(En arabe marocain). Les lois de la bagarre dans le monde des enfants (texte narratif ethnographique)
عين العوينة
2- المعاركة وقْواعْدها عْـند الصغُـار
معا الوقت والمودّة، ما بقاش دوّار العوينة بالنسبة لموحمّاد غير مكان فين يصيب معامن يلعب ملّي يكون عنده الوقت أو يسرق الوقت بلا ما يكون عنده. تمّا، بدا كا يتعلّم شلّا نواعر، ويفهم شلّا حوايج اللي ما كان-شي يمكن ليه يتّعلمهوم أو يفهمهوم فدارهوم بدوّار الشرفا أو معا لالّة فضيلة عزيز، اللي هيّا حاجبة بحال جميع الشريفيات، ما كا يحوزها-شي "باب كًنّون" لبرّا، واللي كان مازال كا يمشي يلعب معاها مرّة-مرة ملّي يكون الشريف مسوّق الاربعا ولّا الحدّ ديال أولوز، وتمّا كا يفرحو بيه حتّى الشريفيّات الكبارات حيث كان كا يقبل أيّ تسخيرة على برّا وكا يقضي ليهوم الغاراض حيت كان كا يبريكولي مزيان، بحال الواليد دياله. كان كا يبريكولي ليهوم جميع المُّاعن والدوزان ديال "انوال"/"فمّ الكانون" (مغرفة الكانون، مصالح/شطّابات، غلاقات البرقان والبرارد، قفولا، مُّاس حافيين، ...)؛ وحتّى يلا بغاو يسرقو شي شوي د-الزيت أو شوي د-الكًمح من "اكًران" أو من "الطونية" فالمعصرة أو من خوابي البرج ديال "دويريّة الخرازا" ملّي يغيبو الرجال، كان هوّا اللي كا يقوم ليهوم ومعاهوم بهاذاكشّي، علاحقّاش كان كذليك زعيم وشعباط معا الحيوط والسطوحا بحال شي بوبريص، وما-شي غير بريكولور ديال مُّاعن وذوزان "فمّ الكانون"/"تالحنيّت" وديال القفولا والبيبان والحبال والكًـفاف... هاذيك الخدمة ديال فسابيل الله، ستمرّ فيها موحمّاد حتّى كًاع من بعد ما دخل للسكُيـلة فدوّار "تاماصت" وتعلّم احساب مزيان، وبد كا يقرا "الأشياء" ويعرف "الأشكال" (لا-لينيْ ضروات، كورب، بريزي؛ لانكًـل؛ لو-كاري؛ لو-ريكطانكًل؛ لو-سّيركل...).
بالصحّ دوّار العوينة - على حساب ما بان ليه ملّي كًاع كبر - هوّا اللي كان مدراسته الأولى فمسايل أخرى من غير القراية والكتبة والحساب و"الأشياء". دوّار العوينة كان سوق دايم؛ كلّ نهار كا يشوف فيه الواحد أو يسمع فيه شي حاجة جديدة، ما-شي بحال دوّار الشرفا، اللي فيه غير ثلث ديور مُّاليها مساليين غير بهايمهوم ودجاجهوم وسوار قلعتهوم، وملّي كا يتلاقاو الرجال بثلاثة فالباب البرّاني، لايحين عينيهوم على الجنانات وكا يبركًـكًو فاللي دايز معا الطريق، ما كا يكونو يدويو غير على مسايل الجنانات والخمّاسا والبهايم أو على اللي سمعو فالاسواق بلّي وقع فالدواور الأخرين أو فالدنيا كًاع، بحال اللي حصّلوه سرق فالسوق ودكًـدكًـوه، أو اللي قالو دّاه الواد، أو اللي طاح فالخطّارة، أو ركلاته البغلة، أو عضّه الحنش، أو اللي دعا شي واحد عند الشيخ ولّا كًاع عند القايد، ... وكُلشي ذاكشّي ما كان كا يهمّ بزّاف موحمّاد ملّي يكون كًالس حداهوم كا يسمع، ما عدا أخبار الحنوشا لأنه كا يخاف منّهوم بزّاف، حيث كُثار فالجنانات وحتّى فديور دار الشرفا نيت، وكانت الواليدة ديما توصّي فيه يردّ البال من الغيران والعشوشا والسدر وشجار الزيت والخرّوب، ...
أوّل حاجة موهيمّة تّعلّمها فالعوينة هيّا أن الدنيا ديال الدراري الصغار معكًـّـدة بزّاف وما-شي ساهلة كيما كا يقولو الناس الكبار. هيّا دنيا كاينين فيها الدراوش، وكاينين الباسلين وهوما الكُثار؛ كاينين اللي نيّة وحدة ووجه واحد، وكاينين البلاعط والحرايميين اللي كا يتّلوّنو، وهوما الكُثار. كاينين اللي شادّين وقّرهوم، وكاين اللي عزيز عليه الشّر وكا يتّعدّى على اللي ما بغى يدخل تحت حكامه، وكاينين المحكومين البحلاسا القزّابا المسّاحا، وهوما اللي كُثار. والدنيا ديال الصغُار عشاير وملامّة ومحامية, كاين الل كا يبان على صباغته، وكاين اللي قاتله غير الشيكي وقنّوفته ديما للسما...
كا تنتاشر فالدنيا د-الدراري شي قصايص وكذبات ما يعرف حتّى واحد منين كا تجي، ويا ويل اللي كذبو عليه بلّي قال كاذا، أو دار كادا، أو تدار ليه كادا: يعيى ما يحلف ليهوم بسدي علي وموحمّاد، وبلالة العالية حماد، وسدا-عيّاد، ومولاي عبد القادر الجيلالي، ويزيد يدعي على راسه بالجدري والعما، والقرينة والهيمار، ما يكون اللي يثيّقه: كا تكون، صافي، مشات!.
المسايل والدعاوي ديال الدنيا د-الدراري الصغار، اللي ما كا يوصل منّها سيوى حاجة قليل للناس الكبار ويبداو يضحكو، حيث ما كا يفهمو والو، كا تّـحــلّ غير بين الصغار نيت فالزناقي وفالجنانات بالمدابزة والمكًارعة، وكيّت اللي كلاها فضلوعه؛ حيث قليل فاش كا يشكي اللي خلا ليه شي واحد دار بوه. كا غير يكمّدها ويقول لــللّي خلى ليه عشّته: "ما نسمح ليك يلا عند الله". ذاكشّي علاحقّاش اللي شكى بشي واحد اللي دكًدكًـ ليه ضلوعه، كا يقولو ليه الكبار والصغار: "الله يخليك يا بوخنونة قليل الفايدة! علاه غلبك؟ واش كا يوكّلوك النخّالة؟...". والمحامية فالفتونة كا توساع وتضياق على حساب الحالة: يا ما بين الخّوت، يا ما بين الصحاب، يا ما بين ولاد "اكًمّاضانّ" وولاد "اضوّار" اللي كا يفصل بيناتهوم مصرف العين، يا ما بين ولاد دوّار العوينة كاملين وولاد دوّار ماديدة اللي كاين من ورا "واد بوسريويل". بعض المرّات، هاذ الفراقي الكبار كا يديرو بيناتهوم الكًيرّة بالحجار معا العشية حتّى يهرب واحد الفاريق منّهوم ويبداو يصيّحو عليه. ملّي كا تنوض الحرْكة والكًيرّة بين دوار العوينة ودوّار ماديدة، موحمّاد - اللي هوّا من دار الشرفا اللي فالوسط بين هاذوك جوج د-الدواور- كا يصيب راسه معا ولاد العوينة، وعمّره ما عرف علاش. واش ملّي كانت العوينة هيّا كًاع لاش سبق خرج، ولّا كيفاش؟
فهاذيك الدنيا المغلوقة ديال الصغار، اللي كا ترغٌل بالسرار اللي الناس الكبار ما كا يسيقو ليها خبار، تّعلّـم موحمّاد، بلا ما يعلّمو حتّى واحد، كيف يبدا يطلب السلّـة بلا عنب ملّي يحسّ بالدعوة كا تحماض، وكا يسلت بلا ما يبان بلّي راه هرب. ذاكشّي علاحقّاش كا يعرف بلّي -بصيفته ما-شي من الدوّار- راه ما عنده حتّى عشيرة اللي معامن يتّحامى؛ وزايدون هوّا ما كا يعجبه-شي يـقزّب وبحلس ويحتامي بشي يـشّيــر من ذوك اللي عندهوم الحكام فالدنيا د-الصغار، واللي ما كا يدّابزوش بيناتهوم حيث حتّي يلا سلت شي معصي من حماية واحد لحماية الاخُر، المعصي هوّا اللي كا يخلّص فالأخير.
ثلث مرّات خلاو لموحمّاد دار بوه قبل ما يفهم هاذاكشّي ويبدا يكون على بال أكثر، وقبل ما يزوّل مزيان الدهشة ديال اللي عارف بلّي ما عنده عشيرة. كانت وحدة من هاذوك المرّات ملّى خرجو الدراري واحد النهار من الجامع (كثرتهوم من "العوينة" نفسها، وثلاثة من "ماديدة" وهو من "دار الشرفا") وزادو كا يتزافطو فالطريق, غير وصلو لباب "دار ايت عومار" بقاو تمّا زايدين فالزفاط. بان ليهوم يتفرّجو شوية فالمشانقة ديال شي جوج منّهوم بذيك اللعيبة ديال "زغيبتـــك فوق زغيبته". هاذيك اللعيبة، كا ينوض شي شرير مسخوط الوالدين، ويقصد شي واحد آخر ويقيس ليه قلُـّيعة الراس بيديه، ويمشي يقيس ثاني راس واحد أخر، ويقول للأول "راه دّا ليك زغيب".
كا يبدا ذوك جوج المزاغب مشابكين كا يتناقزو على بعضهوم بحال الديوك: كل واحد كا يحاول يمدّ يديه باش ي"ردّ زغيبته" بلا ما يخلّي الأخر يقيس ليه ثاني راسه ويدّيها ليه؛ وكا تكمل المسالة بالمشانقة، و"العباز"، و"جنيبة"، و"النصوصا"، والتمرديع فالغبار، والآخرين كا يتّفرجو ويضحكو، ويشجعو... هذاك النهار بغاو ولاد العوينة يتفرّجو فولاد ماديدة بلا ما يدّي ذاكشّي ثاني للفتونة معاهوم. ناض واحد من العوينة، وقصد عبدوالله اللي من ماديدة، وهزّ ليه زغيبته ودراها على راس موحمّاد، ولد دار الشرفا، وانطالقات المقامشة، حيث نقز عبدوالله على موحمّاد باش يقيس ليه قلّيعة راسه، ومحمّاد ما رضاش. صافي حما الطرح: من التنقاز للمشانقة، والخنيكًـ، والقجّان من الركًـّابية د-القشّاب...
واخّا كان موحمّاد دهشان فالأول، دغيا جمع راسه وبدا شانق على صاحبه بيديه اليسرى، وعاطيها ليه بالسقيل الطنّان باليمنى حتّى تلّفه وحمار وجهه بحال شي بصلة وبانو الرقاعي بحال شي بلغة مهنكرة. بداو صحاب الفراجة كا يقولو: "والله يلّا غلبه!"، وزاد موحمّاد تشجّع، وفشلو ركابي عبدوالله.
ما عرف موحمّاد كيفاش، حتّى حسّ بشي تصرفيق من اللور والضرب على كًفاه والخو الكبير ديال عبدوالله كا يغوّت: "علاه، للكلبة يمّاك، زغيبة فيها الطرش؟! ما معاناش الطرش...".
تمّا طلق موحمّاد من صاحبه، وعطاها للبكا حيث حسّ بالحكًرة وهوّا كان غالب. ناض براهيم بن حميتّي من ولاد العوينة، وحتّى هوا كان من الدراري الكبار، وبدا كا يقول لذاك خو عبدوالله: "لا؛ ماشي هاذاك هوّا الشراع. زغيبة ما فيهاش الملامّة؛. حشومة عليك. علاش ما تخلّي اللي غلب يكمّل غليبه؟"
---------------------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres