OrBinah

(En arabe) Prix du Maroc du Livre: Pronostic vital engagé?

الحالة الصحية لـ"جائزة المغرب للكتاب"

 

بعض وقائع الإعلان عن نتائج دورة-2021

 

 

 

1-   رسالة من تسعة فائزين إلى الوزارة الوصية

فور الإعلان عن الفائزين في هذه الدورة، وجه تسعة فائزين منهم رسالة

[["إلى السيدة مديرة الكتاب، تحت إشراف السيد وزير الشباب والثقافة والتواصل. الرباط".

الموضوع: تفعيل المادة 13 من المرسوم المنظم لجائزة المغرب للكتاب

المرجع: المرسوم المنظم للجائزة.

السيدة المديرة،

تحية طيبة، وبعد؛

ﻧﻠـــــــــــﻔـــﺖُ ﻋﻨﺎﯾﺔ ﺳﯿﺎدﺗﻜﻢ، إﻟﻰ أن مبــــــــــدأ المناصفة في جائزة المغرب للكتاب يعـــــني فقـــــط أن عملا ثقافيا أو أكثر قد حضـــــــــي بالاعتماد من لدن اللجنة العلمية المختصة ليكون أفضل ما عرض على أنظارها وطنيا، وليكون بنص المرسوم "الفائز" سواء توحّد أم تعدد. المناصفة هنا اعتبارٌ رمزي وعلمي وثقافي... ولا يقضي بتقاسم قيمة الجائزة ماليا؛ إذ تنص المادة 13 من المرسوم على أنه "يمنح الفائز بجائزة المغرب للكتاب شهادة وتذكارا ومبلغا ماليا صافيا قدره 120.000 درهم".(...)]]

وقد مهرت الرسالة الجماعية المقتطف منها أعلاه بأسماء تسعة كتّاب مقرونة بأرقام هواتفهم وبطاقاتهم الوطنية.

 

2-  رسالة الوزير الإشعارية بسحب الجائزة من الكتاب التسعة

وفي رسالة مؤرخة بـ 18 مارس 2022 توصل كل من الكتاب المعنيين برسالة من وزير الشباب والثقافة والتواصل موقعة باسمه (ترقيم 22/0118) تحمل أسماء الكتاب التسعة كلائحة المرسل إليهم:

[[الموضوع: سحب جائزة المغرب للكتاب لدورة 2021 لأعمالكم,

المرجع: رسالتكم الجماعية بتاريخ  13 يناير 2022

سلام تام بوجود مولانا الإمام

وبعد، وتبعا لرسالتكم المشار إليها في المرجع أعلاه والتي طلبتم فيها تمكينكم من المبلغ الكامل للجائزة التي حصلتم عليها مناصفة، وذلك انطلاقا من تأويلكم للمادة 13 من المرسوم المنظم للجائزة، وأمام هذه السابقة في تاريخ الجائزة الذي تجاوز نصف قرن من الإشعاع المبني على استحضار جوانبها الاعتبارية ومكانتها المعنوية التي توّجت، بتقدير واعتزاز، كبار المفكرين والمبدعين والمؤلفين المغاربة في مختلف أصناف المعرفة؛ وأسندت مهامها الشاقة في دراسة وتقييم الأعمال المرشحة للجان تداول على رئاستها وعضويتها خيرة المثقفات والمثقفين المغاربة، تبدي وزارة الشباب والثقافة والتواصل أسفها لاختزال كل دلالات الجائزة في قيمتها الماديّة. وحيث إن مبدأ المناصفة معمول به عالميا ويقوم على اقتسام مبلغ الجائزة بين الفائزين بالمناصفة، وأن وزارة الثقافة لن تدّخر جهدا في الرفع من مبلغ مكونات الجائزة وإضافة أصناف أخرى إليها، وستواصل هذا المسار حسب ما تسمح به الإمكانيات، فإنها بالمقابل لن تقبل المساس بالاعتبار المكفول لأول وأعرق جائزة مغربية في مجال الكتاب.  

وعليه، نخبركم، بكل أسف، عن سحب وزارة الشباب والثقافة والتواصل للجائزة الممنوحة مناصفة لأعمالكم. ويتعلق الأمر بالكتب التالية:]] (عناوين تسعة مؤلفات مع بيان دار النشر وسنة النشر-2020).

 

4- احتكامٌ محتمل إلى القضاء، وتنـقيـبٌ للمسألة 

راجت بعد ذلك أخبار في الصحافة حول عزم الكتّاب المعنيين على الترافع في النازلة بالاحتكام إلى القضاء الإداري. وإثر ذلك عمّم "اتحاد كتاب المغرب" المغرب بيانا مؤرخا بـ21 مارس 2022 باسم "المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب" تحت عنوان: "بيان لاتحاد كتاب المغرب, اتحاد كتاب المغرب يستنكر سحب جائزة المغرب للكتاب، لدورة 2021".

ومن بين ما ورد في بيان اتحاد كتاب المغرب، المقتطفات الآتية:

[[... وجدير بالذكر أن "جائزة المغرب للكتاب" ظلت، منذ إحداثها، محتفظة بقيمتها التاريخية والاعتبارية والرمزية، بالنظر إلى كونها جائزة تمنح باسم الدولة المغربية، وليس باسم الوزارة الوصية، (...) بعيدا عن أية وصاية مباشرة على نتائجها من قبل أية سلطة حكومية كانت (...). وعلى هذا الأساس، فإن اتحاد كتاب المغرب الذي عرف منذ تأسيسه بمواقفه ومبادئه الثابتة، وبدفاعه المستميت عن الكتاب المغاربة، وعن حقوقهم الثقافية والمادية ومكانتهم الاعتبارية، يعبر عن أسفه واستنكاره لقرار الوزير بسحب الجائزة من الفائزين بها عن كل جدارة واستحقاق، ويعتبر أن قراره لا سند قانوني له، ولا حق له في اتخاذه، وهو ما يجعل منه قرارا جائرا ومتهافتا، (...). يحدث هذا (...) في سياق تحتفي فيه بلادنا الرباط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي وعاصمة للثقافة الإفريقية (...). ويناء عليه، يدعو اتحاد كتاب المغرب، وزير الشباب والثقافة والتواصل، إلى التعجيل بالتراجع عن قراره غير الموفّق، والاعتذار للفائزين، جرّاء ما طالهم جميعا من إهانة، ومسّ بكرامتهم وبحضورهم الرمزي (...).]].

---------------------------------------

5- بعض استنتاجات قراءات شخصية لجُماع وقائع النازلة

==  كنت قد نشرت بتاريخ 19 اكتوبر 2019 تدوينة بعنوان "من أخبار الثقافة بالرباط-3"، هذا نصّها:

[[تم مساء أمسٍ الجمعة 18 أكتوبر حفلُ تسليم "جائزة المغرب للكتاب" للمتوّجين والمتوّجات، وذلك في القاعة الكبرى للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، كما جرت العادة بعد تشييد هذه المعلمة. وقد تمّ ذلك بحضور وزير الثقافة ووالرياضة والناطق الرسمي باسم الحكومة، وعدة شخصيات أخرى رسمية (المستشار الملكي أندري أزولاي، الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، عبد الحق المريني، ...) وقطاعية، وبعض الوفود العربية. وقد تميزت الجائزة على الخصوص بما يلي:

(أ)  توسيع مستمر لحقول الجائزة؛

(ب) تشبيب ملحوظ ومستمر أيضا لجيل المتوجين والمتوجات؛

(ج) كثرة نسبية لمناصفة جائزة الحقل/الصنف المعيّن.

كما تميز الحفل، من الناحية الشكلية، بكثرة المقترحات التي ينتهز أصحابها لحظةَ وجودهم على المنصة بصفة أو بأخرى (رئيس لجنة، أو لجينة فرعية، أو مُسلّم جائزة) ليتقدموا بها كـ"اقتراح" أو "توصية" (من قبيل إضافة قطاعات جديدة، كجائزة لـ"كتابات الجالية المغربية المقيمة بالخارج"، أو جائزة "خاصة بالمسرح" في استقلال عن جائزة السرديات، جائزة الكتاب الإليكتروني"). ومن بين ما جاء في هذا الباب عَرضٌ تقدم به المدير العام لمنظة الإيسيسكو (المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة) بعد تسليمه إحدى الجوائز، والمتمثل في احتضان تلك المنظمة في مقرها لاحتفالات تسليم "جائزة المغرب للكتاب".]].

-----------------

== وقد عدت إلى الموضوع وإلى المناسبة في تدوينة أخرى بنفس الفضاء، فيما يتعلق بغائيات "جائزة المغرب للكتاب، كما تنعكس تلك الغائيات لحد الأن حتى على مستوى مجرد الأعراف الرمزية الشكلية لحفل تسليم الجوائز على الفائزين. وذلك انطلاقا لتساؤلي من ربط لذلك بما نصت عليه المادة-112 من "الميثاق الوطني للتربية والتكوين" من العمل على "تكوين مترجمين متمكنين من المعارف واللغات المختلفة وتكوين صفـــــــــوة من المختـــصيــــــــــــن يتقنون مختلف مجالات المعرفة باللغة العربية وبعـــــــدة لغـــــــــــات أخـــــــــــرى". ومما ورد في هذه التدوينة ما يلي :

[[(...) أبدى الأستاذ عبد القادر سبيل أمس (18 أكتوبر 2019) في مستهل كلمته، بصفته رئيساً للجنة "جائزة الترجمة"،في بحفل تسليم "جائزة المغرب للكتاب"، ملاحظةً تبدو ذات طبيعة شكــــــــــــــلية، بينما هي تطرح تساؤلا جوهريا حول التصــــــوّر القائم لطبيعة وغائية "جائزة المغرب"، وذلك إذا ما تمّ استحضار "البرنامج الطمــــــــوح" المذكور الذي كانت قد سطرته المادة-112 من "الميثاق الوطني للتربية والتكوين" قبل حوالي عشرين سنة، ذلك الميثاق الذي هو متقدم جدّا في بابه من حيث وضوح الرؤية على كثير مما تلاه من النصوص ذات الصلة. تتمثل ملاحظة الأستاذ في تساؤله عن دلالة أن يكون تسليم جائزة الترجمة في آخر لائحة الجوائز التسع، التي بدأت بـ"جائزة الشعر" كما أصبح ذلك تقـــــــــــــليــــــــــدا مطّــــــــــردا منذ عقود لا تعرف أسس اعتماده باطراد رغم تبدل الأحوال وتغير القيم والأولويات. (...).

ونظرا للدور الذي للترجمة، على سبيل المثال، في التنمية المعرفية الدائمة بصفة عامة، من حيث إنها تشكل قيمــــــة مضـــــــافة في التراكــــــــــــم، مثلها في ذلك مثل التأليف، سواء أتعلق الأمر بالمعارف العلميّـــــــــة أم بالأعمال الإبــــــــــــداعية الرفيعة، فإنه يبدو أن "جائزة المغرب للكتاب" مدعوّة، في إطار سعيها المستمر لمراجعة تصورات طبيعتها، إلى دمج الترجمة أفــــــــقيـــــا في منظومة تصنيف جوائزها، بشكل أقرب إلى ما يلي:

تصنيفٌ حسب الحقول:
-   جوائز الأبحاث والدراسات (تأليفا، أو ترجمة من وإلى، في الآداب والعلوم بما فيها علوم الإنسان والمجتمع)؛

-   جوائز أعمال الإبــــداعات الأدبية (تأليفا، أو ترجمة من وإلى).

كما أن الحفاظ لـ"جائزة المــــغــــــــــرب" على مكانتها في نادي الجوائز العالمية، يستلزم تمييزا من قبيل التمييز الآتي، على سبيل المثال كذلك، يميّز، بشكل تام وواضح، ما بين مقصدية التحفيز/التشجيع، وقيمة التقدير والاعتراف الوطنيين:

أ- جائزة التقديــــــــر/الاستحقاق المغربية للكتاب؛
ب- جائزة التشجيــــــــع المغربيــــة للكتاب.

-  الصنف الأول "أ" اعترافٌ تقديـــــــــــــــــــــري بالدرجة الأولى ذو أبعاد وطنية يمثل وجه المغرب في نادي الجوائز العالمية. وهو صنف لا يتوفر المغرب على إمكانيات التنافس فيه مع صنف من الجوائز ذات الطبيعة النقدية في المشرق على الأخص؛ إلّا أن يتوفرّ لتلك الجائزة إطار أكاديمي وطني ذو استقلالية تدبيرية عن الجهاز التنفيذي المتقلب في تناوباته، وذو استقرار هيكلي وتوّجّهي يمكّنه ليس فقط من التعاون - على مستوى الموارد المالية - مع وزارة الثقافة ومع مختلف المنشآت الوطنية والدولية للرعاية الثقافية/mécénat، بل يمكنه كذلك من مراكمة التجارب وترسخ التقاليد في باب نظام الجائزة التقديرية الوطنية. وفي انتظار إمكانية تحقيق هذا الخيار الأخير، يتعين أن تستـتبع جائزة التقديــــــر/الاستحقاق، "أ"، بالدرجة الأولى، آليــــــــــــــة مضبوطة من آليات ضمـــــــــان الحضـــــور في سوق التـــــــــوزيع والتبـــــــادل (معارض داخلية وخارجية، خزانات، قراءات ...) بدل مجرد شيك بمبلغ معين.

 

-  أما الصنف الثاني، "ب" (الجائزة التشجيعية)، الذي لا يقل أهمية عن الأول، وعلى الأخص في الفترة الراهنة، والذي يتعلق بكتّاب/مؤلفين/باحثين ناشئين، ولو بمراعاة مختلف أوجه "التمثيليّة"، فهو الأحق بالتشجيعات المادية بالدرجة الأولى، دون أن يتم خلطه بالنصف الأول الذي يمثل واجهة الإشعاع الوطني في باب الاستحقاق. هذا الصنف الثاني هـــــو الذي يمكن أن يتسع - من باب "التمثيلية" المذكورة، وفي إطار مقصديته التحفيزية التشجيعية – لبعض أوجه الترضيات بالمناصفة مثلا أو حتى بالمثالثة والمرابعة أو المخامسة]].

 

== وأخيرا، وفي إطار متابعتي لأطوار "جائزة المغرب للكتاب" في السنوات الأخيرة، نشرت التدوينة الآتية بنفس الفضاء الشبكي بتاريخ 5 يناير 2021، بعنوان "احتِباسيّـات/بلوكاجيّـات فكرو-ثقافية. 1-بواريّات مواعد ثقافية/أدبية":

[[افكل هذا بسبب جائحة؟ ففي هذه السنة لم تظهر شهادات وميداليات "رجل/سيدة السنة" المؤدّى عنها من طرف الفائزين/الفائزات. وحتّى الجوائز أصابها البوار وأصبحت من قبيل "اللا-حدث" بعد الرجة التي أدّت إلى اهتزاز دلالات جوائز الخليج في الأذهان. بل حتّى جائزة المغرب التي كانت تستقطب الاهتمام والمواكبة القبلية والبعدية، قد مرّت أطوارها في ركن مختلِـفات "اللاحدث"، بينما كانت تشكل مناسبة للرواج الأدبي والنقدي المنصب على الأعمال الفائزة، بل تسفر في بعض الأحيان عن خصومات حول الاستحقاق والأصالة أو الانتحال أو غير ذلك مما كان يعجّ به عالم الكتّاب والنقاد وسائر المهتمين. أنا شخصيا لم أطلع لا قبل الإعلان عن جائزة المغرب للكتاب-2020 ولا بعده سوى على جذاذة للصحفي محمد جليد (اليوم24؛ ع-559) تقول:

 "(...). سياقُ هذا الكلام فرضه الصمت الغامض والملتبس عن نتائج جائزة المغرب للكتاب التي كان يفترض من الوزارة أن تعلنها قبل أكثر من شهرين، وأن تنظم حفل تسليمها خلال شهر أكتوبر الماضي. في الواقع، يبعث التزام الصمت تجاه الجائزة ليس من لدن الوزارة فقط، ولكن من جانب المهتمين بالكتابة والثقافة كذلك على الحيرة والاستغراب...]].

 

6- خلاصة استنتاجتي الشخصية حول حالة "جائزة المغرب للكتاب

إذا كان الاهتمام التقليدي الذي كانت تثيره "جائزة المغرب للكتاب" قد استحال بسرعة من احتفال واحتفاء قوامه تحرّك وتحريك عجلة الآلة النقدية في متابَعة قبلية وبعدية قوامها التحقيق والتقويم والنقد، إلى شأن مطلبي جماعي يُبلغ إلى الوزارة الوصية بشكل جماعي أيضا وبأسلوب شبيه بالمراسلات بين مكونات الأجهزة التشريعية والتنفيذية في تتبع النصوص القانونية والمراسيم، شأن مطلبي أصبح في الحين مدعوما على الصعيد شبه نقابي، وقد يتحول إلى نازلة قضائية تحتكم طعنا إلى القضاء الإداري، وربما فوق ذلك، في شأن تأويل نصوص المراسيم، والطعن ليس في مدى احترام  مسطرة التقويم واختيار الفائزين، وإنما في باب ما يتعلق بالمستحق المالي، فإن معنى ذلك أن نصف قرن من حياة هذه المؤسسة الثقافية قد استنفذ كل طاقاتها بالشكل الذي تم تصورها به في عصر السبعينات الماضيةـ تلك القيم التي ولّت وبادت قيمها منذ عقدين على جميع الأصعدة داخليا وعلى المستوى الكوني. كل ترافع حول مجرد تأويلات فقهية/عرفية للجانب القانونية لنازلة "جائزة المغرب للكتاب" في دورتها-2021، سيبقى مجرد هروب إلى الأمام ورفض قبول حالة الترهل والشيخوخة التي آلت إليها تلك المؤسسة الثقافية بعد أن أشعّت إشعاعا في الظروف التي كانت المناسبة لقيم تصوّر مقاصدها وشكلها.

--------------------------

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques



22/03/2022
2 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 343 autres membres