OrBinah

(En arabe). L’odyssée eschatologique "Amehdar/Sabi (poème berbère transcrit en graphie arabe avec traduction en arabe)

عودة إلى ملحمة الصــــبي، ريّــــــان، الذي غيّبته ظلمات الجُـبّ،

من الجانب الأدبي هذه المرة.

8 فبراير 2022

 

 

 

تداعياً مع تدوينتي لأول أمس على الفايس بعنوان "روح الصبــــــــــي ريان قربانٌ طهور في ملحــــــمة من أجل الحياة"، تذكرتُ أن تقاليد الشعر الأمازيغي غنية بالملاحم والأوديسات السماوية والأخروية. تذكرت بالضبط الأوديسا الأخروية المغناة والمعروفة في بـ/أقُّـسيد ن-صّـــابي/ ("قصيدة الصبيّ")، التي كان أول من دوّنها ودرسها، حسب ما أذكر، هي الباحثة الراحلة، بوليط كًالان-بيرني، زوجة الراحل ليونيل كًالان. ولهذه القصيدة عدة روايات (انظر أمارير 1975. Boogert 1997). وهذا نسخ لما ورد بشأنها في كتاب "رفع الحجاب عن مغمور الثقافة والآداب" (محمد المدلاوي-2012):

 

[[أما الأوديسات الأخروية، فأشهرها الأوديسا الأمازيغية المعروفة بـ"الصبي"، ذلك التلميذ الحافظ للقرآن، الذي أصبح عالما، والذي فاز بمأوى في الجنة بعد الممات، فلم يجد فيها أثرا لأبويه اللذين كانا - في غيبة عن علمه - قد ارتكبا إثما عظيما، لم يكن يتمثل في الشرك أو الفسق، أو في التفريط في الشعائر، ولكن في قتلهما ضيفا من أبناء السبيل ومن الحجيج، طمعا منهما في ماله لكي يُسعدا به ابنهما ويؤمّنا له متطلبات حفظ القرآن وتحصيل العلم. ولقد استطاع الصبي، بعد مغامرات بين الجنة والنار، نزل خلالها إلى الجحيم بحثا عن والديه، استطاع في تقرّبه إلى الله ورسوله أن يشفع لأبويه، وأن يخرجهما من السعير حيث كانت تنهشهما أفاع من نار، وأن يدخلهما إلى ظلال جنة النعيم، بفضل بركة القرآن الذي كان قد حفظه في صدره بفضل تضحياتهما؛ بل لقد تعدت الاستجابة لاسشفاعه فشملت سبعة أجيال من ذويه.

 

وهذه مقتطفات من تلك الأوديسا الشعرية الأخروية:

1  اد-اك عاوداخ لقيسّت، ا-ربّي كمّـل-يـتّـيد،

"سأقص عليك قصة؛ يا ربّ أعنّي على استيفائها،"

 

2   لقيسّت ن-يات تمغارت، اخوتي، د-يان ورگــاز

"قصة رجل وامرأة، أيها الإخوة"

 

3   يلا-تـّـنّ  س-نّيـكاح؛ ا-يصحان يودّ  لفرض

"تزوجها بعقد نكاح، وأدّى الفروض أداء"

 

4   ارون يان وفروخ ينشا-ت ربّي زوند لباز

"فأنجبا فتى أنشأه الله كمثل البازي"

 

5   اسين-ت ايلّـغ يساوال ار يتّلعاب

"فتعهّداه إلى أن اصبح يتكلم ويلعب"

 

بعد هذا أدخل الأبوان ابنهما إلى الكتاب حيث حفظ القرآن ثم شد الرحال للتدرج في تحصيل العلم، فحصل خلال ذلك ما حصل من طرف والديه في سعيهما لتأمين تكوينه بكل الوسائل دون علم منه إلى أن أصبح عالما وأدى فريضة الحج. ولما التحق بهما بعد وفاة الجميع، وهو حامل القرآن والعلم في صدره كانت مثواه في الجنة؛ وهنا يبدأ الجزء الأخروي من الأوديسا:

 

6   ا-تيس سات ن-لجنات وكان ا-غ يتنزاه

"وبينما هو في نزهة في رياض الجنة السابعة"

 

7   ور-نّ يوفي ويلّي-ت ورونين، ايو، يقنض

"لم يجد أثرا في الجنة لأبويه، فاستبد به الأسى"

 

8   ار-اس تالاّ تيطـّ امطـّا زوند وگــّوگـ

"تفجرت عيناه تذرفان من الدموع ما هو بقدر الغمر"

 

9   ا-ما ف-يسكر مولانا لجنّـت، سكرن لعدوب

[فتساءل:] "ترى، لماذا خلق مولانا الجنة وخلق كذلك العذاب؟"

 

10  يميل، يفتو س-يمي نّون وكان، ا-لعاداب

"ثم توجه إلى مدخلك، أيها الجحيم"

 

11  ياف-نّ خازين يكَـُّـر ف-يان لكُرسي ن-واراگـ

"فوجد خازن النار جالسا على كرسي من لهب"

 

12  الـّـن نس، اوا، زود وسمان يغ يضار ييگــّيگـ

"عيناه، يا أخي، كالبرق حينما يقصف الرعد"

 

13  ار يتاسي اسافو س-واياض، ور ار يحّــرگـ

"يتناول شهابا بآخر فلا ترقه النار"

 

14  لفايدا يامحضار يساولنّ ينا-ياسن:

"خلاصة الأمر أن الفتى نطق، فقال له"

 

15  ا-سّالام عاليكم، ا-خازينو لعاداب

"السلام عليك، أيا خازن النار"

+

16  الاّه-ات، مان شّرع، اخوي يسكرن غيكاد؟

"وا رأفتاه، بأي شرع، يا أخي، يحصل هذا"

 

17  الاّه، مامّي شيغ ايدا نس، ناگـُـي لحيساب؟

"وا رأفتاه، من ذا الذي أكون قد أكلت ماله وتملصت من الحساب؟"

 

18  الاّه، مان ياخُـربيش غ-ور سويغ يد-صمّيد

"وا رأفتاه، أين هو الكُـتّـاب لم اتجرع فيه قسوة البرد؟"

 

19  الاّه، مان ياخُـربيش غ-ور شيغ العگــّاد

"وا رأفتاه، في أي كُـتّـاب لم أتعرض للجلد بالعصا؟"

 

20  بابا د-ينّا، غيل، كشمن اگــُنس ن-لعاداب

          "والآن، هاهمَذا، أبي وأمي قد أُدخِلا جوفَ جهنم"

 

21  اوال-انّ كا ا-يـنّ، يسكر مولانا سّيـباب

"ما أن نطق بشكواه تلك حتى هيأ الله الأمور"

 

22  يشافعا-يس ربّي، يا گـُـما-حنّـا نو، د-موحامد

"فقبل الله، يا أخي استشفاعه، ورسولُه"

 

ثم أُعطِي الأمر لـ"خازن النار" بأن ينتشل الأبوين من الجحيم بعدما يكون الفتى قد دله على صفاتهما:

 

23  ا-شافاع-د، ا-خازين، سات تاسوتين ن-غّواد

"انتشل يا خازن النار سبع أجيال من ذوي هذا الفتى"

 

24  ين-اس ما يگـن تيميتار نسن؛ لاّن لعدود

"اسأله عن أوصاف أبويه بالتحديد"

 

25  ينّا-يسنّ: ا-باب يگـا طـّول يلان لعروض

"قال الفتى: أبي طويل القامة، عريض المنكبين"

 

26  يگـان ارگـاز ن-توزّمت ا-غ نقّـر شّيب

"كان رجلا كهلا بدأ الشيب يظهر عليه"

 

27  ينّا-ياسن: ا-ينّا تگـا مربوعات ن-لقادّ

"أما أمي فكانت ربْعة القدّ"

 

28  ا-يالّن نس، ا-خويا، زود وفوغ ن-لباروض

"عيناها، يا أخي، كمثل البارود إذا أورى"

 

29  ا-هانّ يكشم خازين، ستاران لعدوب

"هنا، دخل خازن النار يتفقّد جوف جهنم"

 

30  يبّي لواد، س-لواد، ار ساقّـار ا-خ-تند يوين

"من واديّ إلى واديّ إلى أن أستخرجهما من وادي سـقـّر"

...

40  يوفا-تنينّ يشا-تن يان يفيغـر ن-لعداب

"وجدهما وقد لذغتهما حية من حيات الجحيم"

 

41  لفايدا، امحضار يساول-نّ، ينا ياسن:

"فنطق الفتى وقال لخزين النار:"

 

42  الاه-ايت، ا-خازين، يس د-بابا نو اياد؟

"وا رأفتاه، أيا خازن النار؛ أفهذا أبي؟"

 

43  الاه-ايت، ا-خازين، يس د- ينّا نو اياد؟

"وا رأفتاه، أيا خازن النار؛ أفهذه أمّي؟"

 

44  اوا-لفايدا، ينّـاس ادّ يساولن تيني-د:

"وهنا، نطقت أمه فقالت له:"

 

45  ماد گـيتنغ توكزت، ا-ييوي؟ نكّـن، ا-يو، ا-يا-د

"ماذا توسمت منا، يا بنيّ، فنحن أبواك بالتأكيد"

 

46  ار حّـرگـخ ار يغ اكّـُ نگــا د-صّمخ، نورّي-د

"نحترق إلى أن نصير مثل الصمغ، ثم نعاد جلدتنا من جديد"

(..................................................)

 

47  ا-ينّا-يس:  ا-ينّا، ما تعصيت ي-لواحيد؟

"سأل الفتى أمه قائلا: وما الذي اقترفته من معصية في حق الواحد [القهّار]؟"

 

48  تنّا-ياسن: ا-ييوى، كيـيـّيـن ا-ف نگـ غيكاد،

"فأجابته: يا بُنّي، إن من أجلك أصبحنا على من نحن عليه"

 

49  يغ ا-تالاّت، مقّار رانعصو نبيّ، مْحمّاد

"إذا ما كنت تبكي [كنّا نسعى لإرضائك] ولو أدى بنا ذلك إلى معصية الرسول"

 

50  هانّ سكرغ يان دّنب يعضمن، عود بيلّاه

"فلقد اقترفت إثما عظيما، والعياذ بالله"

 

51  يس نغيغ يان ضّيف يگــلـّين، يگـن لحاجّ

"ذلك أنني قتلت ضيفا من الحجيج [كان عابر سبيل]"

 

52  يضالب انغ ضيافينلاه، ننا-يس كشم-د

"فطلب من استضافته لله، فأدخلناه"

 

53  ننغي-ت، ا-يوي ياشكو طـّمع يگــا اكنّاد

"ثم قمنا بقتله لأن الطمع من أكبر الكائدين"

 

ثم تُختتم القصيدة على لسان الراوي الذي يعلق على مغزى الواقعة بهذين البيتين:

 

54  ا-ماد-كم يسّلّان ا-لالّا، تورومت لحاجّ،

"ما الذي يبكيك أيتها السيدة وأنت قد أنجبت حاجّا"

 

55  لّيغ را-كّم-د يفوكّو غ-امّاس ن-لعاداب

"سيفك أسرك من جوف الجحيم؟"]]

--------------

من بين الذين سجلو هذه القصيدة غناءً، الرايس بوباكر انشّاد (توفي في الأربعينات من القرن-20):

https://www.youtube.com/watch?v=-R9k_rppC9w

-----------------------------------

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques



20/02/2022
0 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 345 autres membres