(En arabe) Role morphologique des sibilantes-préfixées en chamito-sémitique (éymologie du terme "slgot" en arabe marocain"
الدور الصرفي لزوائد أحرف الصفير في اللغات الحامية-السامية
(تأصيل كلمة "سلكًوط" في الدارجة المغربية)
سألني أحد الأصدقاء في فضاء فايسبوك عن تأصيل كلمة /ســــلكًــوط/ في أحد أوجه/سِجِلّات الدارجة المغربية، سجلّ ما أصبح يسميه البعض "اللغة الموحمّادية". هذه الكلمة كنت قد عرضتها من قبل في نفس الدكّان الفايسبوك الفايسبوكي للأكسيسوارات والخدمات اللغوية؛ وأعيد اليوم هنا عرضها تحت ذلك الطلب من خلال النقط الستّ الأتية:
1- أول ما تتعين الإشارة إليه هو دور أحرف/أصوات الصفير (sibilantes، س/ش؛ ز/ج) في اللغات الحامية-السامية (أكادية، عبرية، عربية، أمازيغية...)، باعتبارتلك الأصوات/الأخرف زوائد صرفية في صدر كثير من الأفعال تفيد تعدبة اللازم أو تفيد الإلحاح والإكثار في المتعدّي، أو تفيد الاشتقاق من الاسم على سبيل الصيرورة (dénominalisation)، سواء في حالة الانصراف السانكروني القياسي المطرد (كمعاني صيغتي /أفعلَ/ و/فعّلَ في العربية الفصحى/) أم في البناء الدياكروني السماعي المسكوك.
2- ومن قبل التمثيل للصيغتين الصرفيتين الأخيرتين في العربية ، ما يلي:
- تعديّة الفعل اللازم: علِمَ/علَّمَ، قرُب/قـرّبَ، دقّ/دقّـق، هرب/هــرّب صعُب/صعّـــبَ...
- إفادة الإلحاح والإكثار في الفعل المتعديّ: كسر/كسّـــر، قتل/قتّـــل، قلبَ/قلّـــب، جمع/جمّـــع ...
- إفادة الصيرورة أو التصيير من الاسم الجامد: صُبحٌ/أصبحَ، لحدٌ/ألحدَ (أي قال بأن اللحد نهاية الوجود)، عُشبٌ/أعشبَ (الأرض)، قفرٌ/أقفـرَ (المكان)، حُرٌّ/حــرّر، قوتٌ/قــوّتََ ذهبٌ/ذهّب، جيرٌ/جيّرَ، زفتٌ/زفّت، ماءٌ/موّهَ، سلاحٌ/سلّح، عربٌ/عرّبَ، نصارى/نصّر، يهودٌ/هوّدَ،...
3- وفي اللغات السامية الأخرى (الأكادية والحميريات والعبرية) تتمّ أغلب مقابلات الصيغتين الصرفيتين العربيتين السابقتين (/فعّلَ/ و/أفعلَ/) على شكل صيغٌ تُبنى بتصدير صوت صفيري (السين أو الشين). ففي اللغة العبرية مثلا، وإلى جانب إفادة التعدية أو الإلحاح بتشديد عَينِ الفِعل (كصيغة: /فيعِّيل/: لَامـاد/لِيـمّيد "تعلّم/علّــمَ"؛ زَاكَار/زِيكِّير "ذكَرَ/ذكّرَ")، هناك صيغ موازية لإفادة نفس المعنى الصرفي بتصدير الهاء، أي ما يقابل الهمز في العربية (زاكار/هيزكير "ذكَرَ/ذكّــر") أو تصدير الصوت الصفيري، الشين (عابار/شيعبير أو عابار/هيعبير "عبَرَ/عبّر" 'النهرَ) ...؛ ويحصل في العبرية نفس الشيء عن طريق الاشتقاق من الاسم الجامد لإفادة التصيير (حورْ/شيحرير "حُـــرٌّ/حرّرَ"، عيبريت/شيعبير "عبرانية/عبرَنَ). ومن هذا المسلك من مسالك اللغات السامية، تسرّب إلى العربية فعل غيريب البنية الصوتية (تكرار صوتين في بداية الكلمة) ألا وهو/ شَـــشْقَلَ يُشَـــشقِل شَــــشقلةً (شيــشقيــل/ששקל بالعبرية)، بمعنى "قدّر عيارَ وثـــــقـــل القيمة/العملة المعيّنة" (مع العلم أن الثاء العربية تقابلها باطراد شين في العبرية والحميرية، كما في العبرية: شيقيل/שקל، بمعني "مثقال"، وهو وحدة العملة اليوم في إسرائيل).
4- وفي الأمازيغية، يقوم نفس الدور الصرفي لأحرف الصفير (س/ش، ز/ج، حسب البنية الصوتية لأصل الاشتقاق). فمِن باب تعديّة الفعل اللازم (أصيلا كان أم مقترضا): نكر/سّنكر "نهض/ـنهض"، نوا/سّنوا "نضج/أنضج"، رغا/سّرغا "سخُنَ/سخّن"، لمـد/سّــلمد "تعلّم/علّــمَ"، رّوت/سـروت "دُرِسَ/دَرسَ" (حَصاد)، فهم/سّــفهم "فهمَ/أفهم"، كشم/شّكشم "دخل/أدخل"، نزى/زّنزا "انباع/باع، ازّور/زوزّر "تمّ ذِراؤه/ذرّى" (حبوب)، نجم/جّنجم "نجا/أنجى، جّي/جيجّي "برئ/شفى"، مّجداول/جمّجداول "تعثّر/عثّرَ" (...).
ومن أمثلة اشتقاق الفعل من الاسم: امازير/زمزر "غبارٌ/شتّتَ وبعثرَ"، يمكلي/سمكل "الطعام/هيّأ الطعام"، ابيضار/سبيضر "أعرجُ/سبّب عرجاً"، ابوكاض/سبوكض "ضريرٌ/أعمى عينَه"، يكَنزي/يزكًنزي "جبهة/جهّم وقطّب جبهته"، افردو/سفوردا "مهراس/هرّسَ"، اقورّاي/سقورّي "حبة تين غير ناضة / قطفَ أو نزع كما كما تنزع التينة"، اغيول/سّغيول "حمارٌ/استحمَر ...
5- أما العربية المغربية الدارجة، فإن أغلب ما تُستعمل فيه أحرفُ الصفير منها كزوائد صرفية شيءٌ سماعيّ وليس مطّردا؛ لكن ذلك موجود، وتغلب عليه دلالات التعبيرية (expressivité) في إفادة للإلحاح والإكثار والجزافية في الفعل المعني. من ذلك: نتــ'ـــف/شــنتـ'ـف، قلـ'ــب/شــــقلــ'ـب، مشــ'ــق/شـــــمـشـــ'ــق، مشـ'ــط/شــــمشــ'ــط، نقـ'ــر/جــــنقــ'ــر/ لقـــط/ســــــلقط/ســــلكًـ'ـط، /جـــــلقـــ'ـط/جـــــلكــ'ـط، (جلكـ'ــط عليه عصا "رماه جزافا بعصىً...). ومن باب اشتقاق الفعل من الاسم الجامد، وهو قليل في الدارجة: أرقـــ'ــط/زرقــ'ـــط/زركًــ'ــط (دجاجة ركًطة، جلّابة مزقطة ...)، عـدر/ســعـدر، (...). أما استعمال زائدة حرف الصفير في الدارجة لإفادة تعدية الفعل فنادر، ومنه نفــــد/سنفــ'ــد "نفذت النارُ / أنفذَ النارَ" (على قياس الأمازيغية: تــــنـتــي تاكات / يــــسّنتي تاكات).
6- وإذ معجم الدارجة المغربية متداخل في كثير من ألفاظه ومن دلالات كثير من مفرداته، أفعالا وصفات، بالدلاليات الأنثروبو-ثقافة الأمازيغية (/لحمْ أخضر/ "لحم نيّئ"، كما في أغنية لالّة ميمونة الكًناوية)، فإن من ذلك الباب تأصيلُ فعل /ســــــــلكًـ'ــط/ ومشتقاته (تّسلكًــ'ــط/التسلكًيط/سـلكًوط). فإذ الفعل الأمازيغي كًــر/كًـــرا انتهى في هذه اللغة منذ زمان إلى الدخول في باب ما يسمى بـ"الأضداد"، الموجودة كذلك في معجم العربية الفصحى ([الجونُ] للأبيض والأسود، وأصلها [اللون] مثل علاقة [جبن] بـ[لبن])، إذ أصبح ذلك الفعل في الأمازيغية يفيد "رمى" أو "لقَطَ"، حسب سياق الاستعمال، فإن فعل الدارجة المغربية: ســـلقــ'ـط/ســــلكًـ'ـط، المشتق بزيادة حرف صفير من باب التعبيرية المفيدة للجزافبة من فعل لقــ'ــط/لكًــ'ـط (ومنه اللقيط/اللكًيط)، فِعلٌ يفيد في نفس الوقت، وحسب المراد: "رمى بالشيء جزافا" و"التقط الشيء جزافا". فــ/السلكًوط/، إذن، في هذا السجل من سجلات العربية، معناه الأول هو "اللقيط"/"الخليع".
------------י------------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres