(En arabe). Loin de toute attitude dogmatique envers le parti PJD (Maroc)
تعقيبا على قفشاتي في موضوع خطاب ما أسميتُه:
/الأغيوليات/ ("الاستحماريات")
بعيدا عن أي موقف دوغمائي من حزب من الأحزاب
أريد هنا أن أبين أن سلسلة تدوينات القفشات الفايسبوكية (نهاية أبريل – بداية ماي 2025) المشار إليها أبعدُ ما تكون من باب تحامل دوغمائي على حزب سياسي هو حزب العدالة والتنمية. ذلك الحزب الذي تربطني علاقات صداقة وتبادل مع كثير من أطره لسنوات قبل أن يمارس تجربتة الحكومية.
أقْـدَم تلك العلاقات التبادلية كانت مع الأستاذ سعد الدين العثماني منذ نهاية تسعينات القرن الماضي، وكان من بينها تبادلاتنا حول نص ترجمة الأستاذ حسين جهادي لمعاني القرآن في بداية الألفية وفور صدور تلك الترجمة. وقد كنّا الوحيدين اللذين قاما - كل منا من جانبه على حدة - بإنجاز دراستين معمّقتين لنص تلك الترجمة، وذلك من دون كلّ الجموع الغفيرة التي كانت قد اكتفت بأثارة ضجيج أيديولوجي كبير قبيل الصدور وبُعيده حول مبدإ تلك الترجمة في حدّاته.
اختلفنا جزئيا حول مسألة أدلجة حرف كتابة اللغة الأمازيغية في غمار ما كان قد عرف بـ"حرب الحرف" سنة 2003. ثم تمثل أهم تبادل آخر بيننا قبل سنوات في قيامي بمراجعة تحرير كتاب للأستاذ العثماني في موضوع الأمازيغية قام بتجميع مادته وترتيبها الأستاذ يحيى شوطا الذي كان يعمل مستشارا في ديوان الأستاذ العثماني.
أما الإطار القيادي الثاني في حزب العدالة والتنمية، من الذين جمعتني بههم علاقات صداقة وتبادل، فهو الأستاذ مصطفى الخلفي.
فبعد بعض اللقاءات بيننا بمدينة الرباط (أهمها لقاءاتنا في افتتاحات تجديد مكتب "الجمعية المغربية للدفاع عن العربية" على عهد رئيسها المؤسس، الراحل موسى الشامي، وحديثنا على هامش ذلك)، ولا أنسى ملتقى في المكتبة الوطنية تحدث فيه الأستاذ عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في موضوع لم أعد أذكره فقدّمني إليه الأستاذ الخلفي بكلمات جميلة ثم أهديت للأستاذ بنكيران نسخة من كتابي لسنة 2008 ("مقامات في اللغات والعقليات؛ الهوية والتحديث بين التذكير والتأنيث") فتقبله بكلمات جميلة، ثم انتهى اللقاء بدعوة إلى وجبة غذاء خارج مدينة الرباط على الطريق الوطنية المتجهة شرقا.
لكن أول وجه من أوجه التبادل/التعاون الملموسين مع الأستاذ الخلفي كان سنة 2003 لما هاتفني (وكنت أعمل حينئذ في المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية) في موضوع حوار معي لفائدة مجلة "الفرقان" حول مسألة حرف كتابة اللغة الأمازيغية، فرحبت بذلك وتم تسجيل الحوار بمقر المجلة (قرب "باب العلو" بالرباط) ثم نشر نص تحريره في العدد-49 من تلك المجلة.
أما آخر وجه لذلك التعاون فقد كان على إثر نشري مقالاً بكل من الإنجليزية والعربية في شهر فبراير 2015 بعنوان "نوام تشومسكي و'الربيع العربي' وقضية الصحراء" وهو الآتي:
https://orbinah.blog4ever.com/in-english-chomsky-the-arab-spring-and-moroccan-sahara
اتصل بي الأستاذ مصطفي الخلفي هاتفيا وهو حينئذ على رأس وزارة الاتصال، ودعاني إلى زيارته في مكتبه بمقر الوزارة الذي لا يفصله عن مقر عملي حينئذ (المعهد الجامعي للبحث العلمي) سوى بضع عشرات من الأمتار. هناك تحدّثنا عن المقال المذكور، ثم حدثني عن برامج تواصلية تعدها الوزارة. وفي ذلك الباب اقترح عليّ الاتصال باللساني والمفكر الأمريكي نوام تشومسكي ومفاتحته في موضوع دعوته إلى المغرب ليفصّل آراءه أمام الجمهور المغربي في فضاء يليق به في الموضوع الذي تناوله المقال ('الربيع العربي'، 'قضية الصحراء' كما يراهما).
ومن أجل اختصار القول في ما آل إليه ذلك المشروع/المقترح، وكذلك من أجل توثيق ذلك القول، سأكتفي هنا بنسخ لجانب من مراسلاتي الإليكترونية في الموضوع مع كل من الوزير مصطفى الخلفي من جهة واللساني والمفكر الأمريكي نوام تشومسكي، وذلك كما أرشفت تلك المراسلات في أرشيفي الخاص:
3 رسالتي بتاريخ 30 مارس 2015 إلى وزير الاتصال السيد مطصفى الخلفي:
[[حضرة السيد الوزير، الأستاذ مصطفى الخلفي المحترم
مباشرة بعد لقائنا الأخير بمكتبكم، قمت في نفس الليلة، وفي إطار تبادلاتي الشخصية مع نوام تشومسكي، بتحرير مشروع رسالة أولية لجس نبض هذه الشخصية المؤثرة علميا وإعلاميا بخصوص مسألة أمكان استقدامها إلى المغرب؛ وذلك تمهيدا، في حالة ما إذا أبدت موافقتها المبدئية، لتًـبعث إليها مؤسسة مغربية معيّنة دعوة رسمية. ولقد بعثت إليكم في الحين بنسخة من تلك الرسالة التمهيدية لغاية ما إذا كان هناك شيء يضاف إليها.
وإذْ الفترة الزمنية التي تفصلنا عن سيبتمبر المقبل، الذي كنا قد قدرنا أن يُنظم فيه الحدث، فترة جد قصيرة، وإذْ لم يتصل بي السيد على العمراني بأي حال من الأحوال، وإذ أعرف جيدا مدى انشغالات تشومسكي ومدى حرصه على ضبط مواعده على المدى البعيد، فقد قمت هذه الصبيحة ببعث الرسالة إليه (وتجدون رفقته نسخة منها). ولقد أجابني على التوّ، بعد بضع ساعات فقط من أرسالي. وهذا نَسخ لنصي تبادلنا الأخير هذا اليوم:
2 نص رسالتي إلى نوام تشومسكي (ويتضمن الإيميل رسالة تفصيلية مرفقة):
From: Elmedlaoui Mohamed [mailto:elmedlaoui@yahoo.fr]
Sent: Monday, March 30, 2015 10:37 AM
To: Noam Chomsky
Subject: Re: On being refused access to the Palestinian Territories
Dear Noam Chomsky
Please open the attached letter.
Mohamed Elmedlaoui
3 جواب نوام تشومسكي على رسالتي المرفقة (مشروع دعوته إلى المغرب)
Noam Chomsky
Many thanks for the kind invitation. I wish I were in a position to consider it. I’m afraid that travel schedule is so intense that I cannot even think about anything more for well over a year ahead, and after that the ratio of longstanding invitations to gaps is overwhelming. Can’t manage a fraction of what I’d like.
Noam Chomsky
مع التحية والتقدير، حضرة السيد الوزير.
وأنا مستعد طبعا لأي وجه آخر من أوجه التعاون في المجالات التي لي فيها نصيب من الكفاءة
محمد المدلاوي ]]
--------------------------------
هذا عن العلاقة مع بعض الأفراد من أطر حزب العدالة والتنمية؛ وهي كما تبين العناصر السابقة أعلاه تبعد قفشاتي لهذه الأيام الأخيرة (نهاية أبريل – بداية ماي 2025) عن أيّ جنوح تحاملي دوغمائي.
أما ما يتعلق برأيي حول الحزب كحزب من حيث تأطير المواطنين، ومن حيث تعامله الداخلي وتأهيله نفسه من خلال مؤتمراته، وكذلك من حيث شعاراته (محاربة الفساد من خمور ومهرجانات، تقديم القدوة...) وتطوّر برامجه السياسية المقدمة خلال مؤتمراته وكذلك ممارساته الحكومية ما بين الجدّ والإثارة (لوائح المستفيدين من رخص مقالع الرمال، ورخص الصيد، ومأذونيات النقل/لاكًريمات، والمعاشات الضخمة)، فقد تابعت ذلك بصفتي مواطنا يواكب الشأن العام ويشفق من بعض الجنوحات التي تعصف أحيانا ملتجئا أحيانا إلى مجرد أسلوب قفشات السخرية حينما يبلغ الجنوح شأوا مخيفا مفزعا؛ وقد أعود إلى ذلك إذا ما تيسر لي استجماع ما كنت قد قلت فيه عن طريق التنقيب في أحشاء أرشيفي. وكعينة من ذلك، أورد هنا، مما عثرت عليه، مقتطفا من نصّ عمّمته في مدونتي OrBinah سنة 2027 إثر إحدى الأزمات السياسية تحت عنوان "قراءة في دلالات مؤتمر حزبي":
[[إن لازمةُ الدعوات المتكررة إلى "تأهيل الأحزاب" لتُترجم هاجسا دائما منذ مدة طويلة لدى عقل الدولة من أجل تجديد النخبة السياسية بما يحفظ التوازنات التي يراها ذلك العقل مناسِبة لحالة الاستعدادات الجمعية العامة للمجتمع المغربي في لحظاته الراهنة. وبعد تـأهل حزب قويّ ذي رجعية دينية وعلاقاتٍ خاصة محمولة عليه في الأثير (حزب العدالة والتنمية)، وحيازتِه لتلك المواصفات التأهيلية (التشبيب، والشكلية الديموقراطية الداخلية، وعقد المؤتمرات في آوانها ...)، وفرضِ نفسِه على الساحة وحيدا بتلك المواصفات، بينما ظلت سائر الأحزاب الأخرى مستمرة في منطق آلياتها القديمة (غلبة ومركزية طبقة تشيخ باستمرار، تعطيل المؤتمرات أو حسم أمورها بالطرق التقليدية حيث تصبح الهراوات والكراسي والصحون والرغائف أدوات إقناع ويصبح الانشقاق أبرز ما يسفر عنه المؤتمر في كثير من الحالات انشقاقات ... بعد كل ذلك، وجد عقل الدولة أن تلك التوازنات التي يراها ضرورية قد اخــــتـلـّـــت بشكل كبير.]]. من تدوينة بتاريخ 2 أكتوبر 2017، هذا رابط نحوها:
--------------------------------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 357 autres membres