(En arabe) Phonologie de la nomenclature des mois au Maroc. Les cas de Septembre, Novembre, Décembre et Février.
لماذا يقول المغاربة شُـتَـنبِـر، يـبراير و نُـوَنْــبِـر؟
ألفاظ الكلمات، أصيلةً كانت في اللغة المعيّنة أم مقتبسةً من غيرها ومعدّلةً، تعكس جوهر خصائص اللغة المعنيّة، فونولوجيا وصرفيا وعروضيا. وتمكّن الكلماتُ المقتبسة/المقترضة (ما يسمّى "الدخيل")، بفضل ما يُدخل عليها من تعديل لفظي بعد اقتراضها من كشــــــف تلك الخصائص عن طريق مقارنة لفظ الاقتراض بلفذ الأصل المنقول عنه، أكثر مما يمكن ذلك مع الكلمات الأصيلة في المعجم. ولقد كتبت عن هذا الأمر بتفصيل (في ما يخص منه الدارجة المغربية) في مقال نشر بنشرة مغمورة بباريس منذ ربع بالضبط (Elmedlaoui 1995-a).
ومن بين الخصائص المقصودة المذكورة، خصائص ما يأتلف وما يتنافر من الأصوات في جذر الكلمة (الأحرف الأصول فقط) أو في الكلمة برمتها (الأصول والزوائد) في اللغة المعيّنة. ومن بين تلك الخصائص في اللغات الحامية-السامية عامة (التي منها العربية، والأمازيغية)، قيـدُ عدم السماح بأكثر من حرف واحد من الأحرف الشفهية (ب،ف،م) في الكلمة، دون اعتبار الميم في آخر الكلمة التي لها تفسير خاص (مثل /فهـــم/، /فصـــم/، /فطـــم/، /بصـــم/ ... في العربية).
وقد فصلت في ذلك تفصيلا نظريا تعليليا في القسم الثالث من (Elmedlaoui 1995-b) في ما يخص الأمازيغية، وتفصيلا من نفس القبيل يقارِن في ذلك الباب بين الأمازيغية واللغات السامية (Elmedlaoui 1995-c).
قيد التوارد هذا (Contrainte sur la cooccurrence) مقصور في كثير من تلك اللغات (الحامية-السامية) على جـــذر الكلمة، أي على أصولها، بينما يصدق في لغات أخرى من تلك المجموعة على الكلمة برمّتها (أصولا وزوائد) كما هو الشأن في الأمازيغية والأكادية. وقد فصلت الكلام في هذا الأمر كذلك محيلا على الدراسات السابقة في بابه ومطوّرا لمضامينها المعرفية والتعليلية في مقال نشر في "المجلة الكندية للسانيات" (Elmedlaoui 1995-c).
.
سأقتصر هنا على أمثلة من الامازيغية (في متونها القديمة وليس في ما أصبح ينطق به بعض الجيل المضطرب سوسيولوغويا). فزيادة على أن معجم اللغة الأمازيغية لا يضمّ أي كلمة يتوارد في جذرها (الثانائي أو الثلاثي أو الرباعي) حرفان شفهيان (باستثناء كون ثانيهما ميما أخيرة، وهو جدّ نادر)، فإن هذه اللغة توسّع مــــجال قيـــد تنافر الأحرف الشفهية ليشمل زوائد المشتقات. فمن المعلوم عند الدارسين أن من أساليب الاشتقاق في الأمازيغية ما يسمّى بالاشتقاق الميــــــــــمـــــــي (إلى جانب الاشتقاق السيني)، أي تصدير الكلمة المشتقة (صيغة المفاعلة، اسم الفاعل/المفعول) بــميــــــم صرفية زائدة. ومن ذلك ما يلي:
.
أ- تصدير ميم الاشتقاق بلفظها الأصلي (كحرف أنفي شفهي المخرج):
- كرز/امــــــكراز "حرثَ/حارثٌ"، زوار/امــــــزوار "سبقَ/سابقٌ؛ ...
- صرض/مــصاراض "شكا/تنازع"؛ سّــن/مـــياسّان "عرف/تعارف"
.
ب- قلب ميـــــــــم الاشتقاق لفظا إلى حرف أنفي غيــر شفهي (أي إلى نون) بسبب وجود حرف شفهي في جذر الكلمة:
.
- كًـُـمر/انــــــكًـُـمار "صاد/صيّاد"؛ ضوف/انـــاضاف "خفَـر/خافِـر"؛ بــدّ/انـــــــبداد "وقف/واقف"
- سّيـفض/نـــصافاض "أرسل/تراسل "ودّع/توادع"؛ شبّـر/نــشابّار "أمسك/تماسك"؛ فسي/نـــفاسّاي "فكّــ/تفكّـكـ"؛ سلّـم/نـــــسالّام "حيّى/تصافح"
-------------------------------
إخضاع المقترض/الدخيل لقيد التوارد
وحين يتعلق الأمر باقتباس/اقتراض كلماتٍ من لغات لا يقوم فيها هذا القيد على توارد الحروف في الكلمة، مثل اللغات الهند-أوروبية، ومنها اللاتينية، فإن اللغة الأمازيغية تعمد إلى الكلمات المقترضة منها والتي تشتمل أكثر من حرف شفهي واحد (b,p,v,f,m)، فتُـبطل ذلك التوارد إما بقلب الحرف الأنفي (m) إلى نون، وإما بإسقاط أحد الأحرف الشفهية (b,p,v,f,m) إسقاطا.
وإذ أسماء أشهر التقويم الفلاحي في الأمازيغية مقتبسة، في شمال إفريقيا، من لائحة الأشهر اللاتينية (والاستقرار الزراعي في المغرب كان أسبقَ/أقدم في بعض التجمّعات الأمزيغية الجبلية)، فقد تميّز النطق المغربي بنطقٍ قديمٍ لبعض تلك الأشهر ذات الأصل اللاتيني التي تضم تسمياتها أكثر من حرف شفهي، نطقا يُجري ذلك القلب أو الحذف، فيقال:
.
النطق المغربي (بما في ذلك الوثائق الرسمية قبل 1984)
.
- شُتـــنـبـــِر Septembre (إبدال السين الرومية/القشتالية شينا كما هي القاعدة) وإبدال الميم نونا لتنازعها مع الباء كحرفين شفهيين
- دُجَــنْـبِـر Décembre (إبدال الميم نونا لتنافر الميم مع الباء كحرفين شفهيين)
- نوَنبِر Novembre (إبدال v الرومية واوا هنا، أو باء أو فاء في أماكن أخرى كما هي القاعدة)، وإبدال الميم نونا لتنافر الميم مع الباء كحرفين شفهيين
- برايــر/يبراير Février/February (إسقاط الفاء لتنافرها مع الحرف الشفهي /ب/ المنقلب عن أصل الاقتراض: /b أو v/)
.
نفس الأشهر في بعض الوثائق بعد 1984،
(بما في ذلك إعادة تحميض تسمية /أغسطس/ بدل "غشت")
- سبتمبر (اجتماع ثلاثة أحرف شفهية: الباء ثم الميم ثم الباء)
- نوفمبر (اجتماع ثلاثة أحرف شفهية: الفاء ثم الميم ثم الباء)
ديسّمــبـر (اجتماع حرفين شفهيين: الميم والباء)
- فبراير (اجتماع حرفين شفهيين: الفاء والباء)
----------------
هذا عن مجرّد جانب السلامة اللغوية (عربيّها وأمازيغيّها) في باب ما يأتلف وما لا يأتلف، وهو جانب يبيّن أن ألفاظ المفردات منزّهة عن العبث وليست اعتباطية؛ ودعك عن الأبعاد الرمزية للقاموس الإداري، مثله في ذلك مثل قاموس الأعلام في الفضاء المؤسسي والفضاء العام.
-------------------
المراجع المشار إليها
Elmedlaoui, M. (1995)-a "Intégration de l'emprunt en arabe dialectal marocain" ; communication donnée dans ‘Réunions de JRAEL (Judéo-arabe: recherche éthnolinguistique)’ ; (LACITO, Paris, 12 09 1995) parue in Georgette Bensimon-Choukroun: JAREL Judeo-Arabe Recherche Ethnolinguistique N° 6 (1996), pp: 7-20.
- Elmedlaoui, M. (1995)-b Aspects des représentations phonologiques dans certaines langues chamito-sémitiques, Publication de la Faculté des Lettres et des Sciences Humaines de Rabat, série Thèses et Mémoires, n°23.
Elmedlaoui M. (1995)-c: "Géométrie des restrictions de cooccurrence de traits en sémitique et en berbère: synchronie et diachronie", Revue Canadienne de Linguistique (40)1 pp:39‑76.
---------------------------------------------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres