OrBinah

(En arabe). Un spécimen de l’action de l’AIU au Maroc: la lute contre le mariage précoce.

الرابطة اليهودية العالمية، وزواج القاصرين في صفوف الجماعات اليهودية بالمغرب

(مقتطف من كتاب نورمان ستيلمان)

 

 

تقديـــــــــــــــم

 

نورمان ستيلمان Norman Stillman من كبار المؤرخين لحياة الجماعات اليهودية في البلاد المغاربية على الخصوص. من بين أعماله الأخيرة إشرافه وتنسيقه لإنجاز موسوعة اليهود في بلاد الإسلام (The Encyclopedia of Jews in the Islamic World) في خمسة مجلدات من الحجم الكبير، التي شاركت فيها بخمسة مداخل (المغيلي، الزعفراني، أحواش، المتحف اليهودي بالدار البيضاء، جبال الأطلس) وحضرت حفل الإعلان عن نزولها إلى السوق بالمتحف اليهودي بنيويورك سنة 2010 على إثر أسبوعَي مشاركتي في فريق عملِ جردٍ لرصيد المكتوبات المغربية (بالعبرية والعربية والفرنسية ولغات أخرى) المتعلقة بالجماعات اليهودية المغربية في خزانة جامعة "يــــــــال" بـ"نيوهافن"، اللذين تمّ تنظيمهما بتنسيق من المحقق واللغوي، موشي بار-أشير، وكان ستيلمان ضمن الفريق المشارك في ذلك الفريق.

ينشر اليوم  موقع "التراث المغربي" (מרשת מוהוקו) مقتطفات أحد أعمال نورمان ستيلمان، كتاب: Social transformations: The jews of arab land in modern times  ("التحولات الاجتماعية: يهود البلاد العربية في العصور الحديثة"). أقوم في ما يلي بترجمة مقتطف من الكتاب يتمثل في رسالة إلى الربّي الأكبر بفاس بعثتْ بها الرابطة اليهودية العالمية (Alliance Israélite Universelle) على إثر زيارة قام بها لتلك الرابطة ببباريس بعض أعيان يهود فاس. الرسالة أوردها المؤرخ أندري شوراقي، وتتعلق بتزويج القاصرين والقاصرات في صفوف جماعة يهود فاس,

 

1- الرسالة:

[[الرابطة اليهودية العالمية. باريس 27 سبتمبر 1903.

حضرة الربّي العزيز.

زارنا قبل أيام مجموعة من الأعيان من مدينة فاس؛ وتناقشنا معهم حول أوضاع الجماعة. لقد سررنا بملاحظة التقدم الذي تمّ في السنوات الأخيرة في فاس. تلك التحسّنات ناتجة عن كثير من العوامل التي نعتقد أن مدارسنا تشكل العامل الرئيسي ضمنها. وإننا سنكون في أتمّ السعادة إذا ما أقلعَـت تلك الجماعة عن العادة المأسوف عليها التي تتمثل في تزويج الأطفال، التي تمارسها الأسر اليهودية.

وعندما سألنا عن الوسائل الكفيلة بوضع حدّ لهذه الممارسات المشينة، كان رأي كل من السادة ميمون، دافيد كوهن، ورفائيل أسويلوس، أن علاج هذا الداء متوقف عليكم، أنتم والربّيين فيدال وشلومو دَنان. لقد حثّونا على أن نلتمس منكم أن تعملوا في هذا السبيل في صفوف بني ملّـتكم في فاس. إنكم تعلمون، كما نعلم، حضرة الربّي، أن أبرز العلماء-الحجّة في المعارف التلموذية  يناهضون تزويج الأطفال. أفلم يحدد "جزء الآباء" (من التلموذ) في المسلك الخامس:21 سنّ الزواج في سنّ الثامنة عشرة؟

ليس هدفنا هنا الاستطراد في الاستشهاد بنصوص أنتم في أتمّ المعرفة بها. لكن مع الأسف، بدلا من أن تتّبع كثير من الجماعات توجيهات حكمائنا، قامت بتقليد العرب، الذين يقـْــدمون - لغايات لا تكاد تكون مقبولة/محمودة - على تزويج أطفالهم في سنّ ما يزال يتعين أن يجلسوا فيها على مقاعد المدرسة. إن السلامة الصحية والأخلاق ليسا أقل من الدين تعارُضا مع هذه العادات. أفيكمن لطفلين لا يعرفان أي شيء عن الحياة ومصاعبها أن يؤسّسا بيتا عائليا في طرواة صباهما، في سنّ العاشرة أو حتّى أدنى من ذلك؟

من وجهة النظر الصحيّة تظل الأضرار شديدة الخطورة: فهناك الوفيات أثناء الوضع في صفوف من تزوّجن في سنّ مبكّر، وهناك ارتفاع عدد وفيات المواليد، وإهمال العناية الصحية. فما عسى أن يُنتظر من أمّ في سنها الثانية عشرة، وأب في الرابعة عشرة من عمره؟

إنه من الأمور الاستعجالية أن تختفي هذه العادات من نمط حياة أهل ملّـتنا المغاربة. في طنجة وتطوان، أصبح تزويج بنات ما دون الخامسة عشرة شيئا نادرا. فيتعين على جماعة فاس، بإيعاز متنوّر من ربّييـها أن تحذو هذا الحذو. إننا نلتمس منكم، حضرة الربّي، أن تدعموا جهودنا للحد من هذا المنكر، بأن تبيّنوا للأولياء الأخطار التي يعرّضون لها أبناءهم بعدم التزامهم بتوجيهاتنا. ونحن متيقنون من أنكم - بفضل علوّ منزلتكم كحُجة دينية - مهيأون، أكثر من أي أحد آخر في فاس، للقيام بهذه المسؤولية.

منقول عن أندري شوراقي André Chouraqui, Cent ans d’histoire (Paris, 1965), Annexe 5, no. 1, p. 458..]]. بقية النص الأصلي بالإنجليزية، عبر الرابط الآتي (هــــــنـــــــــا)

 

2- الرابطة اليهودية العالمية بالمغرب

 

الرسالة أعلاه تشكل نموذجا لروح عمل الرابطة اليهودية العالمية بالمغرب. بدأت شبكة مدارسها فيه من مدينة تطوان مع بداية ستّينات القرن-19، أي بعد حوالي عشرين سنة من معركة إيسلي، وسنتين من حرب تطوان. كانت حركة مشبعة بفكر الأنوار الفرنسي وكانت فرانكوفيلية من حيث اللغة والثقافة، واستقر لديها الاقتناع بأن ليس هناك من سبيل لإخراج الجماعات اليهودية من التخلف سوي تعليم عصري حديث مشبّع بقيم ذلك الفكر، فكانت بذلك في احتكاك تنافسي حادّ مع طبقة الربيين الراعية للتعليم التقليدي. ولم يمض جيلان حتّى امتدّت مدارسها إلى كافة المدن المغربية، ومنها بعد ذلك إلى البوادي (مدرسة أولاد برحيل، ومدرسة إيليغ ...)، إذ أقبل عليها مدارسها الناس أكثر فأكثر بسرعة، نظرا لما يفتحه التعليم فيها من آفاق مهنية حرّة ومن ووظائف في ظل التحوّلات المتسارعة التي كانت جارية مع الحركة الاستعمارية الأوروبية وفي مقدمتها فرنسا في شمال إفريقيا، حيث تأهلت نخبة يهودية من المترجمين والموثّقين العصريين والمحاسبين والصيادلة والأطبّاء والمعلمين العصريين وغير ذلك. أما البعثات الطلابية "الرسمية" في صفوف المغاربة المسلمين التي كان يبعث بها المخزن إلى أوروبا فلم يكن لها أثريذكر عند عودتها بسبب قوة حصار الطبقة التقليدية. ولما أبرم عقدُ الحماية على المغرب، وجدت الإدارة الفرنسية في عين المكان عدة أجيال من الأطر جاهزة لمختلف قطاعاتها في صفوف خرّيجي مدارس الرابطة اليهودية، فترتب عن ذلك شرخٌ سوسيو-ثقافي ومعرفي/تأهيلي كبير في صوف المجتمع المغربي ما بين المسلمين واليهود. وقد استمرت الرابطة في عملها المتمركز على عصرنة الأذهان وعقلنة العادات الاجتماعية كما يبدو من نموذج الرسالة أعلاه، بعيدا عن الهموم الدينية والأيديو-سياسية للوقت، وذلك خلافا لهموم الربيين من جهة، ولعمل الحركة الصهيونية من جهة ثانية، التي شرعت في اختراق الأوساط اليهودية بطرقها الإقناعية والتعبوية الخاصة، في اصطدام بدورها مع سلطة الربيين، وخلافا كذلك من جهة ثالثة للحركة الوطنية بمدارسها الحرة التي كان منطلقها القوي مع زيارة الأمير شكيب أرسلان لأقطاب هذه الحركة في المنطقة الخليفية بالشمال في الثلاثينات بـ"مناسبة" ما عُرف بعد ذلك بـ"الظهير البربري"، والتي كان يؤطرها شعار "العروبة والإسلام" والتي لم يكن قط التحديث الاجتماعي والتأهيل العصري غاية من غاياتها ولا تتوفر له على مرجعيات.

وقد انتهى كل ذلك في الأخير بتداخلاتٍ معقدة وظّـفتها كلّ تلك الأطراف المتناقضة كلّ لحسابه الخاصّ، في الداخل ومن الخارج، جعلت الشرخ المذكور يفضي إلى عُشريات الهجرة الكبرى لسنوات الخمسينات والستينات ثم السبعينات من القرن العشرين (حول هذه الهجرة، انظر الأجزاء الثلاثة لوقائع ندوة-2010 بالصويرة: La bienvenu et l’adieu  هــــنـــــا).

----

ترجمة من العبرية لقصة للكاتب جبرائيل بن سمحون حول موضوع زواج القاصرات في صفوف الجماعات اليهودية بالمغرب:

 

"المرأة التي بسطت جناحيها"، عبر الرابط الآتي:

https://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-la-femme-qui-deploya-ses-ailes-nouvelle-de-g-ben-simhon

   ------------------------

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques



09/11/2020
0 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 343 autres membres