(EN ARABE)-1 La capitale du Maroc au Moyen Orient? (à propos de la rupture avec l'Iran)
عاصمة المغرب الأقصى في جوف الشرق الأوسط؟
("شكوى إلى صاحب سفر " التتياك السياسي)
(مارس 2001)
محمد المدلاوي المنبهي
المقال العدليّ
هذه مقال شكوى مفتوحة موجهة، قصد النظر فيها، إلى الأستاذ "الدكتور" إدريس الخوري الذي كرّمه ذو الجلال والإكرام مع ذلك، ونزّه سرَّ أدبه وإبداعه عن الاستناد إلى مجرد زيف هذين اللقبين الدخيلين اللذين هما، لحسن الحظ، في طور الابتذال والتحييد من طرف فاعلي الشارع المغربي، على غرار ابتذال وتحييد ألقاب مفزعة قديمة في هذه الأرض مثل "سي"، "مولاي"، "الحاج"، "الشريف" التي أصبحت من حق كافة "يا أيها الناس"، والمنزه عن التورط في لعبة الشهادات الجامعية الغـاموسية التي تُصدر على حاملها، بأيمان مغلظة من السلطات الأكاديمية المحلفة، حـُـكما مؤبدا بـحيازة العلم اللدُني والأزلي المؤبد ولو رُدّ حاملها إلى أرذل العمر، وخرَف منه العقلُ، فلا يعلمُ من بعد أمية مقنـّعة شيئا. أنه مقال شكوى موجهة إلى هذا الكائن الخوري الذي وقاه الحافظ العلاّم من داء تكلس أستاذية المتأستذين ودكثورية والمتدكطرين. شكوى حررها لفائدة المدعي:
موضوع النازلة : شكاية ضد مجهول من طرف مواطن اختلط عليه البقر في العاصمة
المرجـــــــــــــع : سفركم المعروف بـ "التتياك" السياسي ؛ سلسلة "شراع" رقم 76:
موجز دعوى المدعي: "واش حنا هوما حنا يا ﮔــلبي ولاّ موحال؟"
مناسبة إعادة تحريك الدعوى: قطع المغرب لعلاقاته الديبلوماسية مع إيران بسبب "الحُكَـرة" (مارس 2009)
1. تفاصيل النازلة في صيغتها قبل إعادة تحريكها إثر قطع العلاقات المغربية-الإيرانية
يتعلق الأمر بمواطن من أهل الدواخل، أو ما يسمى عند بعض العجم من الناطقين بالإنكَـليشيـة بــ"الكونتريسايد" (Countryside). إنه مواطن يتوق كما هو شأن كثير من بني جلدته في المغرب الأقصى إلى أن يتمتع فعلا بإحساس المواطنة كاملا وملموسا، بما يتضمنه المفهوم من تكامل بين الحق والواجب، ومن سيادة أخلاق الإنسان بما هو انسان على الصيغة الزمنية للدستور، وسيادة صيغة الدستور على صيغة القانون، وسيادة صيغة القانون على صيغة المسطرة وعلى أسلوب التدبير، وبما يتضمنه مفهوم المواطنة من أسباب الإحساس بالإنتماء إلى كيان ذي سيادة، ورموز، ومعنويات.
سبق لهذا المواطن أن قرأ ذات يوم، أيها الخوري الخرافي المحترم، كلاما لأحدهم في السفر 64 من نفس السلسلة التي حبـّرتُم فيها سفركم الملقب بــ"التتياك"، والذي كان فيه للفضاءات الرمزية للعاصمة ولمشهدها البشري حيز معتبر. ويتعلق الكلام المذكور بالفضاءات الرمزية وببعض مظاهر مقومات الذاكرة الجماعية المدعمة للإحساس بالمواطنة، وذلك حين قال ذلك القائل في الصفحة 74 من سفره ما يلي:
"... ذلك أن معالم، وأزقة، وأبواب، ومقاهي، وساحات، وضفاف، وشواطئ، وقمم هذه الديار [يقصد "المغرب الأقصى"، أي "مراكش" نسبة إلى الموريين، التي منها تم تعميم Maruecos ثم Maroc] فضاءات مغمورة، وأن أسـامـيها ذوات أعمار صحفية، تتغير مع كل مجلس بلدي، أو شبه بلدي، أو غير-بلدي، أو لا-بلدي، أو ضد-بلدي، يُـعمَدُ في شأنها في كلَّ مرة إلى تغيير هذا العنصر أو ذاك من رصيد التراث الطوبونيمي والأونوماسطيقي للفضاءات المغربية، في إشاراتِ ولاءٍ واحتفالاتِ مناغاةٍ واسترضاءٍ لكل ما هو غير-بلدي من رموز حضارية او إثنية، أو أيديولوجية..." من مختلف الآفاق.
ولقد انتبه هذا المواطن، بعد مدة من قراءة ذلك الـمسلك، إلى أنه - هو نفسه - لا يقطن فقط في حـيّ يحمل اسما مباركا ميمونا في تلك "القَـرمدينة"، أي تلك المدينة-القرية، أوالمدينة-القرية، التي يسكن فيها والقريبة جدا من أبعد نقطة عن الحضَر، بل يسبح في حقيقة الأمر في محيط متكامل، فضاؤه الرمزي والذاكري من نوع خاص، يتداخل فيه عالم الواقع بالعالم التقديري الافتراضي الذي يلغي الزمان والمكان والجغرافيا والتاريخ بحكم الإحداثيات السينية والصادية الرمزية والذاكرية التي تحدّد طوبوغرافيا المجموعة السكنية التي تؤطر وجوده اليومي في هذا الحي الشاسع الأطراف الذي سمي "حيّ القدس". إنه حي سمي بذلك تيمـّنا باسم زهرة المدائن، المقدسة في ديانات ثلاث، والتي تحوي ثالث مقام تشدّ إليه الرحال بالنسبة لإحدى تلك الديانات، ألا وهو مقام المسجد الأقصى: إنه مجموعة سكنية تخترقها ثلاثة شوارع هي شارع الاقصى، شارع بيت لحم وشارع غزة، وهي شوارع تتخللها شبكة من الأزقة هي زنقة يافا، وزنقة بيت لحم، وزنقة رفح، وزنقة القطاع، وزنقة الخلوة، وزنقة الكوفية. ولقد تولد عن غرابة تلك المرجعيات بالنسبة لبعض لمراهقي الحي ممن لا تنقصهم النكتة المُراكشية، أي المغربية، أن حرف خاء "زنقة الخلوة" إلى قاف على اللوحة الصفيحية مما جعل بعض الورعين من سكان الزنقة ينزع اللوحة أياما بعد ذلك فبقيت الزنقة مجهولة الهوية. أما أهل زنقة القطاع (والمقصود عند الواضع: "قطاع غزة") فقد بقوا موضوع تنكت باعتبار جيرانهم منسوبين إلى القـْطـّـاع بمفهوم اللفظ في العربية المراكشية، أي "الشفار".
ونظرا لحداثة الحي، ولأن عملية إثبات لوحات أسامي الشوارع والأزقة تمّـت دفعة واحدة، علم هذا المواطن، الذي اكتشف بعد قراءته للمسلك المذكور بأنه مقدسي المـُــقام يتحرك في فلسطينَ محررةٍ حتى وإن لم يكن يعتنق كوفية المحفوظة بين كتبه، عَلم بأن إطلاق هذه الأسامي على إحداثيات فضاء مواطنته اليومية ومواطنة أبنائه لم يكن نتيجة لاتفاقية أبرمت بين طرفين أخوين، لكلّ منهما شخصيته الخاصة، ومقوماته التاريخية والرمزية الخاصة يبادل بفضلها في توازن مع الأطراف الشقيقة والصديقة، نصيبا غيرَ مخلّ من الرمزيات بنصيب آخر، وإنما هو، أي ذلك الإطلاق، نتيجةُ خبطة مزايدة مزاجية لثلة من الهواة من مدمني الشعارات سقطوا سهوا – على حد تعبير أحد الإخوة- على رأس الهيئات المحلية ذات يوم. لقد ولـّد لدى المقدسي هذا التعنيفُ المفرط للفضاء الرمزي للمواطنة نوعا من الإحساس بالحرج الغامض وغير المريح. إنه ذلك القبيل من الإحساس الذي تولِّـده عند الحـُـر كلُّ مزايدة في الشعارات تـُلبِس كلَّ صيحةِ حقٍّ لبوسا من لبوسات جُرأةِ الباطل، فتــُكمـِّم بذلك أفواه الأفئدة الحرة المحرَجة، لتستمر مؤامرةُ الصمت عبر الإبتزاز الرمزي، وعلى حساب الحقيقة التي تصبح متـّهـَمة إلى أن تثبت براءتها.
خمّ المقدسي وفكـّـر ، ثم أطرق وقدّر، ونظر وتدبّر، فعلل النفسَ المحرَجة، ودافع عن الحقيقة المتهـَمة، بأنْ افترض بأن حداثة الحي، وهامشية المدنية، ربما يرجحان كون الأمر لا يعدو أن يكون خبطة من خبطات مزاج مجالس بلدية، أو شبه بلدية، حديثة العهد بتدبير الشأن العام، وتهيئة الفضاء المباشر للمواطنة بعد تدشين لعبة "التناوب"، فأدى بها زادها الثقافي الستيـني- السبعيني المستورد، إلى تجذير عقدة الدونية والمازوخية في التربية والوجدان، وفي تمثيل الفضاء والتاريخ.
قال : لعل هذه الثقة المنعدمة مظهرٌ من مظاهر بداوة فضاءات الهامش، يُرجي زوالها عما قريب بفضل ما يـُنتظر من توازنات جهوية تخفف من هامشية الهامش، ومن هشاشة مقوماته المادية والمعنوية الرمزية، وذلك عن طريق تقريبه من إنجازات مادية ومعنوية يُعتقـَـد أن المركز قد حقـّقها على مستوى تلك المقومات.
قام مؤخرا بزيادة إلى العاصمة، في إطار تأديته بعضَ مهامه العادية. وعلى هامش ذلك بدا له أن يزور نقطة تهمـّه ويتوفر لها على عنوان مضبوط؛ إنها "زنقة كذا، رقم كذا، قرب محطة القطار المركزية، الرباط". انطلق يبحث عن زنقة "كذا" ما بين باب السفراء والبرلمان في جولة سياحية على القدمين.
انطلق من الفضاء المقابل لمدخل البرلمان على الرصيف الآخر لشارع محمد الخامس. هذه "زنقة دمشق" ، وتلك "زنقة تهامة"، الخ. هل معنى هذا أن التفويت الذي طال حيـَّه النائي قد عمّ البلاد، وأن العاصمة بدورها قد فوتت رصيد تراثها الطوبونيمى؟
عنـّتْ للـمقدسي بعد لأي من بعيد لوحةٌ غير واضحة تراءى له بحكم مرجعيته المغربية كما لو أنها تحمل اسم "زنقة طاطا". لكن ما لبـث بعد أن تقدم قليلا أن تـبيـّن حرف النـون بعد الطاء الأولى، فقـرأ "طانطان" بمقتضى نفس المرجعية في تداخلها مع قوانين الإدراك القرائي "الجشطلتي". لكن ... تبين له في النهاية بعد تمام الاقتراب بأن مرجعيته المغربية إنما تعرقل استعداداته القرائية، إذ الأمر يتعلق في حقيقة بــ"زنقة طانطا". حينها اكتشف لأول مرة بأن معلوماته في الجغرافيا ليست بالمكانة التي كان يعتقد بما أنه لم يجد في ذاكرته مرجعا لهذا اللفظ في حظيرة الأماكن العالمية المشهورة، وهو الذي كان مع ذلك مولعا برسم خريطة العالم مع رسم الحدود السياسية وإثبات العواصم مند أن كان تلميذا في قسم الشهادة الابتدائية. أم أن الأمر يتعلق ببلدة الطانطاوي المغمورة ببلاد النيل؟ فأين بلدة المنفلوطي إذن؟
انتقل إلى الرقعة الطوبوغرافية الموجودة إلى الجنوب من محطة القطار، باحثا عن زنقته الضالة، "زنقة كذا" فاستمر يكتشف : هذه "زنقة كربلاء"، ثم "زنقة الينبوع" المقابلة لباب السفراء، ولعلها محمولة على "ينبوع النخل" في صحراء الجزيرة العربية؛ ثم هذه "زنقة صنعاء" ، ثم زنقة "بيت لحم"...إلخ.
لم يستطع العثور على زنقـته الضالة في هذه الرقعة من رقع هذا الـفضاء المحسوب جغرافيا على عاصمة المغرب. تقدم نحو أحدهم وكان جالسا على صندوق للخضروات بجوار أحد العماد على الرصيف وهو يلتهم شطيرة ساندويتشه السرديلي في شره وبسرعة، فسأله؛ إلا أن هذا الأخير لا يعرف بالضبط أسماء هذه الأزقة، التي تمثل مع ذلك محيطه اليومي الذي يعرف ربما كل تفاصيل أرصفته وجدارنه وشخوصه وحفره ونتوءاته. كل ما كان يعرفه هو ما عبر عنه بقوله: "كـلّ هاد التيــرّا راها ديال الخليج؛ وهادا سميّـتو شارع مولاي يوسف"؛ ثم عاد إلى شطيرة الساندويتش يعالجها بنفس الجدية ونفس السرعة. لقد اختلط عليه بقـَرُ هذه "التيــرّا" بكثافة رموزها التي اختزلها تصوره في "الظاهرة الخليجية" التي أصبح لها أكثر من دلالة وظلال عند عامة المغاربة!
واصل المقدسي انحداره مع الرصيف باحثا عن"زنقة كذا" ما بين فضائي القصر الملكي ومجلس نواب الأمة. لم يعد يعنيه في الحقيقة أن يقف على العنوان المبحوث عنه أصلا؛ لقد أصبح فضوله منصبا على استقصاء المعالم الرمزية لفضاء محسوب على جغرافيا قلب عاصمة المملكة. تقدم منحدرا مع "زنقة صنعاء" فاستمرت خارطة الشرق الأوسط تنبسط أمامه كمن استقل بساط الريح: زنقة اليمامة ثم زنقة الكوفة، الخ. عبر نحو الضفة الأخرى للسكة الحديدية، فإذا بزنقة زحلة ، زنقة القدس ، زنقة الطائف ، زنقة عدن، زنقة حمص، زنقة بيروت، زنقة حلب، زنقة القاهرة ... ثم ... زنقة طانطا، أي مكان الإنطلاق على الرصيف الشرقي لشارع محمد الخامس. لقد أكتملت حلقة طواف الفضول حول الفضاء الرمزي المحيط بمؤسستين من مؤسسات السيادة ، أي مجلس نواب الأمة والإدارة العامة للأمن الوطني في عاصمة المملكة.
الخطاطة البيانية الرمزية التي أنطبعت في ذهن المقدسي، وهو يختم هذا الطواف الفضولي في فضاء قلب العاصمة، هي أنه في الوقت الذي اضطر فيه يعقوب المنصور، والمهدي بن تومرت، إلى الانسحاب إلى ما وراء الأسوار في فضاء الذاكرة الحـيـة، كما انزوى ابن تاشفين في خلوته المتقشفة على هامش معالم مراكش الحمراء بعيدا عن جوقة المتاجرين في نكبة المعتمد بن عباد بجوار قبره ذات سنة، فإن العــملة الرمزية للأُخوّة المشرقية، أو ما سماه صاحب الساندويتش "التيرا ديال الخليج" قد حاقت بـكثبانها بمؤسسة مجلس النواب، وأغرقت شارع محمد الخامس في رمال فضاءاتها الرمزية التي رفعتْ برصةُ المغرب مؤشراتـِـها.
لقد أصبح هذا الإغراق الرمزي المنذر هوسا قويا عند المقدسي الذي يتذكر ما كان قد قرأه في الصفحة 54 من السفر 64/1999 من سلسلة "شراع" المغربية، حيث تحدث الكاتب المجدوب هناك قائلا في موضوع حملة الطمس والإغراق الرمزي مايلي:
"وآخر فصل في هذا الباب، ما كاله ضيوف ملتقى مراكش حول المعتمد بن عباد (دسمبر 1995) لسلفِ مـُـكْرم ضيافتهم الدسمة، المنسي في قبره بالقرب منهم، والبئيس في مصير تاريخه وذكراه بسبب مزايداتهم وتخاذلِ خلـَـفـِـه، من فنون الشتم والتوبيخ، ودروس "الرصافة والجسر" في الرقة تهذيب الطباع. والحق أن الضيوف المكــْرمين ما كانوا ليجرؤوا على ذلك لو أن مكرمي ضيافتَهم كانوا قد عملوا أولا على طرد مظاهر البؤس عن ضريح يوسف بن تاشفين، وكرّموا من خلاله تاريخ المغرب بتوفير محيط يبعث على الاحترام، ويليق بحجم الشخصية، لكي لا يتعدى النسيان والبؤس غدا إلى أضرحة رموز أخرى نتيجة لحرصها على شخصية المغرب مستقلا عن الشرق وعن الغرب إذا ما حصل أن تسود أيديولوجية العولمة أو تعود شعارات الوحدات الديماغوجية...". لم يفعلوا ذلك في حقه وهو الذي أسس أول "أكـدال"، هذه المؤسسة الأمازيغية التي تعني في الأصل "الحِمَى" والتي انتقلت بعد ذلك إلى بقية المدن السلطانية بالمغرب الأقصى (مراكش، الرباط، مكناس، فاس) حيث أصبحت مقترنة بالحمى السلطاني.
في هذا الزمن الذي تميز إعلاميا بإثارة ملفات المال العام، وبتسليط الأضواء على تلك الملفات ولو لمدة وظيفيةٍ معينة، يحق للمرء ـ كما يرى ذلك المقدسى، صاحب الكوفية المخفية ـ أن يتساءل عن ملف هذا الفضاء الرمزي العام لقلب العاصمة: أيتعلق فيه الأمر بتفويت، أم بتهريب، أم بتصدير لخيراته بالجملة، مقابل استيراد فضاءات الأخوّة بالجملة كذلك، وربما "بالـﮕـُـرجة"، كما يقول المغاربة؟ إذا كان الأمر أمرَ تصدير واستيراد، فهل حرص المسؤولون المعنيون على توازنات "ميزان الأداءات" على مستوى أداءات العملة الرمزية مع بلدان الأخوّة؟ هل نجد هناك عاصمة من عواصم الأخوّة تـُغرِق مؤسسةً من مؤسسات السيادة الوطنية فيها أو رمزا من رموز شخصيتها بأزقة تحمل أسماء ، من قبيل " زنقة أصيلا"، "زنقة تادلة"، "زنقة ماسة"، "زنقة أزرو"، "زنقة الحوز"، "زنقة الساقية الحمراء" (على غرار زنقة تهامة)، أو "زنقة الجلابية" أو "زنقة الرزّة" (على غرار "زنقة الكوفية")؟
فالعلاقات الدولية مصالح ـ كما ذكّر بذلك الصحفي "نور الدين مفتاح" في افتتاحية صحيفته (الصحفية الأسبوعية، ع 10) الذي أضاف بأن لا مصالح بدون كرامة، وذلك في إشادة منه بصرخة جريدة العلم المدوية الأخيرة بخصوص موقف إسبانيا من الكيان المغربي، ذلك الموقف الذي كان من بين مقايضاته المصلحية إبرامُ 250 اتفاقية توأمة بين قرى إسبانية من جهة، و أحياء مخيمات البوريزاريو في تيندوف من جهة ثانية. فهل يندرج تفويت الفضاء الرمزي لقلب العاصمة ـ وليس لمجرد قرى نائية ـ في إطار مثل هذه المعاملات المصلحية المتكافئة التي تنادي افتتاحية "مفتاح" باعتمادها في التعامل مع اسبانيا؟ علما بأن الكثير منا يعرف مواقف بعض أطراف الأخوّة من نفس القضية التي نؤاخذ اليوم عليها إسبانيا، وذلك في أحرج لحظاتها حيث شرعوا الأبواب الديبلوماسية والمادية أمام كيان البوليزاريو؟
إذا لم يكن الأمر كذلك، واتضح أن ملف الفضاء الرمزي لقلب العاصمة مجرد نموذج آخر من نماذج التفويت والتهريب، فما عسى أن يدل عليه ذلك بالنسبة لحال وعي وذمم أولئك الذين أعدوا يوما مقترحات لوائح أسماء فضاءات بلاد الأخوّة وأخذوا يقتطعون لكل اسم منها إقطاعيات في فضاءات المدن والقرى المغربية؟ أم أن "الــﮕــومهور عايز كيدا"، كما ادعى أحد المهرجين المغاربة في سهرة القناة الثانية ليوم 17/ 3 0/ 2001 معللا بذلك تمشدقه المتهافت السخيف باللهجة القاهرية؟.
البقية عبر هذا الرابط:
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres