OrBinah

(En arabe) Une lecture dans un projet de livre déposé pour publication "Les années de plomb sur le plan de la pensée et de la culture : un devoir de mémoire – un droit à la mémoire"

قراءة في مشروع كتاب تمّ إيداعه للنشر، بعنوان:

 

"سنوات الرصاص المعرفية والثقافية. واجب الذاكرة – الحق في الذاكرة".

 

 

تابعتُ متابعة حضوريّة بعضَ حلقات سلسلة الملتقيات التي كان ينظمها الأستاذ عبد الفتاح الزين بـ"المعهد الجامعي للبحث العلمي" بالرباط في ربيع 2016 حول أهم المنابر التي كانت تروّج، بالنشر، خطابَ التدافع الثقافي والفكري لطـَـيفٍ من النخبة المغربية مع محيطها السوسيو-ثقافي والسياسي في مرحلة متميزة من مراحل ما بعد استقلال المغرب (مجلات لاماليف، أنفاس، الثقافة الجديدة، الخ.)، وهي مرحلة كنتُ من المُجايلين لها.

 

 

كان ذلك يتم على شكل استضافة بعض من كانوا قائمين على تلك المنابر من أجل تقديم عروضِ حول تجربة منبرهم وحول تجربتهم معه ومع المحيط العام حينئذ، عروض يتمّ على هامشها عرض نسخ ونماذج من أرشيفات المنبر المعيّن، وتليها مناقشةٌ من طرف حضور مخضرَم ما بين مجايلين للتجربة وأخرين لم يدركوها ولم تبلغهم عنها وعن طبيعتها وأجوائها السوسيو-ثقافية والسوسيو-سياسية سوى أصداء خافتة.

 

 

لقد كانت تلك الملتقيات مبادرة علمية وثقافية جيدة وأصيلة تفرضها اليوم مهمة مواكبة المعرفية سوسيو-ثقافية للمرحلة الحالية، وتستحق بذلك التنويه، وينتظر الشي الكثير من التعريف بما جاء فيها.

 

إن موضوع تلك تجارب أصبح اليوم ملكا للذاكرة الثقافية الجمعية المغربية، يستحق، بل يستوجب أن يُحفظ ويوثَّق ما يتعلق به، عن طريق رقمنة وأرشفة متون أعداد تلك المنابر، وعن طريق نشر روايتات القائمين على تلك المنابر حول طبيعة تجارب منابرهم. إن مِن شأن هذا، متى ما تمّ القيامُ به، أن يحرك دينامية فكرية أخرى لإعادة قراء تلك التجارب، قراءة جمعية هذه المرة، بما تطرحة تلك التجارب من أسئلة جديدة. ومن شأن صدور الكتاب المبين عنوانه أعلاه والذي جمعت فيه تقارير عروض الملتقيات المذكورة أن يدشن طرح تلك الأسئلة الجمعية في هذا الجيل.

 

 

هذه الأسئلة الجمعية الجديدة أصبحت ضرورية بناء على عدة اعتبارات. من بين تلك الاعتبارات العمل على موازنة الميل الطبيعي لدى بعض المتحدثين باسم منبر من المنابر إلى شخصنة تجربة المنبر وجعلها تدور حول ذاتية صاحب من روى ما روى. ومنها أيضا التساؤل، في باب "التقاطع بين السياسي والثقافي" عمّا إذا كانت وحدانية الصوت/الرأي مقصورة حقّا على ما كان يعرف بـ"أجهزة الدولة"؟ أم كانت تصدق أيضا على بعض المنابر نفسها بناء على قناعات سياسية أو ربما حزبية أو مجرد حلَقيّة خِلّانية، بالرغم من شعارات "منبر من لا حزب له"؟

 

 

ويظل السؤال الأكبر والأعمّ الذي من شأن نشر وثائق مشروع كتاب "سنوات الرصاص المعرفية والثقافية. واجب الذاكرة – الحق في الذاكرة" أن يحرك دينامية محاولة الإجابة عنه هو الآتي:

 

لماذا لم تستطع نخبة ذلك الجيل، في جُماعها وبمختلف منابرها، بما في ذلك منابر تصريف خطاب الفلاسفة والمفكرين الكبار، أن تلتقط ما كان يمور في أعماق المجتمع من تَوْق إلى تسييد قيم جديدة أصبحت اليوم هي السائدة، وعلى رأسها قيمة "التعددية الثقافية والسياسية"؟

 

 

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques



06/06/2024
1 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 347 autres membres