OrBinah

(En arabe marocain) "La montée de la génisse" (une nouvelle)

طـْـلوع العْـجْــــلــة

 

 

يالله برد الحال شويّة بعدما وودّن العاصر. صافي كان كلّشي موجّد: واحد الصّرة فيها حفنة زمّيطة، وواحد الزنبيل د-نيسكافي ديال العسكر فيه شوي د-زيت اركًان، والبريق الأزرق وجوج كيسان وشي طوبات سكُّار وقريطيس د-حبوب أتاي وجوج شعير مطويات من نوع "تانّورت. هزّ الواليد الصرّة ودوّز فيها عصا، ودارها على كتفو، وقال لي نخرّج العجلة من الزريبة باش نقبطو الطريق؛ ياالله جهد فاش نوصلو لـ"تالكًجونت" معا جوايه العشا، واخّا طويل النهار ديال الصيف. خّوتي ما كانو-ش فالدار؛ سلمت على الواليدة وخرجنا أنا والواليد، والعجلة قدّامنا. غير غلقـ'ـت علينا الواليدة الباب من ورانا، وحنا نسمعو العياط والنواح ديال شي مراة، جايبو البحري من جيهة دوّار ماديدة. يمكن بلـّي بن مبارك كا يعصّي عاود ثاني مراتو ولّا مّو.

قال الواليد "نزّوُور ربّي ولا  لفتوق-اد"؛ زاد بالشلحة اللي كان بيها يهضر ديما معا الجاميع: "يا لطيف يا لطيف على فال؛ أجي نرجعو للدار، نبدّلو فال بفال". من بعدها، خرجنا من جديد وقبطنا الطريق صايكًين العجلة. طلعنا معا واد بوسريويل، ودخلنا معا جنانات الزيتون ديال ولاد حسّان. لأول مرّة، بعد التسع سنين كاملة اللي كانت فعمري، كا نختارق برجلي هاذ الجيهة اللي ما كانت بعيدة على درانا سيوى بنض كيلوميتر. حيث كان فاضاء التاحرّوك ديالي مقصور على سوق الثلاث، ودواور العوينة، وماديدة، وامدّرير، و أولاد حسّان، والجّرادات، وتاماصت اللي كانت فيها المدراسة ديالي اللي كا نسمّيوها "السكُيلة"؛ والبعيد فهاد البلايص كولّهوم كان على بعد زوج كيلوميتر.

على طول الطريق كان الواليد كا يهضر معا راسو؛ وبعض المرّات بصوت مسموع؛ ولاكين ما كنت-شي كا نقبط راس الخيط ديال هضرتو، اللي كا تكون فبعض الأحيان على شكل نيقاش حادّ. إنّما، كُلّما وصل شي بلاصة، كان كا يبدّل الموجة، ويبدا يورّيني الأماكين: هاذا دوّار "عين اشعوي"، هاذا "البرج"، هاذا "أولاد برّحيل"، هاذوك "أولاد علّاكُـ" و"الشراير"، هاذي "تيزي ييزم"، هاذا "الفرش ديال تالكًجونت"، وزيد وزيد. كُلّها سميات، يا ما كنت كا نسمع عليها فالجّماعات اللي كانت كا تدور بصوت مرتافع بين الواليد و"الشلوح" الجبّالة  من أهل بلاد الواليد اللي كانو كا ينزلو عندنا جايّين من "إمدلاون"، و "تيكًوكُا" ملـّي كا ينزلو يتّسوقو الثلاثا ديال المنابهة، واللي كنت درت ليها بلايص خايالية غير فراسي بلا ما نعرف فاينا جيهة كاينة.

ومن حين لحين، كا يبدّل ثاني الواليد الموجة، ويبدا يعاود يتكلم ليّا على الغاية من الريحلة للجبل: غادي ندّيو العجلة يشاركها الواليد معا شي صحابو فدوّار "تورت" فقبيلة "إداوكايس" من ورا "تالكًجونت"؛ ومن تما ندوزو لقبيلة "إمدلاون" على طريق "تيكًوكًة"، باش يحطـّني عند واحد الطالب حادكُـ ديال الجامع فدوّار "أمغلو" كيما سبق تّافق معاه؛ وذاكشّي علاحقّاش، واخّا هوّا كان باغيني نصبح كوطابلي، الناس كا يقولو ليه بلـّـي القراية فالسكُيلة راها غير خرايف ديال با-بو-بي، وما فيها-ش "القُّران" و"العيلم" اللي كان معروف بيهوم الواليد ديالو، سّي الحوساين وموحمّاد نايت الحسن وعلي"، واخّا هوّا وجميع خّوتو، اللي كبرو يتامى، ما كا يفرّقو الليف من الزرواطة.

 

كان فات المغــر'ب بشوية ملّي حطينا في دوّار "إنضرماص" فقبيلة تالكًجونت. كتّفنا العجلة، ومشينا لشي زروبا قُراب، وكًشكًنا شي كًشكًاش يابس، وشعلنا العافية. صاوب الواليد اتاي، وخلـّـط بيه شوي د-الزميّطة مع أركًان فالمكيلة، وبدينا كا ندوّزو بداكشّي خبز تانّورت ونشربو أتاي. العجلة، هيّا ما كلات والو.

فيّقني الواليد معا طلوع النجمة ديال الفجر، وقال يالله لينا نقبطو الطريق باش نخرجو من تالكجونت ونطلعو مع "تيزي ن-ومارخصن" قبل ما تـقيّـق الكًايلة. ذزنا على الخميس ديال "يدا وبلال"، وحساب للبعض بلّي غادي نبيعو العجلة فالسوق الغدّ ليه، وجاو كا يساوموها، وفرح الواليد، وقال "هذا فال سعيد ديال الخير".

 ما وقفنا حتّى إلى الشعبة ديال "يغزر ن-تغيميمت"، بعدما قطعنا واد "كُـما". تمّا، بجنب واحد الجدول ديال الما الخارج من الصخر د-الجبل، حطّـينا، معا جوايه الضحى، باش نشربو كاس اتاي وتسرح العجلة شوية فالنجم اللي على جنب مصرف الماء. ملـّي ضربنا النص فالطريق اللي كا تفصلنا على دوّار "تورت" فـ"يدا وكايس"، وكانت الشمش مقيّيقة، بانت لينا واحد الضاية صغيرة د-الماء الصافي دايرة بحال شي حوض فالصفية الملسة. رغنا لجيهتها باش نشربو ونشربو العجلة. ملـّي كًـوّد الواليد العجلة باش تشرب، زلقو ليها فراقشها فالصفية المايلة لجيهة واحد الحافة، وبدات العجلة مسكينة مدّابزة باش تستاعد التوازون ديالها، والواليد كا يدعي ويزاوكًـ فالنبي والأولياء ويقول: "آ-راسول الله، آراسول الله، لحورما نك آ-بابا، لحورما نم ا-تمزكيدا ن-لـّيف". انا كنت غير كا نشوف مخلوع، ولاكين حضّر الله السلامة فالأخير. ما وصلنا دوّار "تورت" إلّا ما بين الظوهر والعاصر، لأن العجلة عيات وكا نخلّيوها مرة-مرة تسرح فينمّا لقينا شي ربيع على جنب الطريق.

رحبّو بينا صحاب الواليد ترحاب كبير وهوما جوج ديال الخّوت، واهتمّو بيّا انا اهتيمام كبير ملـي قال ليهوم الواليد بلــي راني قاري وكا نقرا البراوات والعقود. دخلو العجلة للزريبة، وجات واحد المراة تمّ-تم، ورشمت بين ليها كتافها وبين عينيها بالحنّة، وهي كا تقول: "لباركا ن-بابا حقّي، لباراكا ن-باب حقّي". انا بديت كا نشوف غير فنوع البني ديال الحجر، والسقوفا ديال العود، والبيبان والسراجم الصغار بالدفوف ديالهوم المنقوشة. وملـّي كا نخرج لباب الدار، كا نبدا نشوف فواحد الشلال كا يدرّي المياه بحال عجاجة بيضا من سبع ساماوات فراس واحد الجبل عالي.

فالليل، طـلعنا بالسلـّوم من المراح لفوق السطاح، فين فرشّو لينا الحصيرة وشعلو قنديل الحجر/الكاربون. جاب سدي براهيم الماكينة ديال الغنا، وفتح الصرّة ديال واحد الزيف عامر بالطباصل ديال الغنا؛ وبدا كا يمسحهوم من الغبار بعيناية كبيرة. كنت انا عيني عليه، اش كايدير وكيفاش كا يدير، ملـّـي كا يبلاصى الطبصيل، ويعمّر الماكينة بالمانيبير، ويركّــب الإبرة فدراع الماكينة، ويبلاصيها على حافة الطبصيل، ويبدا الغنا ديال الروايس د*الشلوح. تمّا كنت انا كا نقرا ليه سميت الروايس فالطباصل، وكا يتعجّــب الجاميع، والواليد راشقة ليه وما قادّاه-شي الدنيا، علاحقاش قراني، ولاد تسع سنين اللي كا يقراو فالجامع ما كا يعرفو يقراو سيوى ديك الأسوار د-القرآن اللي حفظو فاللوحة.

شربنا أتاي بالنعناع الفليــوي المقيّـ'ـم على حقو وطريقو بحساب القاعيدة وعلى نغمات الروايس وخرير الشلّال اللي كا يتّسمع من بعيد. ومن بعد، جابو لينا واحد المغسل ديال الطين، وغسلنا يدّينا، وتّعشّينا بواحد الطاجين جبّالي. تمّا قال لي خو سّي براهيم: يالله معايا نمشيو نحوّزو فالحلالف لا يباتو لينا فالجنانات. خرجنا فالظلام، ولاكين كنّا كا نشوفو مزيان بعدما زالت المغاشية ديال قنديل الحجر. ملي وصلنا فوق واحد الجرف عالي اللي كا يشرف على الجنانات ديال دوّار "تورت" واللي هيّا فالتحت على جنب الواد، خرّج داك السيد واحد الكابوس من الشكارة ديالو وبدا كا يركّب فيه بوشونات الفرشي وكا يتيري فالهوا وتردّ الجبال على الترتيقة من كلّ جيهة. عطاني حتّى انا وتيريت لأول مرة الفرشي بالكابوس وفرحت واحد الفرحة ما ليها مثيل.

...

فالغدّ ليه، فيّقني الواليد على الصباح بكري باش ناخدو الطريق لــ"إمدلاون" دايزين من "تيكًوكًا" باش يحطـّـني كا محضار عند ذاك الطالب الحادكًـ ديال دوار "أمغلو" اللي تخرّجو على يديه كثير من المحاضرا، وصبحو مشارطين فالجوامع ديال القبايل. فالطريق، ورّاني الواليد المزار ديال الشيخ الصاليح ديال المنطقة، "بابا حقّي"، اللي كان يبان لينا من بعيد فوق واحد الكُدية على اليمن ديال طريقنا اللي كان غير طريق فدّاني. وقف الواليد، وبدا كا يدعي ويطلب باراكة بابا حقّي. وصلنا لتيكوكًا، وتغدّينا عند صاحب الواليد، وسميتو بلخير، فدوّار "منزانيت". كان غير هوّا ومراتو، فاطيم، علاحقّاش ما عنهوم ولاد؛ وكنت انا غير كا نتّعجّب فيه وفي مراتو، حيث هوّا كحـل بزّاف بزّاف، وهيّا بيضا بلقا وعينها خوضر. غير بدا كا يتّكسر النهار، وتّحرك شوي د-الغربي، قبطنا ثاني الطريق لمدلاوة. كان واحد الجبل صخري عالي بزّاف على يمين الطريق بين تيكًوكًا ومدلاوة، قال لي الواليد بـلـّي كا يسمّيوه "مولاي علي"؛ وشرح ليّا علاش. هاداك الجبل حادّة القيمّة ديالو، وكا تبان من بعيد بحال يلا داير بيها واحد الشاريط كحل بحال الحرام اللي كا يشدّو العيالات على الجبهة. فسّر لي الواليد بلـّـي الناس سمّاوه "مولاي علي" علاحقّاش كان طلع ليه سيدنا علي ملـّـي تبعوه العساكر ديال فرانصيص فالكًيرّة اللي قامت بينو وبينهوم فقديك الزامان. ورّاني الواليد واحد زوج د-الصخرات كبار بحال شي تاماثيل فواحد الشعبة على شمال الطريق، وقال لي بلـّـي هاذيك هيّا الناكًة ديال سيدنا علي والقرش ديالها، خلّاهوم تمّا ملتي التاجأ لقنّاية الجبل. وبأنه ملـي طلع ليهوم لقنّاية الجبل، تبعو العسكر ديال النصارا باش يحصّلوه فيها؛ بالصحّ جا واحد الحنش عظيم ودار براس الجبل دور-خاتم؛ راه  هوّا هاذاك اللي كا يبان دابا على شكل شريط كحل. تمّا وقف العسكر ديال فرانصيص، وبداو كا يصيفطو الانفاض والكور لسيدنا علي. غير كا تطيح الكورة، كا يمسّها سيدنا علي بصبعو الصغير وتطفا بقدرة الله. وبيّن لي الواليد بلـّـي ملـّي كانو شباب، كانوا كا يطلعو يتنزّهو فالقيمة ديال جبل مولاي علي، وكانو كا يصيبو فيها هادوك القنابل على شكل حجار مكوّرة فيها واحد التقيبة اللي هيّا الأثر ديال الصبع الصغير ديال سيدنا على. كنت عارف هاذيك الوقيتة بلــي سيدنا علي ما كان-شي معاصر لفرانسا، والاكين ما قلت والو. ...

...

 

غير وصلنا لـ"تيزي ن-يكًـُـرّامن"، اللي كا تطلّ على واد مدلاوة، وبينمّا كان الواليد كا يعاود لي قيصّة سيدنا علي، شوية وهوّا يخلط علينا واحد الراجل جايّ كا يجري. سلّم على الواليد، اللي كان ظاهر بلـّـي كان كا يعرفو، وضغط راسو، وعطى للواليد واحد النفولة قال بـلــّـي عطاوها ليه فالبيرو ديال تافينكًولت وكلّفوه يوصلها للواليد، وفسّر للواليد بلـّـي الناس كانو شافونا دايزين فخميس تالكًجونت طالعين للجبل، ووصلت "البيعة" لتافينكًولت". عطى لي الواليد ديك النفولة نقراها، ولقيت أنها استيدعاء للحوضور فالبيرو ديال تافينكولت بتاريخ  الغدّ ليه، أي أنه خاصّو يرجع معا الطريق تمّ-تمّ، ويتمشّى الليل كامل والصبحيّة باش ما يكسر-شي الاستيدعاء ويدخل للحبس. بداو كا يهضرو شويّة بيناتهوم على شي حاجة ما فهمت منّها والو، ولاكين شفت الواليد تبّدل وجهو، وكا يقول لداك الراجل: "ما كاين باس؛ انتا ما عملتي غير خدمتك". رجع داك الراجل خلفة لجيهة تيكًوكا فالحين، وزينا حنا مهوّدين لواد مدلاوة. الواليد ما بقى مدّيها فيّا؛ وبدا كا يدوي غير معا راسو بصوت مسموع، وكا يشيّر بيديه وبراسو، بحال يلا كا يتّرافع قدّام القايد ولّا القاضي.

وصلنا دوّار "يحرفاش"، ومشينا نيشان لدار ولد أخت الواليد، عومار وعلي. كنت عارفو لأنه كان كا ينزل عندنا فالدار ملـّي كا ينزل من الجبل يتّسوّق الثلاث د-المنابهة. كان حزين هاذ المرة وخيفان وقليل الكلام، على غير عادتو اللي عرفتو بيها كإنسان طيّب وكريم اللي كان كا يشري لينا تميرات ملـّـي كا يتسوّق. دوا معاه الواليد فالباب، بلا ما ندخلو، بشي هضرة بديت كا نفهم منّها بلــي كلــشي الناس خايفة تشاف مع الواليد بسباب شي مشطبة اللي على ودّها جاتو الاستيدعاء. قال ليه الواليد: انا راني خاصّني نرجع دابا-دابا، ولاكين غادي نمشي نحط الولد عند الطالب سّي الحسن فـدوّار "امغلو"، اللي كان وعدني ينزل عندو الولد بالرتبية باش يبدا يقرا عندو.

مشينا لجيهة دار سّي الحسن فــ"أمغلو" اللي هوّا غير قريب. قال لي الواليد فالطريق، بالشلحة ديما: "شوف الشمايت ولاد الحرام، اللي كانو كا يتعرّمو عليّا فهاذ الفصل باش نخلـّص ليهوم الكًركًاع بالتسبيق ريثما يتّفتح موسم السوسان؛ كلّ واحد دابا كا يشوفك من بعيد ويهرب". وصلنا الدار ودقّينا. بطا الطالب واحد المودة، ولاكينه فتح الباب فالأخير وخرج ضاغط راسو حتّى هوّا. تسالمو، وهضرو واحد شوية بيناتهوم، ومن بعد قال لي الواليد: يالله، غادي نرجعو بزوج. ما نعرف-شي اش قال لو الفقيه الحادكًـ، سّي الحسن.

دزنا على دار "خالي عومار أوعلي" باش نقولو ليهوم بالسلامة. خرج وقال لينا زيدو دخلو تشربو غير كاس اتاي بعدا؛ بان لي الواليد ما بغا-ش يحرجو، بعد كلّشي اللي شفت من هروب الناس. شويّة ها مراتو، لالة يامنة، جايبة واحد الخبزة ديال تانّورت د-الدرة فطيرة وغليظة باقية كا تكوي. قالت لينا: يوا بعدا ديرو فجنبكوم غير هاذ الباراكة باش تقطعو الطريق. كانت الشمش قريبة تغرب ملـّي بدينا طريق الرجوع، طالعين مع العكًبة الصعيبة ديال "تيزي ن-يكًرامن". قال لي الواليد: شدّق واحد شوي د-الخبز لا يطيّحك المرار فالعكًبة؛ والاكين ما بغا-ش يتصرط لي خبز الدرة الفطير حافي. غربت الشمش معا كمال طلوعنا مع تيزي ن-يكًرّامن، وبدينا كا نمشيو فالغبشة. بانت لي فديك الغبشة واحد العقرب كحلة فالطريق المرمّلة البيضا؛ ورّيتها للواليد، وهوّا يعفس عليها بملخة نعالتو، وقال: "هاذا فال من فالات الخير يلا بغى سيدي ربّي".

كان مجرّيني بالخطاوي ديالو الطويلة والمشية ديالو السريعة، وانا خطاويّا ديال ولد تسع سنين. كان دايم المرافعة غير معا راسو وبصوت كا يتسمع مرّة-مرّة. والاكين من حين لحين، ملّـي كا يشوفني عييت، كا يقلب الموجة لعندي ويبدا يعطيني بعض ريوس الخيط على اشنو وقع، ولفين غاديين، وفين غادي ننعسو نستراحو شوية.

بيّن لي بلـّـي حنا غاديين ندوزو من تيكًوكًا قاصدين دوار "اكرض ن-ووريغ فـ"يدا وكايس"، تمّا ننعسو شوية ونفيقو معا الفجر باش نقبطو الطريق نازلين لدوّار "تيليكنت" فالقبلة ديال "تالكجونت". تمّا غادي يحطّني عند خوال الواليدة، ايت بويا، اللي هوما عومار و موحمّاد؛ ومن بعد غادي يدوز هوّا نيشان، معا "اشبارو" و"تاركًا ن-الحنّا"، باش يوصل البيرو ديال تافينكًولت قبل ما يسالي النهار المحدّد فالإستيدعاء. كان الطريق فالغاليب هبطة معا الجبال، والعقابي قُلال ماعدا العقبة الفاصلة ما بين دوّار "غرضايت" ودوّار "اكًرض ن-وريغ" اللي حنا قاصدينو. ولاكين، معا داكشّي، كنت عييت بزّاف، حيث بدينا المشي معا الفجر من دوار "تورت" فين خلـّينا العجلة اللي صافي نسينا سوقها، ودزنا لتيكًوكًا، ومن بعد نزلنا لواد إيمدلاون، وجينا راجعين طالعين فالحين، ودابا راه فات العشا.

ملـي وصلنا كًلاوّو دزنا لجيهة واحد الساقية باش نشربو غير الما لأنه ما عندنا-ش الوقت باش نشعلو النار ونديرو أتاي باش نخوّضو الزمّيطة واركًان ندوّزو بيهوم ديك الخبزة اللي عطاتنا لالة يامنة مراة' خالي عومار وعلى ديال دوار يحرفاش فمدلاوة. غير شربت، وانا نحس بشاهية لطرف د-الخبز، كيمّا كان، عطاني الواليد كسرة من ديك "التانورت" ديال الدرة، وبديت كا نشدّكًـ فيها معا الطريق ولقيتها هاذ المرّة بنينة.

الواليد ما حدّو كا يتّرافع معا راسو، وهوّا يزيد فالسورعة، وانا نزيد فالجري من وراه. بدا واحد المسمار ديال النعالة د-الماشينة كا يدبرني فرجلي. خدا الواليد واحد الحجرة ملسة ودقّو بيها حتّى غبر راسو فالماشينة، وعاود لبست نعالتي. ملـّي وصلنا دوّار "غرضايت" وبدينا طالعين معا العكًبة الصعيبة الكبيرة، صافي ما بقى عندي كوراج. كلّما بعّد علّيا الواليد بزّاف، كا يوقف ويرتاح حتّى نوصل عليه. كان قريب يوصل نص الليل، وما كاينا-ش الكًمرة؛ ومرة مرّة، كا يعثر الواحد منّا فشي حجرة نابتة فالطريق ولّا يعفس فشي شطبة ديال الشوك. كا يشجّع فيا الواليد ويقول لي راه حنا قُراب من "الشايف" اللي غادي نطلو منّو على "اكرض نوّريغ" ونبداو نهبطو لجيهة الدوّار. بالكشايف باش كمّلت معاه.

ملـّي وصلنا الشايف، تّنفست شويّة وزولت كًاع النعايل بزوج ودرتهوم تحت باطي، لأن وحدة طار ليها واحد السمط، والمسامر كا يدبروني فيهوم بزوج. غير تمشينا شوية هابطين مع طريق البهايم الملوّية بحال المصارن على خدّ الجبل، بان للواليد باش يختاصر المسافة وندوزو نيشان للدوّار اللي ما بقى كا يبان فيه سيوى شي جوج د-الضواو د-القنديل. بدينا كا نتكركبو معا الحجار وبين نبات "اغُزّير". بعض المرات كا نلقاو شي تهويدة فيها الكاياص، ويزلق فيه الواحد منّا بالكًـُعاد لعيدّة أمتار، كيما كا نديرو حنا الدراري ملـّـي كا نلعبو بالتجرجيرة فالكُدية ديال ماديدة حدا دارنا.

وصلنا للدوّار واستقبلونا الكلاب بالنباح. كان الواليد موجّد واحد العكًاد طويل، وبيه باش بدا كا يهسّ عليهوم. قصد باب صاحبو، افقّير العربي، اللي كان حتّى هوّا كا ينزل عندنا ملـّي كا يتسوّق ثلاث المنابهة. كانو الناس نعسو، ولاكين السيد فاق وقال شكون، وجاوبو الواليد "عبلّا والحوساين"، ونزل من مصريّتو، وفتح لينا الباب ورحّب بينا. غير طلعنا للسقيفة، طـ'ـحت انا كي البطانة فالحصيرة، ما عقلت-ش حتّي فيقوني، حيث ناضو مازال وشعلو النار، وطيبو أتاي وشي باراكة ما باقيش عاقل عليها. الموهيمّ، كليت ووليت نعست بحال يلا كنت غير كا نحلم. معا طلوع الضوّ الأول، فيقنّي الواليد. قالو لينا مّالين الدار نتّسناو يطيب الحسا؛ قال الواليد لّا، الله يقبل الله يخلف، حنا زربانين.

خرجنا وقطعنا الدوّار؛ وفضاحية الدوّار، لقينا واحد الرباعة ديال الكلاب مدابزين بيناتهوم كا يشمشقو واحد الشكوة كا يسيل منّها اللبن، يعرف الله منين جابوها. نطق الواليد وقال: "اللبن على الصباح؛ هذا فال الخير يلا بغى سيدي ربّي". زدنا هابطين معا الجبل وانا وذنيّا على واحد الموسيقى على الصباح اللي بدا كا يضوّي فواحد السما صافية، ما عمّري سمعت بحالها: موسيقى مخلـّـطة كا تنباعث من "أكًرض نوريغ" وحتّى من "تازلوّمت" البعيدة، هيّا خاليط من صياح الديوكا، ونباح الكلاب بأصوات مختالفة، وتهراط الحمير، وتبلبــيل العتارس فالزرايب؛ وداكشّي كُلـّـشي معا ريحة دخان عود البلوط والعرعار واغُـزّير اللي هيّا الحطب ديال البلاد. فيّـقـني ووكًـّـضني داكشّي مزيان، ونسيت شوية المندبة د-الطريق د-الليلة د-البارح. ذزنا ثاني على الشعبة ديال "يغزر ن-تغيميمت" اللي كنّا حطّـينا فيها ملـّي كنا مطّـلعين العجلة. بغيت نمشي نزوّل شي كرموصات من واحد الكرمة تمّا، لاكين الواليد قال لي لا تفطر بالكرموص راه غادي يدير ليك اللية، وزدت خلفة معا الطريق.

قطعنا واد "كُـما"، وبدينا فطريق "تيزي وّمارخصن". غير كمّلناها، قال الواليد: ما نمشيو-ش كًاع حتى لتالكًجونت عاد ندورو لـتيليكنت؛ يالله نضربو النقّاب غير من جيهة يكًضاشن على يسرنا، ونخرجو فدوّار "تيليكنت" عند خوال مُّــك. وداكشّي اللي درنا. وصلنا لدار خالي عومار فجوايه العشرة. دقّ الواليد وخرجت مراة خالي عومار. هوّا ما كان-شي حاضر؛ كان فالغابة هوّا وولادو كا يسوسو ويلقطو "افياش" ديال أركًان.

قال ليها الوايد باختيصار باختيصار فالباب: الله يخليك راني غادي نخلـي عندكوم هاذ الولد لأني عندي واحد الاستيدعاء باش نحضر اليوم فالبيرو ديال تافينكًولت، وما عندي-ش الوقت باش نوصّلو للدار فالمنابهة. ديك المراة ما كانت-شي مرحّبة، والاكين ما قالت-شي لّا. ومن بعد، مشى الواليد لشغلو. فالغدّ ليه، فقنا بكري بكري ومشينا للغابة لجميع أركًان. خالي عومار معا ولدو الكبير كا يسوسو، وانا وولادو كا نلقطو فالشمش د-يوليوز بين الحجار والشوك. فجوايه الأطناعش كا نجمعو اللي لقطناه بالكًفاف ونديروه فالشواريات فوق الحمير ونصوقوهوم اللدار فين يتّفرغ افياش، ونتغدّاو ونرجعو ثاني حتى للعشية...

 كان ولدهوم الصغير، اللي أهوّا أصغر منّي بشي عامين، ما يحمل*شي فيّا الشوفة، وكا كًاع يقول ليهوم بعض المرّات: "أنا ما ناكُلش معاكوم يلا كاين معاكوم هاذاك". بقيت هاكداك شي تلت-إيام، حتّى حسّيت بلـّـي حتّى خالي ومراتو ما باغيين-شي منّي؛ وفواحد النهار، بغى كًاع خالي يضربني وهربت ليه لعند "خالي موحمّاد". تمّا رحبو بيا جميعهوم: خالي ومراتو وولادو وبناتو، اللي كانو، على حساب ما فهمت من بعد، ديما مدّابزين معا الأخرين على البلاد والدمنة. بديت كا نخرج معاهوم حتّى هوما لجميع أركًان فالغابة.

 

سوّلوني فدار خالي موحماد اشنو وقع للواليد، وحكيت ليهوم دوك ريوس الخيط ديال المشطبّة اللي كان عطاني الواليد فالطريق، واللي ما حكيتهوم-ش للأخرين، لأني ما كنت-شي مرتاح ليهوم. قلت ليهوم باللي الواليد شرح ليّا بلـّي النازيلة حرّكوها ضدّو دوك "أيت اومغار" ديال مدلاوة، اللي كان بينو وبينهوم حساب قديم، كيما ديما كا يعاود للناس داكشّي، من نهار تّسبّـب ليهوم فكسير الحفلة ديال تاسكيوين اللي نظّموها بموناسبة طلوع الحاكم الفرانساوي لمدلاوة فأيام الاستيعمار، وذاكشّي ملـّي ضرب بالتعريجة ديالو المقدّم، بوونشور، وفلـّق ليه شنايفو وهرب؛ ومن تمّا زاكًـ ونزل للمنابهة، وطلب ضيافين الله فزاوية دار الشرفا فين رانا ساكنين دابا، وتزوّج تمّا من أمّي بنت ختكوم، اللي هيّا جدّاتي، يامنة تاكًضاشت، كيما كا تعرفو، الله يرحمها. هادوك أيت ومغار، نوّضو واحد الجماعة ديالهوم ودارو منّهوم شهود الزور بـلـّي الواليد كا يقول للناس أنّ أمغار مازال كا يتّواصل معا فرنسا عن طريق التيليكرام اللي كا يصيفط صحابو لقنّاية جبل مولاي علي باش يدويو معاها بيه؛ ومن تمّا ورفعو عليه دعوة فالبيرو ديال تافينكًولت.

سمع خالي داكشي وبان ليّا عليه بلـّي دهش، ولاكين ما بان عليه، من بعد، حتّى شي حاراج من جيهتي. بقيت عندهوم واحد العشر إيام، وملـّي بديت كا نبكي عليهوم كلّ مرة، دّاني واحد النهار فوق البغلة لسوق الخميس ديال تالكًجونت، وخلـّص عليّا عشرة د-الريال باش يدّيني الرونو ديال "ماينكًاد" لأولاد برّحيل، ومن تمّا نبدا نسوّل ونكمل على رجلي حتى لدارنا. فدارنا لقيت الواليد راشقة ليه. قال ليك بلـّي ورّطهوم، وأن باباتهوم ولّاو كا يطلبو غير السلة بلا عنب، وأن الحاكم ديال تافينكًولت بدا عاود ثاني كا يحلبهوم غير باش يفلـتو من الحبس بسباب الزور اللي ثبت عليهوم. ولاكين الواليد زاد وقال: الحاقيقة هاذاكشي راني كنت كا نقولو للناس؛ والاكين قفيت هادوك الشمايت أولاد الحرام، حيث ما يعرفوش يترافعو. رشقت ليّا تمّ-تمّ واخّا بقى فيّا الحال علاحقّاش ما بقاش رجع يجيبني للدار ملـّي فلـ'ـت من الحبس فتافينكًولت.

-----------

محمد المدلاوي



25/07/2018
6 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 345 autres membres