OrBinah

(EN ARABE) 7-Du système de l'enseignement au Maroc

Si la graphie arabe ne s'affiche pas correctement, aller dans la barre de menu en haut de la page, cliquer sur le bouton AFFICHAGE puis sur CODAGE, puis sur (PLUS, puis sur ARABE(Windows)

8- الأركان القاعدية للتعليم الأساسي، ومواد التفتح:

قدمان لسلوك سبُل التوجّه والتوجيه

تناولت الحلقة السادسة من هذه السلسلة مسألة البرامج والمضامين في المنظومة التعليمية المغربية الحديثة، وما تميزت به تلك المنظومة من تغليب تدريجي للمادة النقلية وللمضامين الأيديولوجية ذات المفاهيم والتصورات المنفصمة عن الواقع السوسيو-اقتصادي والمؤسسي الجديد وطنيا وكونيا، تماما كما تميزت نفس تلك المنظومة، في استعمالها للأدوات اللغوية، بالانفصام كذلك عن واقع السوق السوسيو-لغوية الملموسة وطينا وعالميا. غير أن ذلك الانفصام يتجلى كذلك حتى في تصور خارطة وغلاف المعارف الذهنية والطبيعية والاجتماعية الأساسية على ضعفها النسبي أصلا، وكذا المهارات القاعدية التي يقتضيها إعداد الفرد لاختيار توجّهه من أجل الاندماج الوظيفي بالمعنى الواسع في المجتمع المغربي الحديث في علاقة هذا المجتمع بمحيطه الحديث بمختلف دوائره.

لقد كانت مجموعة من المعارف والمهارات اللازمة لأداء كثير من الوظائف الأساسية في المجتمع المغربي العتيق (فلاحة، تربية الماشية والدواجن، بناء، حياكة، خياطة، نجارة، حدادة، تجارة، الخ.) وظائف خارج تغطية أي نظام تكويني منهجي مؤسسي. فقد كانت تُـكتسب بمجرد تجربة المحيط المباشر. أما اليوم، فإن مختلف الحرف والمهن، القديمة منها والمستحدثة، الضرورية لسير آلية مجتمع يتطور نحو الحداثة، قد أصبحت تخضع لمواصفات ومقتضيات تتوحد باستمرار، مما جعل منها معارف تقتضي تكوينات منهجية مؤسسية (ما أصبح يسمى "التكوين المهني")، صيغ لكل منها اليوم معدوله التكويني الخاص.

والأدوات المعرفية الأساسية التي من شأن أي تكوين أساسي أن يُعدّ الفرد للانفتاح في المجتمع على مختلف الاحتمالات التوجيهية، بما فيها تحصيل معدول معين من تلك المعدولات المفتوحة مباشرة على سوق العمل، أو معدولات التعليم النظري الأكاديمي الطويل، إنما تتمثل في ما يلي:

(أ) تمكن الفرد من الأدوات اللغوية الملائمة حسب المحيط، وذلك بشكل بيداغوجي سليم لا يتنافى مع شروط تفتيح قدراته الذهينة وتوازناته العاطفية؛

(ب) اكتساب الفرد لمهارتي القراءة والكتابة كأدوات حديثة للاطلاع على المحيط والتواصل معه، ولضبط المعلومات وتنظيم الأفكار وتأثيث الذاكرة تأثيثا وظيفيا منظما؛

(ج) امتلاك الفرد لأسس الحساب (العمليات الأربع، السرعة والمسافة والزمن، ومبادئ الجبر) والهندسة (الأبعاد، والزوايا، والأشكال وحساب أبعادها) كوجه متقدم من الهيكلة الذهنية للواقع وضبط أبعاده ومقاديره في نسبيتي الزمان والمكان.

هذه الأركان المعرفية الثلاثة، التي تشكل اليوم عن صواب من حيث المبدإ على الأقل، وفي درجة من درجاتها، أركان ما يعرف بـ"التربية غير النظامية" هي الأركان التي يتعين أن تشكل صلب التعليم بصفة عامة كمّا وكيفا في المستوى الابتدائي النظامي نفسه، وإلى مستوى الباكالوريا؛ وتضاف إليها تدريجيا العلوم الطبيعية الأساسية (فيزياء، كيمياء، وحيويات النبات والحيوان، تربية صحية) والعلوم الاجتماعية الأساسية (جغرافيا، مناخ، اقتصاد، تجارة)، وذلك ابتداء من المستوى الإعدادي، تمهيدا للتوجيه نحو التكوين النظري الطويل أو نحو التكوين الميداني المهني، وذلك حسب العلاقة ما بين المؤهلات الفردية من جهة، وتقدير الحاجيات الجماعية في فترة من الفترات من جهة ثانية.

فزيادة على الوظائف السوسيو-اقتصادية التقليدية القديمة مما سبق ذكره آنفا ومما لم يعد بالإمكان الاعتماد في تكوين أطره على مجرد ارتجال "المراس والتجربة"، بل يستلزم تكوينات منهجية موصوفة لا بد لتمامها من توفر الأركان المعرفية الأساسية الثلاثة المذكورة، انبثقت أيضا مهن جديدة، استقلت في إطار التوزيع الاجتماعي للعمل، وتشكلت لها أسواق جديدة للاحتراف والعمل، ولا يمكن لمجتمع أن يلج باب الحداثة بالاعتماد في تكوين أطرها على مجرد التجريب "العصامي" الفردي. من ذلك مثلا الاحتراف في ميادين الصحافة المكتوبة، والطباعة والنشر، والإذاعة المسموعة والمرئية، والسينما، والمسرح، والموسيقى، والفنون التشكيلية، والرياضة، والطهي، الخ؛ ولكن كذلك التدبير السوسيو-اقتصادي المنزلي، ومهنة العناية بالصغار والمسنين، الخ.

هذا الأمر الأخير يطرح وجها آخر من أوجه فقر مضامين برامج التربية الأساسية وانفصامها بالقياس إلى الواقع. يتعلق الأمر بباب مواد التفتح، التي لها مزيتان متكاملتان: فهي تعمل من جهة على تبهيج فضاء المدرسة، وتعمل من جهة أخرى على اكتشاف وتنمية المواهب (موسيقى، رسم، مسرح، رياضة، تدبير منزلي، الخ.) من جهة ثانية. بل إنه قد حصل انحسار رقعة وأهمية حتى ما كان من تلك المواد موجودا إلى حد ما في العقود الماضية في البرامج، كما حصل لمادتي الموسيقى والرسم مثلا، وذلك لصالح مواد الشحن الأيديولوجي الهوياتي الوحيد البعد ("تاريخٌ" أسطوري محنّط، "أدبٌ" أحفوري محنّط، "لغةٌ" أحفورية محنّطة، "تربية وطنية" حماسية تهييجية، "تربية دينية" أو "أخلاقية" خطابية وتأثيمية، الخ).

وهكذا، فإذا كان المرحوم بركاش، على سبيل المثال بما يبدو كأنه نكتة، قد فتح في التسعينات سوقا جديدة في فضاء المجتمع المغربي، تعمل اليوم السيدة شوميشا وكثير من زميلاتها وزملائها على تنشيطها، بما تدره تلك السوق من أرباح الإشهار وما تشكله من ترويج للمواد، وتهذيب للذوق والعادات الغذائية، وما تحققه من إشعاع خارجي لثقافة الطهي المغربي، فلسنا ندري إلى أي حد قد ساهمت المدرسة المغربية مثلا، بشكل مباشر أو غير مباشر، على اكتشاف مثل تلك المواهب. ويقال نفس الشيء في سائر مجالات الإبداع والنبوغ

البقية عبر الرابط

https://orbinah.blog4ever.com/blog/lire-article-162080-9297933-_en_arabe__8_du_systeme_de_l_enseignement_au_maroc.html

.



04/05/2012
0 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 348 autres membres