(EN ARABE) Livre sur la culture et la tradition orale de Marrakech
من جديد إصدارات الثقافة المغربة الأصيلة
"الطنجية المراكشية ومحيطها من الأدبيات الشعبية"
الاستاذة لطيفة العاصمي
المطبعة والوراقة الوطنية – مراكش
2015
(انظر صورة الغلاف هـــــنــــا)
كتاب صدر في إخراج ماديّ بديع، ورقا وحرفا وتصفيفا وصورةَ غلاف؛ وهو 160 صفحة. وهو كتاب يجمع نوادر وتحفا من الثقافة المراكشيّة التي طبعت الثقافة المغربية عامة منذ قرون؛ وذلك من خلال وصف الحياة الشعبية كما يترجمها ما يرتبط بالمناسبات المختلفة من فنّ القول وما يستلزمه ذلك من معايشة حية داخلية لتجليّات تلك الثقافة في تلك المناسبات. وقد زاد من أضفاء الحياة على ما قدمته الكاتبة، الاستاذة لطيفة العاصمي، لجمهور القراء أن تم إرفاق الكتاب بقرص مدمج يتضمن بعض فنون القول بعربية مغربية أصيلة المعجم والتركيب، مراكشية النكهة، مما تم جمعُه وتضمينُه كتابةً فالكتاب مع التمهيدات والشروح والتعاليق. فهنيئا للكاتبة ولمدينة مراكش ولمحبي الثقافة المغربية.
الكتاب ثمرة عدة سنوات من العمل. وكانت الأستاذة لطيفة العاصمي قد اتصلت بي منذ سنة 2013 عن طريق زميلتنا الأستاذة سلمى المعداني، فتابعت أطوار الكتاب باهتمام كبير. وإذ شرفتني الكاتبة بطلب تحرير تقديم لكتابها، فقد أسعدني ذلك وكان لي ذلك فرصة لأعبر عن رأيي في هذا العمل؛ وهذا نص ذلك التقديم كما ورد في مستهل الكتاب.
تـــــــــــقـــديـــــــــــــم
كتاب الأستاذة لطيفة العاصمي جاء في أوانه. ولقد جاء جامعا ما بين الإبداع التلقائي والتدوين الميداني المغربي لأعشار ما تبقى من ثقافة المغرب العميق، ثقافة أول عاصمة سياسية وحضارية مغربية انطلقت جذورها من الصحراء وعمق إفريقيا وقلب جبال الأطلس، وامتدت فروعها وظلالها وأشعاعها نحو المغارب وأوروبا، فامتزجت فيها عناصر كل تلك الآفاق بشريا وثقافيا. إنها حاضرة مراكش التي أعطت اسمها للمغرب، في أوروبا (Marruecos)، وحتى في المشرق إلى عهد قريب (بلاد مراكش).
تلك العناصر المختفلة الطبوع والألوان، قد بثّـت فيها الأستاذة العاصمي نفـَـسَ الحياة عبر نصوص حيّة خفيفة، تُغري بالقراءة من حيث لا افتعال أدبيَّ فيها، ولا افراط احتفالٍ احترافيّ بطقوس الأجناس الأدبية و/أو بالأساليب الوصفية. فمن خلال حديث وصفي لطبق "الطنجية" المراكشية، في علاقتها الحيّة بالطنجية الشفشاونية، وبما ارتبط بإعدادها وتقديمها من طقوس وعادتٍ وقواعدِ الأُدْبة والنُزهة، ومن أدبيات العبارات المسكوكة، والنكت المراكشيّة ذات النكهة الخاصة، تمكنت الأستاذة العاصمي من توثيق صفحات من أوجه الثقافة المغربية الأصيلة، التي هيّ اليوم في طريقها إلى الانقراض بفعل تسارع التحولات السوسيو-اقتصادية والسوسيو-ثفافية والتواصلية مغربيا وعالميا.
ولقد أغنت الكاتبة ما أوردته من ثقافة الطنجيّة المراكشية بما له صلةٌ به من أدبيات الأمثال والأحاجي، مدوِّنة كل ذلك بلغته الأصلية الأصيلة، بما يحمله معجم اللغة في حد ذاتها من حمولات ثقافية، إضافة إلى مضامين المادة الأدبية.
لقد قدّمت الكاتبة من خلال كل ذلك أطباقا مختلفةً ألوانُها وطعومُها وأفاويهُها لجمعٍ مختلفٍ ألوانُه ممّن سيجدون فيها طبقهم المفضل، كلٌّ حسَب ما يشتهيه ذوقُه. فالقارئ المستمتع العادي سيستمرئ ما قرأ؛ والباحث الأنثروبولوجي سيقف على تُحف سوسيو-ثقافية ثمينة؛ وكاتب الحوار و/أو السيناريو سيجد في الكتاب مادة أصيلة في باب القول والقيم والعلاقات والهندام والرياش يُخلـّـص بها الإبداع السينمائي المغربي من إسقاطات الغرب والشرق، ليعكس حقيقة الموضوع وأصالة شخصياته.
ربما لم تُـفـكّـر الكاتبة في كل هذا، إذ يبدو أن عملها كان مجرّد استجابة لرغبة ذاتية؛ ولعلّ في ذلك خيرا كثيرا.
وبناء على كل ذلك، كما بدا لي، لا يسعني إلّا أن أهنئ الأستاذة لطيفة العاصمي على إهدائها هذه الدرّة الثمينة للخزانة المغربية في هذه اللحظة التاريخية بالضبط التي تتميز بـإزهار الثقافة المغربية، بكل أوجهها وألوانها وروافدها.
3 مارس 2014. محمد المدلاوي
المعهد الجامعي للبحث العلمي - الرباط
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres