كيفما كان نوعها؛ أهم تلك الأعراض هوس رمزيات وشارات التميّـز (obsession de symbolisme distinctif) في مواجهة رموز النظام الاختزالي للدولة المركزية الأحادية الأبعاد (وحدة العشيرة، وحدة الحزب، وحدة الزعيم، وحدة اللغة، وحدة الدين، وحدة المذهب، الخ.). ومن تلك السمات، مما يتفرع عن هوس الرمزيات والإشاريات المميزة، أمثـَـلـَـة مضامين العوائد والأعراف (idéalisation de coutumes)، وفـلـَـكرَة التراث الفني (folklorisation du patrimoine) بسبب تأرجحات انفصام وعي شقيّ تتجاذبه قيم العتاقة وقيم الحداثة. ومن تلك السمات أيضا أسطرة التاريخ (mythification de l'histoire)، وتقديس قيم العفوية والتلقائية "الجماهيرية" تفكيرا وعملا، وغياب "الفرد المدني العقلاني" في جدلية الوعي والممارسة، والعجز عن استيعاب مقاصدية جوهر المؤسسات استيعابا يفصل ذلك الجوهر عن الحيثيات الحدثانية الظرفية للمؤسسة من المؤسسات في حد ذاتها - وعلى رأس تلك المؤسسات مؤسسة الدولة الوطنية الحديثة كمقصد أعلى.
كل هذه السمات تجعل في النهاية من أي إفضاء نهائي محتمل لتلك الآلية الرافضية عبارة عن استنساخ مضاد محتمل، عنصرا عنصرا على محور التماثل، لنفس الخطاطة الاختزالية الإقصائية للجهاز الدولتي الذي يخفق في توفير الشروط التعاقدية المشار إليها واللازمة لقيام الدولة الوطنية الحديثة، والذي تناهضه تلك القوى بمقتضى تعارض طبيعتيهما؛ وقد تنال منه أو تأتي عليه نهائيا بقدر تجذر إخفاقه ذاك وانسداد إمكانيات إغناء موارد شرعيته (الدولة القذافية آخر مثلا).
ولتأرجحات انفصام الوعي ما بين قيم العتاقة وقيم الحداثة، المميز لآلية الممانعة في مثل هذه الأحوال من تعثر إنجاز قيام الدولة الوطنية الحديثة أوجهٌ يمكن رصدها على مستوى تحليل خطاب الرفض والممانعة نفسه. مضامينُ الخطاب وشعاراته في حالة الانفصام هذه، تكون مضامين وشعارات تلفيقية، ولا تشكل منظومة فكرية موجبة ومتماسكة؛ وذلك بسبب كون آلية الرفض والممانعة آلية رد فعل سلبي لا آلية فعل تأسيسي موجب. وبذلك يتم تبني قيم شتى وتوظيف شعارات شتى حسب الظرفية والمقام، باعتبار أن الغاية من الخطاب هي بالأساس تأكيد وتبرير وجود تلك القوى كقوى، وليس تأسيس وتقديم نموذج بديل أكثر عقلانية من نموذج جهاز النظام الاختزالي المركزي، في أفق توفير شروط الدولة الوطنية التعاقدية الحديثة.
----------------
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres