OrBinah

(En arabe marocain). Jeu d’enfants: falashs de narration ethnographique en milieu rural (Maroc)

"عين العوينة"

 

1- اللــعــــــب

 

 

 

 

من نهار بدا كا يخرج حفيان من الدار، ويدوز من "باب الجامع" حتّي يخرج من "الباب البراني"/"فّمّ الباب" من ورا السوار العالية ديال "دار الشرفا"، بدات كا تبان ليه الدنيا واسعة وعريضة، بعدما كان كا يشوف، فمراح دارهوم، غير طرف من السما.

دابا، من "فُمّ الباب" بداو كا يبانو للوليّد الجبال من ثلث جيهات على حدّ الشوف، اللي هوّا حد الدنيا. بدا كا يسمع سميات الدواور، بالخصوص "دوّار العوينة"؛ حيث كا يشوف الناس ملّي كا يدّيو البهايم يورّدوهوم فالعين، وكا يسمعهوم يقولو بلّي غاديين للعوينة. دوّار العوينة مضرّقاه غير الكُـدية القريبة نتاع "نادر ايت عومار" فجيهة القبلة، عمّر ذاك الولد ما عرف كيفاش دايرة العوينة.

واحد النهار رغب خواتاته، ملّي ثاني دّاو البكًر والحمار يورّدوهوم، باش يخلّيوه يمشي معاهوم، وقبلات الكبيرة، بالصحّ قالت ليه بلّي راه ما تحزمه-شي ثاني يلا عيى بالمشي. قطعو السهب وطلعو معا الكُدية، وبان دوّار العوينة وجناناته اللي غير قراب حتّى هوما. زادو ذوك الطفلات والطفل هابطين صياكًين بهايمهوم، وبداو كا يبانو ليهوم شي ولاد أكبر منّهوم شوية كا يتّزافطو فالقنت ديال الدار الأولى من دوّار العوينة. غير وصلو باش يدورو بالبهايم ديالهوم معا الدورة، تجمّعو ذوك الدراري وبداو كا يخنزرو فيهوم حيث ما-شي هوما من الدوّار. واحد الجوج، الكبار كًاع فذوك الدراري، طلّعو قشاشبهوم حتّى للبوط وبقاو حزاطـ'ــط، وبداو كا يقولو شي كلام كان الطفل تعلّم بلّي هوّا كلام خايب. تّرعبو ذوك الخواتات بزوج وتّزنّكو وجاههوم، ومات خوهوم بالخوف. بدات الكبيرة كا تقول لذاك الكبير من الدراري، اللي جا تابعهوم، وصحابه كا يتّضاحكو من وراه: "عطينا الله يرحم والديك بالوقّـر على ربّي؛ عطينا بالوقّر على ربّي، ولّا نكًولها لــبُّـــا"... وملّي وصلو لحدا واحد العرصة اللي سمعهوم خوهوم قالو بلّي هيا "عرصة إيحسّانّ"، تعرّض ليهوم ثاني واحد الدرّي كبير بنفس الكيفية وبنفس الكلام، وترعبو مرة أخرى.

غير قرّبو يوصلو للعاين، بداو البهايم كا يجريو ويرابعو بوحدهوم، حيث كانو عطشانين، ونزلو بعجاجتهوم للعاين وبداو كا يشربو. تمّا شاف ذاك الوليّد "عين العوينة" كيفاش دايرة للمرة الأولى. وشاف فكارن الما، والحوت، وحتّى العلــ'ـكًـ، اللي كانت نانّاه كا تجري تهسّ بالعصا على أيّ وحدة منّه يلا كانت جايّة كا تشالي بقزّيبتها لجيهة زنفرارة شي بكًرة كا تشرب. سوّلها خوها علاش، وقالت ليه بلّي العلكًة كا تلصق فالحلق وتبدا تصمّ الدم وتغلاظ ويمكن تموت البكًرة!

ملّي كًاع شربو ذوك البهايم، جاو البنات وخوهوم راجعين بيهوم منفوخين ومزنطرين كروشهوم بال وثقُـال فالمشية، ودازو بيهوم هاذ المرة من طريق أخرى ديال دوّار العوينة باش يروغو على التعدية ديال ذوك الدراري. وكان موحمّاد كا يحملق بعينيه فكل حيط، فكل قنت وفكلّ مراة أو راجل تّلاقاوه. سوّلاتهوم واحد المراة هازّة قلّتها على ظهرها لجيهة العاين: "واش خوكوم هذا، ا-بنات عيشة حماد؟ كي سميّــته، وشحال فعمره؟" جاوبت الكبيرة وقلت ليها: "إيّيه، سميّته موحمّاد، تّزاد فالعيد الكبير، هاذي شي خمس عياد، وهوّا قرين لالة فضيلة عزيز على ما تا يكًولو". ملّي وصلو للدار، حتّى واحد ما قال حتّى شي حاجة لا للواليد ولا للواليدة؛ كلّ وحدة سالات شغلها، وخرج موحمّاد كا يجري فين يعاود للالّة فضيلة على العوينة وعين العوينة ويلعبو ثاني "تيغديوين".

***

مع الأيام ملّي كبر موحمّاد شوية، ولّى كا يدّي البهايم غير بوحده يشرّبهوم. وبشوي بشوي بدا كا يزعم ويتعلّم، ويتّعارف معا الدراري ديال دوّار العوينة ويمشي مرّة-مرّة يلعب معاهوم، حيث فدوّار الشرفا اللي كانو فيه غير ثلث كوانـ'ــن، كان كاين غير هوّا وجوج خّوتو صغار عليه، وما كان يصيب معا من يلعب ملّي ما يكونو-ش كلّفوه يطلع للسطاح ويبدا يرد البال للنعيجات اللي سارحين فــ"شكّـّ الدار". وذاكشّي حيث حتّى لالة فضيلة - اللي هيا قرينته وتراضع كًاع معاها كيما كا يسمعهوم كا يقولو – واللي كان كا يلعب معاها فدار اهلها، وكا يديرو "تيغديوين"، ويغرسو ريش الدجاج فالحزام ويبداو يجريو فالمراحات (مراح العيال، مراح الحاسي، مراح الطونية) وفالسطاون و"اعكًـُـمّأيات" ويقولو ها حنا كا نطيرو بحال الجاوش وتيفليلّيست، ، ولّى الشريف كا يمنعه من الدخول لجيهة الشريفيات الحاجبات باش يلعب معاها. منع عليه يفوت الباب الأول من بين ثلاثة  ("باب القوس") كيما كان ذاكشّي ممنوع على جميع الرجّالا، وهوّا كان مازال كًاع ما كا يمشي للسكُيلة. وذاكشّي ماعدا يلا بغى الشريف يسخّره باش يمشي يوصّي الشريفية مراته على شي حاجة، الشريفية اللي موحمّاد كا يناديها "مّــا عويش".من نهار عقل على راسه...

دابا، ملّي كا يصيب موحمّاد الوقت فاش يلعب، خصوصا ملّي كا يطلع الواليد لبلاده فالجبل، ويبقى تمّا سيمانة ولّا جوج، كا يسلت ويمشي لدوّار العوينة، اللي بشوي بشوي ولّى كا يعرف مزيان قتوته والناس دياله بسمياتهوم صغار وكبار؛ وذاكشّي خوصوا فالصيف، حيث كايمشيو الدراري يعومو فشاريج "تافراوت" ديال العين، ويبداو يتّمرغو فالغيس الكحل ديال الصهريج ويطليو بيه داتهوم كاملة، ويبدا يتّضاحكو ويتّراماو بالخـزّ؛ وبعض المرّات كا يجي واحد المرابط ما عنده ولاد، ويخاصم عليهوم ويجمع قشاشبهوم ويدّيهوم ليهوم، ويبقاو بحال زعاطـ'ـــط كا يتّفرجو فيهوم البنيّات اللي كا يجيو يعمّرو قُلالهوم بالما من فُـمّ العين.

غير فالعشية، اللي هيّا الوقيتة اللي كا يزهر فيها بزّاف اللعب ديال ولاد العوينة، كا يضطرّ موحمّاد يخلّيهوم جاعرين باللعب، يرجع لدوّار الشرفا قبل المغرب، علاحقاش غير يفوت المغرب، كا يغلقو الباب البرّاني بقفل مسرّح دخلاني؛ ومن نهار ماتت البوّابة، نّـــا الزهرة الله يرحمها، ما بقى من يفتح لأي واحد يلا كا يدقّ، حيث الديور بعيدة؛ وحتّى الباب الوسطاني، "باب الجامع"، ولّاو كا يسدّوه حتّى هوّا بنفس الكيفية بعدما ماتت البوّابة، نّـــا الزهرة.

ملّي فشي عشية كا يزهر بزّاف شي لعب فالعوينة ("حابة"، "غمّيضة، التنقاز"، "زّاق فرنو"، الغُـنا د-الميزان...) ويجعرو الدراري، وما يسخا-ش موحمّاد، ويرجع معطّل، ويصيب الباب مقفول، كا يبدا يضقّـر بشي حجرة بالجهد حتّي يجيب الله يسمعوه فالدار ويجي الواليد يفتح ليه ويخاصم عليه. جوج واقيعات معا هذاك الباب عقل عليهوم مزيان:

كان فواحد المرّة طاحت عليه فكرة باش يجرّب واحد الفرمة صغيرة كاينة فخشب الدفة الكبيرة ديال الباب باش يدخل منها بحال المشّ، وصدقات ليه؛ ومن تمّا تّحل الموشكيل، وبقى ما كا يرجع بالجري من العوينة حتّى يقرّب يودّن العشا. واحد المرّة ما عرف-شي اشنو وقع للدفة: راسه ما بقاش بغى يدخل بسهولة فذيك الفرمة. بدا كا يدّابز يدخّله بالسيف؛ شوية كا يحس بالنياب د-الخشب د-الفرمة زيّرو ليه راسه؛ وبغى يرجع للورا ويخرّج راسه، وكا يزيد الوجع. ما بقى ليه غير يعطيها للعياط والسقُـيل بحال شي فار فالمنداف. سمع الواليد العياط، وجا كا يجري. حدر، وقال "امولانا لكاريم"، وهزّشوية ذيك الدفّة الثقيلة ديال باب القلعة، وسلّ موحمّاد راسه من فكّ المصيّدة، وفتح الواليد القفل المسرّح. دابا خاف غير من شي سقلات؛ ساعة الواليد بدا غير كا يضحك عليه، وقال ليه بالشلحة "ما كنتشي عارف بلّي راني ولدت فار". فرح موحمّاد ورتاح، وبدا عاد كا يتّعجب منباهر بذيك الصحة اللي عطى الله لــبُّاه باش زعزع هاذيك الدفة! من هاذيك، شعـ'ــف موحمّاد، وما عمره عاود جرّب يتسلّـ'ـل  من ذيك الفرمة نهار يجيب الله يرجع معطّـل من العوينة.

وحيث كان، فنداش منّه ما كاين، ما يخلّي زرب، والا سدرة، والا قـنت من قنوت القلعة وسوارها ما يينبشه ويفليه، اكتاشف واحد المسلك آخر منين يبدا يدخل يلا صاب الباب البراني تسدّ عليه. جرّب هاذاك المسلك فضوّ النهار شحال من مرّة بلا ما يشوفه حتّى شي واحد، وبدا كا يدوز منّه ملّي يجي معطّل ويطيح الظلام: كا يطلع معا ضلوع باب "الشفرحوش" ديال العرصة، اللي غير على يمين الباب البرّاني، ومن فوق منّه كا يدوز للسطح ديال الباب، ومن تمّا لسطاح الجامع اللي ما بقى فيه فقيه من نهار توفّى جدّه من مُّه، سي حماد اُعبد الواحد السكتاني اللي هوّا كًاع ما عقل عليه، ويزيد يتـمشّى شوية فوق الحيط اللي على جنب الحاسي د-الجامع؛ ومن تمّا ينزل لمراح الجامع من واحد القنت مبني بالحجر فين يتشعبق برجليه ويديه، وما-شي بتراب اللوح اللي ما فيه تقابي. واحد العشية كان الليل مظلام حيث لا كًمرة، وزايدون كاين السحاب، ياالله كان فوق الحيط اللي فوق الحاسي، وهوّا يتصفع فخدّه اليسري بالفتات ديال شي طوبة جات مشيّرة عليه من اليسر، وسمع فنفس الوقت صوت الواليد اللي قال: /ماد اوا يكًا غُّـاد؟/ ("شكون اوي هاذا؟"). مات الولد بالخلعة وغوّت "وااا بُّـا، راه انا هاذا"، وتدهشر وعلين ما  يطيح للجيهة الثانية ويدوز للبير، غير جاب الله حبط بيديه حدا رجليه على حرف الحيط وشكّر مزيان؛ وزاد الواليد فالحين: /اكّيد ور يالّ ربي، ا-وداي يورو وايّاض؛ نّيخ يسد كرا ن-ومخّار("لهلا يكًلـبك، آ-اليهودي بن اليهودي الاخر؛ يحساب لي واش شي شفّار".

*

المخّارا وتامخّارت، باين بلّي عطاهوم الله فالبلاد؛ حيث سمع عليهوم موحمّاد بزّاف من قبل ومن بعد، وما عمّره عرف كي دايرين ولا فين ساكنين؛ غير كان كا يسمع بلّي اللي قاتل الروح كا يكونو عينيه حومر. سمع بـ"سّي حمد العصّودي"، اللي كان كا يبيع الكروش بالكًـُـرعة فباب المكًزرة ديال سوق الطلاطا، ملّي خرجو عليه المخّارا واحد النهار بالليل فطريق رجوعه من السوق؛ وسمع على "سّي الطيّب" اللي كانو ذبحوه حتّى هوّا على عبرة شعير؛ وعلى نهار تّسرق بغل الشريف بالليل بدار الشرفا نفسها وكا يقول البعض بلّي ذاك الشلح المزوضي اللي كان كا يدّي طابا/تاباغا من "طازّارت" لبلاد الحوز وكا يتلّف بال الناس بالتبرغيز فالبغال هوّا اللي سرقه بالليل وخرّجه من واحد الفرمة كانت فالسور من جيهة الجنانات؛ كيما كان "عبدوالله اكًمار" اللي كان عايل سخّار فالدار مودّة طويلة ومشى، رجع واحد الليلة وطلع معا السور ونزل من السطاحبالحبل  لمراح "قبّة الخرّازا"، وسرق سبعالاف ريال للشريف من بيت الخزين.

كلّشي ذاكشّي علاحقاش، كيما كان يسمع موحماد، العادة فدار الشرفا هيّا أنّاهوم ما يربّيو-ش الكلاب. لاكين، الواليد ديال موحمّاد خرج فالأخير على هاذيك العادة، وربّى كلب فالزريبة بعدما قطع ليه الودنين ملّي كان صغير باش يحرار، وحتّى واحد ما قال حتّى شي حاجة.

--------------------------------

محمد المدلاوي

 https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques



08/03/2022
1 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 347 autres membres