(In Moroccan Arabic). Remembering the Hopkins (Amherst 1991)
مْعا الثونائي Hopkins فمدينة أمهارسْت (نيو-إنكًلاند 1991)
(مقتطف من النص-52 من "يوميّات موحمّاد"-2021)
(...) وديما في هاذ الإطار ديال الفضول والاستيطلاع، شاف موحمّاد واحد النهار اللافيتة ديال فيلم "المسيح" المشهور:( Jesus 1979) كا يتّعرض فالسينيما ديال الجاميعة، اللي كاينة فوسط الحي/"الكامبوس" بجوار المتجر الجاميعي (UMass Store) اللي يمكن للطلّاب يتقضّاو منّه كلّشي: من الأدوات المكتابيّة حتّى للكسوة العادية والرياضية والتأثيث المنزيلي (فوطويات زرابي مطباخيات، إليكترونيك ...). سجّل موحمّاذ توارخ العرض، ورجع نهار آخر ودخل يتفرّج فالفيلم. ملّي باقي كا يستاواو الناس فبلايصهوم في انتيظار بداية عرض الفيلم، بانت ليه واحد السيدة كبيرة شوية فالعمر كا تدور بين صفوف المقاعد؛ ومرّة-مرة كا تحدر على شي واحد أو شي وحدة وتبدا تهضر معاه دقيقة أو زوج. شويّة ما حسّ بها حتّى جاته، هوّا بنفسه، من اللور وقالت ليه: "كًود داي؛ هاو ار-يُــو ... ؛ انا سميتي إيـــفــي؛ أنا كا نبغي نتّعرّف على الناس؛ وانا سعيدة نتّعرف عليك. منيني نتا؟..." (مدينة امهارست معمّرينها غير الطولّاب الأفاقين؛ وكا تخوى تقريبا فالصيف). زادت ذيك السيدة وقالت: "...غدّا السبت، الجماعة ديالنا غادي تنظّم واحد السويقة د-البالي فالساحة اللي حدا كنيسة "فيرست بابتيست تشورتش" اللي فراس شاريع "بليزنت ستريت". مادا بيك تجي، راه يمكن تصيب حوايج رخيصة غادية عجبـك".
الواقيع هوّا أن الساحة والكنيسة اللي هضرات عليهوم السيدة، مقابلين للبرطمة ديال محمّاد، ما بينها وبينهوم غير الطريق د-الشاريع المذكور، وكا يبانو مباشرة من السرجم الغربي دياله! تفرّج موحمّاد لأول مرة في فيلم ناطق بالإنجليزية: فيلم "المسيح"؛ وكان الكلام واضح والصورة جميلة، وساعداته قرايته السابقة للأناجيل ومعرفته لقصّة الماسيح، على السمع/الإدراك الواضح للغة الإنجليزية. المرة الثانية اللي غادي يعاود يتفرج فهاذاك الفيلم د-"المسيح" نفسه، بعد شي عامين وغير عن طريق الصدفة، كانت في قرية "عين عّلا" اللي حدا مليلية، قرية اللي كان زارها وعرض عليه واحد من المعارف ديال نسيبه، وعمل واحد الفيديو ناطق بالريفية، هوّا نفس الفيلم بدوبلاج تاريفيت؛ وبدا موحمّاد كا يسمع سيدنا عيسى كا يهضر بـ"ثاقرعشت" ديال الريف بفصاحة عالية؛ حيث وقف ماثالاً على الميت فموعجيزة' "إحياء الموتى" وقال ليه: /كّـــر، اوليدي، كّــــر/ ("نوض، آ-ولدب، نوض")، وحيى ذاك الميّـت، سبحان الله !
فالغدّ-ليه من العرض ديال فيلم Jesus، غير فاق موحمّاد فالصباح، بانت ليه من السرجم ذيك الساحة اللي كانت البارح-ليه غير بحال شي باركينغ مربّع، عامرة وولّات بحال شي سويقة د-البالي. حضّر الفطور وفطر، ونزل يشري شي حاجة، ولّا غير يتنزّه نزاهة يوم الحدّ قبل ما يمشي يتقضّى مونة الأسبوع، ويدوز من بعد لواحد الغابة هادئة من جيهة السكنى دياله، فيها مقبرة رائعة بدون سياج والا باب، ويبدا يتأمل جمالية القبور ديال كوتال الرخام الكحل ويقرا شواهد القبور، كيما كا يعمل نهار الحدّ.
بالفيعل ملّي نزل من السكنى دياله، صاب سويقة الخردة عامرة بالتوحاف الجميلة والرخيصة (من دولار واحد حتى لعشرة فالغاليب). غير الموشكيل كان هوّا أنه كا يفكّر في مسالة الوزن فالطائرة. شرى حويجات خُفاف، من بينها واحد النسخة ما-شي أصلية لواحد اللوحة جميلة (كتوب قديمة، دواية وقلم وآلات موسيقية). قال يزوّل ليها الإطار ويبرمها قادوس ويعملها في أنبوب د-الكارطون القوي اللي كا يتباع فمتجر الجامعة، حتّى يرجع لمدينة وجدة ويصاوب ليها كادر آخر. تلاقاته ذيك السيدة "إيــــفـــي" اللي عرضات عليه فالسينيما. زادت طوّلت معاه الهضرة: واش هوّا أمريكي (أول سؤال كا يطرحه الماريكان، لأن المريكاني ما غاديش تعرفه غير بالسحنة والقسمات، والأمريكان ما كا يستقرّو-ش فنفس المدينة أكثر من بيضع سنين)؟ وسوّلاته اشنو كا يعمل؟ ... وقالت ليه ثاني: ((انا إيـــفي هوبكينس، أنا كا نشتاغل "إمامة" ديال الكنيسة ديالنا هاذي اللي حدانا. نهار الأحد كا يجيو ناس كثار، أمريكان ومن جميع الجنسيات والأعمار، ويعملو ليقاءت حديث وتعاروف فيما بيناتهوم، وييتغدّاو جماعة؛ ومن بعد، اللي بغى يحضر للقودّاس الأسبوعي معانا كا يحضر، ماسيحي كان أو غير ماسيحي. ...)). قال ليها مزيان؛ غادي نجي نشارككوم غدّا معا جوايه العشرة. وذاكشّي اللي كان.
تمّا تعرّف موحمّاد على الزوج ديال إيـفــي، "فالط هوبكينس"، واحد الراجل ظريف، متقاعد بعدما قضى مودّة في أفغانيستان كا موهنديس ماحطّات الطاقة الشمسية؛ أما هيّا، اللي أصلها من ألمانيا واللي مازال كاينة واليدتْها تمّا وعندها ديك الوقيتة شي 80 عام، فا هيّا كا تدرّس الموسيقى وكا تعزف على البيانو أثناء القدّاس ديال نهار الحدّ، وهيّا اللي انتاخبوها فالأخير كا "إمامة" ديال كنيسة "فيرست بابتيست تشرتش" فمدينة أمهارست اللي هيّا من الكنائس الماسيحية اللي كا تسمح باش تولّى المراة واظيفة القــسّ/prêtre.
تصاحب ذاك "الكوبّـل" (فالط و إيفي) معا موحمّاد، وصبحو كا يبغيوه بزّاف، وكا يعرضو عليه مرة-مرة لدارهوم فواحد الضيعة في فيلاج "Hadley البعيد عن أمهارست بواحد العشرين كلم، فين هوما عايشين غير بـ"البيو" ديال ضيعتهوم. كا يبداو يهضرو ليه على حفادهوم ويورّيوه الألبومات، ويتّناقشو معاه فشؤون الإيمان والحياة. ... تمّا كلا موحمّاد خضرة البروكولي اللي ما كان عمّره سمع بيها ولا شافها من قبل. لاحظت السيدة هوبكينس، من خيلال الحديث، أنّ موحمّاد قاري مزيان الكتوب الموقدّاسة، لأنه مرة-مرّة خيلال النيقاش، كان كا يستشهد - بحساب الموضوع - بالقرآن أو التوراة أو الإنجيل. وبان بلّي السيدة طامعة باش تهديه وتستقطبه لطريق الخالاص. قالت ليه واحد النهار: "قل لي يا "موهاميد"، اشنو هيّا الديانة ديالك؟" قال ليها
- انا مسلم بحال الأغلابية الساحيقة ديال المغاربة".
= وكيفاش كا تعرف مزيان الكيتاب الموقدّاس؟
- غير بالقراية، من نهار صبت فالجوطية فصيف 1973 (باقي طاليب فالكلية) واحد الإنجيل مزداوج اللوغة: صفحة بالعبرية وصفحة بالفرانسية، وانا ذيك الوقيتة عاد بديت كا نتّعلم العبرية وعندي معريفة لاباس بيها بالفرانسية. وزايدون فالخرجة الأولى ديالي لفرانسا فصيف 980، نزلت فالحي الجاميعي Les Gazelles ديال مدينة "إيكس اونبروفانس"، وتلاقاو بي فالمطعم واحد الجماعة د-الطلّاب كا ينتاميو لـمجموعة GBU Groupe Biblique Universitaire))، وعرضو عليا نبدا نشاركهوم فالإنشيطة الثقافية ديالهوم "فكلية اللاهوت" اللي غير قريبة، وانا هاذيك الوقيتة كنت مازال كا نتّمرّن فالفرانسية ديالي، وبديت كا نمشي نشاركهوم يوميا لمودّة 15 يوم. تمّا فاش ساعداتني واحد الطبيبة داخيلية موتادرّيبة بالوخز باليباري ديال الشينوا باش نقطع الكًارّو؛ وتمّا ربّيت هاذ اللحية اللي كا تشوفو.
واحد المرة، سوّلت إيــــــفي موحمّاد، قدّام راجلها، وقالت ليه: /تيل-مي، موهاميد؛ دو-يو بيـلّيف إين جيزيس؟/ (قول لي يا موحمّد، واش كا تامن بالمسيح؟"). قال ليها موحمّاد: طبعا، انا كا نصدّق بالماسيح. المسلمين كا يعتابروه نبي، وحنا كا نسمّيوه "سيدنا عيسى" ("Our Lord Jesus")، والقرآن كا يقول عن الميلاد دياله: "ومريم ابنة عمران التي حصّنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا"، وكا يقول على المسيح عيسى بن مريم: "وأيدناه بروح القدس". ترجم ليهوم ذاكشّي كلّه، وبداو غير كا يتّعجبو. تما سوّل موحمّاد السيدة هوبكينس وقال ليها: "ونتي، يا إيــفي، واش كا تامني بالنبي محمد؟ قالت ليه: انا، معا الأساف، ما قريتش على الإسلام.
-----------------------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 354 autres membres