OrBinah

(En arabe). Les origines et les sources des Guerres des Caricatures.

أصل حروب الكاريكاتور وينابيعها

 

 

بـــــسم الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أجمعين. ربى اشرح لي صدرى و يسّر لي أمرى و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي. سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.

 

أما بعد؛ فيا حضرة كلّ من يغارون على الأنبياء والمرسلين، من خاصّة الأبرار المستقيمين المتزنين المتّقين، ومن عامّة جمهور المشاغبين الحماسيين المنفعلين الحيّاحين، لقد سبق لي أن بيّنت في عدد من كتاباتي المنشورة في باب التصويريّات أن فنّ التصويــر، الذي حرّمته العقيدة/الشريعة اليهودية، فاتّبعها في ذلك التحريم الفكرُ الإسلامي، كان فنّا موجودا ومنتشرا/مزدهرا في الثقافة الإسلامية على مرّ عصورها وإلى العصر الحديث، مع مجرّد فارق كون ذلك التصوير قد اتخذ في هذا الفكر الأخير شكل المنطوق و/أو المكتوب بدل شكل المرسوم بالخطوط والظلال والألوان. وكما هو الشأن في كثير من مسالك الكتاب المقدّس عند اليهود في توصيفه وتصويره لبعض الأنبياء والرسل ولكثير من لقطات مروياته عن حياتهم وسلوكاتهم كانفضاح السوأة والسكر ومضاجعة الذرية من البنات مخافة الانقراض، وبشاعات التقتيل...، فإن نصوص السيرة والحديث في الفكر الإسلامي تعجّ بأضعاف مضاعفة من مثل ذلك.

وإذ حصل، كما ذُكر، أن تحريم التصوير في الثقافة المشرقية عامّة لعهود ما بعد الرسالات السماوية (في مقابل الثقافة الإغريقو-لاتينية مثلا)، قد استهدف أسلوب التشكيل البلاستيكي في ذاته كأسلوب وليس كفن تصوير من حيث هو تعبير، فقد أصبحت اللغة الناطقة/المكتوبة هي الأسلوب البديل الذي ازدهر. وإذ كانت اللغة دائما، بأدواتها المعجمية والتركيبية والبلاغية وما يُنتج بها من نصوص، وحسب تبدّل أوجه التدافع السوسيوثقافي، مؤسّسةً تهيكل تصوّر الواقعين الطبيعي والاجتماعي وحتّى نصيبا من المنطق كذهنية، فيُميَّز في طيف تجلّيات سجلّاتها بين قيم مختلفة من الفصاحة أو العيّ، ومن العالِميّة أو العامّية، ومن القدسيّة الغيبية السماوية أو العادوية الزمنكانية، فإن وقع نفس المضمون التصويري لماهيّة من الماهيات أو لواقعة من الوقائع، ونوعيةَ إدراك ذلك المضمون، أمور تختلف باختلاف السجل اللغوي المستعمل. وإذا أصبحت الكرَكْـترة أو الكاريكاتور اليوم أسلوبا في فن التصوير يتمثل في اختزال معالم وقسمات شخصية معينة أو واقعة معينة بتضخم بعض القسمات والتفاصيل التي تريد إبرازها اعتمادا على عناصر توفّرها الأخبار الناطقة والمروية والمكتوبة والمرئية، فإن مثل هذه المصادر ومثل تلك العناصر كثيرة وكثير في أدبيات الفكر الإسلامي والفقه الإسلامي. وهي متاحة منذ قرون، وإلى اليوم على الأخص بفضل إتاحية المعلومة ودمقرطتها. وإذا ما أثار نقلُ بعض تلك العناصر المشار إليها ما أثار من قلاقل، بعد نقلها من حين لآخر من إطار تصوير لغوي إلى إطار تصوير بلاستيكي (الكاريكاتور) في العقود الأخيرة في إطار صدام سوسيو-ثقافي وحركية ديموغرافية بين ذهنيّـتي ثقافتين، فإن مجرد نقلها كذلك، بنفس مضامينها الدلالية، من السجلّ الفصيح/المقدّس/العالِم، سجلّ الخاصّة، إلى السجلّ العامّي/الزمني/العادوي للعامّة في طيف سجلّات نفس اللغة، العربية هنا، يُميط النقاب عن طبيعتها الكاريكاتورية، التي هي أصل كل الكاريكاتورات التي شغلت الخاصة والعامة اليوم، والتي أفضت إلى كل ما أفضت إليه من صدام. ولكي يجرب المرء أو المرأة هذا، فما على المجرّب إلا أن يقرأ تصوير الواقعة الجزئية الآتية التي عنونها المدوّن الفايسبوكي رحيم هاشمي (Rahim Hashimi) بـ"غزوة خيبر"، وكما صورها بالعربية المغربية الدارجة مضيفا إليها من معجمياته الكاريكاتورية الخاصة، ومتْبعا نصّـه الكاريكاتوري بالنص الأصلي كما ورد موثّقا بسنده في الأدبيات الإسلامية بالعربية الفصحى:

https://www.facebook.com/hachimi.rahim/posts/10224996109907931

-----------------

أحد النصوص المنشورة التي عالجت مستوى عامّا من مستويات مسألة التصوير ما بين ثقافة الغرب الإغريقو-لاتيني وثقافة مشرق الرسالات السماوية:

" الأنماط الثقافية والمواقف إزاء الفنون التشكيلية" (2014)

https://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-types-de-culture-et-arts-plastiques

.

نشرت صيغته الفرنسية حسب التوثيق الآتي:

Elmedlaoui, Mohamed (2018) "Représentation du corps dans les cultures sémitiques postérieures à la Révélation"; pp:67-92 in Politiques du corps سياسات الجسد. Coordination: Farid Zahi, Zakaria Rhani. Publications de l’Institut Universitaire de la Recherche Scientifique. Rabat. 2018.

-------------------------------------

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques



12/11/2020
0 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 343 autres membres