(En arabe) Linguistique comparée et exégèse coranique
قصة كلمة /الأبّ/ في تفاسير القرآن
{وفاكهة وأبّا، متاعا لكم ولأنعامكم}
1- كلمة /أبّ/ اسم ثنائي مضعّف؛ وفكُّ تضعيفه /أبـَـبٌ/؛ وذلك مثل الثنائي المضعف /حـــبّ/ الذي يفك تضعيفه فيُـثلّث على /حــبــب/.
2- وهذا الاسم كلمة عادية جارية منذ القديم وإلى اليوم في اللغة العبرانية على شكل /אב/ [أب] في حالة التضعيف (في العبرية، التضعيف يخفّف لفظا في آخر الكلمة، أي ما لم تلحق الكلمة زائدة صرفية كعلامة الجمع أو ضمائر الجرّ)، وعلى شكل /אביב/ [أبيب] في حالة الفكّ الصرفي.
3- ونظرا للتركيبة اللفظية للكلمة (ا + ب)، ولترتيب ألفبائية اللغات السامية المحاكي للترتيب الفينيقي الذي على أساسه الأول تفرعت ترتيبات بقية الألفبائيات المعرفة اليوم بعد وضع كل منها، تعتبر كلمة אב / אביב ثاني كلمة ترد في المعاجم العبرية بعد الكلمة الدالة على "الأب"، أي "الوالد.
4- ومعنى هذه الكلمة العادية الجارية في اللغة العبرية، التي هي من أخوات العربية، هو "الربـــيـــــــع"، "الكـــــــلأ". ومنه اليومَ إحدى التسميات المكانية الكثيرة في غرب بلاد الشام، المبنية على أساس "تــــــلّ كذا" (أو ربــــوة كذا)، تلك التسمية التي أصبحت اليوم مشهورة هي تسمية "تل أبيب" (תל אביב) أي "تلّ الربيع".
5- هذه الكلمة من بين الكلمات الكثيرة عددا التي أحصاها اللغوي المقارِن يهودا بن قريش المغربي في رسالته المشهورة إلى يهود فاس، يحضهم فيها على عدم القطع مع تعلم العربية والكلدانية/الآرامية نظرا لقرابتهما من اللغة العبرانية التي هي لغة التوراة والتي يتوقف فهمها على الإلمام بأخواتها المذكورتين، فحرّر لهم تلك الرسالة التي تعتبر (إلى جانب مؤلفات ابن بارون وغيره من المغاربة والأندلسيين) التأسيسَ الأول، في القرن العاشر الميلادي، لعلم السانيات المقارنة المنهجية (قوانين اطراد التقابلات الصوتية بين لغات الأسرة اللغوية الكبرى الواحدة)، وليس أعمال النحاة الجدد في ألمانيا القرن 19 (أهمّهم Jacob Grimm) كما سرى ذلك في الاعتقاد من خلال كتب تاريخ تطور الفكر اللساني.
6- غير أن كثيرا من المفسرين المسلمين، الذين عُرفوا بالأمس وحتّى اليوم باكتفائهم بالعربية بل باستنكافهم من تعلـّم غيرها كأدوات معرفية في باب موضوعهم، قد ذهبوا مذهبا غريبا في تفسير تلك الكلمة (كلمة /أبّ/) التي تبدو غريبة في المعجم العربي رغم أصالتها وطابعها الجاري في معاجم أخوات العربية. فبدل أن يتعلموا اللغات واللهجات ويحصّلوا معرفة لسانية مقارنة ضرورية لفهم ما قد يبدو غريبا في النصّ القرآني (مثل: /اللـــــهـم/، /جــهنّــم/، /ولا تقولوا راعنا بل انظرنا/، /الخيط الأبيض من الخيط الأسود/ ...) هرعوا إلى الخليفة (أبي بكر وعمر) المدبّر للشؤون السياسية الدنيوية يستفتونه عن معنى /الأبّ/ (انظر هنــــــــا)، كما يستفتي بعض الناس اليوم مؤرخين وفلاسفة سياسة حازوا نصيبا من النجومية عن نوعية العلاقة البنيوية القائمة ما بين العربية المغربية والعربية الفصحى، في علاقة ذلك بأسئلة تربوية بيداغوجية وبتدبير شأن الحقل اللغوي في الفضاء المدرسي.
أما عن قصة القوم مع كلمة /اللـــهــــمّ/ كمثال آخر ذي دلالة، فيمكن الرجوع إلى نص قصير آخر بعنوان "قصة /اللـــــــــــهمّ/ ما بين الجاهلية والإسلام" (انظر هـــــــنــــا).
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres