OrBinah

(EN ARABE) 3-Du système de l'enseignement au Maroc-3

Si la graphie arabe ne s'affiche pas correctement, aller  dans  la barre de menu en haut de la page, cliquer sur le bouton AFFICHAGE puis sur CODAGE, puis sur (PLUS, puis sur ARABE(Windows)

منظومة التربية والتعليم، إلى أين؟

القسم الأول (1.) عبر الرابط الآتي

https://orbinah.blog4ever.com/blog/lire-article-162080-8860253-_en_arabe__1_du_systeme_de_l_enseignement_au_maroc.html

 

4. التضخم الزائف والفعالية

 

بينت الحلقة السابقة أن التضخم الزائف للموارد البشرية في قطاع التربية والتعليم خاصة من بين الظواهر والآليات التدبيرية التي تجعل هذا القطاع باهظ الكلفة بالقياس إلى مردوديته العامة. ويتمثل التضخم الزائف في جيش الموظفين "الأشباح" الذين ليس لهم حضور فيزيقي في الميدان من جهة، وجيش الموظفين "الطفيليين" من جهة ثانية.  وتتمثل هذه الفئة الثانية في كل المناصب التي تُحدث في القطاع لمجرد أن هناك من يطالب بها دون سابق طلب عرض في القطاع بناء على حاجيات موصوفة سلفا، أي كل توظيفات التهدئة الاجتماعية عن طريق الإدماج المباشر في الوظيفة العمومية، كما تتمثل أيضا في كافة المناصب، التي يقابلها شغور فعلي في الميدان، لكن لم يتلق أصحابها التكوينات اللازمة لشغلها، ولا يخضع الالتحاق بها لمساطر مبنية على الحكامة.

هذا الصنف الأخير، أي الموارد البشرية "الطفيلية" بالمفهوم الموصوف آنفا، لا ينحصر مفعوله السلبي على الكلفة المالية من حيث إنه يشكل وجها من أوجه الهدر المالي، مثله في ذلك مثل صنف الموظفين الأشباح. إن مفعوله السلبي العام يتعدى الجانب المالي ليطال الجانب التربوي كذلك، فينعكس مباشرة على مردودية القطاع، في تضافر مع عوامل أخرى مما سبقت الإشارة إليه في الحلقة السابقة.

فزيادة على نصيب المفعول التربوي السلبي لكل الأفواج والدفعات التي التحقت بمهنة التدريس الميداني في الابتدائي والثانوي والعالي من مجرد نافذة الإدماج المباشر انطلاقا من الشارع، في إطار سلسلة أطوار وحلقات سياسة التهدئة الاجتماعية (حاملو الشهادات)، ودون أدنى تأهيل مهني مناسب للقطاع، وهو مفعول لا يحتاج بيان أثره السلبي إلى إثبات، هناك كذلك وجه آخر أخفى من الوجه الأول. إنه المفعول التربوي السلبي للتضخم الطفيلي على مستوى مختلف الهياكل الإدارية والشبه إدارية لقطاع التربية والتعليم، خصوصا الهياكل المركزية والجهوية (وزارة، مديريات، نيابات، أكاديميات). فإذ للجانب الإداري والشبه إداري دور مهم في تدبير شأن المنظومة التربوية، إداريا وبيداغوجيا، فإن هذه الهياكل كما هي عليه الآن، وزيادة على انعدام التكافؤ في تزويدها بالأطر، باختلاف المؤسسات والجهات والأقسام والمديريات والنيابات والأكاديميات، وزيادة على تداخل اختصاصات تلك الهياكل وتكرارها وتنازعها أحيانا أفقيا أو عموديا ما بين الوزاراة والأكاديميات والنيابات، فإن كثير من تلك هياكل يشكل، فوق كل ذلك، جيوبا وأعشاشا ليس فقط للموظفين "الأشباح" كما تم توصيفهم، ولكن كذلك لموظفين من طبيعة طفيلية إما باعتبار المهام المبهمة التي يحسبون عليها، وإما باعتبار مدى أهليتهم الإدارية العامة، أو مدى معرفتهم بالشأن التربوي خاصة من حيث تكوينهم وطرق التحاقهم، أو مدى تجربتهم في ممارسة العملية التربوية في الميدان قبل الانتقال إلى الإدارة، أو باعتبار كل ذلك مجتمعا.

إن كثيرا من "الأقسام"، "اللجن"، و"الخلايا"، في هذا المستوى أو ذاك من مستويات الهياكل الإدارية للقطاع محشو بنصيب كبير من أمثال تلك العناصر المنقطعة والمنبتة عن الميدان باعتبار تكوينها وتجربتها، والتي تتعامل، بحكم ذلك الانقطاع، مع الفاعلين الميدانيين كمجرد أرقام، ومع الحقيقة الميدانية كمجرد جداول. مرجعيتها في التعامل مع الطرفين هي ركام من "المذكرات" الصادرة عن نفس المصالح، تتراوح ما بين الناسخ والمنسوخ؛ أما لغتها في التواصل، فهي لغة التعليمات، والتوجيهات، والإشعارات الهاتفية،.وحتى البريد الإليكتروني اليوم

النتيجة العامة على الصعيد التربوي لمفعول هذا الانقطاع والانبتات عن الحقيقة النوعية (نوعية القطاع) وعن الواقع الميداني (الممارسة) لهذه الفصيلة من الموظفين الذين يثقلون كاهل الإدارة، هي سجن الممارسين الميدانيين في سياج مركب من التعليمات والتوجيهات البيروقراطية والمذكرات المتوالية ما بين الناسخ والمنسوخ، سياج يسلب الممارس الميداني حريته المهنية، ويحول بينه وبين الإبداع المهني الميداني حتى في إطار المناهج التقليدية. وفي هذا الباب، يصبح حتى المرشد التربوي بعيدا عن مهامه في الإرشاد والمتابعة البيداغوجية، بناء على الكفاءة المعرفية والتجربة المهنية المفترضتين، وفي التقويم انطلاقا من واقع الميدان (الفصل وحالة مكوناته من مدرس وتلاميذ)، فيستحيل إلى نوع من رجال الدرك في الميدان ("مفتش")، شغله الشاغل هو السهر على تطبيق مذكرات بيروقراطية وتفحّص جماليات دفتر النصوص، يبني على أساسها تقويمه لغيره، وغالبا ما لا يفهم، هو بنفسه، مضامين تلك المذكرات بحكم لغتها الاستعجالية الفضفاضة المبنية غالبا على مجرد استبدال ألفاظ ذات جرس قديم بأخرى ذات جرس جديد في إيهام بتجديد للمفاهيم، كما تدل على ذلك نقاشات بعض المرشدين التربويين في ملتقياتهم، حيث قلما يتوفقون في التوصل إلى فهم مشترك لمضامين تلك المذكرات البيروقراطية الاستعجالية، فيضيعون في نقاشات لا تنتهي حول تعريفات بعض الألفاظ (نموذج "الأهداف"، نموذج "الكفايات"، نموذج "التعلـّمات"، نموذج "الإدماج").

ذلك المفهوم البيروقراطي لمهمة الإرشاد التربوي والمرافقة البيداغوجية يدفع بالبعض في تلك الأوساط إلى التحصّن الفئوي المهني في حلقات مهنية (corporatisme) تـُوهِم حيازةَ واحتكار سرّ الوصفة البيداغوجية السحرية التي تتحدث عنها هذه المذكرة الناسخة أو تلك النظرية التربوية المنقطعة عن سياقها السوسيو-تربوي. ويتطور ذلك التحصّن الفئوي في كثير من الأحيان إلى اتخاذ المرشد بطانة له في سافلة مجال عمله، والانخراط في بطانة أخرى لغيره في عالية ذلك المجال. صحيح أن هذا النوع من السلوك المهني الأخير يتعلق جانب منه بالأخلاق المدنية العامة، أي بمدى تطور "الضمير المهني" في المجتمع عامة. إلا أن لنوعية سياسة التدبير في قطاع معين دورا اساسيا في ترسيخ مثل ذلك السلوك. فكلما كان القطاع المعين بيروقراطيا، كلما تقوى ذلك السلوك وتوسع.

وفي نهاية كل ما تقدم، يكون فرقاء الممارسة الميدانية (معلم/متعلم) في سافلة المنظومة التربية، هم ضحايا تلك الفتنة التي يسببها جيش الموظفين الطفيليين بالمفهوم السابق وصفه في مختلف منازل عالية المنطومة، ممن لا يجدون من سند لتبرير الوجود المهني ولتحويل ذلك الوجود إلى مصدر للسلطة، سوى تكثيف وثيرة التعليمات والتوجيهات والمذكرات ومطبوعات الاستبيانات المعقدة التي تشغل بال ذوي الكفاءة والضمير المهني من المعلمين والمدرسين والأستاذة والمرشدين التربويين، وتنهك كاهلهم المهني، وتقتل لديهم مبادرة الإبداع، وتذهب بفعاليتهم وبمردودية مجهوداتهم.

البقية عبر الرابط الآتي:

https://orbinah.blog4ever.com/blog/lire-article-162080-9186636-_en_arabe__4_du_systeme_de_l_enseignement_au_maroc.html



28/03/2012
0 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 343 autres membres