OrBinah

(En arabe). Syntaxe comparée de la complétive du verbe modal "vouloir" en arabe, hébreu et berbère.

معالجات نحوية تركيبية، تاريخيّة ومقارنة

 

 

1-  زيادة على حقل البحث في "المعجم التاريخي" أو "المعجم التأصيلي" الذي سبق إيراد سلسلة من نماذجه بالنسبة للعربية والأمازيغية والعبرية، هناك حقل البحث في مقارنة وتأصيل كثير من الأساليب التركيبة في ما بين اللغات الطبيعية عامة، واللغات ذات القرابة خاصة. من ذلك مثلا أساليبُ تعدية بعض "أفعال القلوب" (verbes modaux).

 

2-  من هذه الأفعال في العربية فعلُ "أراد"، بالرغم من أن نحاة العربية لا يذكرونه ضمن ما يشيرون إليه، لا في قائمة "أفعال اليقين" (رأى، علم، وجد، درى، ...) ولا في قائمة "أفعال الرُجحان"  (خال، ظنّ، حسِب، ...).

 

3-  فعلُ "أراد" هذا، فعلٌ من أفعال القلوب يتعدّى إما إلى مفعول [اسم]، جامداً كان هذا الاسم (وإذا أراد الله [شــــيـــــــئا]...) أم مصدرا مؤوّلا (وإذا أراد الله [نشـــرَ] فضيلةٍ)، وإما إلى [جملة] مفعولية (proposition complétive) تتصدرها "أداة مصدرية" (يريدون [أن يطفؤوا نور الله...]؛ [يريدون [لــيطفؤوا نور الله...]). الأداة المصدرية (complementizer) في المثالين الأخيرين هما "أنْ" و"لام التعيل" "لــ" على الترتيب.

 

4-   المثال الأخير /يريدون لـــــيطفئوا.../ (آية الصف-8 )، الذي استُعملت فيه "لام التعليل" كأداة مصدرية، خلافا لصيغة آية التوبة-32 /يريدون أن يطفئوا.../ حيث استُعملت "أن المصدرية"، هو الشاهد المقصودة معالجته في هذه الورقة المقارِنة.

 

5-  كما أني لم أعثر لدى نحاة العربية على معالجة صريحة تدرج فعل "أراد" ضمن "أفعال القلوب"، فإنّي لم أعثر على معالجة نحوية تقارن مقارنةً نحوية تركيبية ما بين استعمال لام التعليل في /لــــيطفئوا.../ واستعمال "أن" المصدرية في /أن يطفئوا.../، بالرغم من أن اسلوب استعمال لام التعليل، كأداة مصدرية، كثير الورود في لغة القرآن (/يريد ليطهّركم/، /يريد الله ليبيّن لكم/، /يريد الله ليذهب عنكم الرجس/، ...)، وإن أصبح ذلك قد هُجر في استعمال العربية اليوم. كل ما هو وارد في النحو العربي هو قول النحاة بأن /أنْ/ تكون مقدّرة بعد لام التعليل (وتظهر وجوبا إذا ما تلاها النفي (/لأن لا/، /لئلّا/).

 

5-  معالجة مثل هذه المسائل التركيبية تدخل اليوم في دراسة ما يعرف بـ"الأداة المصدرية" (complementizer) في "النحو الكلّـي" للغات الطبيعية، وذلك منذ ظهور المقال الشهير لـنوام تشومسكي "ملاحظات حول سبك المصدر المؤوّل" (N. Chomsky 1970. Remarks on Nominalization). والأداة المصدرية، كأدة لتعدية "أفعال القلوب" لتتخذ تلك الأفعال جملة مفعولية كمفعول لها (/يريد [أن يطفئ]/) بدل اسم جامد (/يريد [شيئأ]/) أو مصدر مؤوّل (/يريد [إطفاءَ النار]/) أداة موجودة في جميع اللغات بألفاظ مختلفة حسب نوعية دلالة الفعل المعين من أفعال القلوب (رغبة، عِلم/يقين، ظنّ/رجحان، ...).

 

6-  وفي ما يتعلق بالأفعال المعبّرة عن الإرادة/الرغبة في اللغات الحامية-السامية، نجد في الأمازيغية مثلا أداة /اد/ بالدال أو بدونها حسب المواقع (/يــرا  اد  يسّخسي/، /يغسي اد يسّـخسي/ "أراد أن يطفئ"). وإذا كانت العربية تستعمل الأداتين معا ("أنْ" المصدرية و"لام التعليل /لِـ/") مع نفس فِعل /أراد/، فإن اللغة العبـــــرية، في جميع مراحل تطوّرها، لا تستعمل سوى لام التعليل /ל/ [لـِـ] متبوعةً بصيغة مصدريّة. وبذلك الأسلوب ترجم يوسف ريفلين مثلا الآيتين القرآنيتين السابقتين (الصف-8 /ليطفئوا.../) و(التوبة-32 /أن يطفئوا.../) على السواء؛ وذلك بالصيغة الآتية: /יחפצו לכבות אור אלהים.../ [يَـحْفـتصو لِـخبوت أور إلوهيم...].

 

7-  مسألة تصنيف أو عدم فعل "أراد" في الدراسات النحوية العربية ضمن "أفعال القلوب"، ومسألة غلبة تعديّة هذا الفعل اليوم  بـالأداة "أن" بينما كانت تلك التعدية تتراوح في لغة القرآن ما بين "أن" و"لام التعليل" التي هي الوحيدة المستعملة في اللغة العبرانية الوطيدة الصلة البنيوية باللغة العربية مسائل قد شغلت بالي لعدّة سنوات.

تذكّرتها اليوم من جديد وتناولتها بهذا الاختصار على إثر  إنجازي لتقويم عمل أُحيل عليّ؛ وهو متعلق برصد التطور الذي طرأ على اللغة العبرانية، ما بين مرحلتي "العبرية التوراتية" (Biblical Hebrew) و"العبرية الميشناويّة" (Mishnaic Hebrex)، وذلك في ما يتعلق بأساليب "الإضافة المباشرة" و"الإضافة بأداة"، وباستعمال أحرف الجرّ (مثلا: /في المنزل/، /بالمنزل/)، وباستعمال ما يمكن تسميته بـ"الضمير الاستباقي" (Proleptic pronoun) الكثير الاستعمال كذلك في الأمازيغة (مثلا /يـنّا-يس  ي-بابا-س  ن-ومدّاكُّل نّس/ "قال لأبِ صديقة").

استفدت من ذلك العمل المحال عليّ كثير، وعلمت كذلك من خلاله الشأو الذي بلغته الدراسات التاريخية المقارنة للغة العبرية، ليس فقط في حقل التأصيل المعجمي (كما كنت قد بينت ذلك في حديثي السابق عن المعجم التأصيلي المقارن لكًيزينيوس لألفاظ العهد القديم) ولكن كذلك في حقل المقارنة التاريخية لمراحل تطوّر المكون التركيبي للغة العبرانية عبر حقبها.

-------------------------------

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques



25/05/2021
0 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 343 autres membres