OrBinah

(En arabe marocain). Lamentations de l’Islamisme

خواطر وشطحات

"كيف كا نشوف الدنيا؟ أو نواح الأسلامة"

------------------------

 

 

اللي ضرب جبدة، يشوف من وراه، باش يعرف فين راه.

 

من نهار صاب الواحد راسو مسلم وهوّا كا يسمع شكاوي ونواح المسلمين ودعاوي البلا ديالهوم: اليهود كذّابا ومحتالين غشّاشا ومورابين، كا يعبدو الذهب والمال؛ كانو بغاو يقتلو النبي، وحرّفو الإسلام بإسرائيلياتهوم، ودابا احتلّو فلسطين ودّاو القبلة الأولى وحكمو الدنيا بالمال وبالإعلام. والنصارى كفّار ما يرحموش وحكًارا؛ هوما أعداء الإسلام اللي كا يحاربو الإسلام بالتبشير المتّحالف معا الاستيعمار. ودابا تّحالفو النصارا واليهود بزوج وحكمو الدنيا بالليبيرالية ديالهوم المتوحّشة

 ردّ فعيل بعض المسلمين على كلّشي ذاكشّي فالعشريات الأخيرة هو القتيلة: اللي بان ليك من شوفته أو من كلامه أو كتابته بلّي كا يحتاقرك وما كا يعجبو-ش كلامك/كتابتك ودعاوي البلا ديالك على طاسيلته فالجوامع والفضائيات وحتّي صلاتك فالطريق ديال مدونه، وكذاليك السولوك ديالك اليومي فالفضاء العام والمرافق العامة، فا الجواب هوّا القتيل؛ والنصوص المرجعية لذاكشّي فالحوزة ديالك وعندها إبرائية تشريعية سماوية كا تسمو على قوانين بلاده اللي دوّزات أجيال من العيراك باش تأسّـس هاذيك القوانين فالأرض ديالها بشكل تاداوولي وضعي بين أهلها. ودابا استحكم الموسلسل ديال القتيل/الاحتيقار، /القتيل/القتيل، /الاحتيقار/الاحتيقار... واللي بغى يفهم هاذ الموسلسل فالشكل دياله اليوم، كا يصيب راسه  قدّام المنطيق السبايبي ديال البيضة/الدجاجة/البيضة...؟

العالام الغربي عالم قديم، غنيّ وقوي. هوّا عالام بدات في تشييده أجيال عبر التاريخ الغابر. فا لمّا اختارت مجموعات باشارية في غابر الأزمان تبقى فالمناطق المعتادلة عايشة فيها على الريع وشيبه الريع القليل والنادير ديال سطح الأرض وديال السخرة: القطف، الرعي، الصيد، الغزو والغنيمة، وكا يقضيو جيالها هاذوك المجموعات النهارات والفصول د-العام فالتجباد والتمغاط فالأرض مساليين "البالابر" والقيل والقال الشفهي حول أنساب العشيرة والعصبية ديال الغزو الموسيمي وتدبير شؤون الحريم...، في هاذيك الأزمينة اختارت أو اضطرت مجموعات أخرى تغامر وتقتاحم فاضاءات الطبيعة الصعبة القاسية، فاضاءات غنيّة أكثر بالخيرات السطحية الجاهزة (أراضي خصبة، مياه، غابات كثيفة، أشجار متنوعة...)، لاكينّها فضاءات محفوفة بالأخطار بسباب قساوة عناصرها (قساوة البرد والثلج وغزارة المشاتي تسع شهور فالعام، والحياوانات المفتارسة...). تمّا بدات هاذيك الأجيال الموغاميرة فتطويع الطبيعة بالتجريبة والخدمة اليومية على مرّ الفصول. قطعت الشجر، حصّنت المساكن وأسست القورى والمدون المحصّنة، وربّات الماشية الكثيرة الإنتاج، وطوّرت صناعات التجفيف والحيفظ والتخزين الغيدائي (مشتقّات الحلّوف، ومشتقّات الألبان، والمعصورات وكلّ ما هوّا لازم لطاقة الخدمة وقابل للحيفظ للفصول القاسية)، وبنات القناطر والقناوات وتّحكّمت فالأنهار، وشقّت الطرقان الواسعة المبلطة وصنعت الكرارس، وطوّرت الميلاحة النهرية والبحرية... ودوّنت المعارف التجريبية وراكمتها كيما راكمت المعارف العيليمة والنظرية والإبداعات الفنية... حتى وصلت للعصر الصيناعي واستقلت عن التبعية لتاقلّوبات الطبيعة الخامّ، وخلّصت الإنسان بالتدريج من بذل الجهد العضلي بعدما طورت الآلة اللي كا تعمل بالطاقة المستخرجة من باطين الأرض. وكيما شيدات الأعمال الكوبرى والتجهيزات الأساسية، أسّست كذاليك، بعد أجيال وأجيال من التادافوع، صروح نظرية متينة في باب أخلاق المدينة وإقامة دولة الموعاملات وتدبير شؤون الاقتيصاد والسياسة على أساس من الانضيباط لقوانين تواضعية وضعية، قابلة لإعادة التواضع على غيرها ممّا تقتضيه المستجدات، وماشي الانضيباط للأمر والنهي إما الموطلاق، الصريح أو المأوّل على حساب الهوى، أو لـموجرّاد الإرادة المجّانية العاريضة ديال الهوى بنفسه.

اللي عقلو عليه هاذ األقوام في علاقتهوم بالمسلمين في تاصوّورهوم للإسلام، واللي كا يشوفو بعض المسلمين بأن فيه كراهية  للإسلام كيما كا يمارسوه المسلمين، أو على الأقل فيه تاحفّوظ وتّضايوق منه ومنهوم، خصوصا في بلدان هاذوك الأقوام - بعدما رسّاو حضارتهوم العصرية ومن خيلال كتابة تاريخهوم - هوّا اللي كان البعض من هاذوك القوام كا يسمّيه "الغزو ديال الموحمّاديين" (Conquête des Mahométans) اللي كا يقصدو بيه "الفتوحات الإسلامية" التي تمّت فبلاد الفورس والشام ومصر ثم شمال إفريقيا ومن بعد اسبانيا وامتدّت فاستيمرارية، وما تكسرت شوكتها (قبل ما تّوقف الإغارات فبلاد الغال انطيلاقا من اسبانيا) سيوى بعدما انهازمو المسلمين في معراكة "بلاط الشهداء"، اللي وقعات، ما-شي في فلسطين أو الشام كيما حصل بعد قرون فالحروب الصليبية، ولاكين في قلب بلاد الفرانك/الفرانصيص فمدينة بّواتيي جنوب أورليانس فمنطاقة اللوار القريبة من باريس.

بحال بعض هاذ التفاصيل الأخيرة هيّا اللي اعتامدتها الذاكيرة الهوّياتية ديال بعض شباب اليمين القومي الفرنسي المعروفة بـ"Génération identitaire" واللي قامت أساسا ضدّ التسونامي د-الهيجرة، خوصوصا منها الهيجرة د-المسلمين اللي متّنطّعيمن بالرمزيات فالهندام والسلوك فالفضاء المدني وفالدعوة ديالهوم ودعاوي البلا على غيرهوم.

فا في عام 2012 هجمت جماعة من شباب "الجيل الهوّياتي" د-اليمين الفرانسي على ورشة بيناء مسجيد فهاذيك المدينة، مدينة بواتيي، مردّدين شعارات من قبيل: Gaulois, réveille toi; pas de mosquée chez toi "" (انظر هـــــنـــــــا). ومن 2012 لليوم، راه جراو جراير كُبار في فرانسا، صعيب استيعراضها هنا؛ فيها منع الحيجاب هنا، وتصريح مستافزّ هناك، وكاريكاتور تمّاك، والصلاة فالشاريع هنا وهناك... ولاكين على الخصوص قتيلات كثار بالنار أو بالذبيح. تقتلو صوحوفيّين فماقرّات عمالهوم، ورجال دين فكنايسهوم ورجال أمن فخدمتهوم، وأساتيذة فأقسامهوم، وموطلاق "يا أيها الناس" فالشاريع أو فالمقاهي. وهنا، وفي ظرف غير واحد العشرين عام، اكتاسات أحداث الظرفية المنطيق اللاتاريخي ديال سابابيّة الدجاجة والبيضة، ما بين تصريح ونظرة أو كتابة/رسم من جيهة، وتصريحات مضادّة، ودعاوي البلا، وتحريض ضدّ مؤسّسات ومواطني  البلاد الموضيف، وقتيلات وذبيحات صفوف جميع الشرائح من جيهة أخرى.

التاريخ راه حلقي/دوري، وكا يتّعاود بحال الحلقية الخلدونية أو دورات أزمات النيظام الرسمالي؛ إنما غير ما كا يتّـستنسخ-شي بحال الفوطوكوبّي. فا، بالمنطيق ديال ذاكشّي الرهيب اللي كا يتمّ اليوم فالميدان، ما بقا-شي مومكين للديار اللي كا تعتابرهوم الأدبيات الإسلامية "دار حرب" تبقى غير كا تتفرّج وتترحّم، بالشموع والصلاوات، على أهلها اللي كا تقتيلهوم لأن البعض منهوم كا يحتاقرو سلوكات بعض المسلمين في فضاءاتهوم، وكا يسخرو من رموز المسلمين اللي كا يعتدّ بيها الكثير من المسلمين في وجوه هاذوك الأهل. وهنا، ماشي من الضروري والا حتّى من المومكين يتم ردّ فيعل أهل البلاد بـنسخة طبق الأصل لقرارات إيزابيل الكاثوليكية على سبيل الميثال. المجتمع الماداني، خصوصا منّه الحركات غير المهيكلة، صبح كا يلعب دور كبير فبلدان "دار الحرب"، بحال حركة "جيل الهويّة" المذكور المذكورة (ويكفي نستحضرو مفعول حركة "الجيليجون" اللي تجاوزت المونظامات السياسية في فرانسا). وعلى سبيل الميثال، وكا آخر ميثال في فرانسا نفسها، وبعيد عن جعل موسلسال التاريخ اللي تّشار ليه كا يبدا غير بتصريح الرايس ماكرون، راه بدات دابا كا تروج فشبكة الويب تصريحات لأشخاص اللي كا يعلنو بوجههوم مكشوف وبذيكر أسماءهوم عن إعادة إحياء "مونظّمة الجيش السرّي" المسلحة OAS. وذاكشّي راه بدا كا يبثّ الرعب فنفوس كثير من المسلمين المسالمين كيما كا تعبّر على ذاكشّي واحد الشكوى أوديو ديال واحد الموهاجيرة المغربية بعدما بداو العولاما والمتقفين كا يصبّو الزيت على النار بعد الذبيح د-الأستاذ، سامويل بّاتي وهوّا خارج من القيسم دياله، وتصريح الرايس ماكرون حول المضوع (الأوديو: "مغربية تحكي أوضاع المغاربة بفرنسا" هــــــنـــــــا). معناه، راه يمكن تتولّى حركات من نوع الـOAS الأمر بشكل جيدّي وتعمل شرع يديها. وذيك الوقيتة، يمكن ثاني يعاود التاريخ نفسه بشكل آخر، وتجي موجات جديدة من الهاربين الناجيين بجلودهوم فين يبدا يغنّيو فلاد المرّوك شي حاجة بحال "طريق شبيلة" ديال الموريسكيّيـن د-زمان.

 --------------------- 

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques



06/11/2020
0 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 343 autres membres