OrBinah

(En arabe) Variables et constantes dans l'histoire des relations entre les empires persans et les Juifs

تساؤل حول الثابت والمتحول في العلاقات التاريخية بين الفرس وبني إسرائيل

 

 

إن كل محاولة لفهم مجريات مظاهر ظرفية من الظرفيات، تستوجب أخذ المسافة اللازمة من أجل إدراجها في دياكرونية الزمن التاريخي. ذلك ما يحاول النص الحالي فعله لمعالجة تساؤل العنوان أعلاه

---------------------  

 

1-  سايروس/كورش الأكبر (Cyrus le Grand) الفارسي الأخميني هو مؤسس أول أمبراطورية عظمى في التاريخ. تسند إليه الوثائق المكتوبة قوله:

"أنـــــا، سايروس/كورش، مَلِك الدنيا، الملك العظيم، الملك القويّ، ملك بابل، ملك سومر، ملك الجهات الأربع في هذا العالم" (كلمات منقوشة في لُوَيحة اكتشفت في القرن-19، تخلد فتح بابل سنة 539 قبل الميلاد). انقر على هــــــذا الرابــــــط

عشرون سنة بعد ذلك، تربّع على إيوان الأخميــنيّــين الفُرس الامبراطورُ داريوس (Darius الذي غزا، هو ثم ابنه زركسيس/Xserex من بعده، بلدان مصر، وفلسطين، ومدن الأناضول، والإغريق وبرقة الليبية)؛ ثم توسعت تلك الإمبراطورية شرقا حتى بلغت بلاد البنجاب. وكان دارسيوس هذا هو من أسس مدينة بيرسيبوليس (سنة 518 قبل الميلاد) التي أختار الامبراطور محمد رضا بـهلوي سنة 1971 أطلالَها كمكان لتخليد الذكرى 2500 لقيام الأمبراطورية الفارسية في الوقت الذي كان فيه آية الله الخميني منفيا في العراق (بابل قديما) حيث كان يعدّ العدة لتشبيب الإمبراطورية الفارسية، التي كانت مشرفة على الشيخوخة، على أسس أيديولوجية جديدة أساسُها إسلام شيعي متأثر بفكر "ثنائية الخير والشر" في الديانة المانوية/manichéisme للعهد الساساني؛ وقد أفلح آيةُ الله في تحقيق ذلك بعد 8 سنوات فقط من ذلك الاحتفال).

 

2-   السؤال الذي يفرض اليوم نفسه على الذهن في ظل ما يجري حاليا (يونيو 2025) من مواجهة يعتبرها البعض "مواجهة وجودية" بين القوتين، الشيعية واليهودية، هو الآتي:

 

كيف نفهم تلك "المواجهة الوجودية" بين قوتي اليوم، على ضوء سابقة الإنقاذ التاريخي الكبير الذي أنقذت من خلاله الإمبراطورية الأخمينية المذكورة أعلاه اليهودَ بعد أن كان قد نفاهم نبوخذنصّر/Nabuchdonosor البابلي إلى عاصمته بلاده بابل في ما بين النهرين، وحررتهم تلك الإمبراطورية من النفي، وسمحت لهم بالعودة لإعادة بناء الهيكل بأورشليم بعد أن خربّه نبوخذنصّر البابلي؟

 

 هذا السؤال يزداد قوة إذا ما علمنا ثلاثة أمور هي:

-أ- الأدبيات التوراتية والهكّادية تلحّ على أن التهديد الوجودي الأساسي بالنسبة لبني إسرائيل لا يتمثل في مصر الفرعونية (المشبّهة في تلك الأدبيات بمجرد "عصا قصبٍ مشروخة")، وإنما يتمثل في الدول المتعاقبة على الهلال الخصيب (العراق والشام اليوم) المعروفة عبر التاريخ بتسميات "البابليين" و"الأشوريين" و"الآراميين" {تعال وانظر ماذا فعل "لابان الآرامي" بآبائنا. فإذ لم يقضِ فرعون بالقضاء سوى على المواليد، حاول لابان الآرامي القضاء على الجميع} (ورد في سيرة الهاكادا التي تتلى سنويا بشكل طقوسي ليلة عيد الفصح).

 

-ب-  أدبيات الكتاب المقدس اليهودي (التانــــاخ/المقــــرا أو "العهد القديم") حافلة بتمجيد الامبراطور سايروس/كورش الأكبر، مؤسس الأمبراطورية الأخميمينية المشار إليه في الفقرة-1 أعلاه. وهذه عينة من أمثلة كثيرة من ذلك:

 

- سفر أخبار الأيام الثاني. 36: 22-23

22 "وَفِي السَّنَةِ الأُولَى لِكُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ، لِكَيْ تَتِمَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ بِفَمِ إِرْمِيَا، نَبَّهَ الرَّبُّ رُوحَ كُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ، فَأَطْلَقَ نِدَاءً فِي كُلِّ مَمْلَكَتِهِ وَكَتَبَهُ أَيْضًا قَائِلاً:"

23 "هَكَذَا قَالَ كُورَشُ مَلِكُ فَارِسَ: كُلُّ مَمَالِكِ الأَرْضِ دَفَعَهَا لِي الرَّبُّ إِلهُ السَّمَاءِ، وَهُوَ أَوْصَانِي أَنْ أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا فِي أُورُشَلِيمَ الَّتِي فِي يَهُوذَا. مَنْ مِنْكُمْ مِنْ كُلِّ شَعْبِهِ، فَلْيَصْعَدْ، وَالرَّبُّ إِلهُهُ مَعَهُ»." 

 

-   سفر إشعياء 45: 1

"هكذا قال الرب لمسيحه، لــكورش، الذي أمسكتُ بيمينه لأدوس أمامَه أمماً وأحل ملوكاً. سأفتح أمامه المصاريع، والأبواب لا تغلق". 

(هذه الآية تتحدث عن الله الذي يختار كورش، ملك فارس، ليكون أداة في يده لتحرير شعبه من السبي في بابل ولإعادة بناء الهيكل في أورشليم) 

 

-  سفر إشاعيا 45: 13

"أنا قد أنهَضتُهُ بالنَّصرِ، وكُلَّ طُرُقِهِ أُسَهِّلُ. هو يَبني مَدينَتي ويُطلِقُ سبيي، لا بثَمَنٍ ولا بهَديَّةٍ، قالَ رَبُّ الجُنودِ."


-ج-  الحرب المباشرة الأولى التي خاضتها القوة الإقليمية الفارسية في وجهها الجديد الحالي كانت ضدّ العراق (بابل قديما؛ راجع الفقرة-أ-) وليس ضدّ دولة إسرائيل التي كانت على العكس تزوّد إيران الخمينية بالسلاح. انقر على  هــذا الرابـــط للولوج إلى نص تقرير لـ"السي-أي-يا" في المضوع رفعت عنه السرية سنة 2012.

 

3-  وأخيرا، بدا لي ان اطرح سؤالا على الذكاء الاصطناعي في تفسير سياسة الإمبراطور  الأخميني سيروس/كورش الأكبر تجاه بني إسرائيل بعد أن كان نبوخذنصر البابلي قد خرب هيكلهم في أورشليم ونفاهم إلى بابل، فكان جواب الذكاء الاصطناعي كما يلي:


Politique

Cyrus le Grand cherchait à consolider son empire, qui s'étendait désormais sur une grande partie du Proche-Orient, y compris l'ancienne Babylonie. Il a compris que permettre aux Juifs de reconstruire leur temple et de retourner dans leur patrie pouvait créer une zone tampon stable et loyale à la périphérie de son empire, plutôt qu'un foyer de mécontentement et de rébellion. 

  • Religieux:

Cyrus le Grand était connu pour sa politique de tolérance religieuse. Il a peut-être été influencé par les enseignements du prophète hébreu Isaïe, qui l'avait décrit comme un roi envoyé par Dieu pour libérer son peuple. Il a peut-être vu la reconstruction du temple et le retour des Juifs comme un moyen de favoriser la paix religieuse et la prospérité dans son empire. 

  • Stratégique:

La reconstruction du temple et le retour des Juifs ont également eu un impact stratégique. En effet, cela a permis à Cyrus de s'attirer la sympathie des Juifs et de limiter les risques de révolte ou de troubles dans la région. Cela lui a permis de mieux contrôler la région et d'éviter les conflits avec les populations locales. 

 

En résumé, la décision de Cyrus le Grand de libérer les Juifs de l'exil n'était pas simplement une question de compassion, mais une stratégie politique et religieuse intelligente qui a permis de consolider son empire et de maintenir la paix dans la région.

 

 

-----------------------

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques

 



20/06/2025
2 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 357 autres membres