(En arabe marocain). Le monde des bergers (texte narratif ethnographique. Maroc).
دوّار العوينة ودواور إيكًودار
5- السرحة، والدنيا د-الرعيان
الرعيان، صغُار أو كبار، كا يشكّلو صنف خاصّ ما بين الناس ديال دواور إيكًـودار. عندهوم دنـيـّـتهوم الخاصة، هيّا الغابة. فيها كا يزاولو خدمتهوم اللي هيّا السرحة، وفيها كا يلعبو لعبهوم بجميع الأنواع والوجوه دياله. السرحة خدمة/حرفة محكًورة وطايح شانها وشان صحابها فعيون الجاميع. من تمّا جاو الوصاف الناقصة ديال المعيار فكلام الناس، ملّي يقولو بحال: "تارعوانيّت"/"تامكساوت"، "بن السارح الآخر" وغيرها. والحقّ هو أن الرعيان، صغار وكبار، بحالهوم بحال الأخرين: فيهوم وفيهوم، واخّا كا تغلب على بعضهوم الغفلة والتسهـسيه حيث كا يختاروهوم الناس بكثرة من بين المـسهســهين؛ حيث كاين كًاع منهوم اللي كا يعرفو-ش يحسبو من واحد حتّى لعشرة. وشاف كًا موحمّاد واحد المرة واحد الراعي جبّالي هبّطوه أهله بالغلم دياله من الجبل فوقت الثلج لعندهوم فالدار، وشرط عليهوم الواليد، اللي كان هوّا اللي مشارك ليهوم الغلم، أن الراعي ولدهوم يبدا يبات معا الغلم فالهري ديالهوم فالزريبة، علاحقّاش قال ليهوم بلّي ولدهوم مكًـمّـل بزّاف، وأنه خايف على ولاده، وقبلو بذاكشّي لأن الراعي مُّالف ينعس معا النعاج والمعيز ببرغوثهوم فالزبل دياهوم المعجون ببولهوم. هذاك الراعي، اللي كان راجل كبير، وديما محزّم فجلّابته د-الصوف، ملّي يبغي يدخّل الغلم فالعشية، كا يخرّج واحد الصريرة د-حجيرات الواد/"الرضاف" من شون/احبوش تحزيمته فين كا يدير الخبز حتّى هوّا، ويوقف فباب الزريبة؛ وكلّما درخل راس من ذيك الغلم، كا يخرج حجيرة من الصرّة. والنهار اللي تبقى ليه شي حجرة فالصرّة، كا يعرف بلّي شي راس د-الغلم خاصّ: يمّا كلاه الديب، وإما داز فالغابة لجيهىة شي قاطيع آخر وخصّه يفتّش عليه فالغد-ليه. وتمّا كا يبدا هوّا والواليد ديال موحمّاد يحققو فريوس الغنم فالزيبة، علاحقاش كل راس (نعجة، خروف، كبش، معزة، جدي، عتروس) معروف بوجهه من بين ميّة وأكثر (ذيك النعجة مولاة كذا، ذاك الخروف مول كذا، ذيك اللي تشرات بميتين ريال، ذيك المعزة اللي كا ترضع راسها ملّي تكون سارحة...).
كاينين جوج د-الأنواع د-السرّاح/الرعيان: رعيان البـكًـر، اللي كا يسرحو بشكل موقّات فمواسم الربيع والصيف، ورعيان الغلم اللي كا سيرحو بشكل دايم شتا وصيف، ربيع وخريف. هاذ الصنف الأخير، الدنيا دياله واعة وموزّعة ما بين الغابة، وزريبة الغلم، والقنت د-الماكلة والنعاس؛ ما كا يمشي للسوق، ما كا يكًلس معا جماعة الصغار والا جماعة الكبار؛ وأغلب كلامه فالنهار كا يكون غير معا النعاج والمعيز، بالسبّان ونعيل الجدّ وتجلكيط العصا والحجار على شي معزات أو نعجات معروفات عنده بالزعامة للقاطيع فالمشاغبة، خصوصا فالوقت اللي كا تضياق ميساحة السرحة فالغابة بسباب الحرث. وزايدون، قليل فاش كا يكون شي واحد من العائلة هوّا الراعي ديال غلمها؛ وأغلب الرعيان المزيانين الحادكًين والقانعين - بحالهوم بحال الطولبا د-الجامع المزيانين القانعين - كا يكونو من الشلوح الجبّالة، وما كا يعرفوش يهضرو مزيان بالعربية حتّى ملّي كًاع يبداو يفهموها. عليها كا يبقاو غير مكوّنين حتّى كًاع يلا تّـحاز الواحد منّهوم باش يهضرمعا شي واحد آخُر، وذكشّي باش لا يبداو الناس يضحكو على كلامه. هذاك الصنف من الرعيان، يكون كبير ولّا صغير، ما كا يكون-شي عنده لا الوقت والا الكلام المسرّح باش يشارك لا في لعب الصغار والا في لعب الكبار فالدوّار، وكا كًاع يكون محروج يلا وقع ليه يدوز قدّام شي جماعة. ما كا يستردّ ثيقته فراسه حتّى يدخل الغابة في وناسة الغلم دياله، كا يحكم فيها ويضربها بالحجر وتجلكيط العصا يلا عصّباته، وكا يحكم فالكلب دياله، ومرّة-مرّة كا يفوبر معاه بشي شدق من الخبزة د-النهار اللي كا تكون عنده فالشكارة/اقُّراب.
***
بالنسبة للسرّاح د-الغلم، فصل الشتا والربيع فا شكا تصعاب الدعوة؛ حيث بسباب الحرث، كا تضياق الرقعة د-السرحة، وياويل اللي دازت ليه الغلم للزرع ديال شي واحد. وزايدون فهاذيك الوقيتة كا يكون الديب جيعان وناشط، ما مسخّفاهشي السخونية والعطش؛ وكا يكون النهار اللي كا يولدو فيه جوج ولّا ثلاثة ما بين نعاج ومعز، ولازم الراعي يوقف على كلّ وحدة، ويخرّج الزايد من جغلافته فالحين باش لا يتّخنق، ويرضّعه قبل ما يسخف، ويبدا هازّه فدراعه وهوا غادي معا الغلم ومدّابز معا تشغاب المعزات اللي كا يتّسلّـلو للزرع. بعض المرّات كا يرجع فالعشية هاز ثلاثة د-الحملان، وهوّا يجاري: يلا ردّ الغلم من جيهة تسبق ليهوم شي معزة مشاغبة لجيهة أخرى؛ عليها هذاك الفصل فاش كا يكثر الكسير وتزوال القرون علاحقاش كا يطلع للراعي الزعاف ويبدا غير كا يجلكط بعصاه، فينمّا جات. بالصحّ فهاذاك الفصل كذلك فاش كا يكون الراعي شبعان. زيادة على "فطور الراعي" ديال الصباح بكري، اللي كا ياكله معا طلوع الشمش، وذاك الخبز (تانّورت أو الرغيف) اللي كا يعطيوه يعملو فالشكارة، حتّى يلا ما شمّـمه ليه فيه الزبدة أو الزيت، كا يصيب فهاذاك الفصل باش يدوّزه مزيان فالغابة: ملّي ما يشوفه حتّى واحد، كا يقبط شي معزة والدة، ويبدا يشدّق الخبز ويرضع منّها باش يدوّز. وكاين كًاع اللي كا يحتافظ فالغابة بشي بواطة د-الجالوق، كا يحلب فيها المعزة وكا يفتش على نتيفات من صوفة الخرشوف الخلوي ويرمي منّها فالحليب، ويروب ليه فالحين. وملّي كا يشوفو الناس شي راعي مطبّع ليه وجهه بزّاف بالكًوب، كا يقولو ليه "ياك آ-الكافر بالله، عاطيها لرضيع المعيز!".
الراعي كا يقد يكتافي بالموحيط ديال الدينا دياله فالغابة بدون ما يتّـلهى بوالو، وما يقنط؛ بحال "شكًاكًـ" ، الراعي تا "ايت الرامي". وكاين اللي كا يدوّز النهار غير بالسوطان فالعوّادة دياله د-الكًصب أو المعدن، أو يبدا غير ينقّـر نقير أحواش بصباعه غير فالعصا دياله الكرمانة اليابسة ويخرّج منها ضربات الهمز والنقّر حدا وذنيه، ويبقى ناشط كا يشطح غير معا راسه وعينيه على الغلم.
والاكين كاينين رعيان كا يدوّزو النهار بشي ناشاط خاصّ. بحال ضريب الكروشي/المخطاف وتصواب الطواكًي (أو التقاشر أو الكًدام) د-خيط الصوف طواكًي الصابرة أو الفيرار، سوا بالوصاية من شي واحد، سوا غير هاكّاك ومن بعد كا تّباع الطاكًية قبل كًاع ما تّسالى. الطواكًي د-كُبّة الصابرة كا يكونو باللوان وبالنجمات السداسية أو حتى صورة الطوموبيلات. كان "سي العياشي" ولد "سي علال القُـرش"، اللي كان كا يسرح غلم دارهوم، قبل ما يخلفه خوه، سي براهيم، من الطوايكًيّا الحادكًين، هوّا و"حمُّاد ولد حماد تاع ايت سدا عتمان" و"عبد الكبير ولد ايت ومزاورو" والمحجوب ولد العناية" اللي فــ"تاكًـاديرت"...
بعض المرّات، ملّي تكون السرحة فـالتيرّا ديال "بوطويل" على حاشية "واد بو-سريويل"، كا يمشيو الرعيان للشباكي ديال باراج السلك، اللي هيا عامرة بالحجر واللي صاوبها المخزن باش تحبس الحملة د-الواد فالدورات دياله لا يدوز لفداد الحرث، وكا يقطعو ذاك السلك بالحجرة من شي بلاصة، ويبداو يفكّـكوه من الشبكة، ويبدا كل واحد يقطّعو كًـراضي-كًـراضي على حساب اشنو باغى يصنع. كاين اللي كا يصنع سنسلة، وكاين اللي كا يصنع شي قبطة ديال قطبان كاباب: كا يسكًـّـم مزيان ذاك السلك على شي حجرة ملسة د-الواد، ويمضّي ليه الراس بالحكّان على نفس الحجرة الحمرا، ومن بعد يمشي يقطع شي قتبان ديال عود الدفلة من وسط الواد، ويصاوب منّهوم مقابط كا يغرز فيهوم ذوك المسامر.
اللي كًاع ماضي وحادكًـ من بين الرعيان، كان هوّا "عومار بولكروش". ما خلّي الحرفة اللي ما جرّبها بحداكًة ومهارة وهوّا معا الغلم دياله، وكا يدوّر الناعورة شوية بذاكشّي. صاوب الطواكًي، وصاوب السباسا د-الزبّوز باللكـُازي دياله مقرّنة ومنقوش بالحفير والنار؛ وصاوب الشقوفا المنحوتين من واحد الحجر خاص، وصاوب خواتم من منقوشة نفس الحجر... وزادها كًاع أنه كان كا يمشي بالليل لدروس "محاربة الأمية" فالجامع ديال "ايت أيوب" معا بداية الاستيقلال، وتعلّم الحروف وبدا كا يتّهجّى، ومن تمّا شرا مجموعة من الكتيبات من عند الفرّاشة فالسوق د-الطلاطا، وبدا كا يهزّهوم معاه للسرحة فشي كارطونة د-الصابون ويعطيها للقراية معا الغلم دياله. بعض المرات، كا يدوز موحمّاد للسكُيلة معا طريق "ماديدة" ويصيبه خرّج بعدا غلم "عوماري" ونشر رجليه ف"تاع ايت سّي بوجمعة" بين "اغرور الجربوعي" و"خرب ايت الغرّابي" كا يتّهجّي شي حاجة. كا يعيّط على موحمّاد، ويسوّله على شي حاجة (شي همزة فوق الواو أو فوق الياء...)... هاذاكشّي علاش ملّي تّعارف معا مُّالين السباسا والشقوفا وعرف كًاع اشنو كا يخصّهوم، ولّى كا يقرا بزّاف "كتاب الرحمة فالطبّ والحكمة"؛ وملّي خرج من السرحة، بدا كا يصايب شحال ديال التخالط والموسخّينات والموقوّيات، وبدا مدوّر بيها الحاراكة.
***
موحمّاد براسه، واخّا ما كان-شي راعي مداوم - حيث كان كا يقرا فالسكُيلة - مارس حتّى خوّا هاذاك النوع من الناشاط شحال من مرة، وصاوب لدارهوم حزمة ديال مسامر الكاباب، وواحد السنسلة للكلب وأخرى لتـازقّـورت/المنداف، وجاب للدار شحال ديا السلك باش يبدا يبريكولي الحوايج ديال انوال/فمّ الكانون (مغارف الكانون، مغارف الما الطايب، غُلاقات البرقان، خُراصي السطولا...) ملّي يطلبو منّه الشريفيات ذاكشّي... وجرّب حتى هوّا ضريب الكروشي؛ بالصّح، واحد المرة اللي كمّل طاكًية وبدا كا يلبسها هوّا براسه بعدما قضى فيها فايت شهرين لأنه كان كا يشري الخيط غير بالتقسيط من عند واحد مول الكيطون فالطلاطا، سّي براهيم خو "سّي حُمّاد المجّوط" المقدّم.
وهاذيك الطاكًية كانت عندها قصة كبيرة: كان موحمّاد سارح هاذ المرّة غير قريب في "جنان بلال" حدا "البيرو/القشلة". وكان سارح غير كباش العيد، اللي كان قريب بزّاف؛ والكباش كانو كا يتّعلفو مزيان فالدار: كبش دارهوم، وكبش ايت سيدي عزيز، وكبش ايت سيدي بنفضيل. كان الحال نهار الطلاطا، والسوّاقا راجعين بحميرهوم أو غير على رجليهوم فالعشية من السوق فطريق الرحّالة/تينزت. كان كًالس فوق جدر واحد الزيتة حدا القشلة عاطيها للكروشي، اللي ما كان-شي حادكًـ فيه بزّاف، وحاضي الكباش اللي سارحين فالحصّيدة بعيد عليه شوية فجيهة زيب "جنان بلال". واحد الساعة هزّ عينيه، ما بانو ليه الكباش. عيى ما يحقق، ما بان ليه والو.
جمع المخطاف والخيط فالطّاكًية اللي كان عاد زوّل ليها القنوت، ودارها فجيب الكًارصون دياله، ودخل معا بين الزيت كا يفتّش؛ والو! بدات الشمش كا تروح، وبدات الغلم ديال أهل "العوينة" (ايت سّي علال القرش، ايت البرّحيلي) و"أمدّرير" (ايت بن بلّا، ايت سّي مّي) كا تقراب راجعة من طحاطح "يمــلّ" و"البياسون". كا يمشي يتعرّض لكل قاطيع ويسوّل الراعي ياك ما هربو الكباش وتخلطو معا غلمه؛ والو. قال معا راسه: صافي؛ الكباش المعلوفين، اللي حاكًراهوم العين، صافي، صاكًهوم معاه شي سوّاق لجيهة دواور تينزرت الكثيرة، من "بوخرصة حتّى لـ"تاكُّرزمي" و"يدا وياكًمّاض"، وفشلو ركابيه وما عرف ما يدير.
الواليد كان ثاني فسفرة من سفراته للجبل. والشمش غربات، والغنم ديال أهل العوينة وصلت لـ"السهب قدّام "دار الشرفا". شاف موحمّاد من بعيد وهوّا مضرّق بحواحد النخيلة الواليدة خرجات من الباب البرّاني للسهب باش تشوف علاش ما بان موحمّاد بكباشه؛ سمع سّي براهيم ولد سي علال القُرش سوّلها واش صاب موحمّاد الكباش دياله؛ وتمّا طلقاتها الواليدة بغوتة كا تولول... "يا ويلتي مشاو العيود، يا ويلتي". تمّا فرتح موحمّاد، اللي كان غير حفيان ولابس واحد الكًارصون/الشورط، ودخل معا بين زيت جنان بلال، وزيت "امارصيّ"، وكان الحال بدا كا يظلام. بدا كا يضور بين الزيت حتّى ظلام الحال مزيان، وداز معا "الغراس"، و"تالات ن-وغانيم"، وطلع معا الكُدية ديال الروضة د-"لالة العالية حماد"، وحبط مخبّي بجنب الزرب د-المسافة د-الروضة. كًلس مودّة، وزاد خاف يشوفه شي واحد فغبشة الظلام، ودخل لبين القبور. وتجبّد حيث عيى بزّاف بالطواف والجري. ... ما عرف حتّى جابته الفيقة وصاب راسه ناعس بين الموتى فالظلام تحت النجوم، وترعب. تّخطف من بلاصته، وعفس ثاني الزرب وخرج لـقنّاية الكُدية. كان العشا فات بزّاف، والضواو د-لانبات ما بقاوش كا يبانو فدوار العوينة اللي فالتحت, نزل من الكدية ضاير من جيهة دوار "امدّرير"، وزاد مع طريق "الشانطي" حتى وصل لـ"دار الشرفا"؛ الباب البرّاني كان مغلوق كيما العادة؛ طلع من فوق باب "الشفرحوش تاع العرصة"، وداز لسطاح الجامع، ونزل للجامع من البلاصة اللي مّالف ينزل منّها فبحال هاذيك الأحوال، وتمغّط فالضصّ ديال باب المقصورة، حيث كان الزمان صيف.
قبل كًاع ما يدّيه النعاس من جديد، بدا كا يسمع شي حسّ جايّ، وكا يبان شعاع الضوّ ديال اللانبة من شقوق الدفة ديال باب الجامع. عرف أن الواليدة جايّة، ودار بحال يلا كا يشخر، حيث قال معا راسه ما غاديش تضربه وهوا فالنعاس... وقفات عليه الواليدة وقالت ليه "يالله، نوض"، وناض وقبطات ليه يديه حتّى دخّلاته للدار، وشدّات بالقفل. مشى لمراح الدويرية ونعس فالأرض فواحد الركنة؛ دغيا دّاه النعاس... ما حسّ حتّى سمع الواليدة كا تقول ليه "يالله نوض". كان يالله بان شوي د-الضو. مدّات ليه كسرة ديال خبز "تانّورت" وقالت ليه: "يالله؛ ما نشوف وجهك حتّى تجيب معاك الكباش".
خرج موحمّاد، وعمل معا راسه بلان تمّ-تمّ: رعيان الغلم ديال العونية وامدّرير، راه كان سوّلهوم البارح. كا يبقاو دابا رعيان غلم "ماديدة" (عوماري، الحوسين تاع ايت الحاج مبارك، ...) ورعيان "ايت يّوب" (ايت الرامي)؛ لازمه دابا يخفّ يمشي يسوّل قبل ما يخرجو ويتّشتّـتو فالغابة. فينمّا دقّ، والو.
تمّا كانت طلعات الشمش بجوج نخلات، وقال معا راسه: دابا لازم ندور قبلة وننزل لطحاح "يـمـلّ" و"الشبايكة" و"اغزو ن-باهمّو" ونبدا نسوّل رعيان هاذوك الجوايه. طلق رجليه معا الغابة. فنينمّا سوّل، والو. زادت الشميشة توسّطات مزيان وزيان الحال فالغابة؛ عليها، مرّة-مرّة كا يغويه شي طير ويبدا تابعه، خوصوصا ذالك الطير اللي كا يسمّيه "ملّـيطص" (كا يبان فشي طحطاحة بحال يلا ناعس ولّا كًاع ميّت؛ وغير تقرّب ليه كا يطير) ولآخُـر اللي كا يسمّيوه "لهّاي الرعيان"/"مطّل يمكساون" (كا يبدا غير كا يجري فالأرض، ويبدا يجري عليه الواحد حتّى كًاع يحدر يبغي يقبطه، ويطير فساعة، ويحطـّ ثاني غير على بعد شي ميتروات؛ وهاكذاك...). بعدما وصل حتّى لـ"الشبايكا" وسوّل ما صاب والو، جا راجع قبلة لجيهة اليسر. ملّي وصل لطحاطح "اغزو ن-باهمّو" فين كاين قبر "ربّي داويد بن باروخ"، بان ليه واحد القاطيع كبير، ومشى قاصده. ملّي قرّب ليه، بان ليه الراعى حزطوط، حاطّ قشابته وعصاه فالأرض حداه على جنبه، وناشر رجليه طول لجيهة الشمش/القبلة وضاغط راسه بحال يلا كا يحكًّـ فالحمّام. ما عرف-شي موحمّاد، اللي كان جايّ من اللور، اشنو كا يعمل؛ بالصّح ما بقاش زعم يمشي يوقف كًاع عليه. عيّط ليه من بعيد "وا ما يسم نك..." وسوّله بالشلحة. ما تّحرك-شي ذاك الراعي؛ غير صدّ شوية لجيهة موحمّاد وقال ليه: "وا كيتك؛ راه سمعت البارح فالعشية فـ"تاكًديرت" بلّي شي نعاج ما معروف-شي ديال من، صابوهوم دخلو للبحيرة ديال المقدّم وسمّسوها كلّها، حتّى الفصّة اللي عاد نبتات؛ سير لـ"تاكًاديرت" وسوّل.
تمّا زاد موحمّاد بالخفّ، كًود ومشية فدّانية، ودخل معا بين الزيتون وجنانات تينزرت، وذاكشّي نيشان لجيهة دوّار "تاكًاديرت"، اللي كان كا يعرفه مزيان لأن الواليد كان شرى فيه واحد العام فدّان ديال البشنة/الدرة واصلة من عند واحد اليهودي باش يحصدها ويعاود فيها البيع، وكان كا يدّي نعايبه مرّة-مرة لمسعود اليهودي باش يبدّل ليها المسامر أو الماشينة/الملخة كًاع. غادي بالخفّ وهو كا يفكر فالجماعة اللي غادي يمشيو للبحيرة يقوّمو الخسارة وقيمة الخطية، والسليخ اللي كا يتّسنّاه من عند الواليد ملّي يرجع من الجبل، والاكين ذاكشّي زايد ناقص يلا تصابو كباش العيد...
سوّل فـ"تاكًاديرت". الجاميع عنده الخبار. دغيا نعتو ليه واحد الدار، قريبة نيت لدار مسعود اليهودي مول النعايل. خرج مول الدار، وسوّله. قال ليه موحمّاد، انا ولد فلان، من دوّار دار الشرفا... قال ليه اشنو كا يجيك "الحسن لامين"؟ قال ليه: هوّا خويا من مُّـي. قال ليه "راه عاد دابا جا عندنا بالبشكليت دياله وقلنا ليه بلّي الكباش في الأمان، غير يسيفط اللي يجي يدّيهوم... زيد بعدا دخل، هاذي وقت الغدا...
تّغدّى موحمّاد مع ذوك الناس مزيان، وحسّ بفرحة كبيرة. قالت ليه الواليدة: ما نشوف وجهك حتّى تجيب الكباش، وهاهوّا دابا غادي يدّي ليها الكباش. غير وصل بالكباش دياله لعند "كركور مولاي علي الشريف" اللي فالوسعة د-الباب البرّاني ديال دار الشرفا، ها خوه جاي خارج بالبشكليتة. قال ليه: بازّ عليك؛ صبتيهوم؟!... سير سربي را الواليدة غير كا تولول؛ قالت بلّي راه قالت ليك ما تشوف وجهك حتّى تجيب معاك الكباش، وقالت بلّي شافتك من السطاح ذزتي بحـر لجيهة ايت يوب وماديدة، ما-شي قبلة لجيهة تينزرت؛ وهيا خايفة تهرب ثاني وما ترجع للدار...
***
فالصيف، كا تكون المسالة د-السرحة ساهلة، ما عدا العطش يلا سالات الكًـُريبة، والشمش اللي كا تشوي جلد الرعيان وكا يولّي رقيق كا يبرق بحال الميكة، حيث الغابات ديال بلاد يكًودار، سوا "يمـــلّ" سوا "الجبوب7اوفتوت"، هيّا غير تيرّا قرعة/مصلّعة، ما فيها شجر ما عدا شوك السدر اللي كا يسرح غير معا الارض وما عنده ظلّ. وفهاذيك الوقيتة كا تكثر السرحة فحصيدة الحصاد، وكا يتلاقاو فيها سرّاح البكًر ومحروم اللحم معا رعيان الغلم. تمّا كا تتوفر فورصة للعب والتزعريط الجماعي والمكًازرة والدباز الجماعي بنفس الكيفية اللي كا يتمّ بيها ذاكشّي فالدواور، وعلى نفس اللساس ديال علاقات العشرة والملامّة والمحامية (عشرة العرب بيناتهوم، عشرة الشلوح بيناتهوم، عشرة الدوار، عشرة الخاوة، والحاكم والمحكوم، والصحيح والفنيان، والزعيم والهربوب...). يلا كانت الدعوة سالمة، كانت أحسن لعبة كا يمارسوها الرعيان فطحاطح الغابة هي اللعبة اللي كا يسمّيوها "كُريكش"/"تاكًـُـضيت". لعبة كا تتم بالعصي اللي كا يضربو بيها واحد الحجرة مكوّرة: كا ينوض واحد ويكًـلفطها بعصاته لبعيد من الحفرة/تاكًـُضيت ديالها، بينما وواحد كا يبدا يجري ويلهث بعصاه باش يردّها للحفرة ديالها، علاحقّاش كا تتعتابر فاللعب هيّا يمّاه. ملّي يدّابزو العصي على الحجرة، يلا قاس ذاك اللي كا يحامي على يمّاه باش يردها لدارها شي واحد آخر براس عصاته، كا يولّي هاذ اللخّر هو اللي لازمه يحامي على الحجرة ويردّ يمّا لدارها. واللعبة عندها قواعدها اللي كا تسمّى "الشّـراع" واللي كا تحدّد شكون اللي يبدا، وكا تفصل فالخيلاف يلا نكر شي واحد بلّي تّقاس براس العصا... ومن وجوه الشراع فالحالة الأخيرة على سبيل الميثال أن ذوك الجوج المتنازعين، كا ياخذ الواحد منّهوم ذيك الحجرة ويطوّعها للسما، ويمدّ عصاته قدّامه طول باش تّعرض للحجرة ملّي ترجع طايحة، واللي خسر وما قاس الحجرة الطايحة بعصاته كا يكون هوّا اللي ما عنده حق. بالصحّ فبعض المرّات كا ينتاهي هذاك الشراع بشراع اليدّين، وتمّا تنوض المكارعة إما غير بين جوج ولا تولّي كًاع ملامّة بين العشاير.
واحد شراع اليد من هذاك النوع لاكين على حاجة أخرى، واللي كمل بالمكًازرة، كان حضر فيه موحمّاد فواحد العوطلة الصيفية حيث دّى البكًرات والحمار للسرحة، معا بعض ولاد "العوينة" و"اضوّار" فغابة "الجبوب"/"اوفتوت" حدا "المغافرة". غير وصل الظوهر، بداو الدراري كا يحسّو بالعطش غلب عليهوم. كانو كًالسين تحت شي شطبات ديال واحد السدرة بحال الحجل، وعينيهوم على البهايم من بعيد. قالو بيناتهوم: نتّناوبو ويمشيو شي وحدين للمطفية د-"الجبوب" يشربو، ويرجعو عند البهايم، ومن بعد يمشيو الأخرين. مشاو شي دراري ومنهوم موحمّاد، قريب شي كيلوميطر، وجاو راجعين. قالو للأخرين بلّي الشلوح ديال "الرحالة/تينزرت" مجمّعين تحت واحد السدرة قدّام باب المطفية وما بغاوش يخلّوهوم يشربو. بدا موحمّاد و"براهيم بن بُاجيد"، واحد الولد آخر أصغر كًاع منّهوم وكان خايف يقبطوه أولاد الرحالة ويتّعدّاو عليه، كا يرغبو فـ"الحسن ولد الرخا"، اللي كان كبير شوية، باش يمشي معاهوم هاذ المرة ويزطّـطهوم من ولاد الرحالة باش يشربو. ملّي شافهوم الحسن شحفو وغادي يموتو بالعطش، تّكل على الله. غير قرّبو للمطفية وشافوهوم رعيان الرحّالة، اللي تحت شطب السدرة جايين، بداو شي وحدين أخرين كا يخرجو من باب الدروج د-المطفية فين كانو مكُـيّلين، وبان بلّي رعيان الرجالة كُـثار. كان منّهوم واحد كبير، مدكوك وصحيح. قال لولاد العوينة: المطفية راه حنا اللي سبقنا ليها. تّبادل معاه "الحسْـن ولد الرخا" شي كلمات، وشويّة طلّـعو الهضرة وقال ليه هاذاك: يلا كنت راجل "ها جنيبـــتك!"، وبدا العباز بيناتهوم والعجاجة نايضة، وكان ولد الرخا دهشان لأنه كان عارف بلّي حتّى يلا كًاع غلب غادي يتحاماو عليه وعلى صحابه رعيان الرحالة، كيما كان وقع لموحمّاد فـ"زغيبـتك فوق زغيبــته" ملّي كان غلب ذاك ولد ماديدة وناض ليه خوه الكبير وشبّعه طرش.
فهاذيك اللحظة، اللي خرجو فيها جميع ذوك اللي كانو المطفية باش يتّفرجو فالعباز، وكلّ واحد هازّ عصاته، مشاو ذوك الدراري الصغار ونزلو معا الدروج وشربو، شوية بداو كا يسمعو "الحسْن ولد الرخا" كا يغوّت "واكّـواكّـ آ-عيباد الله، ولد البزيوي غادي يقتلني". تّرعبو، وجاو خارجين هربانين، وصابو ذاك العتّوكًـ اللي، عاد عرفو ولد من هوّا، كا يغلّد بعصاته د-الزيتون اللي باقية خضرا للحسن ولد الرخا على ظهره، وهذا زايد عاطيها للعياط فالغابة اللي ما فيها غير الرعيان والبهايم
بعدما تسلخ صاحبهوم مزيان وعتارف بأنه تغلب حيث عطاها للعياط، رجعو ذوك الولاد لفين كانو. واحد شوية خلط عليهوم "سّي مُاحمّـ'ــد ولد سّي الطيّب تاع ايت سدا عياد"، اللي كان عزري صحيح، وهوا من "اضوّار" فين ساكن "الحسْن ولد الرخا" اللي سلخه ولد البزيوي.
حكاو ليه ذوك الولاد اشنو وقع، وقال ليهوم زيدو معايا دابا نشوف هاذاك القروفّي، ومشاو جماعة لعند المطفيّة. وتمّا وقفو الأخرين جميع ملّي شافوهوم جايّين. نطق ذاك ولد سّي الطيّيب وقال لذاك اللي سميّته ولد البزيوي: "اش يا بعدا دارو ليك هاذ الدراري، يا ذاك القروفّي بن القروفّي الاخُر؟" ... قال ليه ثاني ولد البزيوي /يغ تكًيت اركًاز ها تيغيلت نك/ ("يلا كنت راجل، ها جنيبتك"). جاوبه ولد سّي الطيّب: "هاك كًاع نتا روينة، يلا حتّى الشلح راجل".
الموهيم بدا العباز، ومردغ ولد سّي الطيب ذاك ولد البزيوي مزيان على الشطب وشوك "النكًـُّـير" والخرشوف اليابس حتّى تّهنكر مزيان، وجاو ذوك ولاد العوينة راجعين فرحانين زهوانين باليشّير ديالهوم، سّي مُاحمّـ'ــد؛ وتمّا كانت وقيتة تجميع البهايم باش تبدا فطريق الرجوع لجيهة "الغُـدران" وعاد "العوينة" و"اضوار" و"دار الشرفا".
----------------------------------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres