OrBinah

(En arabe) Nouvelle translitération, des caractères hébraïques en caractères arabes, du livre Al-Lumaâ d’Abu ‘Lwalid Ibn Janah de Cordoue

من جديد وقديم اللغويات

قصة "كتاب اللُمع" لأبي الوليد مروان بن جناح القرطبي

 

 

 

 

 

"كتابُ اللُمَــــع"، الذي عرف كذلك بـ"كتاب الأصـــــــــول"، الذي هو من تأليف الطبيب اللغوي الأندلسي، أبي الوليد مروان بن جناح القرطبي المعروف كذلك بــ"ربّي يونـــا" (995-1050م)، هو كتاب في صـــــرف ومعجميّـــــة اللغة العبرية محرَّر باللغة العربية المدوّنة بالحرف العبراني كما جرت العادة في تآليف كثير من اليهود في عصر المؤلف. إنه كتاب كان قد حقّـقه تحقيقا معتمدا على عدة نُسخ مخطوطة وقلب حرفَـه من الحرف العبراني الأصلي إلى الحرف العربي المحققُ الهنغاري-الانجليزي ADOLF NEUBAUR،  ونشره سنة 1875م بدار Claredon Press. Oxford بعنوان بالإنجليزية "The Book of Hebrew Roots" (انظر الصور المرفقة؛ وتوجد نسخة فاكسيميلي على الخط في الشبكة)؛ اي في نفس السنة التي حقق فيها باركًيش/Barges بباريس "رسالة الربّي يهودا بن قريش إلى يهود فاس حول القرابة المقارنة بين العبرية والعربية والكلدانية/الارامية" التي أعيد تحقيقها ونشرها في حرفها العبراني الأصلي سنة 1984 على يد Dan Beker بإسرائيل، وهي رسالة/كتاب من نفس الصنف: عربية مدوّنة بحرف عبراني (الصورة المرفقة بحرف عبراني؛ كان أحد طلبتي في كلية الآداب بوجدة في نهاية الثمانينات أو بداية التسعينات، السيد الطاهري، قد قلب فصلا منها إلى الحرف العربي في إطار إعداده لشهادة الليسانس).

"كتاب اللُمع" هذا قد أعاد اليومَ الأستاذ مولاي المامون المريني قلـــبَ حَـرفه إلى الحرف العربي، وقدّم له تقديما مشفوعا بتقديم آخر بالعطف من طرف الأستاذ أحمد شحلان. ومن شأن ذلك أن يشكّل فرصة لجمهور قرّاء العربية الذي انقطع عنه سند العلم منذ قرون، لاكتشاف وجه من أوجه الحركة اللغوية الرائدة تاريخيا في علم اللغة المقارن في فضاء ما بين عدوتي مضيق جبل طارق بالغرب الإسلامي في منتصف العصور الوسطى.

بمناسبة صدور هذا الكتاب ونزوله إلى السوق، وإن كنت لم أتمكن بعد من الحصول على نسخة منه، تذكّرت الطالب المرحوم، بوجمعة علّاوي، الذي كان من الدفعات الأولى المتخرجة من كلية الآداب بوجدة والذي انتقل إلى باريس لإعداد دكتوراه. سجل رسالته في جامعة السربون تحت إشراف اللغوي المقارن دافيد كوهن (1922-2013) حول نفس كتاب اللُمع لابن جناح. كان دافيد كوهن من المكثرين في باب الإشراف الأكاديمي الذي كان فيه عنصر العدد من معيارا حاسما في مسألة التمكّن في الجامعة الفرنسية، زيادة على محاضراته في السوربون وفي مدرسة الإينالكو وعلى مشاغل البحث والنشر؛ ولم يكن يكن يجد الوقت اللازم للتأطير الفعلي لأبحاث الطلبة. أطال الطالب بسبب ذلك كثيرا في هيكلة معمار رسالته وتحرير فصولها، إلى أن ضاعت منه المنحة، فأصبح مجبرا على القيام بأشغال هامشية كما حصل لكثير من أفواج طلبة جيل الثمانينات وبداية التسعينات في باريس؛ وكنت ألتقي معه خلال مقامي بباريس فنتحدّث على عمله، وبدا لي منذئذ أن قدميه في مسيرة البحث وحتى على مستوى التوازن السيكولوجي قد بدأتا تخطئان الدوّاسة. انتهى به الأمر إلى اضطراب نفسي موصوف لمدة طويلة (كما حصل لطالب آخر من طلبتنا، السيد محمد مومّو، كان يشتغل على عروض ملحون/حيدوس ناحية دبدو؛ انظر هـــــــــنــــــــــا). عاد الطالب بوجمعة علّاوي بعد ذلك لى إثر تلك الأزمة النفسية التي طالت إلى أهله بوجدة ولزم المنزل. زارني مرة في النصف الثاني من التسعينات بمكتبي وأنا حينئذ نائب قيدوم بكلية الآداب بوجدة، أدرّس اللغة العبرية في نفس الوقت وتحدث لي عن رسالته حول "كتاب اللمع" المذكور، التي قال إنها جاهزة ولكن لم تعد له إمكانية مناقشتها بسبب تقادم التسجيل، وطلب مني النظر في ما إذا كانت الكلية على استعداد لنشرها. عرضت الأمر على قيدوم الكلية، الذي تشاور مع لجنة النشر فقبل الطلب مبدئيا، وسلّمني قرصا يتضمن عمله. لكن مشاغلي المزدوجة، وكذلك مشاغل الأستاذ عبد الكريم بوفرة الذي كان يدرّس كذلك اللغة العبرية وكان ربّما يعدّ للالتحاق بباريس في مهمة بحث من عدة أشهر في إطار منح أوبيلف-أوريف، جعلت مواكبة عمل النشر متعذرة خصوصا وأن العمل الذي تم في الظروف الصحية المذكورة كان يحتاج إلى إعادة هيكلة وتنظيم لكي يصبح قابلا للنشر. بعد أقل من سنة، بلغنا أن طالبنا القديم قد وافاه الأجل. قمت بزيارة تعزية لوالدته وأخيه بحيّ "واد الناشف" بصفتي نائب قيدوم الكلية، وبمعية زميلي الأستاذ بوفرة، ووعدنا والدة المرحوم وأخاه بأن الكلية ستعمل على نشر عمله... ثم طوّحت الأيام بالجميع بسبب ما يقتضيه ذلك العمل من إعادة هيكلة. كالمتُ الأستاذ بوفرة هذا الصباح حول ما إذا كان ما يزال يحتفظ بالقرص لأني شخصيا لم أعد متأكدا من التوفر عليه ولا أعرف في أي ركن من أركان أرشيفي أبحث عنه.

 تلك المسارات المأساوية التي حصل الكثير منها بأوجه مختلفة لكثير من طلبتنا ولكثير من زملاءنا أيام الطلب في باريس، كنت قد تناولت بعض سوسيولوجياتها في كتاب "يوميات موحمّاد" (تحت الطبع). وقد أشرت في ثنايا بعضها إلى الطالب المرحوم، بوجمعة علاوي. فقد ورد في النص-53 ("مشطبّة أخرى معا أطروحة الدولة") من ذلك الكتاب ما يلي

 [[... هاكذاك صبح موحمّاد، ابتيداءً من نيهاية الثمانينات متورّط وحاصل في ذيك المادّة د-العبرية، اللي كان غير تطوّع باش يحلّ المشكيل ديالها للشعبة. وفيعلا، بدا كا يتّاصل خيلال الإقامات دياله فباريس بواحد زوج د-الطلّاب وجديين قُدام كانو كا يحضّرو رسائلهوم فالعبرية فجاميعة السوربون، وكان باين بلّي قراب يناقشو (بوجمعة علّاوي معا "دافيد كوهن"، وعبد الكريم بوفرة معا "حاييم روزن")، وذاكشّي باش يقنع شي واحد منّهوم يلتاحق بوجدة بعدما يناقش، لأن التوظيف كان كا يتم بشكل مباشر غير بطالاب للعاميد يلا كاينين مناصب مالية شاغرة، ولأن العبرية كان عليها طالاب فهاذوك العيمان فالرباط والمركز بصيفة عامّة معا تاوسّوع خاريطة الجاميعة. الطاليب الأول، "بوجمعة علّاوي" اللي كان كا يخدم على "كِتاب اللُمَع" ديال "ابن جناح"، تعثر مسكين ومن بعد مرض نفسيا قبل ما يتوفّى كًاع فالنيهاية، الله يرحمه...]

كما ورد في النص-66 ("من أمودّو ن-باريز إلى ريحلة بّــانام، مدينة الأنوار") من نفس كتاب "يوميات موحمّاد" ما يلي حول بعض أوجه سوسيولوجيا الطلبة المغاربة بباريس:

[[هاذ الموسْم ديال القصّ وهريد الناب (فالحي الجامعي الدولي فباريس)، كان كا يقصده، فالحاقيقة، ما-شي غير الطلبة الحقيقيّين؛ حيث كان كا يقصده فالواقيع "الشعب"، كلّ "الشعب"؛ أي جميع اللي حالته ما-شي حتّى إلى تمّا في باريز واللي عنده شي صيلة بالقطعان ديال قيطاع الثقافة: مجارح الجامعة اللي تّبلوكاو وضاعت ليهوم الوضعية، موناضلين تالفين كا يظـلّو مقيّلين فحلاقي بوبور بمركز جورج بومبيدو، ويجيو يتّعشّاو ويكمّلو النيقاش فالبهو أو في ساحة المطعم ويغنّيو شويّة؛ ثمّ هناك بعض اللي تقطعات بيهوم الحبال في باريز من موختاليف الحركات التاحرّورية بالإضافة إلى كثير من الشمشاما ديال المصالح المختالفة ديال فرانسا وديال بلدان أخرى. كثير من هاذ الوكّـالا كانو كا يجيو للمطعم من جميع قيهرات باريز حاركًين فالميطرو (كا ينقزو على الحواجيز أو كا يلصقو معا شي واحد اللي عنده تذكيرة من اللور بلا استيئذان بلا حشمة) وكا يجيـبو معاهوم صيكان كا يعمّروهوم مرة-مرة بالخبز بلا حدود لأنه كان "أ-فولونطي".

بقى موحمّاد راصد اللوحة الباشارية والسوسيولوجية ديال هاذاك المطعم على مرّ ما هوّا قريب من ربعة د-العشريات. صبحت بعض الوجوه وبعض النماذج معروفة عنده باعتيبارها من "الطلبة" الخالدين لمودّة واحد ربع قرن؛ وبالتأكيد أصبح حتّى هوّا، في عيون هاذيك الفيئة د-الخالدين فالمطعم، من الوجوه الملازمة للديكور ديال هاذاك المطعم لبيضعة أشهور فالعام. وكان كا يلاحظ أن بعض هاذوك الطلاّب الخالدين، وأغلابهوم جزايريين ومغاربة، كا يشيب ويتقوّس ليه الظهر بالصاك دياله السرمادي بواحد السورعة فائقة، وكا يشفق من حالهوم خوصوصاً ذوك اللي عنده معاهوم معريفة قديمة. هاذ الفيئة باختيصار هي مجارح الجاميعة (كيما كانو الناس كا يقولو "مجروح الجامع"). كا يجيو في سنّ بيداية العشرين باش يحضّرو شي أطروحة/أحطوطة/أسروسة فشي موضوع "سوسيو-سيميوطيقي-موعجامي-نقدي..." نقدي كا يخلع، ويتخلّطو ليهوم العرارم، وتخطف ليهوم أنوار باريز وباراكة نوطردام أبصارهوم، ويبداو يغنّيو بحال بوزوزوان/"لا-سيكًال"، ما بين "بوبور" و"موبير موتواليتي" والمطعم الجامعي حتّى تمشي ليهوم المينحة. من بعد، كا يبداو أعمال البريكول (حيراسة ليلية، عيناية بالشوابن، سطاداريست ليلي...) باش يخلّصوا لكرا؛ ويبداو كلّ عام يرغبو فالأستاذ الموشريف باش يمدّد ليهوم، حتّى يتحرمو نيهائيا من تمديد التسجيل ومن بيطاقة الطالب؛ وتمّا كا يبداو يلعبو لوعبة الفار والمشّ معا جيهاز الحيراسة د-المطعم، اللي تقوّى معا منتاصف التسعينات بعد إغلاق جميع المطاعم ماعدا المطعم المراكازي، جيهاز اللي تكلفت بيه شريكة خاصة وما بقا-شي كا يـسند المهامّ دياله لبعض الطلبة النافذين من فيئة الخالدين القاطنين في دار "آر-زي-ميـتـيي" على وجه الخصوص أو حتّى في دار المغريب اللي صبحت شوي بشوي بحال شي زاوية عندها تسيير ذاتي ديال القاطنين. تمّا بهاذاك التزيار، كا تكون وضعية البلوكاج تمّت، حيث الطالب ما بقا-ش كا يستاطع يصيب ما ياكُل وما يقدّ-ش يدخل لبلاده بعدما تم سنّ قانون التأشيرة، والطالب ما بقا-شي عنده وثائق كا تتثبت وضعية وموريد عيش. تمّا كا يتصعّد النيضال وتنصبّ النقمة على "السيستيم" و"النيظام" ديال البلاد، وتكثار التصريحات النارية فالراديوهات ديال جاليات الموهاجرين بحال "راديو صولاي"، وكا ينتاهي الأمر باعتيقاد الموناضيل أنه "موهدّاد" في بلاده بسباب الفضح دياله لـ"الفاساد"، ومن تمّ كا يعتابر نفسه لاجيء أو عايش فالمنفى...]]

------------------

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques



12/01/2021
1 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 345 autres membres