OrBinah

(EN ARABE) Y a-t-il des cultures de nevrose collective? Quel rapport avec l'éducation et l'enseignement?

Si la graphie arabe ne s'affiche pas correctement, aller dans la barre de menu en haut de la page, cliquer sur le bouton AFFICHAGE, puis sur CODAGE, puis sur PLUS, puis sur ARABE(Windows).

 

من لغو الصيف قبل جد الشتاء:

خواطر حول ثقافة "الثـنـاطوس"

وعلاقتها بمضامين التربية والتعليم

بالرغم من كل الاختزالات التسطيحية التي تصيب الأطر النظرية الكبرى عندما يترامى عليها تهافت أهواء جمهور العامة بعد أن تكون قد صاغتها عقولُ الخاصة، فتفـقد تلك الأطر بسبب ذلك التهافت صواب نصيبها من الحقيقة القطاعية النسبية حتى في أذهان أجيال لاحقة من تلك الخاصة؛ بالرغم من كل ذلك، تُعتبر الأطر الفكرية لكل من "النشوء والتطور"، و"الجدلية التاريخية"، و"التحليل النفسي" أبرز الأطر النظرية التي ميزت الفكر الحديث. ومن بين المفاهيم الأساسية التي طورتها النظرية الأخيرة، أي التحليل النفسي، مفهوم "الدوافع" (pulsions) كمحرك أول لدينامية الحياة النفسية للفرد وما يتفرع عنها من سلوكات. وقد تم تصور تلك الدوافع على شكل قوة تضادية بين رزمتي شحنتين متضادتين هما رزمة دوافع الحياة (Eros) ورزمة ودوافع الفناء (Thanatos). وقد ربط التحليل النفسي مختلف تجليات الحياة النفسية والسلوكية للفرد، مع نفسه ومع محيطه، بنوعية الوصفات والآليات التي يتم بها إقامة درجة معينة من التوازن أو من التغليب بين عناصر تينك الشحنتين المتضادتين. فقد ربط ذلك بكل تجليات "العقد" والاضطرابات الذهنية والعصابية، وبالأحلام والإبداعات الفنية والأدبية والفكرية وجنون العبقرية، وبالانخراط والاندماج والمواظبة والإقدام والزعامة أو الخنوع والنكوص والانطواء أو "الهجرة" والنشاز الاجتماعيين، الخ. كما بين التحليل النفسي كيف تشكل مختلف المنظومات الثقافية على مستوى الخطاب والتمثل الجمعيـين أطـُـرا يعبر من خلالها الفرد تعبيرا مقـنّـعا، كتفريغ وتصعيد غير واع (sublimation inconsciente) عن مكبوتات تناقض دوافع الحياة ودوافع الفناء داخله حسب نوعية ودرجة حالته النفسية الخاصة ضمن طيف مختلف التجليات النفسية الممكنة. وفي هذا الإطار حلل سيكموند فرويد وظائف كثير من الظواهر والعلائق الانثروبو-ثقافية الجمعية (البنوة والأبوة والأسرة، المعتقدات الجمعية)، وميّز جاك لاكان (Jaques Lacan) بين الخطابات الأربعة، أي: خطاب المعلم (maître)، خطاب الهيستيري (hystérique)، خطاب المحلل (analyste) وخطاب الأكاديمي (universitaire). كما قرن التحليل النفسي آليات تصريف مختلف أوجه التفريغ والتصعيد لدى الفرد "غير المتزن" بمختلف أوجه الوساوس الخنّاس المستبدّ (obsession)، أي الإدمان على مخففات تمويهية، فكرية/خِـطابية (discours hystériques)، أو سلوكية/طقوسية (comportements rituels)، بل حتى تخديرية مادية، مثل الحشيش (الذي عُرفت به جماعة الحشاشين، ومن اسمها اشتقت كلمة assassins) أو القات (اليمن والصومال) أو الأفيون أو الكوكا (جماعات أمريكا اللاتينية)؛ حتى إن سيكموند فرويد، الذي عاش في الفترة التي بدأت فيها أوروبا تتعرف على المفعول النورو-فيزيولوجي لعشبة الكوكا (التي منها يصنع اليوم الكوكايين)، كان يستعمل تلك العشبة، في إطار تجاربه كطبيب، لمعالجة بعض أوجه الهيستيريا، وذلك من باب "داوِني بالتي كانت هي الداءُ" على حد تعبير الشاعر الشهواني أبي نواس،(1) وذلك كما هو الشأن في استخلاص أمصال وترياقات سموم الأفاعي من السم ذاته.

السؤال الذي يتبادر إلى ذهن غير المتخصص في علم النفس الاجتماعي هو ما إذا كانت هناك حالات ثقافية جمعية، محكومة بأبعاد تاريخية و/أو إثنو-ثقافية، أو بأي أبعاد أخرى ممكنة، تختلف باعتبارها الجماعاتُ، كما يختلف الأفراد، في ما يتعلق بدرجات التوازن أو التغليب بين عناصر شحنتي دوافع الحياة والموت. وبعبارة أخرى، ما هي دلالة اختلاف مقاصد الثقافات في باب قدسية الحياة أو تبجيل الموت من خلال السلوكات الجمعية التاريخية لتلك الجماعات ومن خلال ودواوين خطاباتها وأدبياتها؟ ففي هذا الباب وعلى سبيل المثال، قالت الشاعرة الخارجية، أمّ حكيم، زوج الشاعر الخارجي قطري بن الفجاءة، ما يلي مترجّـزة في طلب الاستشهاد:

أحمل رأسا قد سئمت حمله

وقد مللت دَهنه وغسله

ألا فتىً يحمل عني ثقله

أما الشاعر الخارجي الآخر، الطرمّاح بن حكيم، فقد قال ما يلي، على البحر الطويل، طالبا إما المال وإما الاستشهاد دونه، استشهادا رهيبا مفصّـل السيناريو:

وإِنِّي لَمُقْتَادٌ جَــــوَادِي، وقَاذِفٌ                 بِهِ وبِنَفْسي العَامَ إِحْـــدَى المَقَــــاذِفِ

لأكسِبَ مَالاً، أَوْ أَؤُولَ إلى غِنى ً               مِنَ اللَّهِ يَكْفِيـــــنِي عُدَاة الخَلاَئـــــِفِ

فياربِّ إنْ حانَتْ وفاتي فلاَ تكَنْ                على شرجعٍ يعلَى بخُضْــر المطارفِ

وَلَكِنْ أَحِنْ يَوْمِي شَهِيداً وَعُقْبـَة ً                يُصَابُونَ في فَجٍّ مِنَ الأرْضِ خَائِفِ

عَصَائِبُ مِنْ شَتَّى ، يُؤَلِّفُ بَيْنَهُمْ                هُــدَى اللهِ، نَــــزّالُونَ عِنْدَ المَوَاقِـــفِ

إِذَا فَارَقُوا دُنْيَاهُمُ فَــارَقُوا الأذَى                وصارُوا إلى موعودِ مَا في المصاحفِ

فأقتلَ قعصاً، ثمَّ يُرمَى بأعظـُمي               كَضِعْفِ الخَلَى بَيْنَ الرِّيَاحِ العَوَاصِفِ

ويُصْبِحَ قَبْرِي بَطْنَ نَسْرٍ مَقِيلُهُ                 بِجَوِّ السَّمَـــاءِ في نُسُــــورٍ عَوَائِــــف

هذان نموذجان مما حَـفّــظـَـنا إياه نظامُـنا التعليمي تحفيظا في جيلنا، ثم سُـئـلنا عنه وامتُـحنا في استعراضه في الاختبارات الجامعية في باب "دعّـمْ إجابتك بما تحفظه من شواهد شعرية" في إطار تكويننا وإعدادنا لتكوين الآخرين، وذلك باعتبار ذلك القبيل من الخطاب من أروع أوجه الإبداع الشعري في إطار مادة "الأدب الإسلامي" بكلية الآداب. وإذ حلـّـت اليوم ناقلات "البيكاب" والسيارات الرباعية الدفع محل صهوات جياد أمثال الطرمّاح بن حكيم ورَهطِه من مبجّـلي الموت والبحث عنه عن طريق زرعه حولهم، وذلك في نفس المحيط الطبيعي والجغرافي والبشري، وإن بقي فيه سيف "قطع الحلقوم والودَجين" متعايشا مع البندقية ومع متفجرات التينـتي (TNT) كأدوات متطورة لتفعيل تغليب دوافع الفناء على دوافع الحياة في نفس الإطار الثقافي التاريخي لتصعيد مكبوتات تناقض دوافع الوجود تصعيدا جمعيا جاهليا،(2) كما يتصور التحليل النفسي تلك الدوافع؛ إذ الأمر كذلك، فهذا الآن رابط نحو شريط قصير لنموذج لبعض "الأسئلة الاختبارية" لجيل اليوم:

http://www.youtube.com/watch?v=0CK3a9zrgTQ

 

ومن أوجه التفريغ السيكو-اجتماعي كذلك مايصوره الشريط الآتي في باب أوجه الإبداع:

https://www.facebook.com/photo.php?v=628230517192702&set=vb.100000172793398&type=2&theater

 

----------------------------------

(1) البيت الكامل لأبي نواس، في علاقة هذا النموذج بالحياة والموت من خلال تغليبه لدوافع الأولى (أوجه المتعة والاستهلاك) تغليبا أقصى ينقلب في النهاية إلى خدمة دوافع الفناء، هو قوله في الخمر:

              دعْ عنك لومي، فإن اللوم إغراءُ   *   وداوني بالتي كانت هي الداء

              صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها   *   لو مسّها حجرٌ مسّـتهُ ســرّاء

ثم قال في قصيدة أخرى صراحة في نفس اتجاه استعجال الفناء:

             وعيشُ الفتى في سكرة بعد سكرة  *   إذا طال هذا عنده قصُرَ الدهرُ

(2) حول هذا مفهوم التصعيد الجمعي الجاهلي، انظر سلسلة نصوص قصيرة عبر الرابط الآتي:

https://orbinah.blog4ever.com/blog/lire-article-162080-9537170-_en_arabe__1_innocence_des_musulman__un_choc_de_ci.html

 



28/08/2013
0 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 347 autres membres